الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

«الجمال» المصرية المنفذة للمشروع لإنشاء مجمع صناعي للبولي إيثلين بالمملكة

الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)
الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)
TT
20

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)
الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

قال محمد فاروق نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة الجمال»، الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، إن الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيحسّن إمدادات الكهرباء في المنطقة، وسيقلل من الانقطاعات التي تعاني منها الكثير من الدول العربية.

وشهدت نحو 7 دول عربية على الأقل انقطاعات للكهرباء بشكل مستمر خلال موسم الصيف الماضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، حتى إنها طالت الكويت التي تصنف على أنها «دولة نفطية».

وأوضح فاروق في تصريحات صحافية لـ«الشرق الأوسط»، من مكتبه في القاهرة، أن الربط المقرر في أبريل/ نيسان - مايو/ أيار من العام المقبل، سيزيد من اعتمادية محطات الطاقة في مصر والسعودية، متوقعاً أن يكون نواة للربط الكهربائي العربي؛ إذ يقول: «السعودية لديها ربط مع دول الخليج، والربط مع السعودية يعني ربطاً مع دول الخليج... ومصر لديها ربط مع قبرص واليونان مستقبلاً، وهذا يعني أنه سيكون هناك ربط بين السعودية وأوروبا بالتبعية».

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار. ويقوم بالمساهمة في التمويل إلى جانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء.

محمد فاروق نائب رئيس مجلس إدارة الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية (الشرق الأوسط)
محمد فاروق نائب رئيس مجلس إدارة الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية (الشرق الأوسط)

أكد فاروق في حواره مع «الشرق الأوسط»، بمناسبة قرب انتهاء أعمال توصيل الكابلات البحرية بين البلدين، أن التوجه المالي بالنسبة لمصر ليس للربح من هذا المشروع، لكنه سيوفر تكاليف مالية كبيرة لمصر والسعودية، وسيخفض الانبعاثات الكربونية التي قد تنتج من إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، مشيراً إلى أن «90 في المائة من أعمال سحب كابلات الباور تحت البحر في الجانب المصري تم الانتهاء منها... ومتوقع الانتهاء من الـ10 في المائة المتبقية خلال أقل من شهر من الآن».

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة، مروراً بمدينة تبوك في السعودية.

تحديات المشروع

يمثل اختلاف مسار التيار الكهربائي المستخدم في مصر والسعودية، تحدياً قبل عملية الربط؛ إذ تستخدم القاهرة 50 هيرتز والرياض 60 هيرتز، وباستخدام أجهزة متطورة تم توحيد المسار بين الدولتين عند الربط.

إلى جانب ذلك، قال فاروق: «صعوبة العمل في التضاريس الجبلية، وأبراج الضغط العالي، بجانب التحديات البيئية، والتي تمثلت في مراعاة الشعب المرجانية في البحر، والحفر تحت قاع البحر نحو 13 متراً، وفي البر من 9 إلى 12 متراً، بدرجة أمان 100 في المائة... هذه تحديات أخرى تم التغلب عليها».

وأكد أن «كافة مراحل المشروع محمية تماماً، وصعب الوصول إليها، حتى من أي رشقات قد تحدث من هنا أو هناك».

يتكوّن المشروع من إنشاء 3 محطات تحويل ذات جهد عالٍ؛ محطتان شرق المدينة المنورة وتبوك في السعودية، ومحطة «بدر» شرق العاصمة المصرية القاهرة، وتربط بين المحطات خطوط نقل هوائية يصل طولها إلى نحو 1350 كيلومتراً، وكابلات بحرية في خليج العقبة بطول 22 كيلومتراً.

مجمع صناعي في السعودية

قال نائب رئيس مجلس إدارة «مجموعة الجمال»، إن الشركة خصصت نحو 200 مليون دولار لإنشاء مجمع صناعي للبولي إيثلين في السعودية، قبل نهاية العام المقبل.

وأوضح فاروق أن الشركة تستهدف حصة سوقية في سوق البولي إيثلين بالسعودية، تصل إلى نحو 25 في المائة خلال 3- 4 سنوات، موضحاً: «حصلنا على التراخيص اللازمة لإطلاق المصنع، والآن في مرحلة اختيار المكان المناسب».

وتعمل المجموعة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والطاقة، إلى جانب تصنيع النسبة الكبرى من المواد المستخدمة في هذه المشروعات، مثل المواسير التي تستخدم في مشروعات النفط والغاز. ومن أبرز أعمالها «المونوريل»، والذي قامت بربط جميع محطاته على مستوى نطاق شركة توزيع الكهرباء بالقاهرة الكبرى.

وقال فاروق إن «السعودية سوق كبيرة وواعدة، ونستهدف الوجود فيها بشكل كبير، سواء على مستوى قطاع المقاولات العامة، أو في قطاع التصنيع».

وأوضح: «وجدنا إجراءات ميسرة وتكنولوجيا متقدمة في إجراءات تأسيس الشركة الجديدة، والحصول على تراخيص المجمع الصناعي هناك... ونتيجة لهذه الإجراءات أنشأنا سريعاً شركة في المملكة منذ شهور قليلة، والآن ندرس عدة مشروعات بنحو 180 مليون ريال في قطاع المقاولات العامة».


مقالات ذات صلة

انقطاع عام للكهرباء في كل أنحاء سوريا

المشرق العربي مجموعة من الأشخاص يسيرون في شارع من دون كهرباء في دوما شمال شرقي العاصمة السورية دمشق 10 نوفمبر 2014 (أ.ف.ب - أرشيفية)

انقطاع عام للكهرباء في كل أنحاء سوريا

أفادت وزارة الطاقة السورية بأن أعطالاً عدة تسببت في انقطاع الكهرباء عن أنحاء سوريا، وأنه يتم العمل على معالجة المشكلات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد جهاز تعبئة بنزين (وزارة الطاقة الأردنية)

الأردن يخفض أسعار البنزين والسولار لشهر أبريل

خفضت لجنة تسعير المشتقات النفطية في الأردن سعر بنزين أوكتان 90 ليصبح 860 فلساً (1.21 دولار) لكل لتر بدلاً من 885 فلساً (1.25 دولار) لكل لتر.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
الاقتصاد شعار «غازبروم» الروسية خلف نموذج لأنابيب غاز (رويترز)

«غازبروم» تزيد إمدادات الغاز إلى سلوفاكيا عبر خط «ترك ستريم»

من المقرر أن تزيد شركة «غازبروم» الروسية إمدادات الغاز إلى سلوفاكيا زيادةً كبيرةً، عبر خط أنابيب «ترك ستريم»، اعتباراً من أبريل (نيسان) المقبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أضرار ناجمة عن قصف روسي على إحدى قرى منطقة زابوريجيا بأوكرانيا 21 مارس 2025 (إ.ب.أ)

أوكرانيا تتهم موسكو بـ«انتهاك» اتفاق تعليق الضربات على قطاع الطاقة

قال مسؤول أوكراني إن المدفعية الروسية قصفت، الخميس، مدينة خيرسون بأوكرانيا وحرَمَت سكانها من الكهرباء، وعَدَّ ذلك انتهاكاً لتعهُّد موسكو بتعليق ضرب منشآت الطاقة

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد من داخل مقر «الصندوق العربي للطاقة» (حساب الصندوق على منصة «إكس»)

«الصندوق العربي للطاقة» يحقق أعلى صافي دخل في تاريخه بنمو 18 %

ارتفع صافي الدخل لـ«الصندوق العربي للطاقة»، بنسبة 18 في المائة خلال عام 2024، على أساس سنوي ليصل إلى 266 مليون دولار، وهو الأعلى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

ميلوني: رسوم ترمب ستضر بالمنتجين الإيطاليين

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في حفل جوائز «ماجستير فن الطهي الإيطالي» بروما (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في حفل جوائز «ماجستير فن الطهي الإيطالي» بروما (رويترز)
TT
20

ميلوني: رسوم ترمب ستضر بالمنتجين الإيطاليين

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في حفل جوائز «ماجستير فن الطهي الإيطالي» بروما (رويترز)
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في حفل جوائز «ماجستير فن الطهي الإيطالي» بروما (رويترز)

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، في روما، اليوم (الأربعاء)، إن فرض رسوم جمركية أميركية جديدة سيؤثر سلباً على المنتجين الإيطاليين، مشيرة إلى أنه يجب بذل كل جهد ممكن لتجنب التصعيد إلى حرب تجارية.

وكان من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت لاحق من اليوم، فرض رسوم جمركية جديدة على شركائه التجاريين العالميين، وهو ما سيُغير عقوداً من التجارة القائمة على القواعد، ويُعرِّض الاقتصاد لارتفاع التكاليف، ويُحتمل أن يؤدي إلى ردود فعل انتقامية من مختلف الأطراف، وفق «رويترز».

وخلال حفل توزيع جوائز المطبخ الإيطالي، قالت ميلوني: «من الواضح أن فرض رسوم جمركية جديدة ستترتب عليه تداعيات سلبية كبيرة على المنتجين الإيطاليين».

وأضافت ميلوني، التي تربطها علاقة صداقة مع ترمب وتُعدّ أكثر حذراً من قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين فيما يتعلق برد فعل الاتحاد على الرسوم الجمركية، أنها لا تستبعد «ردود فعل مناسبة» للدفاع عن المنتجات الإيطالية.

وفي سياق منفصل، حذَّر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في إيطاليا، توماسو فوتي، من تبني نهج «العين بالعين» من قبل إيطاليا وأوروبا. وقال في فعالية لجماعات الضغط في قطاع الأعمال في روما: «يجب ألا يكون الرد تلقائياً، بل يكون مدروساً. نحتاج إلى الحوار... كلما قل صوتنا كان أفضل، المهم هو أن نحدِّد موقفنا عندما نكون جالسين على طاولة المفاوضات».