تسارع الاستثمارات الخضراء في السعودية عبر تكنولوجيات الاقتصاد الدائري والهيدروجين النظيف

«سكاي تاورز» تتطلع لجذب شراكات جديدة ومساعٍ لتطوير التنافسية داخل المملكة

تسارع الاستثمارات الخضراء في السعودية عبر تكنولوجيات الاقتصاد الدائري والهيدروجين النظيف
TT

تسارع الاستثمارات الخضراء في السعودية عبر تكنولوجيات الاقتصاد الدائري والهيدروجين النظيف

تسارع الاستثمارات الخضراء في السعودية عبر تكنولوجيات الاقتصاد الدائري والهيدروجين النظيف

في وقت تمضي فيه الخطى السعودية قدماً لكربون صفر في عام 2060، واقتصاد أخضر، أكدت شركة «سكاي تاورز» - الاتحاد العالمي للاقتصاد الأخضر - سعيها المستمر لجذب أكبر عدد من الشراكات الجديدة لتعزيز تكنولوجيا الاقتصاد الكربوني والهيدروجين الأخضر، مشددة على أن مستقبل الطاقة الخضراء والتصنيع الأخضر سيجلب للمملكة فرصاً اقتصادية جديدة.

وتوقعت «سكاي تاورز» - وهي مبادرة سعودية أميركية صناعية عالمية - أن تشهد السعودية الفترة المقبلة زيادة جذب الاستثمار في المشاريع والفرص، ويسمح للشركات العالمية بالتمركز في المملكة وخلق فرص العمل بشكل أكبر، ويعزز التوجه السعودي كمحرك استقرار للنمو المستدام في جميع أنحاء المنطقة، بينما يتم الآن التخطيط لتوفير المسرح اللازم لتنمية الاقتصاد الأخضر في السعودية.

وتدعم «سكاي تاورز إنفسمنت» مذكرة التفاهم التي تم تنفيذها أخيراً بين الرياض وواشنطن، بشأن ممر عبور أخضر عابر للقارات لتسهيل التجارة واستراتيجيات التكيف المناخي المشتركة، حيث تشجع المملكة المبادرة عالمياً لمصلحة الدول القريبة ودول جنوب آسيا وخارجها، مبينة أن مبادئ صافي الصفر 2060 توسيع التعاون مع دول أخرى على إنشاء سلسلة التوريد وقدرات التصنيع الخضراء والانتقال الرقمي للجميع، بما يؤدي إلى مستقبل مستدام للمملكة والعالم. وعلى صعيد آخر، يعتبر إنتاج الهيدروجين عملية اقتصادية دائرية أخرى ذات قيمة مضافة للمملكة، يبدأ بإنتاج الميثان بكميات كبيرة جداً حول العالم من العديد من المصادر المختلفة، فيما تعد المملكة مخزناً عظيماً للموارد الطبيعية في العالم في أراضيها، وإمكانات الطاقة الخضراء، وسكانها الديناميكيين الشباب.

وتكمن «الإمكانيات الخضراء الفائقة للسعودية» في مواردها الوفيرة من السيليكا عالية الجودة، فهي تحافظ على القيمة المضافة داخل المملكة لتحويل الزجاج إلى مبنى متكامل وسلسلة أشباه الموصلات ومنصة لإنتاج الطاقة الخضراء، فضلاً عن أنه عنصر أساسي في إنتاج الطاقة الإشعاعية في تطبيقات جديدة معززة للطاقة الكهربائية. وفي هذا السياق، أكد نيل بوش رئيس مجلس إدارة «سكاي تاورز»، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن المساعي جارية لتعظيم الشراكات الذكية، لتسريع الاهتمام السعودي بتطبيق جهودها الاقتصادية لتحقيق أهداف رؤية 2030، وتعزيز المبدأ الأساسي للتحول الصناعي، ما من شأنه توفير الطاقة الخضراء وتعزيز تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر والاقتصاد الكربوني.

وشدد بوش على أن المساعي الجارية لـ«سكاي تاورز» حالياً، سبقتها عدة اتفاقيات لصناعة شراكات على مستوى دولي وشراكات أخرى داخل المملكة، بغية تطوير مهارات التنافسية العالمية، في وقت تنعم المملكة بالعديد من الموارد الطبيعية بما فيها الإعلان الأخير مع «ينبع الصناعية» حول مذكرة تفاهم تعزز تكنولوجيا البتروكيماويات الخضراء. وأضاف بوش «أدركت المملكة تحت قيادة ولي العهد أهمية ربط رؤية 2030 بممكنات الوسيلة العملية لتحقيق الأهداف في عالم إزالة الكربون الضروري اليوم، بينما تستند شركة (سكاي تاورز) إلى فرضية تقديم أفضل التكنولوجيا المعززة بالخدمات العالمية، وفق فهم عميق لمبدأ (الملاءمة على المدى الطويل)».

من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لـ«سكاي تاورز»، إريك فانغ، أن المساعي الجارية حالياً تتسق مع التوجه السعودي كمنصة داعمة لتوسيع وتطوير فرص جديدة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، «نحاول تعزيز الدعم التكنولوجي لقوة ناشئة داخل المملكة، مع خلق الوظائف عالية الجودة لصناعة المستقبل الأخضر، كعنصر أساسي لتعزيز الاستقرار والتنمية المستدامة».

إلى ذلك، أكد الشريك السعودي في «سكاي تاورز»، عبد الله بن زيد المليحي لـ«الشرق الأوسط» أن المساعي تمضي على قدم وساق لدعم إدخال الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر والاقتصاد الكربوني في المملكة، تعزيزاً للجهود السعودية لبلوغ المنشود من الطاقة الخضراء والكربون الحيدي الصفري في عام 2060. وكشف المليحي أن «سكاي تاورز»، تخطط في الاستثمار مع شراكات قادمة، بغية تطوير تقنيات عالمية متخصصة في صناعه البتروكيماويات بالطاقة الخضراء ضمن التوجه العالمي للصناعات، لتوفير التسهيلات المقدمة لدعم المشاريع بطريقة احترافية، مؤكداً اتساع رقعة التعاون بين «سكاي تاورز» والمؤسسات والشركات من القطاعين العام والخاص بالمملكة.


مقالات ذات صلة

ترمب يعد حزمة دعم واسعة النطاق لقطاع الطاقة الأميركي

الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

ترمب يعد حزمة دعم واسعة النطاق لقطاع الطاقة الأميركي

يعمل الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، على إعداد حزمة واسعة النطاق في مجال الطاقة، لطرحها خلال أيام من توليه المنصب.

الاقتصاد مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منتجات تابعة لـ«أسمنت الجوف» (حساب الشركة على «إكس»)

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

وقّعت شركتا «أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية اتفاقية بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة طريف (شمال المملكة)، وتشغيلها لمدة 25 سنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «الشركة السعودية للكهرباء» (موقع الشركة)

«السعودية للكهرباء» توقع اتفاقيات شراء طاقة بـ4 مليارات دولار

وقّعت «الشركة السعودية للكهرباء» اتفاقيات شراء طاقة مع «الشركة السعودية لشراء الطاقة» (المشتري الرئيس)، بإجمالي 15 مليار ريال (4 مليارات دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح «طاقة» في معرض «ويتيكس 2024» (منصة إكس)

تحالف يضم «طاقة» الإماراتية يبرم اتفاقيتين لبيع 3.6 غيغاواط من الكهرباء إلى السعودية

وقّع تحالف شركة «أبوظبي الوطنية للطاقة» (طاقة) اتفاقيتين لبيع الكهرباء لمدة 25 عاماً مع الشركة «السعودية لشراء الطاقة» الحكومية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

أرسل رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، رسالةً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يطلب منه الموافقة على استحواذ «نيبون ستيل» على «يو إس ستيل»؛ لتجنب إفساد الجهود الأخيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، وفقاً لمصدرَين مطلعَين على الأمر.

وانضم بايدن إلى نقابة عمالية أميركية قوية في معارضة استحواذ أكبر شركة يابانية لصناعة الصلب على الشركة الأميركية العريقة مقابل 15 مليار دولار، وأحال الأمر إلى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة حكومية سرية تراجع الاستثمارات الأجنبية؛ بحثاً عن مخاطر الأمن القومي. والموعد النهائي لمراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة هو الشهر المقبل، قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب - الذي تعهَّد بعرقلة الصفقة - منصبه في 20 يناير (كانون الثاني).

وقد توافق لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة على الصفقة، ربما مع اتخاذ تدابير لمعالجة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، أو توصي الرئيس بعرقلتها. وقد تُمدِّد المراجعة أيضاً.

وقال إيشيبا في الرسالة، وفقاً لنسخة من النص اطلعت عليها «رويترز»: «تقف اليابان بوصفها أكبر مستثمر في الولايات المتحدة، حيث تظهر استثماراتها اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً. إن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي للاستثمار الياباني في الولايات المتحدة يعود بالنفع على بلدَينا، ويبرز قوة التحالف الياباني - الأميركي للعالم». وأكدت المصادر أنه تم إرسالها إلى بايدن في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وتابع إيشيبا: «في ظل رئاستك، وصل هذا التحالف إلى قوة غير مسبوقة. نطلب باحترام من الحكومة الأميركية الموافقة على الاستحواذ المخطط له من قبل شركة (نيبون ستيل) حتى لا نلقي بظلالنا على الإنجازات التي تحقَّقت على مدى السنوات الأربع الماضية»، كما جاء في الرسالة.

ورفضت السفارة الأميركية في اليابان التعليق. وأحال مكتب إيشيبا الأسئلة إلى وزارة الخارجية التي لم يكن لديها تعليق فوري. ورفضت شركة «نيبون ستيل» التعليق، ولم ترد شركة «يو إس ستيل» على الفور على طلب التعليق خارج ساعات العمل في الولايات المتحدة.

ويبدو أن نهج إيشيبا المباشر يمثل تحولاً في موقف الحكومة اليابانية بشأن الصفقة، التي أصبحت قضيةً سياسيةً ساخنةً، في ولاية أميركية متأرجحة رئيسة في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر.

وكان سلف إيشيبا، فوميو كيشيدا، قد سعى إلى إبعاد إدارته عن عملية الاستحواذ المثيرة للجدل، ووصفها بأنها مسألة تجارية خاصة حتى مع تصاعد المعارضة السياسية في الولايات المتحدة.

وبدا أن عملية الاستحواذ على وشك أن تُعرقَل عندما زعمت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة في رسالة أرسلتها إلى الشركات في 31 أغسطس (آب) أن الصفقة تُشكِّل خطراً على الأمن القومي من خلال تهديد سلسلة توريد الصلب للصناعات الأميركية الحيوية.

ولكن تم تمديد عملية المراجعة في النهاية إلى ما بعد الانتخابات؛ لإعطاء اللجنة مزيداً من الوقت لفهم تأثير الصفقة على الأمن القومي والتواصل مع الأطراف، وفقاً لما قاله شخص مطلع على الأمر.

وقبل تولي إيشيبا منصبه في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، قال إن أي تحرك أميركي لمنع الصفقة لأسباب تتعلق بالأمن القومي سيكون «مقلقاً للغاية» نظراً للعلاقات الوثيقة بين الحلفاء.

والتقى إيشيبا وبايدن لأول مرة بصفتهما زعيمَين، على هامش قمة دولية في بيرو في وقت سابق من هذا الشهر. وقال إيشيبا في خطابه إن الرجلين لم يتمكّنا من الخوض في مناقشات بشأن العلاقة الاقتصادية في ذلك الاجتماع؛ بسبب قيود الوقت، وإنه يريد متابعة الأمر لجذب انتباهه إلى الصفقة في «منعطف حرج».

وقدَّمت شركة «نيبون ستيل» ضمانات وتعهدات استثمارية مختلفة من أجل الفوز بالموافقة. وأكد إيشيبا في خطابه إلى بايدن أن الصفقة ستفيد كلا البلدين، وقال: «إن شركة (نيبون ستيل) ملتزمة بشدة بحماية عمال الصلب في الولايات المتحدة، وفتح مستقبل مزدهر مع شركة الصلب الأميركية وعمالها. وستُمكِّن عملية الاستحواذ المقترحة شركات الصلب اليابانية والأميركية من الجمع بين التقنيات المتقدمة وزيادة القدرة التنافسية، وستسهم في تعزيز قدرة إنتاج الصلب وتشغيل العمالة في الولايات المتحدة»... ولم يتضح ما إذا كان بايدن قد ردَّ على الرسالة.