واشنطن تتأهب لـ«استثناء الحلفاء» من قيود تصدير الرقائق إلى الصين

بكين تأمل في مقاومة الدول المعنية لـ«القمع الأميركي»

علما الصين والولايات المتحدة وفي الخلفية لوحة إلكترونية (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة وفي الخلفية لوحة إلكترونية (رويترز)
TT

واشنطن تتأهب لـ«استثناء الحلفاء» من قيود تصدير الرقائق إلى الصين

علما الصين والولايات المتحدة وفي الخلفية لوحة إلكترونية (رويترز)
علما الصين والولايات المتحدة وفي الخلفية لوحة إلكترونية (رويترز)

قال مصدران مطلعان لـ«رويترز» إن إدارة بايدن تخطط للكشف عن قاعدة جديدة الشهر المقبل من شأنها توسيع صلاحيات الولايات المتحدة لوقف صادرات معدات تصنيع أشباه الموصلات من بعض الدول الأجنبية إلى شركات تصنيع الرقائق الصينية... لكن الشحنات من الحلفاء الذين يصدرون معدات تصنيع الرقائق الرئيسية - بما في ذلك اليابان وهولندا وكوريا الجنوبية - سيتم استبعادها، مما يحد من تأثير القاعدة، حسبما قال المصدران اللذان لم يُصرح لهما بالتحدث إلى وسائل الإعلام، ورفضا الكشف عن هويتهما.

وعلى هذا النحو، لن تتأثر شركات تصنيع معدات الرقائق الكبرى مثل «إيه إس إم إل»، و«طوكيو إلكترون»، وارتفعت أسهم الشركتين بعد الأخبار.

وفقاً لأحد المصادر، فإن القاعدة، وهي توسع لما يُعرف بقاعدة المنتج المباشر الأجنبي، ستمنع نحو ستة من المصانع الصينية في قلب جهود تصنيع الرقائق الأكثر تطوراً في الصين من تلقي الصادرات من كثير من البلدان.

وتشمل الدول التي ستتأثر صادراتها إسرائيل وتايوان وسنغافورة وماليزيا. ولم تتمكن «رويترز» من تحديد مصانع الرقائق الصينية التي ستتأثر. ورفض متحدث باسم وزارة التجارة الأميركية، التي تشرف على ضوابط التصدير، التعليق.

وعندما سئل عن حزمة ضوابط التصدير الوشيكة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة «لإرغام الدول الأخرى على قمع صناعة أشباه الموصلات الصينية» تقوض التجارة العالمية وتضر بجميع الأطراف.

وأضاف لين أن الصين تأمل أن تقاوم الدول المعنية الجهود الأميركية، وتحمي مصالحها على المدى الطويل. وقال إن «الاحتواء والقمع لا يمكن أن يوقفا تنمية الصين، بل سيعززان فقط تصميم الصين وقدرتها على تطوير الاعتماد على الذات في المجالين العلمي والتكنولوجي».

وبهدف إعاقة التطور في مجال الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي التي قد تفيد الجيش الصيني، فرضت الولايات المتحدة ضوابط التصدير على الرقائق ومعدات تصنيع الرقائق للصين في عامي 2022 و2023.

وتُظهر القاعدة الجديدة، التي لا تزال في شكل مسودة، كيف تسعى واشنطن إلى مواصلة الضغط على صناعة أشباه الموصلات الناشئة في الصين، ولكن دون إثارة غضب الحلفاء.

وتنص قاعدة المنتج الأجنبي المباشر على أنه إذا تم تصنيع منتج باستخدام التكنولوجيا الأميركية، فإن حكومة الولايات المتحدة لديها القدرة على منع بيعه - بما في ذلك المنتجات المصنوعة في بلد أجنبي.

وتم استخدام القاعدة لعدة سنوات لمنع تصنيع الرقائق في الخارج من شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «هواوي»، التي أعادت اكتشاف نفسها بعد أن عانت من القيود الأميركية، وهي الآن في قلب إنتاج وتطوير الرقائق المتقدمة في الصين.

وقالت المصادر إن جزءاً آخر من حزمة ضوابط التصدير الأخيرة هذه سيخفض كمية المحتوى الأميركي الذي يحدد متى تخضع العناصر الأجنبية للسيطرة الأميركية، مضيفة أنها تغلق ثغرة في قاعدة المنتج الأجنبي المباشر. وأضافت المصادر أن المعدات، على سبيل المثال، يمكن تصنيفها على أنها تقع تحت ضوابط التصدير لمجرد دمج شريحة تحتوي على تكنولوجيا أميركية فيها.

وتخطط الولايات المتحدة أيضاً لإضافة نحو 120 كياناً صينياً إلى قائمة التجارة المقيدة التي ستشمل نحو ست من مصانع تصنيع الرقائق المعروفة باسم «فابز» fabs، بالإضافة إلى صانعي الأدوات ومقدمي برامج EDA (أتمتة التصميم الإلكتروني) والشركات ذات الصلة.

وقالت المصادر إن القاعدة الجديدة المخطط لها في شكل مسودة فقط قد تتغير، لكن الهدف هو نشرها في شكل ما الشهر المقبل. وبصرف النظر عن اليابان وهولندا وكوريا الجنوبية، فإن مسودة القاعدة تعفي أكثر من 30 دولة أخرى تشكل جزءاً من المجموعة نفسها.

وتقول وزارة التجارة على موقعها على الإنترنت إنها تصنف البلدان «على أساس عوامل مثل العلاقات الدبلوماسية والمخاوف الأمنية. وتساعد هذه التصنيفات في تحديد متطلبات الترخيص وتبسيط لوائح مراقبة التصدير، وضمان التجارة الدولية المشروعة والآمنة».

وعقب الإعلان عن الخبر، قفزت أسهم «إيه إس إم إل» بنسبة 6.5 في المائة في تداولات أمستردام الصباحية، بينما أغلقت أسهم «طوكيو إلكترون» مرتفعة بنسبة 7.4 في المائة. كما حققت شركات يابانية أخرى لتصنيع المعدات المرتبطة بالرقائق مكاسب قوية، حيث ارتفع سهم «سكرين هولدينغز» بنسبة 9 في المائة، وارتفع سهم «أدفانتست» بنسبة 4.5 في المائة.

وتمثل الإعفاءات المخطط لها إشارة إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون دبلوماسية عند تطبيق القيود. وقال مسؤول أميركي منفصل رفض الكشف عن هويته: «تعتمد ضوابط التصدير الفعالة على المشاركة المتعددة الأطراف. نحن نعمل باستمرار مع دول ذات تفكير مماثل لتحقيق أهدافنا الأمنية الوطنية المشتركة».


مقالات ذات صلة

السعودية وكوريا الجنوبية تستعرضان فرص التعاون وتبادل الخبرات النوعية

الاقتصاد خلال اجتماع وزير التجارة السعودي مع وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل الكوري (واس)

السعودية وكوريا الجنوبية تستعرضان فرص التعاون وتبادل الخبرات النوعية

استعرض وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي مع وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل بكوريا الجنوبية الدكتور بارك سانغ «رؤية 2030»، وفرص التعاون والشراكة الثنائية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد مبنى مجموعة «صافولا» (موقع الشركة)

هيئة السوق المالية السعودية توافق على زيادة رأسمال «صافولا»

وافقت هيئة السوق المالية السعودية على طلب مجموعة «صافولا» زيادة رأسمالها عن طريق طرح أسهم حقوق أولوية بقيمة 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

أدنى مستوى للتصنيع الصيني في 5 أشهر

أظهر مسح رسمي، يوم الأربعاء، أن نشاط التصنيع في الصين تراجع إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر خلال يوليو (تموز).

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيارة تويوتا تاكوما على أحد الطرق (أ.ب)

اليابان تأمر بـ«إصلاحات جذرية» بعد «انتهاكات جديدة» في تويوتا

أمرت الحكومة اليابانية شركة «تويوتا موتور» يوم الأربعاء بإجراء «إصلاحات جذرية» بعد اكتشاف انتهاكات جديدة في إجراءات اعتماد المركبات التي تتبعها الشركة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد الخريف متحدثاً خلال اجتماع الطاولة المستديرة السعودي - التشيلي (واس)

الخريف: المملكة تنظر لإنتاج المعادن كسبب عالمي لتحقيق التحول الطاقوي

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، خلال لقائه وزراء تشيليين، سبل تطوير التعاون في قطاعي الصناعة والتعدين.

«الشرق الأوسط» (سانتياغو)

الميزانية السعودية: الإيرادات غير النفطية الأعلى منذ نهاية 2020

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
TT

الميزانية السعودية: الإيرادات غير النفطية الأعلى منذ نهاية 2020

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

نمت الإيرادات غير النفطية في السعودية بنسبة 4 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي إلى 140.6 مليار ريال (73.3 مليار دولار)، وهو ما يمثل أعلى مستوى منذ الربع الأخير لعام 2020، في وقت لا تزال مستويات الإنفاق الرأسمالي في السعودية تسجل نمواً، حيث ارتفعت بما نسبته 49 في المائة خلال الربع الثاني من العام الجاري على أساس سنوي، لتبلغ 65 مليار ريال (17.3 مليار دولار).

وحسب البيان الصادر عن وزارة المالية عن أداء الميزانية للربع الثاني من العام الحالي، ارتفع إجمالي إيرادات الميزانية السعودية بنسبة 12 في المائة في الربع الثاني من 2024، حيث سجلت 353 مليار ريال، في حين بلغ إجمالي النفقات 369 مليار ريال في الربع الثاني من 2024، بنسبة ارتفاع 15 في المائة، أما قيمة العجز فبلغت 15.3 مليار ريال.

وكشفت أرقام الميزانية عن أن العجز في النصف الأول من 2024 يعادل 35 في المائة من المقدَّر للعام الجاري.

كان وزير المالية محمد الجدعان قد وصف في مايو (أيار) الماضي عجز الميزانية بأنه «مقصود وبنسب مستدامة ولأهداف تنمية اقتصادية، وليس عجزاً إجبارياً كما هو الحال في بعض الدول التي تضطر إلى الاستدانة لتلبية نفقات أساسية قد لا تكون منتجة».

وتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق الميزانية السعودية فائضاً عام 2024، بدعم من استمرار نمو القطاع الخاص غير النفطي. لكنَّ بيان ميزانية 2024 الذي أصدرته وزارة المالية السعودية توقّع تسجيل عجز سنوي بنسبة 1.9 في المائة من الناتج المحلي، وأن يستمر العجز في موازنتي 2025 و2026.

ويعكس حجم الإنفاق الرأسمالي الزخم الذي تكتسبه المشاريع في المملكة، من ضمن «رؤية 2030» التي أسهمت في رسم الخطط الاقتصادية للسعودية. فيما تعكس الإيرادات غير النفطية المحقَّقة نجاح الحكومة في عملية تنويع الاقتصاد.

تفاصيل أرقام الميزانية

وحسب بيانات وزارة المالية، ارتفع إجمالي إيرادات الميزانية السعودية بنسبة 12 في المائة في الربع الثاني من 2024، حيث سجلت 353 مليار ريال.

ونمت الإيرادات غير النفطية بنسبة 4 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي لتبلغ 140 مليار ريال (73.3 مليار دولار) على أساس سنوي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ 2020، في حين سجلت الإيرادات النفطية نمواً بنسبة 18 في المائة إلى 213 مليار ريال (56.8 مليار دولار) خلال الفترة ذاتها.

وخلال فترة النصف الأول من العام الجاري، سجلت الإيرادات غير النفطية زيادة بنسبة 6 في المائة إلى 252 مليار ريال (67 مليار دولار) مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام السابق. فيما ارتفعت الإيرادات النفطية بنسبة 10 في المائة إلى 394.9 مليار ريال (105 مليار دولار).

النفقات

وارتفع إجمالي النفقات في السعودية خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 15 في المائة إلى 368.9 مليار (98.3 مليار دولار) على أساس سنوي، مقارنةً مع 320 مليار ريال في الفترة المماثلة من عام 2023. فيما جاء النمو في النفقات خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 12 في المائة على أساس سنوي إلى 674.7. وهو ما يمثل 54 في المائة من الميزانية المعتمدة لعام 2024. وتصدَّر قطاع الخدمات البلدية حجم الإنفاق بنسبة 116 في المائة.

وشكَّل الإنفاق على التعليم خلال النصف الأول من العام الجاري ما نسبته 52 في المائة من إجمالي الميزانية المعتمدة، حيث بلغ 101.8 مليار ريال، متراجعاً بنسبة 1 في المائة مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام السابق.

كما سجلت الميزانية العامة للسعودية عجزاً للربع السابع على التوالي بقيمة 15.34 مليار ريال (4 مليار دولار) خلال الربع الثاني من عام 2024، وفي النصف الأول وصل العجز الفعلي المتحقق إلى نحو 27.73 مليار ريال (7.39 مليار دولار).

كما ارتفع الدين العام في نهاية الفصل الأول بنسبة 9 في المائة منذ بداية العام ليصل إلى 1.15 تريليون ريال. وقد اقترضت السعودية 104 مليارات ريال من جهات داخلية خلال فترة النصف الأول 2024، و67.8 مليار ريال اقترضتها من جهات خارجية.