أدنى مستوى للتصنيع الصيني في 5 أشهر

مع معاناة المصانع من انخفاض الطلبات الجديدة والأسعار

راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

أدنى مستوى للتصنيع الصيني في 5 أشهر

راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

أظهر مسح رسمي يوم الأربعاء أن نشاط التصنيع في الصين تراجع إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر خلال يوليو (تموز)، مع معاناة المصانع من انخفاض الطلبات الجديدة وانخفاض الأسعار، مما يشير إلى أن قوة الإنتاج العالمي ستعاني في النصف الثاني من العام.

وانكمش «مؤشر مديري المشتريات» التابع لـ«المكتب الوطني للإحصاء» لثالث شهر على التوالي، ليتراجع إلى 49.4 نقطة من 49.5 في يونيو (حزيران) الماضي، وهو ما يقل عن مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش، لكنه أعلى قليلاً من متوسط ​​التوقعات البالغ 49.3 نقطة في استطلاع أجرته «رويترز».

ولا تزال الرؤية قاتمة بين الشركات المصنعة، حيث يزداد الطلب المحلي انحساراً، وتلوح الضغوط الخارجية من التوترات التجارية في أفق الاقتصاد الصيني الذي يبلغ حجمه 18.6 تريليون دولار، والذي نما بشكل أبطأ من المتوقع في الربع الثاني.

وأفاد المنتجون بأن «أسعار بوابة المصنع» كانت في أسوأ حالاتها في 13 شهراً، بينما ظل التوظيف في المنطقة السلبية، حيث توسع مؤشره الفرعي آخر مرة في فبراير (شباط) 2023، ويشير إلى اقتصاد محلي خامل واعتماد الصين المزداد على الصادرات للحصول على الزخم.

ولم يكن من الممكن العثور على عزاء في «مؤشر الطلبات التصديرية الجديدة» الفرعي لشهر يوليو، الذي انكمش لثالث شهر وأشار إلى أن أصحاب المصانع استمروا في خفض الأسعار لدفع الشحنات الصادرة.

وعلاوة على ذلك، تبددت الآمال في أن تؤدي الصادرات القوية إلى إشعال شرارة انتعاش اقتصادي أوسع نطاقاً، بعد ظروف جوية قاسية، حيث أضرت الفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة بخطوط الإنتاج خلال شهر يوليو، وفقاً لما قاله كبير الإحصائيين في «المكتب الوطني للإحصاء» تشاو تشينجه.

ومع ذلك، يبدو أن صناع السياسات كانوا بطيئين في إدراك حجم المصاعب المزدادة التي يعاني منها الاقتصاد. وقال غاري نغ، المحلل الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس»: «الجانب المشرق الوحيد هو أن الخسارة الأخيرة للزخم يبدو أنها جعلت المسؤولين أكثر جدية بشأن زيادة سرعة دعم السياسات في الأمد القريب»، مضيفاً أن ذلك «من شأنه أن يدعم تعافي النشاط في الأشهر المقبلة».

وخفض المستهلكون إنفاقهم على السلع باهظة الثمن وابتعدوا عن السلع ذات الأسعار المرتفعة. وانخفضت لثالث شهر في يونيو مبيعات السيارات؛ وهي أكبر مكون في مبيعات التجزئة بالصين. وأعلنت شركة «ستاربكس»، التي لديها آلاف المتاجر في ثانية كبرى أسواقها، عن انخفاض بنسبة 14 في المائة بمبيعاتها الفصلية في الصين مع انجذاب شاربي القهوة إلى العروض الأرخص.

ووعد صناع السياسات بمزيد من التحفيز لتشجيع الفئات ذات الدخلَيْن؛ المنخفض، والمتوسط، ​​على إنفاق المزيد، وذلك خلال اجتماع «الهيئة العليا لصنع القرار» في الحزب الشيوعي الحاكم يوم الثلاثاء، لكنهم امتنعوا عن الإعلان عن خطوات محددة.

وقال المحللون إن التدابير الرامية إلى دعم استهلاك الأسر من غير المرجح أن تعزز التعافي الاقتصادي بشكل ملموس. وأعلنت هيئة التخطيط الحكومية الصينية أن نصف الـ300 مليار يوان (41.40 مليار دولار) التي ستُصدَر في سندات الخزانة طويلة الأجل للغاية، سيُخصص لدعم برنامج المقايضة الاستهلاكية، لكن هذا المبلغ يعادل 0.12 في المائة فقط من الناتج الاقتصادي و0.3 في المائة من مبيعات التجزئة لعام 2023.

وأحد الأسباب الرئيسية لعدم إنفاق الناس في الصين هو أن 70 في المائة من ثروة الأسر محفوظة في العقارات، وانخفضت أسعار المساكن بأسرع وتيرة لها في 9 سنوات خلا يونيو.

وتتفاقم هذه المشكلة بسبب حقيقة أن قطاع العقارات كان يشكل نحو ربع الاقتصاد، مما يجعله محرك نمو رئيسياً.

لكن «مؤشر مديري المشتريات الفرعي للبناء» في «مؤشر مديري المشتريات» نما بشكل أبطأ في يوليو، مما يشير إلى انخفاض الطلب على الشقق الجديدة وغيرها من مشروعات البناء. وتباطأ «مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي» الرسمي، الذي يشمل الخدمات والبناء، إلى 50.2 نقطة في يوليو من 50.5 في الشهر السابق.

وانقسم المحللون بشأن مدى إعادة النظر من جانب صناع السياسات في التحفيز الأقوى مع استمرار الاقتصاد في إظهار قليل من علامات التحول. وقالت وانغ تاو، كبيرة خبراء الاقتصاد في الصين ورئيسة قسم الاقتصاد في «آسيا في يو بي إس»، إن مزيداً من التخفيضات في المبلغ الذي يجب على البنوك التجارية الاحتفاظ به احتياطاً، وخفض تكاليف الاقتراض، قد يكونان على المحك، لكنها لم تتوقع أن يلتقط صناع السياسات دليلاً جديداً. وأضافت: «نتوقع دعماً سياسياً متواضعاً في بقية عام 2024، الذي قد يتبع إلى حد كبير إعدادات السياسة السابقة في الأشهر الكثيرة الماضية، ولكن دون حافز جديد كبير».


مقالات ذات صلة

هيئة السوق المالية السعودية توافق على زيادة رأسمال «صافولا»

الاقتصاد مبنى مجموعة «صافولا» (موقع الشركة)

هيئة السوق المالية السعودية توافق على زيادة رأسمال «صافولا»

وافقت هيئة السوق المالية السعودية على طلب مجموعة «صافولا» زيادة رأسمالها عن طريق طرح أسهم حقوق أولوية بقيمة 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد علما الصين والولايات المتحدة وفي الخلفية لوحة إلكترونية (رويترز)

واشنطن تتأهب لـ«استثناء الحلفاء» من قيود تصدير الرقائق إلى الصين

تخطط إدارة بايدن للكشف عن قاعدة جديدة توسع الصلاحيات الأميركية لوقف صادرات معدات تصنيع الرقائق إلى الصين لكنها ستستثني بعض الدول

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سيارة تويوتا تاكوما على أحد الطرق (أ.ب)

اليابان تأمر بـ«إصلاحات جذرية» بعد «انتهاكات جديدة» في تويوتا

أمرت الحكومة اليابانية شركة «تويوتا موتور» يوم الأربعاء بإجراء «إصلاحات جذرية» بعد اكتشاف انتهاكات جديدة في إجراءات اعتماد المركبات التي تتبعها الشركة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد الخريف متحدثاً خلال اجتماع الطاولة المستديرة السعودي - التشيلي (واس)

الخريف: المملكة تنظر لإنتاج المعادن كسبب عالمي لتحقيق التحول الطاقوي

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، خلال لقائه وزراء تشيليين، سبل تطوير التعاون في قطاعي الصناعة والتعدين.

«الشرق الأوسط» (سانتياغو)
الاقتصاد مقر بنك اليابان المركزي في العاصمة طوكيو (إ.ب.أ)

بنك اليابان يرفع الفائدة ويشير إلى «نهاية بطيئة» لموجة شراء السندات التاريخية

رفع بنك اليابان أسعار الفائدة، في خطوة غير متوقعة إلى حد كبير يوم الأربعاء، وكشف عن خطة مفصلة لإبطاء موجة شراء السندات الضخمة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الميزانية السعودية: الإيرادات غير النفطية الأعلى منذ نهاية 2020

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
TT

الميزانية السعودية: الإيرادات غير النفطية الأعلى منذ نهاية 2020

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

نمت الإيرادات غير النفطية في السعودية بنسبة 4 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي إلى 140.6 مليار ريال (73.3 مليار دولار)، وهو ما يمثل أعلى مستوى منذ الربع الأخير لعام 2020، في وقت لا تزال مستويات الإنفاق الرأسمالي في السعودية تسجل نمواً، حيث ارتفعت بما نسبته 49 في المائة خلال الربع الثاني من العام الجاري على أساس سنوي، لتبلغ 65 مليار ريال (17.3 مليار دولار).

وحسب البيان الصادر عن وزارة المالية عن أداء الميزانية للربع الثاني من العام الحالي، ارتفع إجمالي إيرادات الميزانية السعودية بنسبة 12 في المائة في الربع الثاني من 2024، حيث سجلت 353 مليار ريال، في حين بلغ إجمالي النفقات 369 مليار ريال في الربع الثاني من 2024، بنسبة ارتفاع 15 في المائة، أما قيمة العجز فبلغت 15.3 مليار ريال.

وكشفت أرقام الميزانية عن أن العجز في النصف الأول من 2024 يعادل 35 في المائة من المقدَّر للعام الجاري.

كان وزير المالية محمد الجدعان قد وصف في مايو (أيار) الماضي عجز الميزانية بأنه «مقصود وبنسب مستدامة ولأهداف تنمية اقتصادية، وليس عجزاً إجبارياً كما هو الحال في بعض الدول التي تضطر إلى الاستدانة لتلبية نفقات أساسية قد لا تكون منتجة».

وتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق الميزانية السعودية فائضاً عام 2024، بدعم من استمرار نمو القطاع الخاص غير النفطي. لكنَّ بيان ميزانية 2024 الذي أصدرته وزارة المالية السعودية توقّع تسجيل عجز سنوي بنسبة 1.9 في المائة من الناتج المحلي، وأن يستمر العجز في موازنتي 2025 و2026.

ويعكس حجم الإنفاق الرأسمالي الزخم الذي تكتسبه المشاريع في المملكة، من ضمن «رؤية 2030» التي أسهمت في رسم الخطط الاقتصادية للسعودية. فيما تعكس الإيرادات غير النفطية المحقَّقة نجاح الحكومة في عملية تنويع الاقتصاد.

تفاصيل أرقام الميزانية

وحسب بيانات وزارة المالية، ارتفع إجمالي إيرادات الميزانية السعودية بنسبة 12 في المائة في الربع الثاني من 2024، حيث سجلت 353 مليار ريال.

ونمت الإيرادات غير النفطية بنسبة 4 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي لتبلغ 140 مليار ريال (73.3 مليار دولار) على أساس سنوي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ 2020، في حين سجلت الإيرادات النفطية نمواً بنسبة 18 في المائة إلى 213 مليار ريال (56.8 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها.

وخلال فترة النصف الأول من العام الجاري، سجلت الإيرادات غير النفطية زيادة بنسبة 6 في المائة إلى 252 مليار ريال (67 مليار دولار) مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام السابق. فيما ارتفعت الإيرادات النفطية بنسبة 10 في المائة إلى 394.9 مليار ريال (105 مليار دولار).

النفقات

وارتفع إجمالي النفقات في السعودية خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 15 في المائة إلى 368.9 مليار (98.3 مليار دولار) على أساس سنوي، مقارنةً مع 320 مليار ريال في الفترة المماثلة من عام 2023. فيما جاء النمو في النفقات خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 12 في المائة على أساس سنوي إلى 674.7. وهو ما يمثل 54 في المائة من الميزانية المعتمدة لعام 2024. وتصدَّر قطاع الخدمات البلدية حجم الإنفاق بنسبة 116 في المائة.

وشكَّل الإنفاق على التعليم خلال النصف الأول من العام الجاري ما نسبته 52 في المائة من إجمالي الميزانية المعتمدة، حيث بلغ 101.8 مليار ريال، متراجعاً بنسبة 1 في المائة مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام السابق.

كما سجلت الميزانية العامة للسعودية عجزاً للربع السابع على التوالي بقيمة 15.34 مليار ريال (4 مليار دولار) خلال الربع الثاني من عام 2024، وفي النصف الأول وصل العجز الفعلي المتحقق إلى نحو 27.73 مليار ريال (7.39 مليار دولار).

كما ارتفع الدين العام في نهاية الفصل الأول بنسبة 9 في المائة منذ بداية العام ليصل إلى 1.15 تريليون ريال. وقد اقترضت السعودية 104 مليارات ريال من جهات داخلية خلال فترة النصف الأول 2024، و67.8 مليار ريال اقترضتها من جهات خارجية.