الصين تلجأ لـ«منظمة التجارة» في أزمة السيارات الكهربائية مع أوروبا

بكين تطلب من شركات سمسرة إجراء فحوصات الامتثال

معرض للسيارات الكهربائية في أحد المتاجر الكبرى بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)
معرض للسيارات الكهربائية في أحد المتاجر الكبرى بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

الصين تلجأ لـ«منظمة التجارة» في أزمة السيارات الكهربائية مع أوروبا

معرض للسيارات الكهربائية في أحد المتاجر الكبرى بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)
معرض للسيارات الكهربائية في أحد المتاجر الكبرى بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)

قالت وزارة التجارة الصينية، يوم الجمعة، إن النتائج التي توصل إليها الحكم الأولي للاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الكهربائية المستوردة تفتقر إلى الأساس الواقعي والقانوني وتنتهك بشكل خطير قواعد منظمة التجارة العالمية.

وقال متحدث باسم الوزارة، في بيان يوم الجمعة، إن الصين لجأت إلى آليات تسوية المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية بشأن التدابير التعويضية المؤقتة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الوزارة قالت إنها تحتفظ بالحق في رفع دعاوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية بشأن خطة الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم مؤقتة على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة.

وفي سياق داخلي منفصل، قالت شركة «هارفست فاند مانجمنت» الصينية لإدارة الأصول، يوم الجمعة، إن رئيس مجلس الإدارة تشاو شيوجون استقال، ويتعاون مع السلطات فيما يتعلق بتحقيق يتعلق «بمشاكل شخصية»، دون الخوض في التفاصيل.

وسيتولى الرئيس المشارك للصندوق آن غويونغ منصب رئيس مجلس الإدارة بالإنابة. وقالت «هارفست فاند مانجمنت»، في بيان، إن التحقيق لا علاقة له بنشاط الشركة في مجال الصناديق، مضيفة أنها تعمل بشكل طبيعي.

ويعد تشاو من بين أقدم المسؤولين التنفيذيين في مجال إدارة الصناديق في الصين. ويأتي رحيله بعد أن كثّفت بكين حملتها على قطاعها المالي؛ حيث أصبح تشاو أكبر مسؤول تنفيذي في شركة كبرى في مجال شراء الأصول يخضع للتحقيق.

وأفادت «رويترز»، في يوليو (تموز) الماضي، أن اثنين من مديري الأصول طلبا من موظفيهما إعادة رواتبهما في إطار حملة الرخاء المشتركة التي تنفذها بكين بهدف معالجة التفاوت الاجتماعي والتفاوت في الدخل مع تباطؤ النمو الاقتصادي.

من جهة أخرى، قال ثلاثة أشخاص مطلعون لـ«رويترز»، إن هيئة تنظيم الأوراق المالية في الصين أمرت بعض شركات السمسرة بمراجعة أنشطتها في تداول السندات، وذلك في إطار سعي السلطات إلى كبح جماح عمليات الشراء المحمومة لسندات الحكومة الصينية.

وقال الأشخاص الذين كان اثنان منهم على علم مباشر بالتعليمات إن شركات السمسرة، التي تعمل كلها في السوق المحلية، أُمرت بإجراء فحوصات الامتثال على جميع أجزاء عمليات تداول السندات. ولم يُصرح لهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام ورفضوا الكشف عن هوياتهم. ولم ترد لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية على الفور على طلب من «رويترز» للتعليق.

وأدى الاقتصاد الصيني المتعثر، الذي عرقلته أزمة عقارية طويلة الأمد، إلى تدفق المستثمرين - من البنوك الكبرى وشركات التأمين وحتى صناديق الاستثمار - إلى سوق السندات مع استمرار البنوك في خفض أسعار الودائع وبقاء الأسهم متقلبة.

وحذر البنك المركزي الصيني مراراً وتكراراً من شراء السندات بتهور، خوفاً من فقاعة محتملة قد تنتهي بأزمة على غرار أزمة البنوك في وادي السيليكون.


مقالات ذات صلة

النحاس يرتفع مع انتعاش البيانات الاقتصادية العالمية

الاقتصاد نفق بمنجم النحاس «كوديلكو إل تينينتي» بالقرب من رانكاغوا في تشيلي (رويترز)

النحاس يرتفع مع انتعاش البيانات الاقتصادية العالمية

ارتفعت أسعار النحاس يوم الجمعة بعد أن خففت بيانات الوظائف الأميركية مخاوف تباطؤ النمو في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)

«نيكي» يرتفع مع انحسار المخاوف من الركود

ارتفعت عائدات سندات الحكومة اليابانية، الجمعة، بعد ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية خلال الليل عقب انخفاض أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سيدة تتبضع عند قسم الخضراوات والفاكهة في أحد المتاجر الكبرى في بكين (أ.ف.ب)

التضخم الصيني يتجاوز التوقعات مع «طقس متطرف» في يوليو

ارتفعت أسعار المستهلكين في الصين الشهر الماضي بنسبة تفوق التوقعات، ويرجع السبب في ذلك أساساً إلى عوامل موسمية، مثل سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد يعمل المتداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ.ف.ب)

الأسواق تحت الضغط... هل يقترب الركود الاقتصادي؟

هزت بيانات الوظائف الأميركية المخيبة للآمال الثقة في هبوط سلس للاقتصاد الأكبر في العالم، مما أدى إلى هبوط أسواق الأسهم العالمية وارتفاع الرهانات على خفض الفائدة

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك )
الاقتصاد تظهر المخزونات داخل مركز توزيع «أمازون» في روبينزفيل بنيوجيرسي (رويترز)

ارتفاع مخزونات الجملة يدعم الاقتصاد الأميركي

ارتفعت مخزونات الجملة الأميركية في يونيو مما أضاف إلى النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«نيكي» يرتفع مع انحسار المخاوف من الركود

يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
TT

«نيكي» يرتفع مع انحسار المخاوف من الركود

يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
يابانيان يمران أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» وسط العاصمة طوكيو (رويترز)

ارتفعت عائدات سندات الحكومة اليابانية، الجمعة، بعد ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية خلال الليل، عقب انخفاض أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة الأميركية، ما خفف المخاوف من ركود وشيك.

وارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 0.855 بالمائة. كما ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين، بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 0.3 بالمائة، وارتفع العائد على سندات السنوات الخمس، بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 0.435 بالمائة.

ورغم الارتفاع، يقول الاستراتيجيون إن المستوى الحالي للعائدات على آجال الاستحقاق الأقصر منخفض للغاية في ضوء احتمال رفع بنك اليابان أسعار الفائدة.

وقال شينغي إيبيهارا، كبير استراتيجيي الدخل الثابت في «طوكيو مارين» لإدارة الأصول: «إن موقف بنك اليابان، المتمثل في أنه سيرفع أسعار الفائدة إذا أظهرت البيانات أن الظروف الاقتصادية تسير على المسار الصحيح، لم يتغير، وقد شهدت السوق بعض البيانات التي تدعم تحول السياسة».

وكان معدل مقايضة المؤشر لمدة عامين بين عشية وضحاها نحو 0.375 بالمائة، انخفاضاً من أعلى مستوى له مؤخراً عند 0.5475 بالمائة في الأول من أغسطس (آب).

وبعد أن رفع بنك اليابان سعر الفائدة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، تحوّلت السوق إلى الحذر بشأن وتيرة رفع الأسعار، ما أدى إلى عمليات بيع ضخمة للأسهم، وتصفية تجارة فوائد الين.

وتراجعت المخاوف بعد أن قال نائب محافظ بنك اليابان المؤثر، شينيتشي أوتشيدا: «إن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة عندما تكون الأسواق غير مستقرة...». لكن نظرة فاحصة على الخطاب تشير إلى أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة إذا نما الاقتصاد بما يتماشى مع التوقعات. وعلق إيبيهارا بالقول: «لن أتفاجأ إذا كانت هناك زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا العام».

وعادت حالة التوتر إلى السوق بعد أن أظهر ملخص للمناقشات التي جرت في اجتماع البنك المركزي يومي 30 و31 يوليو (تموز) أن صناع السياسات ركزوا على سلسلة من زيادات أسعار الفائدة لمنع التضخم من الارتفاع. وانخفض العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 2.060 بالمائة، بعد مزاد سلس للسندات ذات الاستحقاق نفسه يوم الخميس.

وفي الأسواق، ارتفع المؤشر «نيكي» الياباني الجمعة، مع انحسار مخاوف من الركود الاقتصادي الأميركي، بعد أن أظهرت بيانات انخفاضاً أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة بالولايات المتحدة.

وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 0.6 بالمائة عند 35025 نقطة، في حين صعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.9 بالمائة عند 2483.3 بالمائة.

وسجلت الأسهم الأميركية ارتفاعاً حاداً عند الإغلاق يوم الخميس، بعد أن أشار تقرير طلبات إعانة البطالة إلى أن المخاوف من احتمال اتجاه الاقتصاد نحو هبوط حاد ربما كانت مبالغاً فيها، وأن التحسن التدريجي في سوق العمل لا يزال قائماً.

وتمكن المؤشر «نيكي» من تعويض معظم خسائره، بعد أن هوى بأكثر من 12.4 بالمائة وسط موجة بيع محمومة يوم الاثنين، بسبب المخاوف من الركود وتصفية الاستثمارات الممولة بالين، لينهي الأسبوع على انخفاض محدود نسبياً بلغ 2.5 بالمائة.

لكن اليوم الجمعة شهد تقلباً في التداولات، إذ انخفض المؤشر لفترة وجيزة واحداً بالمائة، قبل أن يستعيد توازنه مع استمرار الاضطرابات بعد التقلبات الشديدة التي هزّت سوق الأسهم اليابانية في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويقول المحللون إن التقلبات ستستمر على الأرجح في الأسبوع المقبل، مع بحث المتعاملين عن بيانات تؤيد توقعات الهبوط الهادئ لأكبر اقتصاد في العالم.

كما دقّ قرار بنك اليابان الأسبوع الماضي برفع أسعار الفائدة ناقوس الخطر، بشأن وتيرة تشديد البنك المركزي السياسة النقدية، ما دفع نائب محافظ البنك إلى بذل بعض الجهود للحد من الأضرار يوم الأربعاء.

وبالنسبة للأسهم الفردية، أدّت نتائج الشركات إلى عدد من أكبر التحركات. وقفز سهم شركة «فوجيكورا» المصنعة لمكونات الأجهزة الإلكترونية 19.7 بالمائة، ليسجل أكبر المكاسب على المؤشر «نيكي»، في حين ارتفعت أسهم شركة «ريكروت القابضة للتوظيف» 6.8 بالمائة.

وهوت أسهم شركة «شيسيدو لمستحضرات التجميل» 12.1 بالمائة بعد إعلان نتائج أعمال منتصف العام التي تضررت بسبب تكاليف إعادة الهيكلة وتراجع الطلب في الصين.