الشراكة الاقتصادية السعودية - الكورية تتجه صوب الصناعات الحيوية والجديدة

القصبي: الرياض وسيول تتمتعان بعلاقات تجارية استراتيجية

الوزير القصبي متحدثاً للحضور في «منتدى الأعمال السعودي - الكوري»... (الشرق الأوسط)
الوزير القصبي متحدثاً للحضور في «منتدى الأعمال السعودي - الكوري»... (الشرق الأوسط)
TT

الشراكة الاقتصادية السعودية - الكورية تتجه صوب الصناعات الحيوية والجديدة

الوزير القصبي متحدثاً للحضور في «منتدى الأعمال السعودي - الكوري»... (الشرق الأوسط)
الوزير القصبي متحدثاً للحضور في «منتدى الأعمال السعودي - الكوري»... (الشرق الأوسط)

تشهد الشراكة الاقتصادية والتجارية السعودية - الكورية الجنوبية نمواً في مختلف القطاعات وتتجه إلى الصناعات الحيوية مثل: السيارات، وبناء السفن، والمجالات الجديدة كمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية.

وأكد وزير التجارة الدكتور، ماجد القصبي، أن «رؤية 2030» التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أحدثت تحولاً رائداً نحو تنويع الاقتصاد، وتعزيز النمو المستدام والشامل، وتنمية الابتكار في مختلف القطاعات.

وأوضح خلال مشاركته، الثلاثاء، في «منتدى الأعمال السعودي - الكوري»، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوريا، سامي السدحان، ونحو 400 مشارك من القطاعين الحكومي والخاص، أن الرياض وسيول تتمتعان بعلاقات تجارية استراتيجية، ويسعيان إلى تعزيز الرخاء الاقتصادي والتعاون المشترك.

وكشف عن بلوغ حجم التجارة الثنائية 35 مليار دولار خلال الفترة من 2019 إلى 2023، كما أُصدرَ 174 سجلاً تجارياً لشركات كورية حتى أبريل (نيسان) الماضي.

من جانبه، بيّن وزير التجارة الكوري، الدكتور إنكو تشونغ، أن الشراكة الاقتصادية والتجارية السعودية - الكورية تنمو في مختلف القطاعات، إلى جانب أنها تتجه الآن إلى الصناعات الحيوية، مثل: السيارات، وبناء السفن، وإلى المجالات الجديدة؛ بما فيها مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية.

وتابع أن تجارة الخدمات بين البلدين تنمو بشكل نشط، وأن اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ستنقل التعاون الاقتصادي إلى مرحلة جديدة.

الإصلاحات الاقتصادية

من جانب آخر، استعرضت نائب وزير التجارة الرئيس التنفيذي لـ«المركز الوطني للتنافسية»،ـ الدكتورة إيمان المطيري، أبرز الإصلاحات المنفذة لتعزيز تنافسية المملكة، والفرص الواعدة في القطاعات الحيوية، مبينةً أن رؤية وتوجيهات ومتابعة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أدت إلى النتائج الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد السعودي وبيئة الأعمال في المملكة.

وكشفت عن إنجاز 820 إصلاحاً اقتصادياً نفذتها 60 جهة حكومية منذ 2016 في 9 مجالات رئيسية، إضافة إلى إصدار وتحديث 1200 تنظيم ولائحة دعمت الإطار القانوني، كلها أسهمت في جعل بيئة الأعمال بالمملكة إحدى الوجهات الرائدة على المستوى العالمي في جذب الشركات وأصحاب الأعمال.

وأفادت بأن المملكة تمكّن الملكية الأجنبية بنسبة 100 في المائة في معظم قطاعات الأعمال، إلى جانب أنها أنشأت «المركز السعودي للأعمال»، الذي أسهم في إعادة هندسة الإجراءات الخاصة ببدء ومزاولة الأعمال، مما أدى إلى خفض متطلبات ترخيص الأعمال بنسبة 55 في المائة.

وذكرت المطيري أن معدل رقمنة الخدمات الحكومية بلغ 97 في المائة؛ الأمر الذي يعكس الالتزام بتحديث العمليات الإدارية، فيما بلغت نسبة تفعيل جلسات المحكمة التجارية الافتراضية 99 في المائة، مما يعزز بشكل كبير كفاءة عمليات التقاضي في المملكة.

المنشآت الصغيرة

من جهته، أكد الأمين العام لـ«اتحاد الغرف التجارية السعودية»، وليد العرينان، أن هناك حاجة إلى التركيز على قطاعات محددة، وتعزيز الشراكات بين المنشآت الصغيرة والمتوسطة في كلا البلدين، منوهاً بالتزام «الاتحاد» بتقديم كل الدعم اللازم من خلال مبادرة إنشاء مكتب في سيول؛ للمساعدة في تسهيل الأعمال لكلا الجانبين، وإطلاق بوابة إلكترونية باللغات العربية والكورية والإنجليزية؛ لعرض فرص الاستثمار وتوفير المعلومات والخدمات التجارية والاستثمارية لمجتمع الأعمال، إلى جانب إنشاء فريق عمل خاص داخل «مجلس الأعمال السعودي - الكوري»؛ لتشجيع الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر على الاستثمار في السوق السعودية.

بدوره؛ أبان نائب رئيس الغرف التجارية والصناعية في كوريا، لي سيونغ وو، أن المنتدى يزيد من التعاون في القطاعات القائمة، وأنه سيتيح فرصاً للتعاون في مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدم، إضافة إلى اكتشاف فرص نمو جديدة، وتطوير حلول للمخاطر الحالية، مثل تغير المناخ، وعدم استقرار سلسلة التوريد.

وتضمنت أعمال المنتدى، الذي نظمه المركز الوطني للتنافسية، واتحاد الغرف التجارية السعودية، والغرفة التجارية الصناعية الكورية؛ بهدف توسيع فرص الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين، عقد جلستين حواريتين: الأولى كانت بعنوان «الابتكار والتكنولوجيا» وشارك فيها ممثلون عن وزارة الاستثمار، و«الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)»، و«الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، وشركتي «Naver» و«Rebellions» الكوريتين، وتناولت دور المبادرات الحكومية في تعزيز الابتكار وتبني التكنولوجيا، وآخر الاتجاهات والتطورات المتوقعة في الذكاء الاصطناعي.

توقيع اتفاقيات

أما الجلسة الثانية فقد تناولت «التصنيع المتقدم والبنية التحتية»، وشارك فيها ممثلون عن وزارتي الصناعة والثروة المعدنية، والنقل والخدمات اللوجيستية، وهيئة تنمية الصادرات السعودية، و«معهد كوريا للسياسات الاقتصادية الدولية»، و«المعهد الكوري للاقتصاد الصناعي والتجارة»، وتحدثوا عن القطاعات الرئيسية النامية في التصنيع المتقدم، والتحديات والفرص التي يحدثها التحول الرقمي في تطوير البنية التحتية.

وجرى خلال المنتدى توقيع 9 اتفاقيات بين عدد من الشركات في الجانبين، فيما قدم مدير تطوير الأعمال في شركة «CJ Logistics» الكورية، مين كوانغ سونغ، تجربة الشركة في اختيار المملكة مركزاً لعملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، إضافة إلى استعراض شركة «كيا الجبر» تجربتها في سوق السيارات السعودية، التي قدمها نائب الرئيس التنفيذي عبد السلام الجبر.

وسبق انطلاق المنتدى، الذي يقام ضمن أعمال اليوم الثاني من زيارة الوفد السعودي إلى كوريا، عقد اجتماعين بين وزير التجارة الدكتور ماجد القصبي، ووزير الصناعة والطاقة الدكتور، آهن دوك كيون، ووزير التجارة، الدكتور إنكيو تشيونغ، تناولا تعزيز الشراكة التجارية بين البلدين، والتعاون والتنسيق المشترك تجاه القضايا التجارية العالمية، خصوصاً المتعلقة بإزالة الحواجز التجارية وزيادة الصادرات.

كما التقى القصبي ممثلي قطاع الأعمال السعودي المشاركين في الوفد، وناقش معهم التحديات التي تواجههم، وسبل إزالتها، إلى جانب التسهيلات المقدمة لهم.

يذكر أن الدكتور القصبي وصل إلى كوريا برفقة وفد سعودي ضم مسؤولين من 10 جهات حكومية، و55 قيادياً من قطاع الأعمال وكبرى الشركات الوطنية؛ بهدف تعزيز العلاقات التجارية في مختلف القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، ورفع مستوى الشراكة الاقتصادية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة للعام المالي 2025

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال.


السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.