السعودية تشهد ارتفاعاً في إصدارات الصكوك لتمويل مشاريع التحول الاقتصادي

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
TT

السعودية تشهد ارتفاعاً في إصدارات الصكوك لتمويل مشاريع التحول الاقتصادي

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

شهدت إصدارات الصكوك في السعودية ارتفاعاً خلال النصف الأول من العام الحالي، نتيجةً لمواصلة الحكومة والبنوك الاستفادة من السوق لتمويل مختلف المشاريع المتعلقة بخطة التحول الاقتصادي، مع توقعات بأن يتحول النظام المصرفي في المملكة إلى وضع معتدل لصافي الدين الخارجي في الأشهر القليلة المقبلة.

وحسب تقرير حديث لوكالة «ستاندرد آند بورز جلوبال» للتصنيفات الائتمانية، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بلغ إجمالي إصدارات الصكوك عالمياً خلال النصف الأول من العام الحالي 91.9 مليار دولار، بزيادة طفيفة عن 91.3 مليار دولار في العام الماضي.

ونمت إصدارات العملات الأجنبية بشكل ملحوظ بنسبة 23.8 في المائة، حيث وصلت إلى 32.7 مليار دولار بحلول 30 يونيو (حزيران) الماضي، مرتفعةً عن الفترة المماثلة من العام المنصرم عندما وصلت 26.4 مليار دولار، وقد ساهمت بشكل أساسي في هذا النمو السعودية والإمارات وعمان وماليزيا والكويت.

وأبانت الوكالة أن تحسن الرؤية بمسار أسعار الفائدة على المدى المتوسط جاءت لصالح إصدارات الصكوك المقومة بالعملات الأجنبية، حيث تتوقع أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وأبقت «ستاندرد آند بورز جلوبال» توقعاتها في إصدارات الصكوك العالمية للعام الحالي عند حوالي 160 مليار دولار إلى 170 مليار دولار، وذلك بعد الأداء الجيد للسوق خلال النصف الأول.

وبينت أن احتياجات التمويل المرتفعة في بلدان التمويل الإسلامي الأساسية تفسر زيادة الإصدارات، التي تمول بشكل خاص برامج التحول الاقتصادي في السعودية والنمو في الاقتصاد غير النفطي للإمارات.

وحسب التقرير، انخفض إصدار الصكوك المقومة بالعملة المحلية بنسبة 8.8 في المائة على أساس سنوي، ويرجع ذلك إلى انخفاض الإصدارات في تركيا وباكستان والإمارات وماليزيا.

وتصدرت تركيا التراجع، حيث يستمر تشديد السياسة النقدية إلى جانب تحسين تنسيق السياسة المالية في المساعدة على إعادة التوازن إلى اقتصاد البلاد. وتتوقع الوكالة تشديداً إضافياً لشروط وسياسات الائتمان في محاولة لترويض التضخم.

ولفتت «ستاندرد آند بورز جلوبال» إلى أن إجمالي حجم إصدار الصكوك المستدامة بلغ 5.2 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، منخفضاً عن 5.7 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من العام السابق، مع توقعات أن يتراوح حجم إصدار الصكوك المستدامة بين 10 مليارات و12 مليار دولار في غياب أي تسارع كبير في تنفيذ سياسات صافي الانبعاثات الصفرية من قبل دول التمويل الإسلامي الأساسية أو الإجراءات التنظيمية.

جدير بالذكر أن 80 في المائة من إصدارات الاستدامة في الأشهر الستة الأولى من عام 2024 جاءت من بنوك دول مجلس التعاون الخليجي مع بدء رحلتها في التحول المناخي.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يجمع 1.25 مليار دولار من صكوك دولية

الاقتصاد 
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (رويترز)

«السيادي» السعودي يجمع 1.25 مليار دولار من صكوك دولية

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة» إتمام تسعير طرحه لصكوك بقيمة 1.25 مليار دولار (ما يعادل 4.7 مليار ريال تقريباً).

الاقتصاد منظر جوي لمدينة الرياض (رويترز)

السعودية تصدر صكوكاً بقيمة 3.71 مليار ريال على 4 شرائح

قال المركز الوطني لإدارة الدين في السعودية الثلاثاء إن المملكة أصدرت صكوكاً بقيمة إجمالية 3.71 مليار ريال (989.10 مليون دولار) على أربع شرائح

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر تخطط لإصدار صكوك بقيمة ملياري دولار في 2025

قال وزير المالية أحمد كجوك يوم الأربعاء إن مصر، التي تعاني من نقص في العملات الأجنبية، تخطط لإصدار سندات إسلامية أو صكوك بقيمة ملياري دولار في 2025.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد صورة جوية للعاصمة الكويتية (كونا)

«فيتش»: الكويت ثالث أكبر مصدّر للديون بالدولار في الخليج في 2024

احتلت الجهات المصدرة الكويتية المرتبة الثالثة بين أكبر مصدرين للديون بالدولار الأميركي في دول مجلس التعاون الخليجي خلال عام 2024، على الرغم من غياب قانون الدين.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد صورة جوية للمركز المالي في العاصمة السعودية الرياض (واس)

السعودية تجمع 2.25 مليار يورو من بيع سندات... بينها خضراء للمرة الأولى

جمعت السعودية 2.25 مليار يورو من بيع سندات خضراء مقوَّمة باليورو لأجل 7 سنوات، وأخرى تقليدية لأجل 12 عاماً، وهو أول إصدار لحكومة المملكة يتضمن سندات خضراء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

2.3 مليار دولار مشاريع واتفاقيات تعزز بيئة الاستثمار في «حائل» السعودية

جانب من توقيع الاتفاقيات في منتدى حائل للاستثمار (واس)
جانب من توقيع الاتفاقيات في منتدى حائل للاستثمار (واس)
TT

2.3 مليار دولار مشاريع واتفاقيات تعزز بيئة الاستثمار في «حائل» السعودية

جانب من توقيع الاتفاقيات في منتدى حائل للاستثمار (واس)
جانب من توقيع الاتفاقيات في منتدى حائل للاستثمار (واس)

شهد منتدى حائل للاستثمار 2025، يوم السبت، توقيع اتفاقيات ومبادرات ومشاريع بقيمة 8.5 مليار ريال (2.3 مليار دولار)، بين جهات حكومية وكيانات استثمارية؛ بهدف تعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة التي تقع شمال السعودية، بالإضافة إلى تحفيز بيئتها الاستثمارية.

ورعى الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، انطلاق المنتدى، بتنظيم من غرفة حائل بالشراكة مع إمارة المنطقة، تحت شعار «كن جزءاً من المستقبل الواعد»، حيث يضم الحدث 125 فرصة استثمارية، و14 فرصة نوعية، بقيمة إجمالية تزيد على 34.2 مليار ريال (9.12 مليار دولار) دعماً لقطاع الأعمال.

وقال أمير حائل إن ما تشهده المنطقة من مشاريع وتحولات تنموية هو ثمرة لرؤية طموحة ودعم من قيادة الحكومة، مؤكداً أن منطقة حائل تمتلك مزايا تنافسية واستراتيجية تجعلها بيئة جاذبة للاستثمار في مجالات متعددة، لافتاً النظر إلى بداية مرحلة جديدة لانطلاق استثمارات وتنمية مستدامة تشمل جميع المجالات في منطقة حائل ومحافظاتها.

وأشار إلى أن المنتدى يشكّل منصة حيوية لتسويق الفرص الاستثمارية، وتعزيز ثقة المستثمرين بمستقبل حائل الاقتصادي.

وفي كلمته خلال افتتاح المنتدى، أوضح رئيس غرفة حائل، هاني الخليفي، أن المنتدى يمثّل منصة لطرح التصورات المستقبلية في القطاعات الاستثمارية الواعدة، مستنداً إلى المزايا التنافسية التي تزخر بها المنطقة، مؤكداً أن هذه الخطوة ترسّخ مكانة حائل على خريطة الاستثمار الوطني، وتُسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

من ناحيته، قال وزير الاستثمار، المهندس خالد الفالح، إن ما تتمتع به حائل من مزايا استراتيجية عديدة تدعم تنافسيتها في مجال جذب الاستثمارات، من خلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي المتميز الذي يربطها مباشرة بخمس مناطق أخرى في المملكة، وكذلك الأرض الخصبة، والإمكانات الزراعية المتميزة، والتضاريس الطبيعية الخلابة، والثروات المعدنية الواعدة، والبنية التحتية المستمرة في التطور، والمزايا الاستراتيجية التنافسية، والقطاعات الاقتصادية الواعدة، مؤكداً سعي الوزارة للاستفادة من هذه المزايا وهذه القطاعات لتعزيز جذب الاستثمارات إلى المنطقة.

وأضاف: «نرى مستويات قياسية لنمو الاستثمارات السعودية في حائل، إذ تمثّل الحصة الأكبر من الحجم الإجمالي للاستثمارات، في حين تُشير أحدث الأرقام إلى أن رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة سجّل نحو 1.4 مليار ريال، وبلغ عدد التراخيص الاستثمارية النشطة التي أصدرتها الوزارة للمستثمرين الدوليين في منطقة حائل 177 ترخيصاً، تتوزع على قطاعات التشييد، والصناعات التحويلية، والسياحة والضيافة، والأغذية، وتجارة الجملة والتجزئة».

بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف السعودية، حسن الحويزي، أن المنتدى بمثابة منصة واعدة لاستعراض الفرص الاستثمارية النوعية، مبيناً أن البيئة الاستثمارية في حائل باتت أكثر جاذبية وتنافسية بفضل التسهيلات الحكومية الكثيرة.

إلى ذلك، أفاد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس منصور المشيطي، بأن منطقة حائل تُعدّ حاضنة فريدة للاستثمار بما تمتلكه من مقومات وموارد طبيعية، خصوصاً في المجال الزراعي، مشيراً إلى أن الدعم الحكومي المستمر انعكس إيجاباً على التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة، حيث تجاوز إجمالي تمويل صندوق التنمية الزراعية في منطقة حائل 7 مليارات ريال؛ مما أسهم في ارتفاع نسبة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي الزراعي للمملكة إلى أكثر من 10 في المائة.