«المركزي» الإندونيسي يثبِّت الفائدة... والتركيز على الروبية

العمال يغادرون المقر الرئيسي لبنك إندونيسيا في جاكرتا (رويترز)
العمال يغادرون المقر الرئيسي لبنك إندونيسيا في جاكرتا (رويترز)
TT

«المركزي» الإندونيسي يثبِّت الفائدة... والتركيز على الروبية

العمال يغادرون المقر الرئيسي لبنك إندونيسيا في جاكرتا (رويترز)
العمال يغادرون المقر الرئيسي لبنك إندونيسيا في جاكرتا (رويترز)

أبقى المصرف المركزي الإندونيسي، يوم الأربعاء، أسعار الفائدة ثابتة، كما كان متوقعاً، مفضلاً التركيز على استقرار الروبية قبل تخفيف أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

وأبقى بنك إندونيسيا المركزي على سعر إعادة الشراء العكسي القياسي لمدة 7 أيام عند 6.25 في المائة، وهو مستواه نفسه منذ أبريل (نيسان)، كما توقع جميع خبراء الاقتصاد الثلاثين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم.

كما أبقى بنك إندونيسيا المركزي أسعار تسهيلات الودائع والإقراض لليلة واحدة دون تغيير عند 5.50 في المائة، و7 في المائة، على التوالي.

وقال محافظ البنك بيري وارجيو في مؤتمر صحافي، إن «المركزي» الإندونيسي لا يزال يرى مجالاً لخفض أسعار الفائدة في الربع الرابع، في حين سينصب التركيز في الربع الحالي على دعم مزيد من تعزيز سعر صرف الروبية مقابل الدولار الأميركي.

وقال وارجيو: «إن الروبية القوية جيدة للاقتصاد الإندونيسي. الروبية القوية تجعل الأسعار أرخص، وخصوصاً أسعار المواد الغذائية ودعم التضخم المنخفض من خلال التضخم المستورد».

وكان التضخم ضمن نطاق هدف المصرف المركزي من 1.5 في المائة إلى 3.5 في المائة منذ منتصف عام 2023، وانخفض إلى 2.13 في المائة الشهر الماضي، وهو أدنى مستوى منذ فبراير (شباط) 2022.

وفي أبريل، فاجأ بنك إندونيسيا الأسواق برفع أسعار الفائدة لدعم الروبية التي هبطت إلى أدنى مستوياتها في 4 سنوات مقابل الدولار الأميركي؛ حيث أدى النفور من المخاطرة الناجم عن المخاوف الجيوسياسية وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة الأميركية إلى تدفقات رأس المال إلى الخارج.

وتعززت الروبية بنحو 5 في المائة هذا الشهر، وتُتداول بالقرب من أقوى مستوياتها هذا العام؛ حيث يضعف الدولار وسط توقعات بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول).

وقال وارجيو إن التوقعات الأساسية لبنك إندونيسيا هي أن يخفض «الفيدرالي» أسعار الفائدة مرتين هذا العام، وثلاث مرات أخرى في عام 2025. ويتوقع بعض خبراء الاقتصاد أن ينتظر بنك إندونيسيا خفض «الفيدرالي» أسعار الفائدة قبل أن يبدأ في تخفيف سياسته.

وقال الخبير الاقتصادي في مجموعة «ماي بنك» الاستثمارية المصرفية، برايان لي: «لا تزال وجهة نظرنا هي أن يبدأ بنك إندونيسيا في تخفيف السياسة النقدية، بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الربع الرابع، بعد تخفيضات (الفيدرالي)».

وتم تداول الروبية عند 15480 مقابل الدولار يوم الأربعاء، بانخفاض 0.4 في المائة مقارنة باليوم السابق؛ حيث بلغت أفضل مستوى لها منذ بداية العام.

وبدأت بعض المصارف المركزية في تخفيف السياسة، بما في ذلك في الفلبين ونيوزيلندا. وأبقى بنك تايلاند يوم الأربعاء على سعر الفائدة الرئيسي ثابتاً.


مقالات ذات صلة

توقعات خفض الفائدة تتصدر أجندة «جاكسون هول»

الاقتصاد رئيس «الفيدرالي» جيروم باول ورئيس «احتياطي» نيويورك جون ويليامز يسيران معاً في كانساس سيتي في 22 أغسطس 2019 (رويترز)

توقعات خفض الفائدة تتصدر أجندة «جاكسون هول»

يجتمع العشرات من محافظي المصارف المركزية من أنحاء العالم، الخميس، بولاية وايومينغ للمشاركة في المؤتمر السنوي للسياسات الاقتصادية الذي ينظمه الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (كانساس سيتي (الولايات المتحدة))
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» في جاكسون هول: كيف ستحدد بيانات الوظائف المقبلة قرارات الفائدة؟

أعرب مسؤولون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن ثقة متزايدة في قدرتهم على كبح التضخم بشكل شبه كامل. والآن، بدأ التركيز ينصب على صحة سوق العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد المصرف المركزي السويدي في ستوكهولم (رويترز)

«المركزي» السويدي يخفض الفائدة... وتوقعات بتسريع وتيرة التيسير النقدي

خفّض المصرف المركزي السويدي سعر الفائدة الرئيسي إلى 3.50 في المائة من 3.75 في المائة كما كان متوقعاً يوم الثلاثاء، وقال إنه يمكن أن يسرع وتيرة التيسير النقدي.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم )
الاقتصاد يظهر في هذا الرسم التوضيحي سبيكة وعملات ذهبية (رويترز)

الذهب يتماسك عند قمة تاريخية… وانتظار لقرار «الفيدرالي» الفاصل

استقر الذهب قرب أعلى مستوى قياسي له يوم الثلاثاء مع انتظار المستثمرين محضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وخطاب رئيسه جيروم باول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى «بنك الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

استطلاع: «الفيدرالي» سيخفض الفائدة ربع نقطة 3 مرات هذا العام

سيخفض «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي» أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية في عام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

جراحة التجميل في السعودية تدخل حلبة الأنشطة المغرية أمام القطاع الخاص

TT

جراحة التجميل في السعودية تدخل حلبة الأنشطة المغرية أمام القطاع الخاص

فتاة تعرض منتجاً تجميلياً لإحدى الشركات (تصوير: تركي العقيلي)
فتاة تعرض منتجاً تجميلياً لإحدى الشركات (تصوير: تركي العقيلي)

في عالم يسعى فيه الجميع إلى الكمال، أصبحت جراحات التجميل أكثر من مجرد خيار؛ إنها استثمار في الذات والثقة بالنفس، حيث أصبحت قوة اقتصادية عالمية جاذبة للقطاع الخاص الذي يضاعف أعماله في هذا المجال نظراً لحجم الإقبال الهائل، بعدما كانت في يوم ما حكراً على النجوم والمشاهير، إذ باتت تشكّل سوقاً مزدهرة تُنفق فيها مليارات الدولارات سنوياً.

ووفق إحصائيات لعام 2022 – 2023، احتلت السعودية المركز الثاني عربياً في عدد اختصاصيي التجميل بـ306، فيما جاءت الـ29 عالمياً.

وتجاوز قطاع الطب التجميلي في المملكة 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار)، مصحوباً بنمو سنوي يقارب 9 في المائة.

ومع التحولات الاجتماعية الواسعة وارتفاع مستوى جودة الحياة في السعودية، وزيادة الوعي العام، وازدهار أنماط المعيشة، يتسع الإقبال بشكل كبير على مختلف الخدمات الطبية التجميلية مما يعزز قوة القطاع وجاذبيته وحيويته.

جانب من ملتقى ومعرض الطب التجميلي وجراحة التجميل المُقام في الرياض (تصوير: تركي العقيلي)

هذا التحول في المفهوم دفع بصناعة الجمال إلى احتلال مكانة بارزة في الاقتصاد العالمي.

وتشمل الجراحة التجميلية كلاً من الإجراءات الترميمية والجمالية، وقد أصبحت ذات شعبية متزايدة محلياً وعالمياً.

واستضافت الرياض ملتقى ومعرض الطب التجميلي وجراحة التجميل، للعام السابع على التوالي، الثلاثاء الماضي، حيث يعكس هذا الحدث، الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، دور القطاع الصحي الخاص وأهميته في نهضة وتطوير خدمات القطاع، ويسهم في تحسين جودتها وكفاءتها، والارتقاء بها توازياً مع الأهداف الاستراتيجية لبرنامج تحول القطاع الصحي ضمن «رؤية 2030».

مدخل ملتقى ومعرض الطب التجميلي وجراحة التجميل (تصوير: تركي العقيلي)

ويهتم برنامج تحول القطاع الصحي في المملكة بالصحة العامة بمكوناتها كافة، ويعمل على تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية ورفع جودتها، عبر تطوير وتحسين المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والخدمات الإسعافية وتعزيز التحول الرقمي بالقطاع.

حوافز المستثمرين

وعلى هامش افتتاح المعرض، ذكر سفير باكستان لدى السعودية أحمد فاروق، لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده تعد واحدة من كبرى الدول المصنِّعة لمستحضرات التجميل والمعدات الطبية، لذا فإنها تصدّر إلى عديد من البلدان حول العالم.

وأوضح أن السعودية جعلت الاستثمار الأجنبي جزءاً مهماً من «رؤية 2030»، من خلال منح الحوافز للمستثمرين الأجانب لتصنيع منتجاتهم محلياً، «لذا فهناك احتمال أن يأتي الاستثمار الباكستاني إلى المملكة في هذا المجال».

معدات طبية متنوعة تُستخدم في جراحة التجميل (تصوير: تركي العقيلي)

من ناحيته، أشار المستثمر واستشاري التجميل وزراعة الأسنان، البروفسور فواز القحطاني, لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المجال يعد من القطاعات التي تنمو بشكل كبير، خصوصاً في السعودية، بوجود الكوادر والكفاءات الوطنية الذين تلقوا تدريباً كبيراً سواء داخلياً أو خارجياً، حيث أصبح كثير من المراجعين يأتون من الدول المجاورة والأجنبية للبحث عن هذه الأيادي المتمكنة بتخصصاتها، معتبراً أن البلاد تعد الأولى في الشرق الأوسط في مجال جراحة التجميل والجلدية والأسنان.

وبيّن أن المملكة تشهد تقدماً ملحوظاً في المجال، عبر الحكومة الإلكترونية التي أصبحت تسهّل للمستثمرين إجراء التراخيص وغيرها.

كما أصبح الدخول في هذا النشاط الاستثماري واعداً، بوجود تسهيلات كبيرة للمستثمرين تمكّنهم في المجال، حسب القحطاني.

السيولة المرتفعة

بدوره، قال مدير عام مستشفى «الصفوة» من «ماجستي»، محمد الأحمري لـ«الشرق الأوسط»، إن مجال التجميل يعد خاصاً مقارنةً بجميع القطاعات الطبية، ويحتوي على سيولة مرتفعة مقابل الخدمات التي تدفع عن طريق الـ«كاش»، مما يجذب رجال الأعمال للدخول فيه.

وأضاف الأحمري أن العملاء أصبح لديهم احتياج دائم لعمليات التجميل أيضاً، بعضها دخل ضمن تغطية التأمين الصحي مثل التكميم وعمليات إنقاص الوزن، حيث يحتاج الفرد بعدها بفترة إلى التخلص من الجلد الزائد الناتج عن العملية.

وأكمل أن النمو في قطاع التجميل تصاعدي يرافقه استمرار الاحتياج، لافتاً إلى تغير المجتمع بزيادة اهتمامه في هذا المجال، إذ تحولت عمليات التجميل من كونها تكميلية إلى أساسية وخاصة عند الفتيات.

وأكد أن الشروط للدخول في المجال التجميلي ليست تعجيزية، إذ توجد جهات منظمة وتراخيص، وهذا ما يسهِّل استثمار رجال الأعمال في المجال حال تحقيق المتطلبات.

وأبان أن الاستثمار في التجميل يعتمد بشكل كبير على الكفاءات المتمكنة والمتخصصة وجودة الخدمة المقدمة.

من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لـ«عيادات ألور»، استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد والتجميل الطبي، الدكتور علي المجحد، لـ«الشرق الأوسط»، بأن الحكومة تقوم بدور كبير في هذا القطاع من خلال تقديم المساعدات المادية وتجهيز الكوادر الوطنية.

وتوقّع المجحد أن تشكل المملكة خلال فترة بسيطة أكبر مكان للسياحة التجميلية في المنطقة، مبيّناً أن نحو 5 إلى 10 في المائة من مراجعي عيادته يأتون من الدول المجاورة.

وأشار إلى أهمية توطين الصناعة الطبية بدلاً من استخدام المواد المستوردة من الخارج، وتصنيع التقنيات التجميلية من أجهزة الليزر وغيرها.