التداول بالاقتراض الضخم يهدد الأسواق المالية بمزيد من الانهيارات

تفكيك الصفقات يعمق الأزمة

أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)
أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)
TT

التداول بالاقتراض الضخم يهدد الأسواق المالية بمزيد من الانهيارات

أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)
أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)

قال المستثمرون إن تداعيات التداول بالاقتراض الضخم الذي أدى إلى ارتدادات في الأسواق المالية العالمية لم تنتهِ بعد؛ حيث قد يؤدي مزيد من التفكيك في الأيام المقبلة إلى زيادة خطر الانهيارات في الأصول الأخرى.

وقلَّص مؤشر «ناسداك» المركب ومؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خسائرهما عند الإغلاق يوم الاثنين، ليضعا نهاية لانخفاض حاد استمر 3 أيام، بينما تعافت الأسواق اليابانية من انهيار مماثل في التداول يوم الثلاثاء، وفق «رويترز».

وجاءت عمليات البيع الضخمة بعد أن أثار معدل البطالة الأميركي الأعلى من المتوقع، يوم الجمعة، مخاوف من توجه الاقتصاد الأميركي نحو الركود. وتفاقمت المخاوف بشأن الأسواق بسبب قيام المستثمرين بتصفية صفقات التمويل بالين الياباني التي كانت تستخدم لتمويل شراء الأسهم لسنوات، بعد رفع مفاجئ لسعر الفائدة من قبل بنك اليابان الأسبوع الماضي.

ويُستخدم ما يسمى «التداول بالاقتراض» بشكل شائع في أسواق العملات؛ حيث يقترض المستثمرون أموالاً من اقتصادات ذات أسعار فائدة منخفضة، مثل اليابان أو سويسرا، لتمويل استثمارات في أصول ذات عائد أعلى -هذه المرة الأسهم- في أماكن أخرى.

وعلى الرغم من تخفيف البيع، كان المستثمرون قلقين بشأن مزيد من التقلبات في المستقبل.

وأوضح رئيس استراتيجيات التنوع في «تي آي إف إف» للاستثمار، تشي شن، أن المستثمرين يتحركون بحذر شديد في ظل هذه التقلبات السوقية. فبعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم، يفضلون اتباع استراتيجية «انتظر وانظر» قبل اتخاذ أي قرارات تفكيك جديدة.

وأضاف تشي أن من المرجح أن يستغرق التفكيك الكامل للصفقة الممولة بالين أياماً، وهو ما قد يؤدي إلى إطالة انهيار السوق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «كارنسي ريسيرش أسوشيتز»، أولف لينداه: «هناك الكثير والكثير من صفقات التداول بالين التي لا يزال يتعين تصفيتها».

ولا يزال المستثمرون يبحثون عن حجم هذه الصفقات، ومدى استخدام التمويل الرخيص في الأسهم.

وأظهرت حسابات أجرتها شركة أبحاث صناديق التحوط «بايفوتال باث» أن استراتيجيات صناديق التحوط الأكثر تأثراً بالارتفاع في الين هي الماكرو العالمية والعقود الآجلة المدارة؛ حيث لديها تعرض قصير للعملة اليابانية. ويشير ارتفاع الين هذا الشهر إلى خسارة تتراوح بين 1.5 في المائة و2.5 في المائة في أغسطس (آب) لمؤشرات تلك الصناديق، وفقاً لنموذج التعرض الخاص بالشركة.

وقالت كبيرة استراتيجيي الدخل الثابت في «شواب»، كاثي جونز: «من الصعب جداً معرفة الحجم الفعلي لهذه المراكز، ومدى التحوط ومدى عدم التحوط، وبالتالي مقدار الضغط الموجود. عندما تحصل على صناديق التحوط التي تستخدم الرافعة المالية، وربما توجد مشتقات متضمنة، تحصل على رد فعل كبير جداً».

تفكيك المخاطر

كان بعض مديري الأموال أو استراتيجيات التداول قد خفضوا بالفعل المخاطر في الأيام القليلة الماضية.

وقال مدير استراتيجيات البدائل، الأسهم، في «أكاديان»، مايك جليسون: «لقد تراجع الزخم بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، وهذا يقطع جميع فئات الأصول. لذا، لديك آلية استجابة تتفاعل فيها فئات الأصول المتعددة بالمثل».

وقال رئيس المتداولين في «آي بي كيه آر سيكيوريتيز سيرفيسيز»، ستيف سوسنيك، إن التداول ليلة الأحد وفي افتتاح يوم الاثنين «كان له شعور البيع القسري».

وأضاف: «كانت هناك نوعية معينة من (الخروج) في الصفقات قبل السوق، وعند الافتتاح، والتي تراجعت منذ ذلك الحين».

وبدأت صناديق التحوط في تفكيك المخاطر منذ نحو أسبوعين، عندما بدأت الأسهم في الانخفاض. وقدرت «مورغان ستانلي» في 25 يونيو (حزيران) أن صناديق التحوط الكلية قد تبيع 110 مليارات دولار في الأسابيع المقبلة، إذا تدهورت الأسواق أكثر.

وبالنسبة لبعض المستثمرين، فإن حقيقة أن «ناسداك» انخفض بنسبة 10 في المائة عن الرقم القياسي البالغ 18647.45 نقطة في 10 يوليو (تموز) تمثل تحدياً آخر أمام انتعاش سريع ومستدام.

وقال لينداه: «معظم الناس لم يفككوا أي شيء بعد؛ لأنهم يعتقدون أنه مجرد تصحيح منتظم. هذا شيء خطير، ليس مجرد تصحيح منتظم. لا تفتح الفجوات بنسبة 4 في المائة أو 5 في المائة في المؤشرات الرئيسية، ثم تتعافى. هناك انهيار خطير قادم».

ومساء يوم الاثنين، فتحت عقود مؤشرات الأسهم الأميركية على ارتفاع، مما يشير إلى استفادة المستثمرين من التقييمات الأقل.

وقالت جونز: «نرى عدداً لا بأس به من الأشخاص الذين يتطلعون إلى الشراء في هذه النكسة. أعتقد أن هذا من المحتمل أن يمنحنا سوقاً في الاتجاهين».


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مخطط مؤشر أسعار الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة «فرانكفورت» (رويترز)

الأسواق العالمية تتباين وسط تصاعد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأسواق العالمية أداءً متبايناً، الأربعاء، على الرغم من المكاسب التي حققتها «وول ستريت»، وسط تزايد المخاوف بشأن تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مستثمر يمر أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تضيف 45 نقطة بسيولة 1.6 مليار دولار

سجل «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، الثلاثاء، ارتفاعاً بمقدار 45.53 نقطة، وبنسبة 0.38 في المائة، إلى 11875.91 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صواريخ يارس الباليستية العابرة للقارات الروسية في ساحة الحمام بموسكو خلال عرض عسكري (رويترز)

الأسواق العالمية تترنّح تحت وطأة تهديدات بوتين النووية

أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تعديل العقيدة النووية لبلاده، ردود فعل فورية في الأسواق المالية العالمية، حيث سارع المستثمرون إلى التحوط.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.