المجلس السعودي - الأميركي: 31.7 مليار دولار قيمة عقود تمت ترسيتها في الربع الأول

الشرقية وتبوك ومكة جذبت الحصة الأعلى

تصميم لمشروع ذا لاين في مدينة نيوم (واس)
تصميم لمشروع ذا لاين في مدينة نيوم (واس)
TT

المجلس السعودي - الأميركي: 31.7 مليار دولار قيمة عقود تمت ترسيتها في الربع الأول

تصميم لمشروع ذا لاين في مدينة نيوم (واس)
تصميم لمشروع ذا لاين في مدينة نيوم (واس)

أعلن مجلس الأعمال السعودي - الأميركي أن قيمة العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الأول من عام 2024 شهدت زيادة هائلة بلغت 118.8 مليار ريـال (31.7 مليار دولار).

وأوضح المجلس السعودي - الأميركي أن قطاعات النفط والغاز والعقارات والمياه استحوذت على 84 في المائة من إجمالي العقود المرساة، إذ حصل قطاع النفط والغاز وحده على 43 في المائة من المشاريع، مع تطورات مهمة في «مصنع الجافورة» للغاز غير التقليدي، وتوسيع نظام الغاز الرئيسي.

ولفت المجلس إلى أن مؤشر ترسية العقود خلال تلك الفترة ارتفع إلى 415.89 نقطة في نهاية الربع الأول، ويمثل هذا ارتفاعاً لسبعة أرباع متتالية ليصل إلى ما فوق 200 نقطة.

عام مثمر

وكان عام 2023 قد شهد تطوراً كبيراً في قيمة العقود، وبحلول نهاية العام بلغت 270.6 مليار ريـال (72.2 مليار دولار). وقد ارتفعت قيمة العقود خلال الربع الأول من عام 2024 بنسبة 79 في المائة على أساس سنوي، وتمثل ثاني أعلى قيمة مسجلة على أساس ربع سنوي منذ الربع الثالث من عام 2015، حينما بلغت 147.1 مليار ريـال (39.2 مليار دولار).

وارتفعت قيمة العقود بنسبة 35 في المائة على أساس ربع سنوي بعد أن وصلت إلى 56.5 مليار ريـال (15.1 مليار دولار) خلال الربع الأخير من عام 2023.

وعلى الرغم من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 1.7 في المائة خلال الربع الأول، نتيجة استمرار خفض إنتاج النفط، فإن الاقتصاد غير النفطي شهد ارتفاعاً قوياً بنسبة 3.1 في المائة.

ويتجلى إسهام القطاع الخاص في نمو الاقتصاد غير النفطي في المملكة من خلال زيادة بنسبة 3.4 في المائة. وقد بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي لقطاع البناء نسبة 2.4 في المائة.

وشهد قطاع النفط والغاز في المملكة، بقيادة «أرامكو السعودية»، أكبر معدل زيادة، بينما أسهمت المشاريع العملاقة في إطار «رؤية 2030»، مثل «مشروع نيوم» وتطوير البحر الأحمر، بشكل كبير في هذا النمو.

وقال مدير الأبحاث الاقتصادية في مجلس الأعمال السعودي - الأميركي، البراء الوزير، إن قطاع البناء في المملكة سجل نمواً هائلاً، ويتميز بتطورات مهمة في البنية التحتية الاجتماعية والمادية، وتعزيز جودة الحياة واستثمارات أجنبية كبيرة ومباشرة.

وأشار إلى أن الاقتصاد غير النفطي ارتفع بنسبة 3.1 في المائة، إذ أسهم القطاع الخاص بشكل كبير في تحقيق زيادة بنسبة 3.4 في المائة، وبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي لقطاع البناء 2.4 في المائة. وأضاف: «يكمن محور هذا النمو في (رؤية 2030) التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط».

الاستثمار الأجنبي

وحول أهمية الاستثمار الأجنبي المباشر، قال مدير الأبحاث الاقتصادية إن هذا النوع من الاستثمار والشراكات بين المقاولين الأجانب والجهات الفاعلة المحلية، والمساهمة الاقتصادية المتزايدة للقطاع الخاص هي من أهم المحركات الدافعة لقطاع البناء بشكل خاص.

وتابع أن الاستثمار الأجنبي يسهم في تنويع الاقتصاد، وجذب رأس المال والتقنية والخبرة الفنية الأساسية، وتعزيز المشروعات المشتركة مع الشركات المحلية التي تعزز تنفيذ المشروعات وتشجع نقل التقنية، وتدريب القوى العاملة المحلية.

النفط والغاز

وفقاً لتقرير مجلس الأعمال السعودي - الأميركي، تنوعت العقود التي تمت ترسيتها حسب القطاع خلال الربع الأول من عام 2024. ففي قطاع النفط والغاز، سجل هذا القطاع مستويات غير مسبوقة، إذ وصل إلى 51.2 مليار ريال (13.7 مليار دولار) من 19 عقداً.

وقد تجاوز قطاع النفط والغاز بالفعل إجمالي العام الماضي البالغ 42 مليار ريال (11.2 مليار دولار)، ويمثل ذلك أعلى معدل مُسجّل لربع سنوي.

وقد شهد القطاع زيادة بمقدار 46.8 مليار ريال (12.5 مليار دولار) أو 1059 في المائة على أساس سنوي، بينما زاد بمقدار 43.6 مليار ريال (11.6 مليار دولار) أو 577 في المائة على أساس ربع سنوي.

عقود عقارية

وسجل قطاع العقارات 105 عمليات ترسية عقود تقريباً خلال الربع الأول من عام 2024، إذ بلغ 24.4 مليار ريال (6.5 مليار دولار)، محققاً زيادة قدرها 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) أو 58 في المائة على أساس سنوي، بينما ازداد بمقدار 8.1 مليار ريال (2.2 مليار دولار) على أساس ربع سنوي.

وحقق قطاع العقارات التجارية أعلى قيمة من العقود التي تمت ترسيتها بمقدار 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) عبر 40 مشروعاً.

وحصل قطاع العقارات التجارية على زيادة بمقدار 11.3 مليار ريال (3 مليارات دولار) أو 305 في المائة على أساس سنوي، بينما يزداد بمقدار 13.5 مليار ريال (3.6 مليار دولار) أو 875 في المائة على أساس ربع سنوي.

ومثَّل قطاع الضيافة ثاني أعلى فئة عقارية، إذ وصلت قيمة العقود إلى 4.8 مليار ريال (1.3 مليار دولار). وشهد القطاع انخفاضاً بمقدار 1.4 مليار ريال (382 مليون دولار) أو 23 في المائة على أساس سنوي، لكنه ازداد بمقدار 3 مليارات ريال (800 مليون دولار) أو 168 في المائة على أساس ربع سنوي.

وسجّل قطاع العقارات السكنية عقوداً بمقدار 3.2 مليار ريال (850 مليون دولار)، وقد شهد انخفاضاً بمقدار 2.8 مليار ريال (741 مليون دولار) أو 47 في المائة على أساس سنوي، وانخفض بمقدار 3.5 مليار ريال (934 مليون دولار) أو 52 في المائة على أساس ربع سنوي.

شبكة المياه

وصلت قيمة العقود المرساة في قطاع المياه خلال الربع الأول من 2024 إلى 24 مليار ريال (6.4 مليار دولار) من 14 صفقة.

وحصل قطاع المياه على 80 في المائة من إجمالي قيمة العقود التي تمت ترسيتها لعام 2023 بسبب عدد من المشاريع الضخمة، ويشمل ذلك تطوير السدود ومحطات تحلية المياه، وتوسيع شبكة المياه وقنوات مياه الصرف الصحي.

وشهد القطاع ارتفاعاً بنسبة 143 في المائة إلى 14.1 مليار ريال (3.8 مليار دولار) خلال الربع الأول على أساس سنوي.

أهم المناطق

سجلت المنطقة الشرقية أعلى حصة من العقود التي تمت ترسيتها خلال الربع الأول من عام 2024 بمقدار 53.1 مليار ريـال (14.2 مليار دولار) أو 45 في المائة من إجمالي العقود.

وسجل قطاع النفط والغاز أعلى حصة، إذ تم ترسية 12 عقداً بقيمة 46.1 مليار ريـال (12.3 مليار دولار) أو 87 في المائة من إجمالي العقود في المنطقة الشرقية. وقد حظي قطاع العقارات بعدد 12 عقداً تبلغ قيمتها 4.2 مليار ريـال (1.1 مليار دولار) أو 8 في المائة من إجمالي العقود.

وشهد القطاع الصناعي ستة عقود تبلغ قيمتها 1.2 مليار ريـال (310 ملايين دولار) أو 2 في المائة من إجمالي العقود. وقد مُنحت العقود الستة المتبقية التي تبلغ قيمتها 1.6 مليار ريـال (437 مليون دولار) أو 3 في المائة لقطاعات المياه والطاقة والبتروكيماويات.

وسجَّلت منطقة تبوك (شمال السعودية) ثاني أعلى قيمة من العقود بمقدار 24.9 مليار ريـال (6.6 مليار دولار) أو 21 في المائة من إجمالي العقود. وقد أرسي 13 عقداً فيها، هيمنت عليها مشاريع «نيوم» عبر كثير من القطاعات.

وقد مُنحت «نيوم» سبعة عقود بقيمة 24 مليار ريـال (6.4 مليار دولار)، في حين مُنحت شركة «البحر الأحمر الدولية» ثلاثة عقود بقيمة 671 مليون ريـال (179 مليون دولار). وقد سجل قطاع المياه أعلى حصة بمقدار 17.6 مليار ريـال (4.7 مليار دولار) أو 71 في المائة من إجمالي منطقة تبوك.

صورة لأحد تصاميم مشروع ذا لاين في مدينة نيوم (واس)

كما سجلت منطقة مكة ثالث أعلى قيمة للعقود بقيمة 16.7 مليار ريـال (4.5 مليار دولار) أو 14 في المائة من إجمالي العقود. وحصل قطاع العقارات على أكبر حصة من العقود، التي بلغت 21 مشروعاً بقيمة 8.7 مليار ريـال (2.1 مليار دولار) أو نسبة 52 في المائة من إجمالي العقود. وقد رسي عقد واحد بلغت قيمته 5 مليارات ريـال (1.3 مليار دولار) في القطاع الصناعي، فيما يتعلق بإنشاء مصنع «سير» لتصنيع السيارات.

وحظي قطاع المياه بعقدين بقيمة مليارَي ريـال (528 مليون دولار)، وشملت القطاعات المتبقية قطاعات النفط والغاز والطاقة.


مقالات ذات صلة

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

خاص الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

كشف مسؤول نيجيري رفيع المستوى عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج م. وليد الخريجي وفروخ شريفزاده يترأسان الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين السعودية وطاجيكستان في الرياض (واس)

مشاورات سعودية - طاجيكية تناقش تعزيز التعاون في شتى المجالات

بحثت جولة المباحثات الثالثة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والطاجيكستانية، الأربعاء، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير العدل السعودي خلال مباحثاته مع رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص (واس)

وزير العدل السعودي يبحث سبل تعزيز التعاون مع رئيس مؤتمر لاهاي

بحث الدكتور وليد الصمعاني وزير العدل السعودي مع كريستوف برناسكوني رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص، سبل تعزيز التعاون بين وزارة العدل ومؤتمر لاهاي للقانون.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
TT

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه الاقتصادي بنجاح، دون الانجرار إلى حرب تجارية شاملة أو تفاقم العجز الفيدرالي.

وحقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» زيادة تفوق 24 في المائة في عام 2024، مما جعله في الصدارة بين مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا والأسواق الناشئة. وبمعدل 22 ضعفاً للأرباح المستقبلية المتوقعة، فإن علاوته مقارنة بمؤشر «إم إس سي آي» للأسواق من أكثر من 40 دولة، تعد الأعلى منذ أكثر من عقدين، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وعلى الرغم من أن الأسهم الأميركية قد تفوقت على نظيراتها العالمية لأكثر من عقد من الزمان، فإن الفجوة في التقييم قد اتسعت هذا العام بفضل النمو الاقتصادي المتين والأرباح القوية للشركات، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، حيث ساعدت التطورات المثيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على تعزيز أسهم شركات رائدة مثل «إنفيديا».

ويعتقد بعض المشاركين في السوق أن أجندة ترمب الاقتصادية، التي تشمل تخفيض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، وحتى فرض الرسوم الجمركية، قد تعزز من تفوق الولايات المتحدة، متفوقة على المخاوف المتعلقة بتأثيراتها المزعزعة المحتملة على الأسواق وزيادة التضخم.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في بنك «باركليز»، فينو كريشنا: «نظراً للتوجهات المؤيدة للنمو في هذه الإدارة الجديدة، أعتقد أنه سيكون من الصعب مواجهة الأسهم الأميركية، على الأقل في عام 2025». وكانت هناك مؤشرات على تزايد تفضيل المستثمرين للأسهم الأميركية مباشرة بعد الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما استقبلت صناديق الأسهم الأميركية أكثر من 80 مليار دولار في الأسبوع الذي تلا الانتخابات، في حين شهدت صناديق الأسهم الأوروبية والأسواق الناشئة تدفقات خارجة، وفقاً لبنك «دويتشه».

ويعد «مورغان ستانلي»، و«يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية، ومعهد الاستثمار «ويلز فارغو» من بين المؤسسات التي توصي بزيادة الوزن للأسهم الأميركية في المحافظ الاستثمارية أو تتوقع تفوقها في العام المقبل.

محرك الأرباح

أحد المحركات الرئيسية لقوة الأسهم الأميركية هو ميزة أرباح الشركات الأميركية، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 9.9 في المائة هذا العام وبنسبة 14.2 في المائة في 2025، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي المقابل، من المتوقع أن ترتفع أرباح الشركات في مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1.8 في المائة هذا العام وبنسبة 8.1 في المائة في 2025.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «ستيت ستريت غلوبال أدفايزر»، مايكل أرون: «الولايات المتحدة تظل المنطقة الجغرافية التي تحقق أعلى نمو في الأرباح وأكبر قدر من الربحية على مستوى العالم».

ويسهم الدور المهيمن للشركات التكنولوجية العملاقة في الاقتصاد الأميركي، وأوزانها الكبيرة في مؤشرات مثل «ستاندرد آند بورز 500»، في تعزيز هذا النمو. إذ تبلغ القيمة السوقية لأكبر خمس شركات أميركية («إنفيديا» و«أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون دوت كوم» وألفابت) أكثر من 14 تريليون دولار، مقارنة بحوالي 11 تريليون دولار لجميع شركات «ستوكس 600»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وعلى نطاق أوسع، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.8 في المائة في 2024 وبنسبة 2.2 في المائة في 2025، مقارنة بنسبة 0.8 في المائة هذا العام و1.2 في المائة في العام المقبل لمجموعة من حوالي 20 دولة تستخدم اليورو، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

وقد تساعد خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الولايات المتحدة في تعزيز هذا التفوق، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك، وفقاً لما قاله مايك مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في «بوسطن بارتنرز»، الذي يفضل الأسهم الأميركية. وقال مولاني: «إذا فرض ترمب رسوماً جمركية تتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على السلع الأوروبية، فإنهم سيتأثرون أكثر منا بشكل نسبي».

وقد دفع تحكم الجمهوريين في السلطة في واشنطن، ما يسهل على ترمب تنفيذ أجندته، اقتصاديي «دويتشه بنك» إلى رفع توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي في 2025 إلى 2.5 في المائة مقارنة بـ 2.2 في المائة.

وبينما من المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية النمو الاقتصادي، فإن الهوامش الضيقة نسبياً في الكونغرس الأميركي وحساسية الإدارة تجاه ردود الفعل السوقية قد تحدان من نطاق بعض السياسات «المتطرفة»، مثل الرسوم الجمركية، كما ذكر البنك في تقريره الأخير.

من جانبه، يتوقع «يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6600 في العام المقبل، مدفوعاً بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وانخفاض أسعار الفائدة، وتخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية. وأغلق المؤشر عند 5948.71 يوم الخميس. مع ذلك، قد تؤدي حرب تجارية شاملة مع الصين ودول أخرى إلى التأثير سلباً على نمو الاقتصاد الأميركي وزيادة التضخم. وفي سيناريو يتم فيه فرض دول ردود فعل على الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة، قد ينخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 5100، رغم أن الأسهم العالمية ستتراجع أيضاً، وفقاً لتوقعات «يو بي إس».

ويمكن أن تكون بعض القطاعات في السوق أكثر عرضة لتأثيرات سياسات ترمب، حيث أدت المخاوف بشأن خطط تقليص الفائض البيروقراطي إلى تراجع أسهم شركات المقاولات الحكومية الأسبوع الماضي، بينما تراجعت أسهم شركات الأدوية بعد اختيار ترمب للمشكك في اللقاحات روبرت ف. كينيدي جونيور لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

كما قد تثير التخفيضات الضريبية الواسعة القلق بشأن زيادة الدين الأميركي. وقد أسهمت المخاوف المتعلقة بالعجز في تراجع بيع السندات الحكومية الأميركية مؤخراً، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر الأسبوع الماضي.

وفي الوقت نفسه، قد تصبح الفجوة في التقييم بين الولايات المتحدة وبقية العالم واسعة لدرجة تجعل الأسهم الأميركية تبدو باهظة الثمن، أو قد تصبح الأسهم الدولية رخيصة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، في الوقت الراهن، تظل الاتجاهات طويلة المدى لصالح الولايات المتحدة، مع ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 180 في المائة مقارنة بارتفاع بنسبة 50 في المائة تقريباً لمؤشر «ستوكس» في أوروبا على مدار العقد الماضي. وقال رئيس استراتيجيات الأصول المتعددة في «روبيكو»، كولين غراهام: «الزخم شيء رائع. إذا كان لديك شيء يستمر في التفوق، فإن المستثمرين سيتبعون الأموال».