الين يتخبّط وسط تقييم الأسواق مسار الفائدة اليابانية

«نيكي» يتراجع بعد صدور محضر اجتماع «المركزي»

مشاة يسيرون أمام مقر بنك اليابان المركزي في العاصمة طوكيو (رويترز)
مشاة يسيرون أمام مقر بنك اليابان المركزي في العاصمة طوكيو (رويترز)
TT

الين يتخبّط وسط تقييم الأسواق مسار الفائدة اليابانية

مشاة يسيرون أمام مقر بنك اليابان المركزي في العاصمة طوكيو (رويترز)
مشاة يسيرون أمام مقر بنك اليابان المركزي في العاصمة طوكيو (رويترز)

سجل الين الياباني أداء متقلباً، الخميس، بعد انخفاض حاد في الجلسة الماضية، وذلك في أسبوع غير مستقر ترك بصمته على المعنويات، إذ يقيّم المتعاملون التخارج من صفقات فروق أسعار الفائدة ومسار السياسة النقدية لبنك اليابان.

وصعد الين 0.4 في المائة إلى 146.02 مقابل الدولار، عقب انخفاضه 1.6 في المائة يوم الأربعاء، بعد أن قلّل نائب محافظ بنك اليابان، شينيتشي أوشيدا، من احتمالية رفع أسعار الفائدة في الأمد القريب.

واستهلّت العملة اليابانية الأسبوع بالصعود، لتسجل أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 141.675 مقابل الدولار، وهو ما يبعد كثيراً عن أدنى مستوياتها في 38 عاماً المسجل في أوائل يوليو (تموز)؛ إذ أدت بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة الأسبوع الماضي إلى تأجيج مخاوف الركود وأربكت المتعاملين.

ودفع قرار بنك اليابان المفاجئ برفع أسعار الفائدة المتعاملين إلى الانسحاب من صفقات الاستفادة من فروق أسعار الفائدة، التي يقترض المتداولون فيها الين بأسعار فائدة منخفضة، للاستثمار في أصول مقوّمة بالدولار لتحقيق عوائد أعلى.

ودفعت التحركات الحادة في الين مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى 103.03، بالقرب من أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 102.15 الذي لامسه يوم الاثنين.

ووفقاً لأداة «فيد ووتش»، التابعة لـ«سي إم إي»، يتوقع المتعاملون أن يخفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في سبتمبر (أيلول)، في ضوء تباطؤ الاقتصاد، لكنهم يقدّرون أيضاً بنسبة 26.5 في المائة خفضاً أقل، بواقع 25 نقطة أساس.

وفي سياق منفصل، أظهرت بيانات بنك اليابان المركزي، الصادرة الخميس، نمو قيمة الإقراض المصرفي في البلاد خلال الشهر الماضي بنسبة 3.2 في المائة سنوياً إلى 624.67 تريليون ين (4.27 تريليون دولار)، وهو ما جاء متفقاً مع توقعات المحللين من ناحية وحجم الإقراض المصرفي في الشهر السابق.

من ناحية أخرى، ومع استبعاد صناديق الادخار، زاد الإقراض المصرفي خلال يوليو الماضي بنسبة 3.6 في المائة سنوياً إلى 547.25 تريليون ين، في حين ارتفع الإقراض من صناديق الادخار بنسبة 0.5 في المائة إلى 77.41 تريليون ين. وزاد الإقراض من البنوك الأجنبية العاملة في اليابان بنسبة 18.6 في المائة إلى 4.685 تريليون ين، بعد زيادته بنسبة 19.6 في المائة خلال شهر يونيو (حزيران).

وفي الأسواق، واجهت الأسهم اليابانية ضغوطاً جديدة، الخميس، إذ اقتفت أسهم الرقائق أثر «وول ستريت» التي انخفضت الليلة السابقة، ووسط مزيد من التفاصيل من بنك اليابان تشير إلى مزيد من التشديد في السياسة النقدية.

وانخفض المؤشر نيكي 0.74 في المائة، ليغلق عند 34831.15 نقطة، وتراجع خلال الجلسة 2.5 في المائة، ثم ارتفع 0.8 في المائة. وبعد الهبوط 12.4 في المائة يوم الاثنين والارتفاع يوم الثلاثاء، تراجع المؤشر نحو 20 في المائة من أعلى مستوياته في يوليو فوق 42 ألف نقطة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.11 في المائة إلى 2461.7 نقطة.

وفي وقت سابق يوم الخميس، كشفت تفاصيل من بنك اليابان الميل إلى مزيد من التشديد في السياسة النقدية مع إعلان البنك محضر اجتماعه في يوليو. ودفعت التقلبات وزير المالية إلى القول إن السلطات تراقب من كثب تطورات سوق الأسهم، لكنها غير مستعدة للتدخل.

وبالنسبة إلى الأسهم الفردية، تراجع سهم شركة «طوكيو إلكترون»، المتخصصة في معدات تصنيع الرقائق، 0.4 في المائة، في حين قفز سهم نظيرتها «ليزرتك» 22.6 في المائة، ليكون أكبر الداعمين للمؤشر نيكي، بعد أن قالت الشركة إن صافي ربحها السنوي من المرجح أن يرتفع 25 في المائة. في حين تراجع سهم «أدفانتست» لتصنيع معدات اختبار الرقائق 4 في المائة.

وقفز سهم «نيتوري هولدينغز» 8 في المائة، بعد أن قالت شركة بيع منتجات الديكور المنزلي إن أرباحها المتكررة ربع السنوية ارتفعت 7.5 في المائة. وزاد سهم «فوجي سوفت» 20 في المائة مرتفعاً لحد التداول اليومي، بعد أن ذكرت وسائل إعلام محلية أن صندوق الاستثمار الأميركي «كيه كيه آر آند كو» يخطط لمساعدة الشركة العاملة في مجال تطوير البرمجيات في التحول إلى شركة خاصة بموجب عملية شراء إدارية بقيمة نحو 600 مليار ين (4.09 مليار دولار).


مقالات ذات صلة

ارتفاع مخزونات الجملة يدعم الاقتصاد الأميركي

الاقتصاد تظهر المخزونات داخل مركز توزيع «أمازون» في روبينزفيل بنيوجيرسي (رويترز)

ارتفاع مخزونات الجملة يدعم الاقتصاد الأميركي

ارتفعت مخزونات الجملة الأميركية في يونيو مما أضاف إلى النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ما يقرب من 50 % من الشباب قالوا إنهم سيكونون أكثر استعداداً للعودة إلى سوق العمل بشرط الحصول على الدعم النفسي (أ.ف.ب)

ربع جيل «زد» يعاني من مشاكل صحية نفسية طويلة الأمد

أظهرت أرقام جديدة أن ما يقرب من ربع جيل «زد» يدعي إصابته بحالات صحية نفسية طويلة الأمد، ما أدى إلى زيادة في البطالة، ويهدد بإفشال خطط وزيرة الخزانة البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ملامح إحدى فعاليات «جودة الحياة» بالرياض

تعزيز استثمارات القطاعات الواعدة

يمضي برنامج «جودة الحياة»، أحد برامج تحقيق «رؤية 2030»، نحو تعزيز استثمارات القطاعات الواعدة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد زوّار لجناح شركة «نيو» لصناعة السيارات الكهربائية في معرض شنغهاي الدولي الماضي (أ.ف.ب)

سوق السيارات في الصين تصل إلى «مفترق طرق»

أظهرت بيانات أن نصف إجمالي المركبات المباعة في الصين في يوليو (تموز) الماضي كانت إما مركبات كهربائية جديدة أو هجينة تعمل بالكهرباء

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد بورصة نيويورك في الحي المالي بمانهاتن (رويترز)

«جيه بي مورغان» يرفع توقعات الركود الأميركي إلى 35% بنهاية العام

رفع بنك «جيه بي مورغان» توقعاته لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة بنهاية هذا العام إلى 35 في المائة من 25 في المائة سابقاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأزمة لم تنتهِ بعد: مخاوف من تأثير موجة بيع الين على الدولار والمصارف

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

الأزمة لم تنتهِ بعد: مخاوف من تأثير موجة بيع الين على الدولار والمصارف

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

قال مديرو الصناديق الاستثمارية إن موجة البيع الضخمة التي شهدتها الأسواق العالمية هذا الأسبوع والتي أشعلتها تصفية صفقات مموَّلة بالين لم تنتهِ بعد وقد تمتد في نهاية المطاف إلى أسواق الائتمان وتضر ببعض المصارف وربما تضر بالدولار الأميركي.

وبحلول يوم الخميس هدأت التقلبات في السوق لكنَّ أسواق الأسهم واجهت صعوبات في تحديد الاتجاه، وحاول المستثمرون تخمين عدد الصفقات المموَّلة بالين التي لا تزال تنتظر التصفية، وفق «رويترز».

كانت حالة الفوضى التي شهدتها الأسواق منذ الجمعة الماضي -والتي دفعت مؤشر «نيكي» الياباني إلى منطقة الهبوط وتسببت في انهيار مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي في الولايات المتحدة بنسبة 6 في المائة في 5 أيام تداول- ناجمة عن رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تدمير مليارات الدولارات من الصفقات الممولة بالين، حيث ارتفعت قيمة العملة اليابانية بنسبة 10 في المائة في غضون شهر.

وقال رئيس قسم الأبحاث الآسيوية في بنك «إيه إن زد»، كون جو: «أعتقد أننا شهدنا مرحلة الذعر من التصفية القسرية وما إلى ذلك، ولكن في المستقبل أنا متأكد من أنه لا يزال هناك مستثمرون يتطلعون الآن إلى الحد من التعرض للمخاطر على الأقل».

والمشكلة هي أنَّ لا أحد يعرف ما ستجري تصفيته، وما حجم المخاطر.

ووجدت مئات المليارات من الين طريقها إلى صفقات «تجارة الفائدة Carry Trade» على مدى أكثر من عقد عندما كانت أسعار الفائدة اليابانية عند الصفر. وبالإضافة إلى ذلك، هناك صفقات «تجارة الفائدة» ممولة بالفرنك السويسري الرخيص واليوان الصيني.

وقد تكون صفقات بقيمة أكبر بكثير معرَّضة للخطر، بافتراض أن صناديق التحوط والمستثمرين ذوي الرافعة المالية ضاعفت رهاناتهم بالقروض الرخيصة.

تحت الضغط

وقالت كبيرة الاستراتيجيين العالميين لشركة «إل بي إل فاينانشيال»، كوينسي كروسبي: «المشكلة هي إذا انفجر أي شيء ولم يتمكن من سداد القروض».

وأضافت: «أحد الأشياء التي نراقبها هو ما إذا كان أيٌّ من المصارف يتعرض لضغوط في الوقت الحالي، لأنه كان يقرض أكثر من اللازم، إما لصناديق التحوط وإما للمستثمرين الأفراد. إنها مدفونة تحت المعادلة الكبرى لكيفية نظرتنا إلى (تجارة الفائدة)».

وتتنوع التقديرات الخاصة بحجم «تجارة الفائدة بالين»، المحرك الرئيسي للانهيار الحالي في الأسواق. ويَستخدم بعض المحللين إجمالي الاستثمارات الأجنبية اليابانية، الذي يقارب 4 تريليونان دولار، معياراً تقريبياً لحجم هذه التجارة.

ويحدد المحللون في «تي إس لومبارد» إجمالي الاقتراض الخارجي من اليابان منذ نهاية عام 2022، والاستثمار الياباني في الأوراق المالية الأجنبية خلال تلك الفترة. وقالوا في مذكرة: «قد يحتاج المستثمرون إلى إيجاد ما يصل إلى 1.1 تريليون دولار لسداد اقتراض تجارة الين».

ويعتقد استراتيجي الاقتصاد الكلي في «يو بي إس» اليابان، جيمس مالكولم، أن قيمة التجارة تبلغ نحو 500 مليار دولار، وأن أقل من نصفها تم تصفيته حتى الآن؛ ويضع نيكولاوس بانيغيرتزوغلو ومحللون آخرون في «جيه بي مورغان» تجارة الين عند 4 تريليونات دولار.

وقالوا: «بينما تأرجحت مراكز الين من منطقة ذروة البيع إلى منطقة ذروة الشراء، فإن تجارة الين الأوسع نطاقاً... شهدت على الأرجح تصفيته بشكل أكثر محدودية».

كما لاحظ رئيس قسم تغطية صناديق التحوط العالمية في «غولدمان ساكس»، توني باسكوارييلو، أن بيانات السمسرة الرئيسية للبنك «بشكل غريب» لا تُظهر الكثير من البيع. وقال «غولدمان» في مذكرة: «هل تم تطهير مجتمع التداول بالكامل من المخاطر؟ بالطبع لا».

راقب السندات

قد تكشف السندات، خصوصاً تلك المرتبطة بأعلى مستويات المخاطرة، عن بعض الإجابات حول التطورات المستقبلية للأسواق، حيث لم تشهد هذه السندات نفس مستوى البيع العدواني الذي شهدته الأسهم.

وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل منذ الجمعة الماضية، وذلك بشكل أساسي بسبب بيانات الوظائف الأميركية الكئيبة التي عززت توقعات تخفيضات أسعار الفائدة السريعة من «الاحتياطي الفيدرالي» ودفعت بيع بعض الأسهم في حالة الذعر.

واتسعت فروق السندات الأميركية غير المرغوب فيها عن عائدات سندات الخزانة الخالية من المخاطر، ولكن بشكل طفيف فقط، وانخفضت فروق مؤشرات السندات ذات الدرجة الاستثمارية.

وقال مدير المحفظة في فريق الدخل الثابت في «إيست سبرينغ إنفستمنتس»، رونغ رين جو: «أجد صعوبة في موازنة السندات الائتمانية (التي تظل) إلى حد كبير دون تغيير مقابل أسواق المخاطر الأخرى. بافتراض استمرار معاناة الأسهم، أعتقد أنه سيكون هناك بعض التعديل في مجال الائتمان».

وقال كبير خبراء الاقتصاد في آسيا في بنك «يو بي بي»، كارلوس كازانوفا: «من الممكن أيضاً أن يعيد المستثمرون اليابانيون استثماراتهم الضخمة في سندات الخزانة وغيرها من السندات الخارجية إلى الوطن».

وفي حين قد يكون ذلك إعادة غير مستعجلة، إلا أنه تدفق كبير بما يكفي لإثارة الذعر في أسواق السندات العالمية.

وتستدعي تجارة الدولار الطويلة المزدحمة متابعة مستمرة ومراقبة دقيقة.

وقال الرئيس المشارك للاستثمار في «ألفا إنجين غلوبال إنفستمنت سوليوشنز»، هاريش نيلاكاندان: «إذا شرع (الاحتياطي الفيدرالي) في حملة تخفيف عدوانية، فسوف يضعف الدولار كثيراً. وسيتم الضغط على الناس».

وأضاف: «الأشخاص الذين لديهم مراكز في العملة، سواء كانت مراكز مضاربة صريحة أو كانوا يستخدمون هذه الاستراتيجية لتمويل عملياتهم، سوف يضطرون إلى الخروج من هذه الصفقات. لذا فإن هذا هو الخطر الذي أراه».