«إياتا»: ارتفاع الطلب على السفر الجوي يتجاوز 10 % في مايو

سجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط زيادة بـ9.7 % على أساس سنوي

طائرة ركاب تهبط بمطار «هيثرو» في لندن (رويترز)
طائرة ركاب تهبط بمطار «هيثرو» في لندن (رويترز)
TT

«إياتا»: ارتفاع الطلب على السفر الجوي يتجاوز 10 % في مايو

طائرة ركاب تهبط بمطار «هيثرو» في لندن (رويترز)
طائرة ركاب تهبط بمطار «هيثرو» في لندن (رويترز)

كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) عن ارتفاع إجمالي الطلب على السفر جواً -يُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلومتر- بنسبة 10.7 في المائة في مايو (أيار) من العام الحالي، مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، كما ارتفعت السعة الإجمالية بـ8.5 في المائة، على أساس سنوي.

وأعلن «إياتا» أحدث بيانات قطاع السفر الجوي في الأسواق العالمية لشهر مايو 2024، مبيّناً ارتفاع الطلب على الرحلات الدولية بواقع 14.6 في المائة، مقارنة بشهر مايو لعام 2023، في حين ازدادت السعة بنسبة 14.1 في المائة على أساس سنوي.

كما أوضح أن الطلب على الرحلات المحلية زاد بنسبة 4.7 في المائة، مقارنة بالمدة نفسها من العام الفائت، كما ازدادت السعة بنسبة 0.1 في المائة.

وطبقاً للتقرير، فقد سجّلت شركات الطيران في الشرق الأوسط ارتفاعاً بنسبة 9.7 في المائة على أساس سنوي في الطلب على السفر، وارتفعت السعة بنسبة 9 في المائة على أساس سنوي، كما ازداد عامل الحمولة بواقع 0.5 نقطة مئوية إلى 80.7 في المائة، مقارنة بشهر مايو من العام المنصرم.

وسجّلت الرحلات الآسيوية المتجهة نحو الشرق الأوسط أداء قوياً، بزيادة 32 في المائة عن مستوياتها في عام 2019.

وقال المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، ويلي والش، إن مبيعات تذاكر السفر في بداية موسم الذروة حققت ارتفاعاً بواقع 6 في المائة خلال شهر مايو الماضي، موضحاً أن شركات الطيران تسعى لتقديم رحلات سلسة لجميع المسافرين تماشياً مع بدء موسم السفر الصيفي في النصف الشمالي من العالم.


مقالات ذات صلة

اشتعلت فيها النيران عند الإقلاع... إجلاء 184 راكباً من طائرة لـ«رايان إير» في إيطاليا

يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «رايان إير» تظهر على مدرج في بيرغامو بإيطاليا (إ.ب.أ)

اشتعلت فيها النيران عند الإقلاع... إجلاء 184 راكباً من طائرة لـ«رايان إير» في إيطاليا

أُجلي أكثر من 180 شخصاً، أمس (الخميس)، من طائرة ركاب تابعة لشركة «رايان إير» للطيران، من صُنع شركة «بوينغ»، بعد أن اشتعلت فيها النيران خلال عملية الإقلاع.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق إسبانيا ليست الدولة الوحيدة التي تقدم لبعض العمال أموالاً للانتقال إليها (رويترز)

منطقة إسبانية تدفع 16 ألف دولار مقابل الانتقال إليها والعمل عن بُعد

تدفع منطقة ريفية في إسبانيا للعاملين عن بُعد مبلغاً قدره 16 ألف دولار للانتقال إليها، والعمل في وادٍ أخضر جذاب.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
صحتك السفر يعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية (رويترز)

السفر قد يؤخر الشيخوخة

أكدت دراسة جديدة أن السفر قد يؤخر أو يبطئ عملية الشيخوخة، ويعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
المشرق العربي طائرة تابعة لشركة «إيزي جت» (أرشيفية)

ما هي شركات الطيران التي علّقت رحلاتها للشرق الأوسط بسبب التوترات؟

دفع الخوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط شركات طيران عالمية إلى تعليق رحلاتها إلى المنطقة أو تجنب بعض المجالات الجوية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي مطار هيثرو (أ.ب)

بعد إلغائها العام الماضي… المملكة المتحدة تعيد فرض تأشيرة السفر على الأردنيين

فرضت المملكة المتحدة بداية من 10 سبتمبر (أيلول) 2024، متطلبات الحصول على تأشيرة للمواطنين الأردنيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رغم تراجعه... اقتصاديون يرون التضخم في تركيا بات هيكلياً

أشخاص يتسوقون في سوق مفتوح في إسطنبول (رويترز)
أشخاص يتسوقون في سوق مفتوح في إسطنبول (رويترز)
TT

رغم تراجعه... اقتصاديون يرون التضخم في تركيا بات هيكلياً

أشخاص يتسوقون في سوق مفتوح في إسطنبول (رويترز)
أشخاص يتسوقون في سوق مفتوح في إسطنبول (رويترز)

رغم تباطئه في سبتمبر، ما زال التضخم في تركيا مرتفعاً بشكل كبير، في ظل إحجام الحكومة عن اتخاذ قرارات صعبة قادرة على لجم ارتفاع الأسعار، بحسب محللين.

وعانت تركيا على مدى العامين الماضيين تضخماً متسارعاً، بلغ ذروته عند معدل سنوي 85.5 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، و75.45 في المائة في مايو (أيار) الماضي.

وأفادت بيانات رسمية، يوم الخميس، بانخفاض معدل التضخم إلى 49.38 في المائة في سبتمبر. إلا أن إحصاءات مجموعة «إي إن إيه جي» المؤلفة من اقتصاديين مستقلين، أشارت إلى أن معدل التضخم السنوي في الشهر ذاته يبلغ 88.6 في المائة.

وسبق لوزير المال التركي محمد شيمشك أن أكد في تصريحات سابقة أن حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان تأمل في خفض التضخم إلى 17.6 في المائة نهاية عام 2025، وما دون 10 في المائة عام 2026.

وأشاد إردوغان حديثاً بالمسار التراجعي للتضخم، مشدداً على أن «الأوقات الصعبة باتت خلفنا». إلا أن خبراء اقتصاديين يرون أن ارتفاع أسعار الاستهلاك في تركيا بات «مزمناً»، وتزيده سوءاً بعض السياسات الحكومية. وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة مرمرة محمد شيمشان إن «الانخفاض الراهن يعود حصراً إلى تأثير القاعدة (التي يحتسب على أساسها التضخم). ارتفاع الأسعار شهرياً ما زال كبيراً، ويبلغ 2.97 في المائة في تركيا و3.9 في المائة في إسطنبول». وأضاف: «لا يمكن اعتبار ذلك قصة نجاح».

قيمة الليرة

وعلى عكس السياسة التقليدية برفع معدلات الفوائد لمكافحة التضخم، لطالما دافع إردوغان عن سياسة خفض الفوائد، مما تسبب بانخفاض متزايد في قيمة الليرة التركية، وساهم بدوره في ارتفاع التضخم.

لكن بعد إعادة انتخابه رئيساً في مايو 2023، أطلق إردوغان يد المصرف المركزي لرفع معدلات الفائدة الأساسية من 8.5 إلى 50 في المائة، بين يونيو (حزيران) 2023 ومارس (آذار) 2024. وأبقى المصرف معدلاته دون تغيير في سبتمبر للشهر السادس توالياً.

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة قادر هاس إرينتش يلدان، إن «مكافحة التضخم تتمحور حول أولويات القطاع المالي. نتيجة لذلك، تجري الأمور بطريقة غير مباشرة وتولّد حالة من عدم اليقين».

وشدد أستاذ الاقتصاد في جامعة كارادينيز التقنية، يعقوب كوتشوكال، على أن رفع معدلات الفوائد لا يكفي لكبح التضخم ما لم يقترن بمعالجة العجز الضخم في الميزانية، مشيراً إلى أنه يبلغ مستوى قياسياً عند 129.6 مليار ليرة (3.79 مليار دولار).

وأوضح أن وزير المال شيمشك «يقول إن هذا يعود إلى الإنفاق المرتبط بإعادة إعمار المناطق التي تضررت جراء زلزال فبراير (شباط) 2023»، في إشارة إلى الكارثة التي راح ضحيتها أكثر من 53 ألف شخص. وتابع: «لكن الثقب الأسود الفعلي يعود إلى عقود الشراكة المكلفة بين القطاعين العام والخاص»، في إشارة إلى عقود لتطوير البنى التحتية يقول منتقدوها إنها غالباً ما تؤول إلى شركات على صلة وثيقة بحكومة إردوغان.

وتشمل هذه العقود كلفة بناء وإدارة مختلف البنى التحتية من الطرق السريعة والجسور إلى المستشفيات والمطارات، وغالباً ما تكون مصحوبة بضمانات سخية مثل تعويضات حكومية إذا كان معدل استخدامها دون المتوقع. وشدد كوتشوكال على أنه «يجب أن نشكك بهذه العقود التي تشكّل عبئاً على الميزانية؛ لأن هذه التعويضات مرتبطة بالدولار أو باليورو».

وغالباً ما تنعكس إجراءات مكافحة التضخم سلباً على الأسر ذات الدخل المنخفض، علماً بأن الحد الأدنى للأجور لم يتم رفعه منذ يناير (كانون الثاني)، وفق كوتشوكال الذي أكد أن «القوة الشرائية لهؤلاء متدنية أساساً».

وتابع: «بغرض خفض الطلب، على هذه الإجراءات أن تستهدف المجموعات ذات الدخل الأعلى، لكن بالكاد يوجد ما يؤثر عليها».

إجراءات التقشف

من جهته، رأى يلدان أن «إجراءات التقشف» التي شملت على سبيل المثال إلغاء خدمات التنظيف في المدارس الرسمية، تضر بالفئات الأكثر حرماناً، وتعزز عدم المساواة، مشيراً إلى أنه من المحبذ فرض «ضريبة على الثروة، والتعاملات المالية وإيرادات العقار». لكنه لفت إلى صعوبة تحقيق ذلك نظراً إلى أن الحزب الحاكم يعوّل على دعم «شركات موالية للحكومة» فازت بعقود البنى التحتية.

ووفق دراسة أعدتها جامعة كوش، تتوقع الأسر أن يبلغ التضخم السنوي نسبة 94 في المائة بحلول نهاية العام الحالي، أي أعلى بكثير من توقعات المصرف المركزي.

ورأى شيمشان أن «ارتفاع الأسعار الذي تعانيه الطبقات المتوسطة والدنيا محزن للغاية؛ لأنه يشمل منتجات أساسية وخدمات مثل الغذاء والسكن والتعليم، حيث يبقى التضخم بالغ الارتفاع».

وأشار مراقبون إلى أن عدم اليقين بشأن المستقبل يساهم أيضاً في ارتفاع الأسعار؛ لأن التجار يحاولون أن يأخذوا في الاعتبار التكاليف المستقبلية. وقال يلدان: «التضخم بات هيكلياً ومستمراً في تركيا. في غياب إصلاحات هيكلية، سنكون عالقين في حلقة مفرغة كما كنا عليه في التسعينات».