البرامج والمشاريع البيئية القائمة تحت مظلة مبادرة «السعودية الخضراء»

الحكومة وجَّهت القطاعات العامة والخاصة بحصر شامل نحو تحقيق مستهدفات البلاد

إحدى المناطق الجبلية الواقعة جنوب المملكة (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الجبلية الواقعة جنوب المملكة (الشرق الأوسط)
TT

البرامج والمشاريع البيئية القائمة تحت مظلة مبادرة «السعودية الخضراء»

إحدى المناطق الجبلية الواقعة جنوب المملكة (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الجبلية الواقعة جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

علمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة السعودية تنوي ضمَّ جميع المبادرات والبرامج والمشاريع البيئية القائمة في القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي، إلى مبادرة «السعودية الخضراء»، وذلك بهدف تحقيق مستهدفات البلاد في هذا الإطار.

ومبادرة «السعودية الخضراء» التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في مارس (آذار) 2021، تساهم بدور محوري في تحقيق أهداف المناخ العالمية، وتدعم طموح المملكة في تحقيق هدف الحياد الصفري بحلول 2060، عبر تبني نموذج الاقتصاد الدائري للكربون.

ووفق معلومات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، أرسلت الحكومة تعميماً إلى جميع الجهات يتضمن قرار اللجنة العليا لمبادرة «السعودية الخضراء» بتكليف لجنتَي الطاقة والتغيُّر المناخي، والبيئة، بحصر المبادرات والبرامج والمشاريع القائمة التي قد تساهم في تحقيق مستهدفات المبادرة، والعمل على ضمها وفق المعايير المعتمَدة. وطالبت القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي بتزويد البرنامج الوطني للتشجير بجميع الأعمال التشجيرية المنفذة خلال الفترة السابقة.

التنوع البيولوجي

وتلتزم المملكة بزراعة 10 مليارات شجرة، أي ما يعادل استصلاح 74 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وذلك في إطار سعيها إلى استعادة الوظائف البيئية الحيوية، وتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الرملية والترابية، وكذلك الحفاظ على التنوع البيولوجي، ومكافحة التصحُّر وزحف الرمال.

ومنذ إطلاقها، نجحت مبادرة «السعودية الخضراء» في زراعة 43.9 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة في أنحاء المملكة، أي ما يزيد على مساحة 146 ألف ملعب كرة قدم.

ويسهم هذا التقدُّم المحرَز في تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود المقبلة، ويجري العمل حالياً على تنفيذ أكثر من 40 مبادرة تدعم الهدف المرحلي المتمثل في زراعة أكثر من 600 مليون شجرة واستصلاح 8 ملايين هكتار من الأراضي بحلول عام 2030.

وكشفت المملكة، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عن دراسة جدوى تفصيلية استمرت لمدة عامين، بهدف تنمية الغطاء النباتي في مختلف أنحاء البلاد، شملت أكثر من 1150 مسحاً ميدانياً جرى تنفيذها بالتعاون مع أكثر من 50 من أهم الخبراء.

التأهيل البيئي

ومن المقرَّر البدء بتنفيذ مشاريع التشجير واستصلاح الأراضي في عدد من المواقع، بما في ذلك غابات المانغروف والمستنقعات والغابات الجبلية والمراعي والمتنزهات الوطنية والوديان.

وسيتم تنفيذ خريطة الطريق المعتمَدة على مرحلتين؛ تمتد الأولى من العام الحالي حتى نهاية العقد، وتَتبِع نهجاً قائماً على الطبيعة؛ لإعادة التأهيل البيئي، بينما ستبدأ المرحلة الثانية في 2030، وسيتم خلالها العمل على استحداث نهج شامل يعتمد على الجهود البشرية وتطبيق الدروس المستفادة من المرحلة الأولى.

وستسهم جهود إعادة تأهيل البيئات الطبيعية بالمملكة في توفير فرص العمل ضمن مجموعة واسعة من القطاعات، ومكافحة التصحُّر وزحف الرمال، والحدّ من التأثيرات السلبية للعواصف الرملية، وتحسين جودة الحياة لسكان المملكة، كما ستستفيد مراكز المدن من زيادة الكثافة الشجرية التي ستسهم في خفض درجات الحرارة وتحسِّن جودة الهواء.


مقالات ذات صلة

«السوق المالية» السعودية في مأمن من الأعطال التقنية العالمية

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

«السوق المالية» السعودية في مأمن من الأعطال التقنية العالمية

أكدت هيئة السوق المالية السعودية سلامة الأنظمة التشغيلية من الأعطال التقنية التي تأثرت بها معظم الجهات حول العالم، وجاهزيتها لتقديم الخدمات لكل المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مهندسون يشرفون على أعمال البناء في مشروع «بنان» بشمال الرياض (الشرق الأوسط)

بدء أعمال التنفيذ في مشروع «بنان» الرياض

كشفت مجموعة طلعت مصطفى السعودية، السبت، عن انطلاق أعمال التنفيذ والإنشاء في مدينة «بَنان»، بشمال شرقي الرياض

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شهد مؤتمر «ليب 2024» تمويلاً بمليار دولار لأعمال التقنيات الناشئة بالسعودية (الشرق الأوسط)

مؤشر تبني التقنيات الناشئة في السعودية يرتفع إلى 70.7 %

سجّل مؤشر أداء الجهات الحكومية في تبنّي التقنيات الناشئة، تحسناً ملموساً بنسبة 10 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح بنك التنمية الاجتماعية في إحدى الفعاليات المقامة بالسعودية (واس)

1.2 مليار دولار حجم تمويل «بنك التنمية» السعودي في نصف 2024

بلغ إجمالي حجم التمويل لبنك التنمية الاجتماعية السعودي خلال النصف الأول من العام الحالي 4.6 مليار ريال (1.2 مليار دولار) استفاد منها 70 ألف مواطن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بمدينة الدمام (واس)

ميناء سعودي يستقبل 15 رافعة جسرية لدعم الحركة التجارية

استقبل ميناء الملك عبد العزيز بمدينة الدمام في السعودية، مُمثلاً في الشريك الاستراتيجي مشغل محطتي الحاويات بالميناء «الشركة السعودية العالمية للموانئ» 15 رافعة.

«الشرق الأوسط» (الدمام)

الذكاء الاصطناعي معيار تحليل النتائج المالية للشركات التكنولوجية العملاقة

متداولون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداولون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

الذكاء الاصطناعي معيار تحليل النتائج المالية للشركات التكنولوجية العملاقة

متداولون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداولون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

تتجه الأنظار في الأسبوعين المقبلين إلى النتائج المالية المتوقع إعلانها للشركات العملاقة في قطاع التكنولوجيا، وهي ستخضع للتحليل من منظور الذكاء الاصطناعي، والاستثمارات الكبيرة التي يتطلبها، والإيرادات التي يمكن أن يدرّها.

ويتوقع المحللون في شركة «ويدبوش سيكيوريتيز» الاستثمارية تسارع النمو والأرباح مع ثورة الذكاء الاصطناعي وموجة التحول التي تسببها، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتوقع السوق نمواً مزدوج الرقم في الإيرادات لكل الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي المدرجة في البورصة، خلافاً لنسبة النمو المتوقعة لشركة «أبل» والمقتصرة على 3 في المائة، إذ تأخرت في دخول المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، أي البرامج المماثلة لـ«تشات جي بي تي».

فشركة «أبل» التي تعلن نتائجها المالية في الأول من أغسطس (آب)، لم تطلق نظامها الجديد المبنيّ على هذه التقنية «آبل إنتليجنس» إلا الشهر الفائت.

وتوقّع المحلل في «سي إف آر إيه»، أنجيلو زينو، ألا يصبح تأثير هذه الوظائف الجديدة ملموساً قبل إطلاق هاتف «آيفون 16» في سبتمبر (أيلول) المقبل، إذ سيكون الأول من كل مجموعة أجهزة «أبل» الذي يمتلك النظام الجديد.

لكنه رجّح أن تُظهر نتائج الربع الثاني (وهو الثالث من العام المالي المتعثر لـ«أبل») تحسناً في المبيعات في الصين التي تشكّل نقطة سوداء منذ العام المنصرم.

ورأى زينو أن توقعات المجموعة للربع الجاري ستكون مهمة للحكم على الديناميكيات الحالية للشركة.

وقال: «إذا كان ثمة ما يثير القلق أكثر قليلاً» بين شركات التكنولوجيا العملاقة فهي «ميتا» التي تعلن نتائجها في 31 يوليو (تموز).

وذكّر بأن مجموعة مارك زوكربرغ رفعت توقعاتها الاستثمارية في أبريل (نيسان) الفائت، وخصصت بضعة مليارات إضافية للرقائق والخوادم ومراكز البيانات اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.

إلاّ أن «سي إف آر إيه» توقعت أن يتباطأ نمو «ميتا» بحلول نهاية العام، وهو ما قد يؤدي، إلى جانب الزيادة المتوقعة في النفقات، إلى التأثير سلباً في الأرباح.

وتوقع المحلل في «سي إف آر إيه» أن يواصِل عملاقا «السحابة» (الحوسبة من بُعد) «مايكروسوفت»، التي تُعلن نتائجها في 30 يوليو (تموز)، و«أمازون»، في الأول من أغسطس، نشرَ نتائج جيدة جداً، تتطابق مع توقعات السوق أو تَفوقها.

وتُعد «مايكروسوفت» من الشركات التي تتمتع بأفضل موقع يؤهلها لتحقيق الدخل من الذكاء الاصطناعي التوليدي. ورأى المحلل في شركة «إي ماركتر»، جيريمي غولدمان، أنها مسألة «حاسمة» بالنسبة إلى «مايكروسوفت»، لكنّه أشار إلى أن السوق مستعدة لمنح الشركة بعض الوقت.

وقال «غولدمان» إنه سيكون من الصعب الحفاظ على وتيرة نمو السحابة كما كانت في الأرباع الأخيرة، مضيفاً أنه من المحتمل أن يضمن التآزر بين السحابة والذكاء الاصطناعي (الذي يحتاج إلى الكثير من القوة الحاسوبية) النمو لفترة من الوقت».

أما فيما يتعلق بـ«أمازون»، فأشار المحلل في شركة «هارغريفز لانسداون»، مات بريتزمان، إلى أن المستثمرين ينتظرون تأكيداً لأن إعادة تسريع «أمازون ويب سرفيسز» -الشركة الفرعية المخصصة للسحابة- في الربع الأول لم تكن خطوة لا مستقبل لها.

ولاحظ بريتزمان أن «أمازون ويب سرفيسز» تتبوأ الصدارة في كل ما يتعلق بالبيانات، إنْ لجهة تخزينها أو فيما يتعلق بإمكان ولوجها مِن بُعد، مبيّناً أنه لذلك يجب أن تكون في وضع جيد لتَلَقُّف حصة كبيرة من موجة الذكاء الاصطناعي المقبلة.

ورأى أنجيلو زينو أن الصورة قد تكون أقل وضوحاً بعض الشيء بالنسبة إلى مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» ، والتي كانت (الثلاثاء) السبّاقة إلى إعلان نتائجها، بسبب نشاطها في مجال البحث على الإنترنت.

وقالت المحللة في «إي ماركتر» إيفلين ميتشل وولف، إن الشكوك بشأن محرك البحث الجديد «إيه آي أوفرفيوز» الذي أعلنت عنه «غوغل» في منتصف مايو (أيار) الماضي، مبرَّرة بوضوح، فالبداية كانت صعبة بالنسبة إلى هذه الوظيفة الجديدة التي توفّر نصاً مكتوباً في أعلى النتائج خلال البحث بواسطة «غوغل» ، قبل لائحة الروابط التقليدية للمواقع، فسرعان ما شكا مستخدمو الإنترنت إجابات غريبة من «إيه آي أوفرفيوز»، قد تكون خطرة.

وأورد موقع «سيرتش إنجين لاند» بيانات من شركة «برايت إدج» مفادها أن عدد عمليات البحث التي تَعرض نتيجة أُنشئت بواسطة «إيه آي أوفرفيوز» شهد تراجعاً في الأسابيع الأخيرة.

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن كثراً يشعرون بالقلق فيما يتعلق بتطور نموذج «غوغل» ما بعد «أوفرفيوز». ويخشى صانعو المحتوى، خصوصاً وسائل الإعلام، انهيار مداخيلهم.

غير إن ميتشل وولف رأت أن «غوغل» ستبقى الوجهة المفضلة للإنفاق الإعلاني، ما دام «غوغل» محرّك البحث التلقائي للهواتف الذكية والمتصفحات الرئيسية.