الذهب يستعد لانخفاض أسبوعي وسط ترقب لخطاب باول

سبائك ذهبية معروضة في مكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في مكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)
TT

الذهب يستعد لانخفاض أسبوعي وسط ترقب لخطاب باول

سبائك ذهبية معروضة في مكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في مكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب قليلاً، يوم الجمعة، لكنها تتجه صوب انخفاض أسبوعي بعد انزلاقها من مستويات قياسية مرتفعة مع تعافي الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة قبل خطاب رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، الذي قد يعطي مؤشرات على خفض أسعار الفائدة.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 2488.74 دولار للأوقية بحلول الساعة 02:75 (بتوقيت غرينتش). وارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.3 في المائة إلى 2524.30 دولار، وفق «رويترز».

وهبطت أسعار الذهب، التي سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2531.60 دولار يوم الثلاثاء، بنحو 1 في المائة هذا الأسبوع، متضررة من ارتفاع مؤشر الدولار وعائدات السندات الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات بعد زيادة غير متوقعة في معدل البطالة.

وقال كبير محللي السوق لدى «كيه سي إم تريد»، تيم ووترر: «ارتفع الذهب، وإن كان بحذر، نظراً لما قد ينتظرنا في خطاب باول في جاكسون هول».

وأضاف: «إن بقاء الذهب دون 2500 دولار قد يكون مؤقتاً بطبيعته، حيث لا تزال الأساسيات تبدو مواتية للمعدن النفيس».

وأعرب صناع السياسات في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، يوم الخميس، عن دعمهم لبدء خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، مع تراجع التضخم وإظهار سوق العمل علامات على التباطؤ، رغم أن أحدهم أشار إلى أنه ليس في عجلة من أمره لتخفيف السياسة.

وسيركز المتعاملون الآن على تعليقات باول في ندوة ،الاحتياطي الفيدرالي، في كانساس سيتي في جاكسون هول بولاية وايومنغ في وقت لاحق من اليوم.

وقام المتداولون بتسعير كامل احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الشهر المقبل، مع وجود فرصة بنسبة 76 في المائة لخفض بمقدار 25 نقطة أساس، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وقال صندوق «SPDR Gold Trust»، وهو أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، إن حيازاته ارتفعت بنسبة 0.13 في المائة يوم الخميس.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.2 في المائة إلى 29.03 دولار للأوقية، وزاد البلاتين بنسبة 0.7 في المائة إلى 950.55 دولار، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.7 في المائة إلى 926.75 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية

الاقتصاد سبائك مكدسة في غرفة صناديق الأمانات بدار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية

تداولت أسعار الذهب دون مستويات قياسية يوم الأربعاء بعد ارتفاع مدفوع بتدفقات الأموال الغربية وتفاؤل بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يسجل قمة جديدة متجاوزاً حاجز الـ2509 دولارات

سجل الذهب، يوم الثلاثاء، في المعاملات الفورية، مستوى قياسياً جديداً بلغ 2509.69 دولار للأوقية، مواصلاً مكاسبه وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يظهر في هذا الرسم التوضيحي سبيكة وعملات ذهبية (رويترز)

الذهب يتماسك عند قمة تاريخية… وانتظار لقرار «الفيدرالي» الفاصل

استقر الذهب قرب أعلى مستوى قياسي له يوم الثلاثاء مع انتظار المستثمرين محضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وخطاب رئيسه جيروم باول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بائع يلتقط صورة مع مجوهرات «هاريتاتج غولد» في متجر تابع لشركة «تشاو تاي فوك» للمجوهرات بشنغهاي (رويترز)

الذهب يتداول قرب مستوى تاريخي 2500 دولار وسط تفاؤل بخفض الفائدة الأميركية

تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين وحامت حول مستوى 2500 دولار، حيث عمد المتعاملون إلى جني الأرباح بعد صعود السبائك إلى أعلى مستوى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية في سيول (رويترز)

التفاؤل بخفض الفائدة الأميركية يدعم مكاسب الذهب الأسبوعية

استقرّ سعر الذهب، يوم الجمعة، وكان متجهاً لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط تفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ماذا يتوقع من خطاب باول في «جاكسون هول»؟

رئيس «الفيدرالي» جيروم باول يتوجه إلى حفل العشاء الافتتاحي في ندوة كانساس سيتي الاقتصادية السنوية في جاكسون هول (رويترز)
رئيس «الفيدرالي» جيروم باول يتوجه إلى حفل العشاء الافتتاحي في ندوة كانساس سيتي الاقتصادية السنوية في جاكسون هول (رويترز)
TT

ماذا يتوقع من خطاب باول في «جاكسون هول»؟

رئيس «الفيدرالي» جيروم باول يتوجه إلى حفل العشاء الافتتاحي في ندوة كانساس سيتي الاقتصادية السنوية في جاكسون هول (رويترز)
رئيس «الفيدرالي» جيروم باول يتوجه إلى حفل العشاء الافتتاحي في ندوة كانساس سيتي الاقتصادية السنوية في جاكسون هول (رويترز)

تشير البيانات الاقتصادية الأميركية إلى أن «الاحتياطي الفيدرالي» لديه الضوء الأخضر لخفض أسعار الفائدة، وتتوافق الأسواق المالية مع الخطوة الأولى، وقد أشار «المركزي الأميركي» إلى ذلك بوضوح يوم الأربعاء عندما أظهرت نتائج اجتماعه في يوليو (تموز) أن «الغالبية العظمى» من صانعي السياسة اتفقوا على أن تخفيف السياسة النقدية من المرجح أن يبدأ الشهر المقبل.

مع وضع كل ذلك في الاعتبار، ربما يكون هدف رئيس بنك «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، في خطابه الرئيسي يوم الجمعة في مؤتمر الأبحاث السنوي لبنك «الاحتياطي الفيدرالي» في كانساس سيتي أقل ارتباطاً بتشكيل التوقعات، وأكثر ارتباطاً بتقييم حالة الاقتصاد قبل ما أسماه خطوة أولى «حاسمة»، حسبما ذكرت «رويترز».

وأشار نائب رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» السابق والمستشار الاقتصادي العالمي الحالي لشركة «بيمكو»، ريتشارد كلاريدا، إلى كيف مال باول بشدة نحو خفض سعر الفائدة في اجتماع 17 - 18 سبتمبر (أيلول) في تصريحاته للصحافيين بعد اجتماع 30 - 31 يوليو: «لا أعتقد بأنه يحتاج إلى فعل كثير بعد المؤتمر الصحافي في يوليو». وأضاف: «لن يتمكّن من إنجاز المهمة، لكنه قد ينظر إلى العامَين الماضيَّين، أين كنا وأين نحن الآن، ويقرّ بأنهم قريبون من السيطرة على أسوأ معدل تضخم منذ 40 عاماً».

وسيلقي باول كلمة في نزل منعزل في حديقة «جراند تيتون» الوطنية في وايومنغ أمام تجمع أصبح منصة عالمية للمصارف المركزية لتشكيل وجهات النظر بشأن السياسة النقدية والاقتصاد.

باستثناء مرة واحدة، كانت الخطابات الستة التي ألقاها باول في المؤتمر، منذ أن أصبح رئيساً لـ«لاحتياطي الفيدرالي» في عام 2018، تفسيرية إلى حد كبير، تهدف بشكل أقل إلى التأثير في توقعات السياسة النقدية على المدى القصير وأكثر إلى شرح كيف يفكر المسؤولون في القضايا الهيكلية الرئيسية أو، منذ بداية جائحة «كوفيد - 19»، تفصيل آليات التضخم.

وكان الاستثناء في عام 2022 عندما كافح «لاحتياطي الفيدرالي» للسيطرة على توقعات الجمهور بشأن ارتفاع التضخم: ألقى باول خطاباً مقتضباً ومُحركاً للسوق يهدف إلى نقل جديته في الدفاع عن هدف التضخم البالغ 2 في المائة للمصرف المركزي. وأطلق عليه البعض «لحظة فولكر»، في إشارة إلى بول فولكر، رئيس بنك «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي تسبب في ركود في أوائل الثمانينات من خلال أسعار فائدة عقابية لكسر دورة التضخم.

رد فعل السوق

تجنب «الاحتياطي الفيدرالي»، بقيادة باول حتى الآن، مثل هذه النتيجة؛ إذ بلغ التضخم ذروته عند مستويات لم نشهدها منذ عصر فولكر، وبعد عامين من ذلك أصبح أعلى بنحو نصف نقطة مئوية فقط من الهدف. ومعدل البطالة، عند 4.3 في المائة، أقل بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 5.7 في المائة. وتبدو الأسواق المالية متوافقة مع اتجاه «الاحتياطي الفيدرالي».

وفي ضوء ذلك، قال موظفو «الفيدرالي» السابقون وصانعو السياسات والمحللون الخارجيون، إن باول قد يعود إلى نهجه التفسيري المعتاد، ربما من خلال رسم الخطوط العريضة بشكل عام لكيفية تعامل «المركزي» مع دورة التخفيف المقبلة، أو الغوص في الدروس المستفادة على مدار عامين حول أسباب التضخم وطرق مكافحته.

وسيتماشى موضوع المؤتمر - كيف تؤثر السياسة النقدية في الاقتصاد - مع أي من الاحتمالين.

وقال الرئيس السابق لقسم الشؤون النقدية في «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي يعمل الآن أستاذاً في كلية الإدارة بجامعة ييل، ويليام إنغلش، إنه يشعر بأن اللحظة تتطلب تقديم مخطط عام حول نهج خفض أسعار الفائدة.

وبما أن صناع السياسات في «الاحتياطي الفيدرالي» سوف يقومون في اجتماع الشهر المقبل بتحديث توقعاتهم لأسعار الفائدة لهذا العام و2025، فإن باول لن يرغب في تقديم إرشادات تفصيلية مستقبلية حول ما هو قادم، وهو ما يشكّل في حد ذاته خطراً على رد فعل السوق المحتمل الذي قد يثيره، أو احتمال أن تدفع البيانات الواردة في اتجاه مختلف.

وبدلاً من ذلك، يمكن أن يوفر باول بعض الخلفية للجمهور والأسواق لفهم كيفية استجابة «الاحتياطي الفيدرالي» مع تطور الاقتصاد، وفقاً لإنغلش. وقال: «لنفترض أن الاقتصاد لم يسر كما نتوقع. ماذا يعني ذلك بالنسبة للسياسة؟... ما الذي سيتطلبه التحرك بوتيرة أسرع أو أبطأ؟».

التفويض الآخر

لقد أصبح باول ومسؤولو بنك «الاحتياطي الفيدرالي» الآخرون من محبي وصف السيناريوهات الاقتصادية المختلفة، وهي الاستراتيجية التي تسمح لهم بتقديم توقعات أساسية ولكنها تنقل أيضاً عدم اليقين بشأن ما قد يحدث وكيف قد تؤدي النتائج المختلفة إلى استجابات مختلفة منهم.

على سبيل المثال، بدأ البعض يشعرون بالقلق من أن الاقتصاد قد وصل إلى نقطة قد ترتفع فيها البطالة بسرعة كافية لتعطيل «الهبوط الناعم» للتضخم الذي اعتقدوا بأنه وشيك.

ولكن لا يزال من غير الواضح كيف يفكر بنك «الاحتياطي الفيدرالي»، في هذه المرحلة، في «الحد الأقصى للتشغيل» - أحد هدفيه إلى جانب استقرار التضخم - وإلى أي مدى قد يكون المسؤولون على استعداد للتسامح مع زيادة البطالة من أجل استخراج ربع أو نصف نقطة مئوية أخرى من التضخم.

واتفق المستشار الخاص السابق لباول ورئيس فريق إدارة الاقتصاد الكلي العالمي في فريق إدارة الأصول ذات الدخل الثابت لدى «نورثرن تراست»، أنتوليو بومفيم، على أن رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» سيركز على الأرجح على مناقشة القضايا الأوسع بدلاً من تقديم توجيهات قصيرة المدى، ربما محاولاً التقاط ما عاشه «المركزي» للتو، وكيف قد تختلف الديناميات المقبلة في سوق العمل والتضخم عن تلك التي كانت قبل جائحة «كوفيد - 19».

وقال بومفيم: «نحن عند نقطة تحول في السياسة، وربما في الاقتصاد أيضاً. ومن الصعب للغاية التنقل بين نقاط التحول».

وتبقى أسئلة مفتوحة حول الاقتصاد الناشئ، بما في ذلك ما إذا كان التضخم سيظل يمثل صداعاً مستمراً للمصارف المركزية بعد سنوات من التضخم المنخفض قبل الجائحة، وما إذا كانت ديناميات سوق العمل قد تغيرت وقد تعني معدلات بطالة أعلى مما كان «الاحتياطي الفيدرالي» يعتقد بأنه يمكن تحقيقه بناءً على أداء الاقتصاد قبل «كوفيد - 19».

وقال بومفيم: «مع كون التضخم أولوية قصوى على مدار العامين الماضيين، كان الفيدرالي يتصرف مثل بنك مركزي ذي تفويض واحد. والآن نحن لا ننتقل فقط من الارتفاعات إلى التخفيضات، بل ننتقل أيضاً إلى ما أسميه حالة أكثر طبيعية».