«المركزي الأوروبي» يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

وسط مخاوف بشأن التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي في فرنكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي في فرنكفورت (رويترز)

أبقى المصرف المركزي الأوروبي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير يوم الخميس، حيث يحرص مجلس إدارة المصرف والرئيسة كريستين لاغارد على التأكد من السيطرة التامة على التضخم العنيد قبل خفض أسعار الفائدة مجدداً.

ويُبقي هذا القرار سعر الإيداع عند 3.75 في المائة، وهو المستوى الذي استقر عليه بعد خفض وحيد للسعر في الاجتماع السابق الذي عُقد في 6 يونيو (حزيران)، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وخرج «المركزي الأوروبي» برسالة متوازنة بعد الاجتماع، قائلاً إن أرباح الشركات كانت تمتص بعض ضغوط الأسعار ولكن المخاطر لا تزال قائمة وهناك حاجة إلى مزيد من الأدلة قبل أن يتمكن صناع السياسة من الضغط على الزناد مرة أخرى، وفق «رويترز».

وقال «المركزي» في بيان: «المعلومات الواردة تدعم على نطاق واسع التقييم السابق لمجلس الإدارة لتوقعات التضخم على المدى المتوسط».

وأضاف: «ضغوط الأسعار المحلية لا تزال مرتفعة، وتضخم الخدمات مرتفع ومن المرجح أن يظل التضخم الرئيسي أعلى من الهدف حتى العام المقبل».

وهذا يعني أن المقترضين لشراء المنازل والشركات التي تأمل في خفض أسعار الفائدة في أوروبا سيضطرون إلى الانتظار على الأقل حتى اجتماع البنك في سبتمبر (أيلول) للحصول على قروض بأسعار معقولة - وربما لفترة أطول من ذلك.

ويُشبه موقف البنك المركزي الأوروبي في الوقت الحالي موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي يُتوقع منه أن يمتنع عن خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل الذي يُعقد بين 30 و31 يوليو (تموز)، على الرغم من أن «الفيدرالي» يبدو أقرب إلى خفض الأسعار بعد ذلك الاجتماع مقارنة بـ«المركزي الأوروبي».

ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى جعل اقتراض الأموال والإنفاق والاستثمار أكثر تكلفة، ما يُساهم في خفض الطلب على السلع وبالتالي كبح جماح ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل عام.

وانخفض التضخم في منطقة اليورو من ذروة بلغت 11.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 إلى 2.5 في المائة في يونيو، وهي مقاربة تدريجية لهدف «المركزي الأوروبي» المتمثل بـ 2 في المائة والذي يُعتبر الأفضل للاقتصاد. لكن المرحلة الأخيرة كانت صعبة، حيث استقر التضخم بين 2 في المائة و3 في المائة لعدة أشهر.


مقالات ذات صلة

سينتينو: «المركزي الأوروبي» قد يخفض الفائدة دون «المستوى الحيادي»

الاقتصاد ماريو سينتينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في لشبونة (أرشيفية - رويترز)

سينتينو: «المركزي الأوروبي» قد يخفض الفائدة دون «المستوى الحيادي»

قال ماريو سينتينو، عضو مجلس السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، إن البنك قد يضطر إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى ما دون المستوى «الحيادي».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
خاص مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

خاص ​مصر: توقعات بخفض الفائدة 2 % في اجتماع الخميس

يتوقع خبراء ومحللون أن يستمر البنك المركزي المصري في خفض أسعار الفائدة لليلة واحدة بمتوسط من 1 إلى 2 % باجتماع لجنة السياسات النقدية الخميس

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد مدينة بانف في وادي بوه حيث سيُعقد اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لـ«مجموعة السبع»... (موقع المجموعة على إكس)

«رسوم ترمب» و«التباطؤ الاقتصادي» يهيمنان على اجتماعات «مجموعة السبع» في كندا

خيّمت «مخاوف التباطؤ الاقتصادي» و«التضخم» و«حرب رسوم ترمب الجمركية» على اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لـ«مجموعة السبع» في بانف بكندا.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الإندونيسي في جاكرتا (رويترز)

«المركزي الإندونيسي» يخفض الفائدة لأول مرة منذ يناير

خفّض البنك المركزي الإندونيسي سعر الفائدة الرئيسي يوم الأربعاء، كما كان متوقعاً، مستأنفاً سياسة التيسير النقدي.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد متسوق في سوبرماركت أسدا في مدينة ليدز (رويترز)

التضخم البريطاني يفوق التوقعات في أبريل... وريفز «محبطة»

سجَّل معدل التضخم في المملكة المتحدة قفزة حادة في أبريل، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين وبنك إنجلترا، ما أضعف آمال المستثمرين في خفض وشيك لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

«البتكوين» تسجل رقماً قياسياً جديداً عند 109,400 دولار

تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
تمثيلات للعملة المشفرة «بتكوين» تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

بلغت عملة «البتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق بعد أن أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي قانون «جينيوس»، وهو مشروع قانون مهم لتنظيم العملات المستقرة، متجاوزاً بذلك عقبات تشريعية سابقة.

ويشير مصطلح «Stablecoin» (العملة المستقرة) إلى نوع من العملات الرقمية (العملات المشفرة) التي تم تصميمها للحفاظ على قيمة مستقرة، على عكس التقلبات السعرية الكبيرة التي تشهدها معظم العملات المشفرة الأخرى مثل البتكوين والإيثريوم.

وحققت العملة المشفرة سعراً قياسياً جديداً بلغ 109,400 دولار، متجاوزة بذلك ذروتها السابقة التي سجلتها في يناير (كانون الثاني) تزامناً مع تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وجاء هذا الارتفاع الكبير بعدما شهدت «بتكوين» زيادة تفوق 46 في المائة عن أدنى مستوى لها الذي بلغته في أبريل (نيسان)، مدفوعةً بزيادة المخاوف العالمية بشأن الحرب التجارية والرسوم الجمركية الأميركية.

وكان إقرار مشروع قانون العملات المستقرة، يوم الثلاثاء، بمثابة انتصار كبير لقطاع العملات الرقمية، مما يعزز التوقعات حول بيئة تنظيمية أكثر دعماً لهذا القطاع. ومن المتوقع أن يُطرح مشروع القانون للتصويت في مجلس الشيوخ في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما يمهد الطريق لإحالته إلى مكتب الرئيس ترمب للتوقيع عليه.

إضافةً إلى ذلك، أسهم قرار إدارة ترمب بإنشاء احتياطي استراتيجي من بتكوين في مارس (آذار)، بهدف تعزيز مكانة الولايات المتحدة بوصفها داعماً رئيساً للأصول الرقمية، في زيادة التفاؤل بين المستثمرين.

ومع ذلك، تبقى التوترات الكامنة قائمة، حيث انتقدت الصين بشدة القيود الأميركية الجديدة على رقائق الذكاء الاصطناعي الصينية، ووصفتها بأنها «تنمر»، متوعدةً بالرد. وتُهدد هذه النزاعات بإفساد الهدنة التجارية الهشة بين البلدين، ما قد يعطل مسار انتعاش الأصول الرقمية.

وقد جاء هذا الارتفاع القياسي في وقت شهد فيه مايو (أيار) تدفقات صافية كبيرة لصناديق تداول بتكوين المتداولة في البورصة، حيث استحوذت هذه الصناديق على 3.6 مليار دولار، مما يعكس تجدد الاهتمام الزائد من قبل المستثمرين.

ويمثل هذا التوجه الجديد تعزيزاً لثقة السوق في بتكوين، خصوصاً في ظل دعم عدد من شركات الخزانة الكبرى التي تركز على العملة المشفرة، مثل شركة «استراتيجي» التابعة لرجل الأعمال مايكل سايلور، وشركة «توينتي ون كابيتال» التي تم إطلاقها حديثاً. وكانت هذه الشركات من بين العوامل التي أسهمت في موجة الشراء الكبيرة، مما ساعد على دفع سعر بتكوين إلى مستويات قياسية جديدة.