بنوك أميركية تحذر من تراجع تعاملات المستهلكين ذوي الدخل المنخفض

مشاة يسيرون في شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك الأميركية (رويترز)
مشاة يسيرون في شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

بنوك أميركية تحذر من تراجع تعاملات المستهلكين ذوي الدخل المنخفض

مشاة يسيرون في شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك الأميركية (رويترز)
مشاة يسيرون في شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك الأميركية (رويترز)

حذرت البنوك الأميركية الكبرى من أن العملاء من ذوي الدخل المنخفض تظهر عليهم علامات الضغط المالي، التي تتجلى خصوصاً في تراجع الطلب على القروض، وذلك قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية.

وفي نتائج الربع الثاني التي ظهرت، يوم الجمعة، حذر «جيه بي مورغان تشيس»، و«سيتي غروب»، و«ويلز فارغو»، و«بي إن واي» من معاناة المستهلكين مع انخفاض المدخرات وارتفاع الأسعار.

يأتي هذا في الوقت الذي زادت فيه أسعار المنتجين في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع قليلاً في يونيو (حزيران) الماضي، وسط زيادة في تكلفة الخدمات، لكن ذلك لم يغير التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) قد يبدأ خفض سعر الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وبالنظر إلى البيانات الضعيفة في تقرير أسعار المستهلكين، توقع اقتصاديون بيانات جيدة بالنسبة لمؤشر تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي في يونيو.

وارتفع مؤشر أسعار المنتجين 0.2 في المائة الشهر الماضي بعد أن ظل دون تغيير في مايو (أيار). كما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين 2.6 في المائة على أساس سنوي خلال الشهر الماضي. وكانت تلك أكبر زيادة على أساس سنوي منذ مارس (آذار) 2023، وجاءت بعد ارتفاع يعادل 2.4 في المائة في مايو.

وساعدت برامج التحفيز الحكومية خلال جائحة «كوفيد - 19» على عزل الأميركيين عن التضخم في السنوات الأخيرة، ولكن مع إنفاق الأسر للأموال، يمكن أن تلعب الصحة المالية للمستهلك دوراً حاسماً في نتيجة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

ولا تزال معنويات المستهلكين «ضعيفة بقوة»، وانخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ 8 أشهر عند 66، وفقاً لآخر استطلاع أجرته جامعة ميتشيغان، وقد صدر، يوم الجمعة.

وانخفضت أرباح أعمال الإقراض الاستهلاكي التابعة لمجموعة «سيتي» في الولايات المتحدة، والتي تشمل بطاقات الائتمان، بنسبة 74 في المائة عن العام الماضي. وقال المدير المالي للبنك، مارك ماسون، إن الإنفاق الاستهلاكي يتباطأ بشكل عام، مع انخفاض أرصدة الحسابات الآن عما كانت عليه قبل «كوفيد».

وأضاف أن المستهلكين الأميركيين أصبحوا أكثر حذراً مما كانوا عليه منذ فترة.

وقال جيريمي بارنوم، المدير المالي لبنك «جيه بي مورغان»، إن «التصور العام للبنك هو أن المستهلك بخير»، لكنه أشار إلى الضعف بين العملاء الأقل ثراءً. وأضاف: «في شريحة الدخل المنخفض، بدأت ترى القليل من الأدلة على وجود بعض التراجع في الإنفاق... يُفهم على أنه علامة ضعف».

وحذر روبن فينس، الرئيس التنفيذي لبنك «نيويورك»، من أن «التضخم مؤلم للغاية لكثير من الناس»، خصوصاً أولئك الذين ليست لديهم مدخرات... يمكنك أن ترى العلامات المبكرة لهذا الجزء من السكان (الذين ليس لديهم أصول للاستثمار في سوق الأوراق المالية) بعد أن استنفدوا الاحتياطات التي تراكمت لديهم خلال الجائحة، ويواجهون حقيقة أن المستوى العام للأسعار هو فقط أعلى».

وكانت مخاوف المصرفيين بشأن الأميركيين ذوي الدخل المنخفض بمثابة تحذير من شركة «بيبسي» للمشروبات الغازية، بأن أحجام مبيعاتها تأثرت نتيجة سنوات كثيرة من التضخم على المستهلكين ذوي الدخل المنخفض.

وقال رامون لاغوارتا، الرئيس التنفيذي لشركة «بيبسيكو» للمنتجات الغذائية، للمحللين: «هناك بعض التصور وكثير من الواقع لدى الأسر بأن الغذاء باهظ الثمن»؛ ولذلك يتعين على المستهلكين اتخاذ «كثير من القرارات حول كيفية إنفاق أموالهم».

وأعلنت «جيه بي مورغان» و«سيتي» و«ويلز»، 3 من أكبر 4 بنوك أميركية من حيث الأصول، وكذلك بنك «نيويورك»، عن انخفاض الدخل من الإقراض، وذلك بعد المكاسب الهائلة من ارتفاع أسعار الفائدة.

واستفادت البنوك الكبيرة من قدرتها على فرض أسعار فائدة أعلى على القروض، وقال بنك «ويلز» إن الطلب على القروض كان «فاتراً» من العملاء الأفراد والشركات، وخفض توقعاته لأرباح القروض بقية العام.

ومن جانبه، قال «جيه بي مورغان»، إن رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية زادت بنسبة 50 في المائة إلى 2.4 مليار دولار، وفي «سيتي»، ارتفعت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية بنسبة 60 في المائة عن العام الماضي إلى 853 مليون دولار في هذا الربع.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد تزييف دقيق لفئتي 100 و200 شيكل

مجلس الوزراء الإسرائيلي يصوّت لصالح تمديد المراسلة المصرفية مع البنوك الفلسطينية

صوّت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على تمديد الإعفاء الذي يسمح للبنوك الإسرائيلية بالتواصل مع البنوك الفلسطينية لمدة عام آخر.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الاقتصاد أوراق نقدية وعملات معدنية جديدة من الشيقل الإسرائيلي (رويترز)

بيان ثلاثي يطالب إسرائيل بتمديد المراسلة المصرفية مع البنوك الفلسطينية

أصدرت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بياناً مشتركاً يعبرون فيه عن قلقهم من أن إسرائيل لم تلتزم بتمديد المراسلة المصرفية للبنوك الإسرائيلية لمدة سنة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يحضر إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبيس إكس» في براونزفيل بتكساس (رويترز)

«نوفمبر المالي»... الأسواق بين انتصارات ترمب وتقلباتها

حَفِل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بتقلبات كبيرة بالأسواق المالية، فقد شهدت أسواق الأسهم والعملات تحولات ملحوظة بعد فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.