تباطؤ نمو الأجور في بريطانيا يُشعل آمال خفض الفائدة

انتعاش قطاع البناء يتراجع قبيل الانتخابات

أشخاص يسيرون في الحي المالي بكناري وارف بلندن (رويترز)
أشخاص يسيرون في الحي المالي بكناري وارف بلندن (رويترز)
TT

تباطؤ نمو الأجور في بريطانيا يُشعل آمال خفض الفائدة

أشخاص يسيرون في الحي المالي بكناري وارف بلندن (رويترز)
أشخاص يسيرون في الحي المالي بكناري وارف بلندن (رويترز)

يتوقع أرباب العمل البريطانيون أن تنمو أجورهم بشكل أبطأ خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وفقاً لمسح سيعزز ثقة بنك إنجلترا في إمكانية خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة.

وأظهر مسح بنك إنجلترا «Decision Maker Panel» الذي يراقبه أعضاء لجنة السياسة النقدية عن كثب، أن النمو المتوقع للأجور في العام المقبل انخفض بمقدار 0.3 نقطة مئوية إلى 4.2 في المائة على أساس متوسط متحرك لمدة ثلاثة أشهر في يونيو (حزيران). وكانت هذه القراءة هي الأدنى منذ بدء السلسلة في مايو (أيار) 2022.

وكان مقياس النمو الرسمي للأجور مرتفعاً جداً بالنسبة لمعظم أعضاء بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة، لكن مسح يوم الخميس أشار إلى أنه يجب أن يهدأ بشكل ملحوظ، وهو ما قد يقنع مزيداً من أعضاء لجنة السياسة النقدية بتخفيف السياسة.

ومع تصويت البريطانيين يوم الخميس لانتخاب الحكومة المقبلة، قد يكون احتمال خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة قد جاء متأخراً جداً لمساعدة حملة رئيس الوزراء ريشي سوناك لإعادة حزب «المحافظين» إلى السلطة. ولكن قد يكون ذلك دفعة مبكرة للحكومة المقبلة، التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنها ستكون من نصيب حزب «العمال» بقيادة كير ستارمر، فيما يبدو أنه سيكون انتصاراً ساحقاً.

وقال بنك إنجلترا: «كان النمو السنوي للأجور 6 في المائة في الأشهر الثلاثة حتى يونيو، دون تغيير عن الأشهر الثلاثة حتى مايو. لذلك تتوقع الشركات أن ينخفض نمو أجورها بنسبة 1.8 نقطة مئوية خلال الأشهر الـ12 المقبلة بناءً على متوسطات الثلاثة أشهر».

وتوقعت الشركات التي شملها الاستطلاع من قبل بنك إنجلترا أيضاً أن ترفع أسعار بيعها الخاصة بوتيرة أبطأ في العام المقبل، بينما تتوقع أن يهدأ تضخم أسعار المستهلكين.

على صعيد آخر، تباطأ نمو قطاع البناء البريطاني في يونيو مع تراجع أعمال بناء المنازل، وفقاً لمسح أجري يوم الخميس. وأشار أيضاً إلى تباطؤ في طلبيات التشييد الجديدة، حيث اتخذت بعض الشركات موقف الترقب والحذر قبيل انتخابات المملكة المتحدة المقررة في 4 يوليو (تموز).

وانخفض مؤشر مديري المشتريات «بي إم آي» لقطاع البناء في المملكة المتحدة من «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 52.2 في يونيو مقابل 54.7 في مايو، وهو ما جاء دون التوقعات المتوسطة البالغة 53.6 وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز» بين خبراء اقتصاديين، إلا أنه لا يزال أعلى من عتبة النمو البالغة 50.

وأوضحت «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن تباطؤ النمو يعكس جزئياً حالة عدم اليقين التي تواجه الشركات قبيل الانتخابات العامة البريطانية التي يُتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها حزب «العمال» المعارض بأغلبية ساحقة، وفقاً لاستطلاعات الرأي.

وقال مدير الاقتصاد في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليغنس»، آندرو هاركر: «بينما كانت هناك علامات على التباطؤ في فترة المسح الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بنشاط الإسكان، أشارت الشركات إلى أن التباطؤ في نمو الطلبيات الجديدة كان مرتبطاً جزئياً بعدم اليقين بشأن الانتخابات».

وأضاف: «لذلك، ربما نشهد تحسناً في الاتجاهات بمجرد انتهاء فترة الانتخابات».

واستمرت طلبيات التشييد الجديدة في النمو، لكن الزيادة كانت الأبطأ منذ فبراير (شباط). وزاد النشاط في البناء التجاري والهندسة المدنية، لكن أظهر مسح الخميس انخفاضاً جديداً في البناء السكني.

وأفادت الشركات بزيادة في التوظيف، حيث كان معدل خلق الوظائف هو الأسرع منذ أغسطس (آب) من العام الماضي.

ويراقب بنك إنجلترا - الذي أبقى أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها في 16 عاماً وهو 5.25 في المائة الشهر الماضي - عن كثب نمو الأجور وتكاليف الخدمات حيث يفكر في خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال» إن تكلفة بعض المواد الخام ارتفعت قليلاً الشهر الماضي، على الرغم من تخفيف الضغوط على سلاسل التوريد.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات للقطاعات كافة، الذي يشمل نتائج قطاعي الخدمات والتصنيع الأكبر حجماً في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى 52.3 من 53.1 في مايو بسبب تباطؤ النمو في قطاع الخدمات.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الصورة الرسمية للجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (واس)

الجدعان: تعزيز التعاون بين مجلس التعاون الخليجي مهم للتغلب على التحديات

قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن دول مجلس التعاون الخليجي تتشارك في الفرص والتحديات.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد أشخاص على «جسر الألفية» بينما تظهر المنطقة المالية لمدينة لندن خلفهم (رويترز)

تراجع زخم «الخدمات» بالمملكة المتحدة مع استمرار النمو خلال سبتمبر

فقدت شركات الخدمات البريطانية بعض زخمها، لكنها استمرت في النمو خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفعت الأسعار التي فرضتها بأبطأ وتيرة منذ نحو 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)

انكماش الأعمال بمنطقة اليورو وسط تخفيف الضغوط التضخمية

تراجع نشاط الأعمال بمنطقة اليورو إلى الانكماش في الشهر الماضي، رغم أن هذا التراجع لم يكن حاداً كما كان متوقعاً في البداية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد يقف العملاء في طوابير خارج المطاعم لتلقي طلباتهم الجاهزة (رويترز)

تباطؤ نمو خدمات روسيا في سبتمبر

أظهر مسح للأعمال نُشر يوم الخميس، أن نشاط الأعمال في قطاع الخدمات الروسي نما بوتيرة أبطأ في سبتمبر (أيلول)، وسط ارتفاع أضعف في الطلب وتباطؤ في جهود التوظيف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

شركات فرنسية لضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية

حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار والمناطق الحرة يوقع مذكرة تفاهم مع وكالة ترويج الاستثمار الفرنسية بحضور حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية (هيئة الاستثمار المصرية)
حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار والمناطق الحرة يوقع مذكرة تفاهم مع وكالة ترويج الاستثمار الفرنسية بحضور حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية (هيئة الاستثمار المصرية)
TT

شركات فرنسية لضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية

حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار والمناطق الحرة يوقع مذكرة تفاهم مع وكالة ترويج الاستثمار الفرنسية بحضور حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية (هيئة الاستثمار المصرية)
حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار والمناطق الحرة يوقع مذكرة تفاهم مع وكالة ترويج الاستثمار الفرنسية بحضور حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية (هيئة الاستثمار المصرية)

تعهدت شركات فرنسية عدة بضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية، خلال الفترة المقبلة، وذلك في قطاعات متنوعة أبرزها النقل والأغذية والدواء.

وذكر بيان صحافي صادر عن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، السبت، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن شركات: «لوسافر» في مجال صناعة الخمائر، و«ألستوم» عملاق النقل، و«سانوفي» في قطاع الصناعات الدوائية، و«ديكاتلون» في قطاع التجزئة المتخصصة في الملابس والمعدات الرياضية، تعهدوا بضخ استثمارات جديدة إلى السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، استغلالاً للتحسن الكبير الذي شهدته البنية التحتية والتشريعية للاستثمار في مصر.

تبلغ قيمة الاستثمارات الفرنسية في مصر نحو 7 مليارات يورو (7.7 مليار دولار) تتوزع بين 180 شركة في مختلف القطاعات.

وأوضح البيان أن تعهد الشركات الفرنسية بالتوسع في مصر، جاء خلال الزيارة الترويجية التي قام بها حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، بمصاحبة حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والتي شملت المشاركة في منتدى الأعمال المصري الفرنسي في باريس ومارسيليا، بحضور صوفي بريماس، وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية وأكثر من 350 شركة فرنسية.

وأشار البيان إلى اللقاءات الترويجية التي شملت شركة «جون كوكوريل»، إحدى الشركات الرائدة في إنتاج معدات وأجهزة التحليل الكهربي لتوليد الهيدروجين، ومسؤولي بنك الاستثمار الفرنسي bpi France، حيث تم مناقشة تعزيز وجود البنك في مجال خدمات الضمان المالي، والتمويل للمشروعات الاستثمارية بما يساهم في تعزيز وجود الاستثمارات الفرنسية بالسوق المصرية، كما تم التباحث مع رئيس مجموعة CMA CGM الفرنسية العاملة بقطاع الملاحة والنقل واللوجيستيات، الشريك التنموي لمصر، لتنفيذ عدد من المشروعات ذات الأولوية في مجال البنية التحتية.

وقال هيبة، إن «مصر نجحت في جذب عدد كبير من الشركات العالمية والفرنسية للاستثمار في مصر، للاستفادة من قدراتها كبوابة استثمارية وتصديرية لأفريقيا»، مشيراً إلى أن «مصر حافظت على صدارتها لقائمة المقاصد الأفريقية الجاذبة للاستثمار لعامي 2022-2023، ومن المتوقع استمرار تصدرها في الأعوام المُقبلة، خاصةً بعد أن وصلت قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر في العام المالي 2023-2024 إلى قمة تاريخية بلغت 46.1 مليار دولار».

وأشار البيان إلى أن الرئيس التنفيذي للهيئة قام خلال الزيارة بتوقيع مذكرة تفاهم مع وكالة ترويج الاستثمار الفرنسية، بحضور حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، بهدف «ضمان استدامة التعاون الاستثماري بين البلدين».

نصت مذكرة التفاهم على «توفير كل أشكال الدعم والتيسير للمستثمرين، والتنسيق بين مجتمعي الأعمال في البلدين من أجل إنشاء شراكات استثمارية، وتبادل البيانات والمعلومات عن القطاعات والصناعات والفرص الاستثمارية المستهدفَة والتطورات التشريعية والتنفيذية الخاصة ببيئة الاستثمار، وتنظيم الندوات والمؤتمرات المخصَّصة للترويج للاستثمار وجذب المستثمرين، وتنظيم الجولات الترويجية لوفود الأعمال من البلدين لاستكشاف الفرص الاستثمارية».

وأشار الجانب الفرنسي إلى حجم الاستثمارات الفرنسية التي تم ضخها في السوق المصرية، ومن أبرزها استثمارات شركات فاليو، وكابجيميني، وأتوس، وأورانج بزنس سيرفيسز، في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واستثمارات شركات سيرفييه، وأكسا، وأكسا ون هيلث، وسانوفي، وإير ليكيد في قطاع الرعاية الصحية، بجانب شركة لوريال العاملة في قطاع صناعة مستحضرات التجميل.

وتعد الزيارة الترويجية لفرنسا امتداداً لمؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي 2024، الذي عُقد بالقاهرة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، والإعلان عن ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لمستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس (آذار) الماضي.