ألمانيا تتخطى عقبة موازنة 2025 وتتفادى أزمة حكومية

علم ألماني يرفرف أمام مبنى الرايخستاغ في برلين (رويترز)
علم ألماني يرفرف أمام مبنى الرايخستاغ في برلين (رويترز)
TT

ألمانيا تتخطى عقبة موازنة 2025 وتتفادى أزمة حكومية

علم ألماني يرفرف أمام مبنى الرايخستاغ في برلين (رويترز)
علم ألماني يرفرف أمام مبنى الرايخستاغ في برلين (رويترز)

توصَّلت الحكومة الألمانية، يوم الجمعة، إلى اتفاق بشأن موازنة عام 2025 وحزمة تحفيز لأكبر اقتصاد في أوروبا، منهية مشادة استمرت لشهور وهددت بتقويض ائتلاف المستشار الوسطي اليساري أولاف شولتس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية» نقلاً عن مصادر حزبية، فقد اتفق شولتس، المنتمي لـ«الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، وقادة «الحزب الديمقراطي الحر» و«حزب الخضر» على الموازنة في وقت مبكر من يوم الجمعة، بعد محادثات ماراثونية، وفق وكالة «أسوشيتيد برس».

من ناحية أخرى، دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر إلى إتاحة المجال للسماح بأموال للاستثمار.

وقال مصدر حكومي إن الاتفاق بشأن الموازنة والتخطيط المالي متوسط ​​المدى حتى 2028 يلتزم بكبح الديون، وهو ما يسمح بإنفاق عجز قدره 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وتولّى شولتس منصب المستشار خلفاً للمستشارة المحافظة أنغيلا ميركل، التي خدمت لفترة طويلة، وذلك بعد الانتخابات الاتحادية عام 2021، على رأس ائتلاف بُني حول برنامج تحديث في مجالات تشمل حماية المناخ والبنية التحتية والبحث العلمي.

ولتمويل ذلك، تجاوزت الحكومة القواعد التي تحد من الاقتراض العام، من خلال إعادة تخصيص 60 مليار يورو (65 مليار دولار) من قروض الطوارئ غير المنفقة التي جرى جمعها لتخفيف آثار جائحة «كوفيد-19».

ولكن المحكمة الدستورية الألمانية حكمت بعدم قانونية تلك المناورة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ما دفع الحكومة إلى البحث عن تخفيضات في الإنفاق في مجالات مختلفة، بدءاً من دعم المزارعين وصولاً إلى مساعدات التنمية الخارجية.

وسّعت هذه الضغوط الخلافات داخل «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» و«الحزب الديمقراطي الحر» ذي الميول المالية المحافظة و«حزب الخضر البيئي»؛ إذ طالب الأخير البرلمان بتعليق ما يسمى بـ«كبح الديون» والسماح بمزيد من الاقتراض الطارئ، بما في ذلك الاستمرار في دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وتعزيز القوات المسلحة الألمانية نفسها.

وأثارت الخلافات تكهنات حول احتمال انهيار الحكومة، التي أصبحت غير شعبية بالفعل، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة؛ إذ يمكن لألمانيا أن تحذو حذو دول أوروبية أخرى بالميل نحو اليمين السياسي.


مقالات ذات صلة

فرنسا تخطط لتقليص موازنتها بـ66 مليار دولار العام المقبل

الاقتصاد رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه (وسط الصورة) يستمع إلى الخطابات في الجمعية الوطنية (رويترز)

فرنسا تخطط لتقليص موازنتها بـ66 مليار دولار العام المقبل

تخطط الحكومة الفرنسية لإخضاع الموازنة لعملية تقشف بقيمة 60 مليار يورو (66 مليار دولار) في العام المقبل لتحقيق أهداف مالية جديدة، حسبما أفاد مسؤولون.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد رئيس وزراء فرنسا ميشيل بارنييه يلقي خطاباً في الجمعية الوطنية (أ.ب)

رئيس وزراء فرنسا يؤجل هدف تقليص العجز إلى 2029

قال رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه، الثلاثاء، إنه أرجأ هدف خفض عجز موازنة البلاد إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2029.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد يعمل الموظفون على سيارة «أستون مارتن فالكيري» بمصنع الشركة في غايدون (رويترز)

القلق من الموازنة البريطانية يؤثر على نشاط المصانع

أصبح المصنعون البريطانيون أكثر تشاؤماً في سبتمبر (أيلول) بسبب القلق من الموازنة الأولى للحكومة الجديدة، بالإضافة إلى المخاوف من النزاع في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حقل نفط نهر كيرن الواقع في ولاية كاليفورنيا (رويترز)

النفط مستقر مع تغلب مخاوف الطلب على تداعيات التوتر بالشرق الأوسط

لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط، حيث تفوقت آفاق الإمدادات الأقوى ونمو الطلب العالمي الضعيف على المخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الحكومة أكدت الاستمرار بتبني سياسات الإنفاق التوسعي الاستراتيجي الذي يدعم التنويع الاقتصادي والنمو المستدام (الشرق الأوسط)

البيان التمهيدي للميزانية السعودية: نحو 1.184 تريليون ريال إيرادات متوقعة في 2025

من المتوقع أن يبلغ إجمالي النفقات ما يقارب 1.285 تريليون ريال، وإجمالي الإيرادات نحو 1.184 تريليون ريال، مسجلاً عجزاً بـ2.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجزائر تعتزم شراء أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار في بنك «بريكس»

أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)
أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)
TT

الجزائر تعتزم شراء أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار في بنك «بريكس»

أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)
أعلام الجزائر ترفرف في أحد شوارع العاصمة (رويترز)

كشف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن أن بلاده تعتزم شراء أسهم في بنك «بريكس» للتنمية بقيمة مليار ونصف مليار دولار.

كان الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي «البنك الجديد للتنمية»، الذي عقد يوم 31 أغسطس (آب) الماضي في كيب تاون بجنوب أفريقيا، وافق رسمياً على انضمام الجزائر إلى هذه المؤسسة.

لكن تبون، الذي كان يتحدث لوسائل إعلام محلية ضمن لقاء دوري، مساء السبت، أكد أنه لا يفكر في الانضمام إلى التكتل الاقتصادي «بريكس»؛ بسبب مواقف بعض أعضاء هذه المجموعة.

واستطرد: «كنا نريد الدخول إلى (بريكس) ككتلة، غير أن بعض الأعضاء قاموا بعرقلة انضمام الجزائر. وتيقنوا أنهم لن يؤثروا فيها ولا في نخوتها. ومن عارضوا دخول الجزائر أفادوها. وأصدقاؤنا يبقون أصدقاءنا».

من جهة أخرى، كشف تبون عن أن الأولوية حالياً هي لبناء «اقتصاد قوي، وجعل الجزائر في مناعة من التقلبات الدولية، ثم التوجه لبناء ديمقراطية حقة».

وأكد تبون أن غايته الرئيسية هي ليس جعل كل الجزائريين أغنياء، ولكن ضمان العيش لهم بكرامة وانتشالهم من الفقر، مشدداً على التزامه بألا ينقص المواطن أي شيء.

وأبرز أن الجهود ترتكز حالياً على ضمان الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية كالقمح والشعير، لافتاً إلى تغطية 80 في المائة من الحاجيات الوطنية من القمح خلال العام الحالي بفضل الإنتاج المحلي.

ونوه بأن إقامة مناطق حرة مع دول الجوار ستحدّ من المضاربة في السلع، مستدلاً بالمنطقة الحرة مع موريتانيا وقريباً مع النيجر ثم تونس وليبيا.