لهذه الأسباب استعادت السوق السعودية مستويات 12 ألف نقطة

ارتفع مؤشرها للجلسة الخامسة على التوالي وحقق أعلى ارتفاع في أغسطس

سجلت أسهم 142 شركة مدرجة في «تداول» ارتفاعاً في قيمتها (أ.ف.ب)
سجلت أسهم 142 شركة مدرجة في «تداول» ارتفاعاً في قيمتها (أ.ف.ب)
TT

لهذه الأسباب استعادت السوق السعودية مستويات 12 ألف نقطة

سجلت أسهم 142 شركة مدرجة في «تداول» ارتفاعاً في قيمتها (أ.ف.ب)
سجلت أسهم 142 شركة مدرجة في «تداول» ارتفاعاً في قيمتها (أ.ف.ب)

أسهمت النتائج المالية الربعية للشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية (تاسي) وتحقيق غالبيتها أرباحاً مالية، وكذلك تراجع الأسواق المالية العالمية، في صعود المؤشر العام للسوق السعودية ومحافظته على مستويات تفوق 12 ألف نقطة، وتحقيقه أعلى مستوى خلال شهر أغسطس (آب) الحالي، بحسب ما قاله محللون لأسواق المال، خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، متوقعين أن يستمر مؤشر السوق السعودية في تحقيق قمم جديدة ومستويات عالية خلال التداولات المقبلة.

وكانت سوق الأسهم السعودية قد أغلقت جلسة الاثنين باللون الأخضر، على ارتفاع بنسبة 0.4 في المائة، عند 12023 نقطة (+ 42 نقطة)، وبتداولات وصلت قيمتها الإجمالية لنحو 8 مليارات ريال، ولتواصل ارتفاعها للجلسة الخامسة على التوالي، وسط صعود جماعي للقطاعات الرئيسية. وبلغت كمية الأسهم المتداولة لسوق الأسهم السعودية 346 مليون سهم، سجلت فيها أسهم 142 شركة ارتفاعاً في قيمتها، في حين أغلقت أسهم 81 شركة على تراجع.

وكانت أسهم شركات «بروج للتأمين» و«البحر الأحمر» و«الباحة» و«الإعادة السعودية» و«الشرقية للتنمية» الأكثر ارتفاعاً. أمّا أسهم شركات «أسمنت الرياض» و«التعاونية» و«أنابيب» و«المراعي» و«نسيج» فكانت الأكثر انخفاضاً في التعاملات؛ حيث تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض بين 9.99 في المائة و4.30 في المائة. وكانت أسهم شركات «الباحة» و«شمس» و«مجموعة فتيحي» و«سماسكو» و«أرامكو السعودية» الأكثر نشاطاً بالكمية، كما كانت أسهم شركات «الراجحي» و«إكسترا» و«أرامكو السعودية» و«الإعادة السعودية» و«تالكو» الأكثر نشاطاً في القيمة.

ووصف محلل أسواق المال، محمد الصغير، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، مستويات 12 ألف نقطة لمؤشر السوق، بأنها تمثل منطقة نفسية عند كثير من المتداولين والمستثمرين في السوق، مشيراً إلى أن النقطة الأهم هي 11954 كقمة سابقة ومنطقة دعم للمؤشر، ولتبتعد السوق عن شبح نزول المؤشر الذي عاشته السوق الأسابيع الماضية.

وأضاف أن النتائج المالية لشركات السوق خلال الربع الثاني والنصف الأول من 2024 وتحقيقها أرباحاً عالية واستثنائية خلال هذا العام، كانت مفاجأة لأغلب المتابعين والمستثمرين، وأسهمت بشكل كبير في تماسك مؤشر السوق وعودته لمستويات 12 ألف نقطة، متوقعاً أن يستمر مؤشر السوق في تحقيق مناطق أعلى جديدة، وقمم جديدة وقد تتجاوز 13949 نقطة، وتحقيق ارتفاعات قوية جديدة، وينعكس أداء السوق على النهضة الاقتصادية للمملكة في كل القطاعات والأنشطة الاقتصادية.

من جهته، عزا خبير ومحلل أسواق المال عبيد المقاطي، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، صعود المؤشر العام للسوق السعودية وإغلاقه عند مستويات 12023 نقطة وتحقيقه مكاسب بنحو 700 نقطة، منذ إغلاق يوم الاثنين ما قبل الماضي، إلى تراجع الأسواق العالمية ومنها مؤشر نيكاي 225 الياباني الذي افتقد نحو 2000 نقطة، وكذلك السوقان الأميركيتان «داو جونز» و«ناسداك»، ما جعل السوق السعودية تتفاعل مع ذلك بشكل إيجابي، وترتد للصعود خلال الجلسات الـ11 الأخيرة، وحتى تواكب توجه المستثمرين نحو الاستحواذ على أسهم شركات السوق السعودية، بقيم سوقية مجزية.

وأضاف المقاطي أن من أهم الأسباب التي أسهمت في ارتفاع مؤشر السوق السعودية، تحقيق غالبية قطاعات السوق أرباحاً جيدة في نتائجها المالية الربعية، بما فيها شركة «أرامكو السعودية» التي ستوزع على مساهميها أرباحاً بـ48 هللة، وكذلك تحقيق القطاع البنكي مستويات ربحية عالية، متوقعاً أن تحقق السوق السعودية قفزات رقمية غير مسبوقة، ستجعل منها محط أنظار واهتمام المستثمرين في أسواق الأسهم، وذلك بالتزامن مع النهضة التنموية التي تعيشها المملكة في المجالات كافة، خصوصاً في الجانب الاقتصادي والمحفزات الاستثمارية والتشريعية المنبثقة من «رؤية 2030».


مقالات ذات صلة

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

الاقتصاد منتجات تابعة لـ«أسمنت الجوف» (حساب الشركة على «إكس»)

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

وقّعت شركتا «أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية اتفاقية بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة طريف (شمال المملكة)، وتشغيلها لمدة 25 سنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «الشركة السعودية للكهرباء» (موقع الشركة)

«السعودية للكهرباء» توقع اتفاقيات شراء طاقة بـ4 مليارات دولار

وقّعت «الشركة السعودية للكهرباء» اتفاقيات شراء طاقة مع «الشركة السعودية لشراء الطاقة» (المشتري الرئيس)، بإجمالي 15 مليار ريال (4 مليارات دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح شركة الاتصالات السعودية «إس تي سي» في مؤتمر «ليب 24» الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«السيادي» السعودي يجمع مليار دولار من بيع حصة 2 % في «إس تي سي»

جمع «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي 3.86 مليار ريال (1.03 مليار دولار) من بيع 2 في المائة من أسهم شركة الاتصالات السعودية «إس تي سي».

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد عقب تنفيذ الصفقة ستبلغ حصة «السيادي السعودي» في «إس تي سي» 62 % (موقع الشركة)

الصندوق السيادي السعودي يبيع 2 % من «إس تي سي» مقابل مليار دولار

جمع صندوق الاستثمارات العامة السعودي 3.86 مليار ريال (1.03 مليار دولار) من بيع 2 في المائة من أسهم شركة الاتصالات السعودية (إس تي سي).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة القطرية الدوحة (رويترز)

محمد السويدي رئيساً تنفيذياً لجهاز قطر للاستثمار

أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم الثلاثاء، قراراً بتعيين محمد السويدي رئيساً تنفيذياً جديداً لجهاز قطر للاستثمار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
TT

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه الاقتصادي بنجاح، دون الانجرار إلى حرب تجارية شاملة أو تفاقم العجز الفيدرالي.

وحقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» زيادة تفوق 24 في المائة في عام 2024، مما جعله في الصدارة بين مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا والأسواق الناشئة. وبمعدل 22 ضعفاً للأرباح المستقبلية المتوقعة، فإن علاوته مقارنة بمؤشر «إم إس سي آي» للأسواق من أكثر من 40 دولة، تعد الأعلى منذ أكثر من عقدين، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وعلى الرغم من أن الأسهم الأميركية قد تفوقت على نظيراتها العالمية لأكثر من عقد من الزمان، فإن الفجوة في التقييم قد اتسعت هذا العام بفضل النمو الاقتصادي المتين والأرباح القوية للشركات، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، حيث ساعدت التطورات المثيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على تعزيز أسهم شركات رائدة مثل «إنفيديا».

ويعتقد بعض المشاركين في السوق أن أجندة ترمب الاقتصادية، التي تشمل تخفيض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، وحتى فرض الرسوم الجمركية، قد تعزز من تفوق الولايات المتحدة، متفوقة على المخاوف المتعلقة بتأثيراتها المزعزعة المحتملة على الأسواق وزيادة التضخم.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في بنك «باركليز»، فينو كريشنا: «نظراً للتوجهات المؤيدة للنمو في هذه الإدارة الجديدة، أعتقد أنه سيكون من الصعب مواجهة الأسهم الأميركية، على الأقل في عام 2025». وكانت هناك مؤشرات على تزايد تفضيل المستثمرين للأسهم الأميركية مباشرة بعد الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما استقبلت صناديق الأسهم الأميركية أكثر من 80 مليار دولار في الأسبوع الذي تلا الانتخابات، في حين شهدت صناديق الأسهم الأوروبية والأسواق الناشئة تدفقات خارجة، وفقاً لبنك «دويتشه».

ويعد «مورغان ستانلي»، و«يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية، ومعهد الاستثمار «ويلز فارغو» من بين المؤسسات التي توصي بزيادة الوزن للأسهم الأميركية في المحافظ الاستثمارية أو تتوقع تفوقها في العام المقبل.

محرك الأرباح

أحد المحركات الرئيسية لقوة الأسهم الأميركية هو ميزة أرباح الشركات الأميركية، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 9.9 في المائة هذا العام وبنسبة 14.2 في المائة في 2025، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي المقابل، من المتوقع أن ترتفع أرباح الشركات في مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1.8 في المائة هذا العام وبنسبة 8.1 في المائة في 2025.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «ستيت ستريت غلوبال أدفايزر»، مايكل أرون: «الولايات المتحدة تظل المنطقة الجغرافية التي تحقق أعلى نمو في الأرباح وأكبر قدر من الربحية على مستوى العالم».

ويسهم الدور المهيمن للشركات التكنولوجية العملاقة في الاقتصاد الأميركي، وأوزانها الكبيرة في مؤشرات مثل «ستاندرد آند بورز 500»، في تعزيز هذا النمو. إذ تبلغ القيمة السوقية لأكبر خمس شركات أميركية («إنفيديا» و«أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون دوت كوم» وألفابت) أكثر من 14 تريليون دولار، مقارنة بحوالي 11 تريليون دولار لجميع شركات «ستوكس 600»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وعلى نطاق أوسع، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.8 في المائة في 2024 وبنسبة 2.2 في المائة في 2025، مقارنة بنسبة 0.8 في المائة هذا العام و1.2 في المائة في العام المقبل لمجموعة من حوالي 20 دولة تستخدم اليورو، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

وقد تساعد خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الولايات المتحدة في تعزيز هذا التفوق، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك، وفقاً لما قاله مايك مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في «بوسطن بارتنرز»، الذي يفضل الأسهم الأميركية. وقال مولاني: «إذا فرض ترمب رسوماً جمركية تتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على السلع الأوروبية، فإنهم سيتأثرون أكثر منا بشكل نسبي».

وقد دفع تحكم الجمهوريين في السلطة في واشنطن، ما يسهل على ترمب تنفيذ أجندته، اقتصاديي «دويتشه بنك» إلى رفع توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي في 2025 إلى 2.5 في المائة مقارنة بـ 2.2 في المائة.

وبينما من المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية النمو الاقتصادي، فإن الهوامش الضيقة نسبياً في الكونغرس الأميركي وحساسية الإدارة تجاه ردود الفعل السوقية قد تحدان من نطاق بعض السياسات «المتطرفة»، مثل الرسوم الجمركية، كما ذكر البنك في تقريره الأخير.

من جانبه، يتوقع «يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6600 في العام المقبل، مدفوعاً بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وانخفاض أسعار الفائدة، وتخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية. وأغلق المؤشر عند 5948.71 يوم الخميس. مع ذلك، قد تؤدي حرب تجارية شاملة مع الصين ودول أخرى إلى التأثير سلباً على نمو الاقتصاد الأميركي وزيادة التضخم. وفي سيناريو يتم فيه فرض دول ردود فعل على الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة، قد ينخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 5100، رغم أن الأسهم العالمية ستتراجع أيضاً، وفقاً لتوقعات «يو بي إس».

ويمكن أن تكون بعض القطاعات في السوق أكثر عرضة لتأثيرات سياسات ترمب، حيث أدت المخاوف بشأن خطط تقليص الفائض البيروقراطي إلى تراجع أسهم شركات المقاولات الحكومية الأسبوع الماضي، بينما تراجعت أسهم شركات الأدوية بعد اختيار ترمب للمشكك في اللقاحات روبرت ف. كينيدي جونيور لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

كما قد تثير التخفيضات الضريبية الواسعة القلق بشأن زيادة الدين الأميركي. وقد أسهمت المخاوف المتعلقة بالعجز في تراجع بيع السندات الحكومية الأميركية مؤخراً، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر الأسبوع الماضي.

وفي الوقت نفسه، قد تصبح الفجوة في التقييم بين الولايات المتحدة وبقية العالم واسعة لدرجة تجعل الأسهم الأميركية تبدو باهظة الثمن، أو قد تصبح الأسهم الدولية رخيصة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، في الوقت الراهن، تظل الاتجاهات طويلة المدى لصالح الولايات المتحدة، مع ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 180 في المائة مقارنة بارتفاع بنسبة 50 في المائة تقريباً لمؤشر «ستوكس» في أوروبا على مدار العقد الماضي. وقال رئيس استراتيجيات الأصول المتعددة في «روبيكو»، كولين غراهام: «الزخم شيء رائع. إذا كان لديك شيء يستمر في التفوق، فإن المستثمرين سيتبعون الأموال».