الصين لإزالة «بعض القيود غير المعقولة» على الاستثمارات الأجنبية

بكين تعمل على تحسين قانون الاستقرار المالي لتعزيز الوقاية من المخاطر

صينيون يحتفلون قبالة ساحل هونغ كونغ بذكرى إعادة بريطانيا حكم الجزيرة إلى الصين (إ.ب.أ)
صينيون يحتفلون قبالة ساحل هونغ كونغ بذكرى إعادة بريطانيا حكم الجزيرة إلى الصين (إ.ب.أ)
TT

الصين لإزالة «بعض القيود غير المعقولة» على الاستثمارات الأجنبية

صينيون يحتفلون قبالة ساحل هونغ كونغ بذكرى إعادة بريطانيا حكم الجزيرة إلى الصين (إ.ب.أ)
صينيون يحتفلون قبالة ساحل هونغ كونغ بذكرى إعادة بريطانيا حكم الجزيرة إلى الصين (إ.ب.أ)

قال نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ في اجتماع لتشجيع التمويل الخارجي، إن الصين ستوسع نطاق الوصول إلى السوق، وتزيل القيود «غير المعقولة» على الاستثمارات الأجنبية. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم الاثنين أن الصين ستعامل الشركات المحلية والأجنبية على قدم المساواة فيما يتعلق بتحديث المعدات والمشتريات الحكومية.

ويأتي ذلك بينما أظهرت مسودة مشروع قانون الاستقرار المالي الجديد في الصين تحسناً في أحكام منع المخاطر المالية والسيطرة عليها. ووفقاً لمراجعات المسودة التي نشرت يوم الاثنين، فإن التعديلات على مشروع القانون خضعت للجولة الثانية من المراجعة من جانب أعلى هيئة تشريعية في الصين، وهي اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. وستكون المسودة مفتوحة للتعليقات العامة حتى 27 يوليو (تموز)؛ وفقاً لمنشور على موقع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.

ويهدف مشروع القانون إلى إنشاء آلية شاملة بين الوكالات للكشف عن المخاطر والتخفيف منها داخل النظام المالي، في حين تكافح البلاد أزمة عقارية مطولة ونقاط ضعف في البنوك الأصغر حجماً. وعادة ما يمرر المجلس الوطني الأعلى مشاريع القوانين بعد ثلاث جولات من المراجعات.

وتنص أحدث المراجعات على أن الهيئات التنظيمية المالية والحكومات المحلية يجب أن تفي بمسؤوليات منع المخاطر المالية والتعامل معها، ويجب أن تمنع الأنشطة المالية غير القانونية وتحقق فيها. وقالت المسودة إن إنشاء مؤسسة مالية والمشاركة في أنشطة الأعمال المالية يجب أن يتم بموافقة الإدارات المالية الحكومية.

كما أزال مشروع القانون الأحكام المتعلقة بمسؤوليات لجنة الاستقرار المالي والتنمية التابعة لمجلس الدولة، وقال إن هيئة قيادة العمل المالي المركزية، التي لم يحددها، ستكون مسؤولة عن اتخاذ القرار والتصميم على أعلى مستوى والإشراف على تنفيذ سياسات الاستقرار المالي والتنمية. وتم حل لجنة الاستقرار المالي والتنمية ونقل وظائفها إلى اللجنة المالية المركزية الجديدة في مارس (آذار) 2023 بوصف ذلك جزءاً من إعادة تنظيم أوسع للحكومة والمؤسسات الحزبية.

ويواجه النظام المالي الصيني تحديات متعددة مع فقدان التعافي الاقتصادي للبلاد زخمه، وسط سوق العقارات البطيئة والضغوط المالية المتزايدة على الحكومات المحلية المثقلة بالديون بالفعل.

وخضع مشروع القانون الذي طال انتظاره لأول مراجعة له في ديسمبر (كانون الأول) 2022، وقال المشروع إنه سيتم إنشاء صندوق للاستقرار المالي لمعالجة المخاطر النظامية الرئيسية.

إلى ذلك، أظهر تقرير اقتصادي خاص نشر يوم الاثنين تحسن وتيرة نمو نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال الشهر الماضي.

وأظهر مسح مؤسسة «كايشين للمعلومات والإعلام»، ارتفاع مؤشر مديري مشتريات القطاع خلال يونيو (حزيران) - الماضي إلى 51.8 نقطة مقابل 51.7 نقطة خلال مايو (أيار) السابق عليه. وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.

ووصل المؤشر خلال الشهر الماضي إلى أعلى مستوياته منذ عامين، في ظل النمو القوي لإنتاج شركات السلع الاستهلاكية، مدفوعاً بزيادة تدفق الطلبيات الجديدة، على خلفية طرح منتجات جديدة، ونمو السوق بفضل جهود شركات التصنيع. كما استمر نمو الصادرات رغم تراجع معدل نمو كل من الطلبيات الجديدة والصادرات عن الشهر السابق عليه.

في الوقت نفسه أدت الطلبيات الجديدة إلى استمرار تراكم الطلبيات لدى شركات التصنيع للشهر الرابع على التوالي. واختارت بعض الشركات زيادة أعداد العاملين لديها لمواجهة نمو الطلب، في حين شهدت شركات أخرى تسريح عمالة واستقالات مما أدى إلى استقرار معدلات التوظيف في قطاع التصنيع خلال الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

التضخم في عالم ما بعد الجائحة... هل تستعد المصارف المركزية لمزيد من القوة؟

قد يكون التذبذب السريع في معدلات التضخم دون تأثيرات مماثلة على الناتج الاقتصادي سمة بارزة لعالم ما بعد جائحة كوفيد-19.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)
عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)
TT

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)
عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

أظهرت بيانات صدرت الجمعة أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة قفز في سبتمبر (أيلول) الماضي، مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

وارتفع مؤشر أسعار الغذاء لتتبع أسعار السلع الزراعية الأكثر تداولاً حول العالم، إلى 124.4 نقطة في الشهر الماضي، من 120.7 في أغسطس (آب)، وهو أعلى مستوى منذ يوليو (تموز) 2023، وبزيادة 2.1 في المائة على أساس سنوي.

وذكرت «الفاو» أن مؤشر السكر ارتفع 10.4 في المائة على أساس شهري نتيجة لتراجع توقعات المحاصيل في البرازيل، ومخاوف من أن قرار الهند إلغاء القيود على استخدام قصب السكر في إنتاج الإيثانول قد يؤثر على توافر الصادرات في البلاد.

وارتفع مؤشر أسعار الحبوب ثلاثة في المائة بدعم من زيادة أسعار تصدير القمح والذرة. وارتفعت أسعار القمح العالمية بسبب المخاوف بشأن الظروف الرطبة المفرطة في كندا والاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن هذا الارتفاع تم تعويضه جزئياً من خلال الإمدادات ذات الأسعار التنافسية من منطقة البحر الأسود. كما ارتفعت أسعار الذرة العالمية، متأثرة بانخفاض مستويات المياه على طرق النقل الرئيسية على طول نهر ماديرا في البرازيل ونهر المسيسيبي في الولايات المتحدة.

وعلى النقيض من ذلك، انخفض مؤشر أسعار الأرز لمنظمة الأغذية والزراعة بنسبة 0.7 في المائة؛ ما يعكس جزئياً أنشطة التداول الهادئة بشكل عام.

وصعدت أسعار الزيوت النباتية 4.6 في المائة على أساس شهري، مع زيادة أسعار جميع أنواع الزيوت، ومن بينها زيت النخيل، والصويا، وعباد الشمس وبذور اللفت. وكان ارتفاع أسعار زيت النخيل العالمية بسبب الإنتاج الأقل من المتوقع في الدول المنتجة الرئيسية في جنوب شرقي آسيا، في حين كان انتعاش أسعار زيت الصويا يرجع في المقام الأول إلى عمليات السحق الأقل من المتوقع في الولايات المتحدة.

وزادت أسعار منتجات الألبان 3.8 في المائة في سبتمبر مع ارتفاع أسعار مسحوق الحليب كامل الدسم ومنزوع الدسم والزبدة والجبن، في حين صعدت أسعار اللحوم 0.4 في المائة، ويرجع ذلك أساساً إلى ارتفاع أسعار لحوم الدواجن بسبب الطلب القوي على الواردات من منتجات البرازيل. وظلت أسعار لحوم الأبقار والخنازير العالمية مستقرة، في حين انخفضت أسعار لحوم الأغنام قليلاً عن مستويات أغسطس.

وفي تقرير منفصل، رفعت «الفاو» بشكل طفيف توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي للعام الحالي إلى 2.853 مليار طن، من 2.851 مليار طن سابقاً. وقالت المنظمة إن الزيادة جاءت نتيجة لتحسين توقعات إنتاج الأرز والقمح، والتي كانت أعلى من الانخفاض الطفيف في إنتاج الحبوب الصلدة عالمياً.

ومن المتوقع أن يزداد استخدام الحبوب عالمياً بمقدار 12.4 مليون طن في 2024 - 2025 إلى 2.853 مليار طن. وفي المقابل، خفضت المنظمة توقعاتها لمخزونات الحبوب العالمية عند نهاية موسم 2025 بمقدار 1.7 مليون طن إلى 888.1 مليون طن.

ومن المتوقع الآن أن تبلغ التجارة الدولية في الحبوب 488.1 مليون طن، وهو ما يمثل انكماشاً بنسبة 2.7 في المائة عن مستوى 2023 - 2024. ومع ذلك، يُرى أن زيادة الواردات من أفريقيا والشرق الأدنى يمكن أن تقود التعافي في تجارة الأرز الدولية في عام 2025.