«اثنين أسود» يهزّ الأسواق العالمية

مخاوف الركود الأميركي تُغرق الأسعار


ردة فعل أحد المتعاملين في بورصة نيويورك بعد افتتاحها على تراجع (أ.ب)
ردة فعل أحد المتعاملين في بورصة نيويورك بعد افتتاحها على تراجع (أ.ب)
TT

«اثنين أسود» يهزّ الأسواق العالمية


ردة فعل أحد المتعاملين في بورصة نيويورك بعد افتتاحها على تراجع (أ.ب)
ردة فعل أحد المتعاملين في بورصة نيويورك بعد افتتاحها على تراجع (أ.ب)

تكبدت الأسهم العالمية خسائر فادحة، أمس، في يوم أعاد إلى الأذهان «الاثنين الأسود» الذي وافق 19 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1987 حين شهدت أسواق المال العالمية انهياراً مفاجئاً حاداً.

شرارة الهبوط الحاد هذه جاءت من الولايات المتحدة بعد نشر تقرير مخيب للآمال عن سوق العمل الجمعة، الذي أظهر ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة على نحو غير متوقع، مما أثار المخاوف من ركود اقتصادي وشيك.

وكانت اليابان في قلب العاصفة المالية التي ضربت أيضاً شركات التكنولوجيا التي خسرت نحو تريليون دولار من قيمتها السوقية. كما طالت العملات المشفرة حيث انخفضت البتكوين 15 في المائة إلى 50 ألف دولار، وأدت إلى تراجع أسعار النفط التي اقتفت أثر موجة البيع في سوق الأسهم.

وانتقلت العدوى أيضاً إلى الأسواق العربية التي تراجعت متأثرة كذلك بالاضطرابات الجيوسياسية.


مقالات ذات صلة

لبنان... تهافت على تخزين الغذاء والدواء

المشرق العربي 
مطار بيروت الدولي يزدحم بمسافرين أُرجئت أو ألغيت رحلاتهم أمس (إ.ب.أ)

لبنان... تهافت على تخزين الغذاء والدواء

بدأ اللبنانيون يتهافتون على تموين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات خوفاً من فقدانها أو عجزهم عن الوصول إليها إذا اندلعت معارك موسعة كما يُتوقع.

يوسف دياب (بيروت) ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية 
لوح إعلاني مناهض لإسرائيل كُتب عليه بالخط الفارسي «ابتسم لبعض الوقت لأنك ستبكي كثيراً قريباً» في ميدان فلسطين بطهران (إ.ب.أ)

إيران وإسرائيل نحو تبادل الضربات

تصاعدت المؤشرات أمس على تبادل وشيك للضربات بين إيران وإسرائيل، وسط تحركات دولية متسارعة لاحتواء التوتر الذي يهدد باتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط، في أعقاب.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران - تل أبيب)
أوروبا سكان يزيلون الأنقاض من شارع بمدينة ميدلزبره بشمال شرقي إنجلترا أمس غداة أعمال الشغب (أ.ف.ب)

«جيش من الشرطة» لمواجهة احتجاجات بريطانيا

تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بعد اجتماع أزمة في «داونينغ ستريت»، أمس، فرض «عقوبات جنائية سريعة» على المتورطين بأعمال شغب شهدتها عطلة نهاية الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا محتجون يقتحمون مقر الشيخة حسينة في دكا أمس (أ.ف.ب)

الاحتجاجات تطيح «السيدة الحديدية» في بنغلاديش

رضخت «السيدة الحديدية» في بنغلاديش، الشيخة حسينة، لضغوط الاحتجاجات الواسعة المنددة بحكمها الذي استمر 15 عاماً، وفرّت إلى الهند أمس بعد أكثر من شهر على مظاهرات.

«الشرق الأوسط» (دكا - لندن)
المشرق العربي 
أرشيفية لتدريب في قاعدة «عين الأسد» الجوية غرب العراق (الجيش الأميركي)

«العليا» العراقية ترد دعوى «إخراج قوات التحالف»

فاجأت المحكمة الاتحادية العليا في العراق الأوساط السياسية في البلاد بردها دعوى بشأن بقاء قوات التحالف الدولي في العراق، لعدم الاختصاص.

حمزة مصطفى (بغداد)

التداول بالاقتراض الضخم يهدد الأسواق المالية بمزيد من الانهيارات

أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)
أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)
TT

التداول بالاقتراض الضخم يهدد الأسواق المالية بمزيد من الانهيارات

أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)
أشخاص يمرون أمام مؤشر «ناسداك» في نيويورك (وكالة حماية البيئة)

قال المستثمرون إن تداعيات التداول بالاقتراض الضخم الذي أدى إلى ارتدادات في الأسواق المالية العالمية لم تنتهِ بعد؛ حيث قد يؤدي مزيد من التفكيك في الأيام المقبلة إلى زيادة خطر الانهيارات في الأصول الأخرى.

وقلَّص مؤشر «ناسداك» المركب ومؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خسائرهما عند الإغلاق يوم الاثنين، ليضعا نهاية لانخفاض حاد استمر 3 أيام، بينما تعافت الأسواق اليابانية من انهيار مماثل في التداول يوم الثلاثاء، وفق «رويترز».

وجاءت عمليات البيع الضخمة بعد أن أثار معدل البطالة الأميركي الأعلى من المتوقع، يوم الجمعة، مخاوف من توجه الاقتصاد الأميركي نحو الركود. وتفاقمت المخاوف بشأن الأسواق بسبب قيام المستثمرين بتصفية صفقات التمويل بالين الياباني التي كانت تستخدم لتمويل شراء الأسهم لسنوات، بعد رفع مفاجئ لسعر الفائدة من قبل بنك اليابان الأسبوع الماضي.

ويُستخدم ما يسمى «التداول بالاقتراض» بشكل شائع في أسواق العملات؛ حيث يقترض المستثمرون أموالاً من اقتصادات ذات أسعار فائدة منخفضة، مثل اليابان أو سويسرا، لتمويل استثمارات في أصول ذات عائد أعلى -هذه المرة الأسهم- في أماكن أخرى.

وعلى الرغم من تخفيف البيع، كان المستثمرون قلقين بشأن مزيد من التقلبات في المستقبل.

وأوضح رئيس استراتيجيات التنوع في «تي آي إف إف» للاستثمار، تشي شن، أن المستثمرين يتحركون بحذر شديد في ظل هذه التقلبات السوقية. فبعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم، يفضلون اتباع استراتيجية «انتظر وانظر» قبل اتخاذ أي قرارات تفكيك جديدة.

وأضاف تشي أن من المرجح أن يستغرق التفكيك الكامل للصفقة الممولة بالين أياماً، وهو ما قد يؤدي إلى إطالة انهيار السوق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «كارنسي ريسيرش أسوشيتز»، أولف لينداه: «هناك الكثير والكثير من صفقات التداول بالين التي لا يزال يتعين تصفيتها».

ولا يزال المستثمرون يبحثون عن حجم هذه الصفقات، ومدى استخدام التمويل الرخيص في الأسهم.

وأظهرت حسابات أجرتها شركة أبحاث صناديق التحوط «بايفوتال باث» أن استراتيجيات صناديق التحوط الأكثر تأثراً بالارتفاع في الين هي الماكرو العالمية والعقود الآجلة المدارة؛ حيث لديها تعرض قصير للعملة اليابانية. ويشير ارتفاع الين هذا الشهر إلى خسارة تتراوح بين 1.5 في المائة و2.5 في المائة في أغسطس (آب) لمؤشرات تلك الصناديق، وفقاً لنموذج التعرض الخاص بالشركة.

وقالت كبيرة استراتيجيي الدخل الثابت في «شواب»، كاثي جونز: «من الصعب جداً معرفة الحجم الفعلي لهذه المراكز، ومدى التحوط ومدى عدم التحوط، وبالتالي مقدار الضغط الموجود. عندما تحصل على صناديق التحوط التي تستخدم الرافعة المالية، وربما توجد مشتقات متضمنة، تحصل على رد فعل كبير جداً».

تفكيك المخاطر

كان بعض مديري الأموال أو استراتيجيات التداول قد خفضوا بالفعل المخاطر في الأيام القليلة الماضية.

وقال مدير استراتيجيات البدائل، الأسهم، في «أكاديان»، مايك جليسون: «لقد تراجع الزخم بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، وهذا يقطع جميع فئات الأصول. لذا، لديك آلية استجابة تتفاعل فيها فئات الأصول المتعددة بالمثل».

وقال رئيس المتداولين في «آي بي كيه آر سيكيوريتيز سيرفيسيز»، ستيف سوسنيك، إن التداول ليلة الأحد وفي افتتاح يوم الاثنين «كان له شعور البيع القسري».

وأضاف: «كانت هناك نوعية معينة من (الخروج) في الصفقات قبل السوق، وعند الافتتاح، والتي تراجعت منذ ذلك الحين».

وبدأت صناديق التحوط في تفكيك المخاطر منذ نحو أسبوعين، عندما بدأت الأسهم في الانخفاض. وقدرت «مورغان ستانلي» في 25 يونيو (حزيران) أن صناديق التحوط الكلية قد تبيع 110 مليارات دولار في الأسابيع المقبلة، إذا تدهورت الأسواق أكثر.

وبالنسبة لبعض المستثمرين، فإن حقيقة أن «ناسداك» انخفض بنسبة 10 في المائة عن الرقم القياسي البالغ 18647.45 نقطة في 10 يوليو (تموز) تمثل تحدياً آخر أمام انتعاش سريع ومستدام.

وقال لينداه: «معظم الناس لم يفككوا أي شيء بعد؛ لأنهم يعتقدون أنه مجرد تصحيح منتظم. هذا شيء خطير، ليس مجرد تصحيح منتظم. لا تفتح الفجوات بنسبة 4 في المائة أو 5 في المائة في المؤشرات الرئيسية، ثم تتعافى. هناك انهيار خطير قادم».

ومساء يوم الاثنين، فتحت عقود مؤشرات الأسهم الأميركية على ارتفاع، مما يشير إلى استفادة المستثمرين من التقييمات الأقل.

وقالت جونز: «نرى عدداً لا بأس به من الأشخاص الذين يتطلعون إلى الشراء في هذه النكسة. أعتقد أن هذا من المحتمل أن يمنحنا سوقاً في الاتجاهين».