وفاة سلطان الدغيثر... رجل الاتصالات الذي انتشل «زين السعودية» من الخسائر

محا 533 مليون دولار متراكمة على الشركة

المهندس سلطان الدغيثر (الشرق الأوسط)
المهندس سلطان الدغيثر (الشرق الأوسط)
TT

وفاة سلطان الدغيثر... رجل الاتصالات الذي انتشل «زين السعودية» من الخسائر

المهندس سلطان الدغيثر (الشرق الأوسط)
المهندس سلطان الدغيثر (الشرق الأوسط)

تلقت منظومة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، الثلاثاء، نبأ وفاة الرئيس التنفيذي لشركة «زين السعودية» المهندس سلطان الدغيثر، بعد أن ترك إرثاً لا ينسى في القطاع وتنمية الاقتصاد الرقمي؛ حيث تمكن من تحقيق التحول المالي والتشغيلي للشركة من خلال مضاعفة القيمة السوقية، وإطفاء أكثر من ملياري ريال (533.3 مليون دولار) من الخسائر المتراكمة، لتبدأ في توزيع الأرباح لأول مرة في تاريخها، بعد أن حققت إيرادات وأرباحاً قياسية، وتصبح بين أفضل 50 علامة تجارية من حيث القيمة السوقية على مستوى البلاد.

وشهدت شركة «زين السعودية» عدة أزمات في الفترة الماضية، واتخذت خطوات في إعادة هيكلة رأسمالها وتسوية أوضاعها المالية المتمثلة في تخفيض رأس المال، ثم اعتمدت زيادة رأس المال عن طريق فتح باب الاكتتاب العام، عبر إصدار أسهم حقوق أولوية.

وكان المهندس الدغيثر يتمتع بمسيرة كبيرة من الإنجازات والخبرة في الإدارة التنفيذية والتشغيلية والتقنية، تمتد إلى 19 عاماً؛ حيث قاد كثيراً من المشاريع التي مكَّنت «زين» من أن تصبح كبرى شركات الاتصالات في المملكة.

كما لعب دوراً محورياً في تطوير وتوسعة شبكات الشركة داخل المملكة. وتحت قيادته، نجحت «زين السعودية» عام 2019 في إطلاق أكبر شبكة للجيل الخامس (5G) في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، ورابع أكبر شبكة في العالم.

وصاغ الدغيثر رؤية واضحة لقطاع الأعمال في «زين»، الذي شهد تطوراً كبيراً مدفوعاً باستثمارات نوعية في التقنيات المبتكرة والحلول والخدمات الرقمية التي تتنوع من الحوسبة السحابية إلى تطبيقات الجيل الخامس المستقبلية، بما فيها إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والطائرات من دون طيار.

وأدار الدغيثر عملية تحويل «زين السعودية» من شركة اتصالات إلى منظومة متكاملة للخدمات الرقمية، شكَّلت مرتكزاً لظهور ونمو كثير من القطاعات التقنية الجديدة في المملكة.

وفي عام 2022، قاد الشراكة الاستراتيجية ما بين «زين السعودية» و«بلاي هيرا العالمية» للرياضات الإلكترونية، والتي أثمرت تأسيس «PLAYHERA MENA».

كما وظَّف الدغيثر الخبرات التي اكتسبها في إطلاق شركة «تمام للتمويل» بوصفها أول شركة للتمويل المصغَّر في المملكة والشرق الأوسط. وأشرف على خطتها التوسَّعية والتشغيلية.

وتميَّزت رؤية الدغيثر القيادية بتطبيق قيم التنوُّع والشمولية في «زين السعودية»، فشهدت الشركة تحت قيادته تمكين المرأة السعودية في المناصب القيادية، وتعزيز حضورها في قطاع التقنية والاتصالات بشكلٍ كبير.

وتحت قيادته، حققت «زين السعودية» ريادة في مجال الاستدامة على مختلف الأصعدة؛ ففي العام الماضي، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وقَّعت الشركة على اتفاقية مع مركز برنامج «شريك» لإطلاق مراكز بيانات فائقة النطاق، كما أطلقت أول شبكة جيل خامس (5G) في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية، في منتجع «سيكس سينسز الكثبان الجنوبية» الصحراوي في وجهة «البحر الأحمر».

وصُنِّف الدغيثر ضمن أفضل 300 رئيس تنفيذي حسب «MENA TRNDS»، وقد حمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والاتصالات من جامعة الملك سعود، كما أكمل برنامج الإدارة المتقدّم في جامعة «IESE».

وشغل المهندس سلطان الدغيثر عدة مناصب، أبرزها منصب الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات المتنقلة السعودية «زين السعودية»، ونائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «تمام» للتمويل، ورئيس مجلس إدارة شركة «PLAYHERA MENA» للرياضات الإلكترونية.


مقالات ذات صلة

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

لاغارد تجدد دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لاغارد تجدد دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جدّدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا يوم الجمعة، مشيرة إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية والفجوة التكنولوجية المتزايدة مع الولايات المتحدة تفرض ضرورة ملحة للعمل.

وكان الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، دونالد ترمب، قد تعهد بفرض رسوم جمركية على معظم الواردات، وهدّد بأن أوروبا ستدفع ثمناً باهظاً جراء الفائض التجاري الكبير الذي استمر لعقود بين الجانبين، وفق «رويترز».

وقالت لاغارد: «لقد أصبح المناخ الجيوسياسي أقل تفاؤلاً، مع ازدياد التهديدات للتجارة الحرة من مختلف أنحاء العالم»، دون أن تشير بشكل مباشر إلى ترمب. وأضافت أن «الحاجة إلى دمج أسواق رأس المال الأوروبية أصبحت أكثر إلحاحاً».

ورغم أن أوروبا حقّقت بعض التقدم في هذا المجال، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي غالباً ما تقوم بتخفيف المقترحات لحماية مصالحها الوطنية، ما يؤدي إلى إضعاف الاتحاد كله.

وأوضحت لاغارد أن ذلك يتسبب في سحب مئات المليارات، إن لم يكن تريليونات اليورو، من الاقتصاد؛ حيث تحتفظ الأسر الأوروبية بنحو 11.5 تريليون يورو نقداً وودائع، لكنّ جزءاً كبيراً من هذه الأموال لا يصل إلى الشركات التي تحتاج إلى التمويل.

وأشارت إلى أنه إذا تمكنت الأسر الأوروبية من محاذاة نسبة ودائعها إلى الأصول المالية مع نظيرتها الأميركية، فإن ذلك سيؤدي إلى توجيه ما يصل إلى 8 تريليونات يورو نحو الاستثمارات طويلة الأجل المعتمدة على الأسواق، أو تدفق نحو 350 مليار يورو سنوياً.

وأضافت أنه عند دخول هذه الأموال فعلاً إلى أسواق رأس المال، فإنها غالباً ما تبقى داخل الحدود الوطنية أو تنتقل إلى الولايات المتحدة بحثاً عن عوائد أفضل.

لذلك، أكدت لاغارد أن أوروبا بحاجة إلى خفض تكاليف الاستثمار في أسواق رأس المال ويجب تبسيط النظام التنظيمي لتسهيل تدفق الأموال إلى الأماكن التي تحتاج إليها بشدة.

وأشارت إلى أن حلاً محتملاً قد يكون عبر إنشاء نظام تنظيمي موحد على مستوى الاتحاد الأوروبي، يتجاوز الأنظمة الوطنية الـ27، بحيث يتمكن بعض المصدرين من اختيار الانضمام إلى هذا الإطار.

وقالت: «لتجاوز العملية المعقدة لتوحيد الأنظمة التنظيمية، يمكننا تصور إنشاء النظام التنظيمي الـ28 للمصدرين للأوراق المالية، ما سيمكنهم من الاستفادة من قانون موحد للشركات والأوراق المالية، ما يسهّل عمليات الاكتتاب والحيازة والتسوية عبر الحدود».

ومع ذلك، أكدت لاغارد أن هذا لن يحل المشكلة الأساسية المتمثلة في قلة الشركات المبتكرة الناشئة في أوروبا، وهو ما يرجع جزئياً إلى نقص التمويل. لذا، يجب على أوروبا تسهيل تدفق الاستثمارات إلى رأس المال المغامر، وكذلك تبسيط حصول البنوك على التمويل اللازم لدعم الشركات الناشئة.