5 شركات مصرية تقرر استيراد الغاز الأميركي لحل أزمة نقص الإمدادات

سفينة شحن لنقل الغاز الطبيعي المسال (رويترز)
سفينة شحن لنقل الغاز الطبيعي المسال (رويترز)
TT

5 شركات مصرية تقرر استيراد الغاز الأميركي لحل أزمة نقص الإمدادات

سفينة شحن لنقل الغاز الطبيعي المسال (رويترز)
سفينة شحن لنقل الغاز الطبيعي المسال (رويترز)

في الوقت الذي وصلت فيه أول شحنة غاز مسال، الاثنين، ضمن عدة شحنات أخرى للتخفيف من أزمة انقطاع الكهرباء في مصر، أعلن تحالف يضم 5 شركات مصرية أنه يعتزم استيراد غاز صخري من الولايات المتحدة، لمواجهة نقص إمدادات الغاز الطبيعي في البلاد.

وقالت شركة سيدي كرير للبتروكيماويات «سيدبك»، في هذا الخصوص، إنها تخطط من خلال تحالف يضم عدة أطراف لاستيراد غاز الإيثان السائل «الغاز الصخري الأميركي». وأضافت الشركة، في بيان للبورصة، أنه بعد الانتهاء من الحصول على موافقة أطراف التحالف سيتم البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء شركة خاصة بالمشروع خلال العام الجاري.

وأوضحت أن التحالف يضم «الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات» «ايكم» بنسبة 15 في المائة و«سيدي كرير» بنسبة 25 في المائة و«المصرية لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته» «ايثيدكو» بنسبة 25 في المائة و«المصرية للغازات الطبيعية» «جاسكو» بنسبة 10 في المائة وشركة «جاما للإنشاءات» بنسبة 25 في المائة.

ومن المقرر أن يبلغ رأسمال الشركة 663 مليون دولار على ثلاث مراحل وبنسبة تدبير 40 في المائة عبر المساهمين و60 في المائة عبر قروض بنكية حسب المخطط. وفق البيان الذي لم يوضح سبب اختيار الغاز الصخري الأميركي.

كانت «سيدي كرير للبتروكيماويات»، أعلنت يوم الخميس الماضي، أنها بدأت تستقبل غازات التغذية وبدء التشغيل للمصانع.

وكانت شركات الأسمدة، التي تعد من الصناعات الأكثر استهلاكاً للطاقة، (شركة الصناعات الكيماوية المصرية «كيما»، ومصر لإنتاج الأسمدة «موبكو»، و«سيدي كرير للبتروكيماويات»، و«أبو قير للأسمدة» والصناعات الكيماوية)، قد أعلنت عن توقفها لإشعار آخر، عقب إعلان الحكومة زيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء إلى 3 ساعات، منذ أسبوعين، وهو ما زاد المخاوف من زيادة في أسعار الأغذية، بعد ارتفاع أسعار الأسمدة الأزوتية.

غير أن شركات الأسمدة تلك، أعلنت بعد يومين عودتها للعمل، بعد توفير الإمدادات مرة أخرى، وهو ما أثار حفيظة قطاع الصناعة بأكمله في مصر.

ولعدم تكرار الأزمة اقترح متخصصون أن تقوم هذه الشركات باستيراد الغاز بعيداً عن الإجراءات الحكومية، لكن هذا الإجراء من شأنه أن يزيد تكلفة الغاز المستخدم في هذه الصناعة، مما سينعكس بالضرورة على أسعار الأسمدة وبالتالي المنتجات الغذائية.

وتعاني مصر منذ فترة من أزمة في إنتاج الكهرباء، لم تعر الحكومة أهمية كبيرة لها في بدايتها، ما فاقمها وبلغت حدها في إعلان رسمي انقطاع الكهرباء 3 ساعات يومياً حتى نهاية يوليو (تموز) الجاري.

والأسبوع الماضي، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن مصر ستحتاج إلى استيراد ما قيمته 1.18 مليار دولار من المازوت من أجل التخفيف من انقطاع التيار الكهربائي.

في الأثناء، استقبلت مصر أول شحنة غاز مسال تقدر بـ3.5 مليار قدم مكعبة، لتشغيل محطات الكهرباء، ضمن عطاء تمت ترسيته سابقاً لشراء 17 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم خلال الصيف الجاري.

وحققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في عام 2018، غير أن تراجع الإنتاج خلال العام الماضي إلى 6.2 مليار قدم مكعبة يومياً، من 6.7 مليار قدم مكعبة يومياً في العام الأسبق، زاد من حجم الأزمة، بالإضافة إلى زيادة الطلب والاستهلاك المحلي الذي بلغ نحو 5.9 مليار قدم مكعبة يومياً، وفقاً لبيانات وزارة البترول المصرية.


مقالات ذات صلة

مصر توقع مع شركة «سيمنس - جاميسا» اتفاقية مشروع إنشاء محطة رياح بخليج السويس

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري ووزير الكهرباء يشهدان توقيع اتفاقية مشروع إنشاء محطة رياح مع «سيمنس - جاميسا»... (مجلس الوزراء المصري)

مصر توقع مع شركة «سيمنس - جاميسا» اتفاقية مشروع إنشاء محطة رياح بخليج السويس

وقَّعت مصر وشركة «سيمنس - جاميسا» للطاقة المتجددة، الأربعاء، اتفاقية مشروع إنشاء محطة رياح لإنتاج الكهرباء بقدرة 500 ميغاواط في منطقة خليج السويس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

السيسي: قناة السويس تخسر 800 مليون دولار شهرياً «بسبب الوضع في المنطقة»

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إن الخسائر في إيرادات قناة السويس بلغت 800 مليون دولار شهرياً بسبب الوضع في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سفينة تابعة لشركة «إم إس سي» راسية في أحد المواني (هيئة قناة السويس)

«إم إس سي»: ننتظر استقرار الأوضاع في البحر الأحمر للعبور من قناة السويس

قال سورين توفت، الرئيس التنفيذي  للخط الملاحي (MSC)، إن طريق رأس الرجاء الصالح ليس بالخيار المفضل لدى الخط الملاحي، نظراً إلى افتقاره للخدمات الملاحية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد تطوير وإنشاء مبانٍ حديثة بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

صندوق النقد الدولي يطالب مصر بتطبيق 5 إصلاحات ضرورية

طالب صندوق النقد الدولي مصر بتطبيق إصلاحات أكثر حسماً لضمان نمو قوي ومستدام مشيراً إلى أهمية الاستمرار في رفع الدعم عن الوقود نهائياً بنهاية العام الحالي

«الشرق الأوسط» («الشرق الأوسط»)
الاقتصاد خباز مصري يجهز طلبية كنافة (أ.ف.ب)

مصر تحصل على دعم فوري من صندوق النقد الدولي بقيمة 1.2 مليار دولار

أقر المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي المراجعة الرابعة لبرنامج التمويل لمصر التي تقدر بـ1.2 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تنهي عقود التقشف... «البوندسرات» يوافق على خطة الإنفاق الضخمة

جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)
جلسة للمجلس الاتحادي الألماني لمناقشة إصلاح قاعدة الديون وحزمة التمويل المستقبلية للدفاع والبنية التحتية وحماية المناخ (د.ب.أ)

وافق المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات) يوم الجمعة على خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى إنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الجيش، متجاوزاً العقبة الأخيرة في مسار التحول السياسي التاريخي.

وتنهي التشريعات الجديدة عقوداً من المحافظة المالية في ألمانيا؛ إذ أنشأت صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (546 مليار دولار) لتمويل مشاريع البنية التحتية، مع تخفيف القواعد الصارمة للاقتراض للسماح بزيادة الإنفاق على الدفاع، وفق «رويترز».

ونجح الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي، اللذان يجريان محادثات ائتلافية بعد انتخابات الشهر الماضي، في تمرير الحزمة في البرلمان المنتهية ولايته لتجنب معارضة المشرعين من أقصى اليسار واليمين في «البوندستاغ» الجديد الذي يبدأ عمله في 25 مارس (آذار).

ودافع الزعيم المقبل، فريدريش مرتس، عن الجدول الزمني الضيق الذي أغضب الأحزاب المعارضة المتطرفة، بالإشارة إلى الوضع الجيوسياسي المتغير بسرعة.

ويخشى قادة الاتحاد الأوروبي من أن التحولات في السياسة الأميركية تحت إدارة الرئيس دونالد ترمب قد تعرض القارة لهجوم متزايد من روسيا والصين المتزايدتين قوة.

وقال ماركوس سويدير، رئيس وزراء بافاريا: «التهديد من الشرق، من موسكو، لا يزال قائماً، في حين أن الدعم من الغرب لم يعد كما اعتدنا عليه». وأضاف: «العلاقة مع الولايات المتحدة قد اهتزت عميقاً بالنسبة لي ولعديد من الآخرين. الألمان قلقون».

«خطة مارشال» الألمانية

تشكل هذه الإصلاحات تراجعاً كبيراً عن «قاعدة الديون» التي تم فرضها بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي تعرضت لانتقادات عديدة باعتبارها قديمة وتضع ألمانيا في قيد مالي.

وقال رئيس بلدية برلين، كاي فيغنر: «دعونا نكن صرحاء: ألمانيا قد أُهملت جزئياً على مر العقود». وأضاف: «لقد تم إدارة بنيتنا التحتية في السنوات الأخيرة أكثر من أن يتم تطويرها بشكل فعّال».

ووصف سويدير الحزمة بأنها «خطة مارشال»، في إشارة إلى المساعدات الاقتصادية الأميركية التي ساعدت في إنعاش الاقتصاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، يرى الاقتصاديون أن الأمر سيستغرق وقتاً قبل أن تبدأ التحفيزات في التأثير إيجابياً على الاقتصاد الذي انكمش على مدى عامين متتاليين.

وقال الاقتصادي في بنك «بيرنبرغ»، سالومون فيدلر: «ربما يستغرق الأمر حتى منتصف العام قبل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تمرير موازنة عادية لعام 2025». وأضاف أنه لن يكون قبل وقت لاحق من هذا العام حتى يبدأ الإنفاق الجديد في التأثير بشكل فعلي.

انطلاقة قوية لمرتس؟

تمنح موافقة البرلمان على التشريعات مرتس الذي فاز حزبه في الانتخابات الشهر الماضي، انتصاراً كبيراً قبل أن يؤدي اليمين مستشاراً. ومع ذلك، فقد كلفه ذلك بعض الدعم؛ إذ وعد مرتس خلال حملته الانتخابية بعدم فتح صنابير الإنفاق بشكل فوري، ليعلن بعدها بفترة قصيرة عن تحول كبير في السياسة المالية.

واتهمه البعض، بما في ذلك داخل معسكره، بأنه خدع الناخبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته قناة «زد دي إف» يوم الجمعة أن 73 في المائة من المشاركين يشعرون بالخذلان منه، بما في ذلك 44 في المائة من ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي.

وأظهر الاستطلاع أيضاً انخفاض دعم الحزب إلى 27 في المائة، في حين ارتفع دعم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى 22 في المائة.

وقال مرتس يوم الجمعة إنه يشعر بالقلق من هذه الاتهامات، لكنه فهمها إلى حدٍّ ما، مشيراً إلى أنه كان عليه أن يتصرف بسرعة بسبب التغيرات التي طرأت على السياسة الأميركية.

وأضاف في حدث في فرنكفورت: «أعلم أنني قد استنفدت مصداقيتي بشكل كبير، بما في ذلك مصداقيتي الشخصية».