الذهب يتماسك عند قمة تاريخية… وانتظار لقرار «الفيدرالي» الفاصل

يظهر في هذا الرسم التوضيحي سبيكة وعملات ذهبية (رويترز)
يظهر في هذا الرسم التوضيحي سبيكة وعملات ذهبية (رويترز)
TT

الذهب يتماسك عند قمة تاريخية… وانتظار لقرار «الفيدرالي» الفاصل

يظهر في هذا الرسم التوضيحي سبيكة وعملات ذهبية (رويترز)
يظهر في هذا الرسم التوضيحي سبيكة وعملات ذهبية (رويترز)

استقر الذهب قرب أعلى مستوى قياسي له يوم الثلاثاء مع انتظار المستثمرين محضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وخطاب رئيسه جيروم باول للحصول على مؤشرات على مقدار الخفض الذي سيجريه المصرف المركزي لأسعار الفائدة هذا العام.

واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2503.05 دولار للأوقية بحلول الساعة 05:14 (بتوقيت غرينتش)، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق عند 2509.65 دولار الذي سجله يوم الجمعة. واستقرت العقود الآجلة الأميركية للذهب تقريباً عند 2540.90 دولار، وفق «رويترز».

وقال استراتيجي السوق في «آي جي»، ييب جون رونغ: «استقرت أسعار الذهب إلى حد بعيد في الجلسة الآسيوية، ويبدو أنها تلتقط أنفاسها مع سعي المشترين للدفاع عن أعلى مستوى قياسي جديد».

وأضاف: «يظل الاتجاه التصاعدي الأوسع للذهب سليماً، وهو ما قد يجعل الأسعار تتطلع إلى التحرك نحو مستوى 2665 دولاراً من منظور فني».

وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 20 في المائة حتى الآن هذا العام وسط تفاؤل بأن الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول)، وشراء قوي من جانب المصارف المركزية وطلب على الملاذ الآمن ناجم عن التوترات في الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية في عام 2024، مع رفض أغلبية ضئيلة من خبراء الاقتصاد في استطلاع أجرته «رويترز» مخاوف الركود.

وقال رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «ساكسو بنك»، أولي هانسن: «سيعتمد الخفض على ما إذا كانت البيانات الاقتصادية الواردة تستمر في دعم الضعف الأخير الذي شوهد في التدابير الاقتصادية الرئيسية».

وسيراقب المتداولون من كثب محضر اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في يوليو (تموز) يوم الأربعاء وخطاب رئيسه جيروم باول في ندوة جاكسون هول يوم الجمعة للحصول على تلميحات أخرى.

واستقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوى في سبعة أشهر، مما قدم الدعم للذهب المقوم بالدولار.

وقفزت حيازات صندوق «SPDR Gold Trust»، وهو أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، إلى أعلى مستوياتها في سبعة أشهر عند 859 طناً يوم الاثنين.

ومن بين المعادن الأخرى، انخفض سعر الفضة الفوري بنسبة 0.4 في المائة إلى 29.36 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين بنسبة 0.4 في المائة إلى 957.08 دولار وانخفض البلاديوم بنسبة 0.7 في المائة إلى 925.47 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية

الاقتصاد سبائك مكدسة في غرفة صناديق الأمانات بدار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية

تداولت أسعار الذهب دون مستويات قياسية يوم الأربعاء بعد ارتفاع مدفوع بتدفقات الأموال الغربية وتفاؤل بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يسجل قمة جديدة متجاوزاً حاجز الـ2509 دولارات

سجل الذهب، يوم الثلاثاء، في المعاملات الفورية، مستوى قياسياً جديداً بلغ 2509.69 دولار للأوقية، مواصلاً مكاسبه وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بائع يلتقط صورة مع مجوهرات «هاريتاتج غولد» في متجر تابع لشركة «تشاو تاي فوك» للمجوهرات بشنغهاي (رويترز)

الذهب يتداول قرب مستوى تاريخي 2500 دولار وسط تفاؤل بخفض الفائدة الأميركية

تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين وحامت حول مستوى 2500 دولار، حيث عمد المتعاملون إلى جني الأرباح بعد صعود السبائك إلى أعلى مستوى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية في سيول (رويترز)

التفاؤل بخفض الفائدة الأميركية يدعم مكاسب الذهب الأسبوعية

استقرّ سعر الذهب، يوم الجمعة، وكان متجهاً لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط تفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)

الذهب يستعيد بريقه مع تراجع الدولار وعوائد السندات

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، بدعم من تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية مع ترقب المستثمرين المزيد من البيانات الأميركية لتحديث توقعاتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تحالف دولي يستهدف الاستثمار في «الهيدروجين الأخضر» بالسعودية

جانب من فعالية توقيع «سكاي تاورز» مع «شركة الهيدروجين الصينية» للاستثمار في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من فعالية توقيع «سكاي تاورز» مع «شركة الهيدروجين الصينية» للاستثمار في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

تحالف دولي يستهدف الاستثمار في «الهيدروجين الأخضر» بالسعودية

جانب من فعالية توقيع «سكاي تاورز» مع «شركة الهيدروجين الصينية» للاستثمار في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من فعالية توقيع «سكاي تاورز» مع «شركة الهيدروجين الصينية» للاستثمار في السعودية (الشرق الأوسط)

وقّع تحالف شركات سعودية - أميركية - صينية اتفاقية مع «شركة الهيدروجين الصينية»، للاستثمار في صندوق يقود شركات الهيدروجين، وذلك لترسيخ أعماله في المملكة، والعمل على دفع الشركاء إلى نقل التكنولوجيا المبتكرة في السعودية.

ويأتي توقيع الاتفاقية من قبل شركة «سكاي تاورز» للاستثمار الأخضر التي أنشأتها شركات سعودية - أميركية - صينية، في وقت تعزّز فيه السعودية خطاها على طريق تصفير الكربون والانبعاثات الغازية.

وكشف رئيس «سكاي تاورز» نيل بوش، وهو المؤسس والرئيس الحالي لصندوق «جورج دبليو بوش للعلاقات الأميركية - الصينية»، عن خطة للتكامل مع «شركة الهيدروجين الصينية»، بما في ذلك إنشاء مقر رئيسي في المملكة، للبحث والتطوير والإنتاج وتسليم الأنظمة النظامية، مُقراً بعولمة صناعة الطاقة الهيدروجينية.

وعن سبب اختيار الشركات الصينية، لتكون شريكة استراتيجية حصرية لمؤسسة «بوش» في قطاع الهيدروجين العالمي، قال بوش في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنت ووالدي حريصين على التعاون في مجال الطاقة الهيدروجينية بشكل أساسي لاستغلال (تكنولوجيا إعادة إنتاج الهيدروجين الموزعة للميثانول)، المملوكة لشركة (China Hydrogen New Energy)».

وأضاف بوش: «نسعى لإنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل سعر للكهرباء في مجال توليد الطاقة الكهروضوئية، ومن ثم نحوله إلى ميثانول، ونستخدمه حاملاً، وننقل الهيدروجين إلى جانب الطلب، ونفصل الهيدروجين بطريقة آمنة ومرنة من خلال التكنولوجيا».

وشدد على أن الجمع بكفاءة بين «الهيدروجين» و«توليد الطاقة» في آلة صغيرة ونموذجية يمكنها الجمع بين السعة وتكديسها، ما يسمح للهيدروجين بتوليد الكهرباء عند الطلب، والعمل على توفير حلول لنقطة الانسداد في الصناعة من خلال التكنولوجيا.

جانب من فعالية توقيع «سكاي تاورز» مع «شركة الهيدروجين الصينية» للاستثمار في السعودية (الشرق الأوسط)

تكنولوجيا الطاقة الهيدروجينية

من ناحيته، قال الدكتور إريك فانغ الرئيس التنفيذي لشركة «سكاي تاورز» لـ«الشرق الأوسط»: «وجدنا تأكيدات من شركة (الطاقة الهيدروجينية الصينية) على رغبتها وهدفها المحدد في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والاتحاد الأوروبي، غير أن السعودية تُعدّ أرضاً خصبة مثالية لتكنولوجيا القطاع المبتكرة حديثاً لتطبيقها وتوطينها».

وأضاف فانغ: «إذا نظرت إلى الحركة العالمية فستجد أن اقتصاد الهيدروجين للمستقبل هو المكان الذي يقف فيه مجتمع الاستثمار والابتكار التكنولوجي اليوم على جبهة موحدة؛ إذ أظهر قانون الرئيس لخفض التضخم في الولايات المتحدة، دفعاً حكومياً للتنمية المتجددة وقيادة التنمية بالهيدروجين».

وتابع: «اليوم، تواجه تكنولوجيا الطاقة الهيدروجينية تحدي الدورة الاقتصادية الكاملة، إذ على الرغم من وجود موجة كبيرة من استخدام الهيدروجين وانتقال الطاقة، فإن شركة (الطاقة الهيدروجينية الصينية)، ترى الفرصة وإمكانات السوق الضخمة لتنفيذ حل الهيدروجين الموزع الذي يمكن أن يكون مغيراً للعبة».

السعودية مصدر رئيسي للميثانول

وشدد فانغ على أن السعودية تُعدّ مصدراً رئيسياً للميثانول والطاقة الخضراء، مثل: موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لذا فإن الحل الموزع لاقتصاد الهيدروجين أمر لا بد منه، مبيناً أن التزام «شركة الطاقة الهيدروجينية الصينية» تجاه المملكة، بسبب أن الرياض لديها رؤية واضحة في تحويل الطاقة وتوطين تكنولوجيتها.

وحول حجم الصندوق الخاص الذي سيقود «شركة الهيدروجين الصينية» إلى السوق السعودية، أكد فانغ أن إجمالي الاستثمار مع النهج المرحلي سيصل إلى نطاق مليار دولار عند اكتماله، مع دراسة جارية للجدوى لاستكمال التقييم الأولي للدخول، إذ يمكنها في البداية إظهار الحل المحلي، ثم الانتقال إلى تصنيع وتوطين إنتاج النظام الكامل مع إمكانات البحث والتطوير.

وزاد فانغ أنه «من الواضح أن دعم السياسات المحلية وقطاع الاستثمار الخاص في المملكة العربية السعودية سيكونان مفيدين للغاية لتسريع عملية الدخول. ونتطلّع إلى العمل مع جميع الأطراف وتقديم هذا الحل الهيدروجيني الموزع إلى المملكة».

ولفت إلى أن حجم الطاقة الهيدروجينية المتوقع إنتاجها في السعودية خلال الفترة المقبلة يرتكز على كفاءة التقنية لإنتاج الميثانول بصفته حاملاً للهيدروجين، وتحويل الميثانول إلى هيدروجين في الموقع، مبيناً أن الأمر يعتمد على حالة الاستخدام وتغطية المنطقة، و«سنعمل مع شركاء محليين ووزارات محلية، لنشر هذه التكنولوجيا المبتكرة في السعودية».

السعودية لقيادة مشاريع الهيدروجين وتطويرها

ومن جهته، قال الشريك السعودي في «سكاي تاورز»، رئيس «الشركة السعودية للتميز القابضة»، عبد الله بن زيد المليحي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشروع الاستثمار في إنشاء صندوق خاص لقيادة (شركة الهيدروجين الصينية) نحو السوق السعودية، يهدف إلى جعل المملكة إحدى أهم أسواق الهيدروجين للتصدير العالمي، والتصنيع المحلي للشركات العالمية».

وأضاف المليحي: «مستمرون في إطلاق مزيد من المشاركات والاتفاقيات التي تدعم رؤية المملكة، والتوجه نحو تطوير مشاريع الهيدروجين؛ لجعل المملكة الوجهة العالمية لاستخدام الهيدروجين في إنتاج الطاقة الخضراء وتصديرها»، مشيراً إلى أن الشراكة العالمية التي تقوم بها «سكاي تاورز» للاستثمار ستؤتي ثمارها في المستقبل المنظور.