«المركزي الأوروبي» يزداد ثقة في عودة التضخم إلى هدفه العام المقبل

اليورو يتجه لأدنى مستوى في شهرين مقابل الدولار مع اقتراب الانتخابات الفرنسية

غروب الشمس خلف المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (أ.ب)
غروب الشمس خلف المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (أ.ب)
TT

«المركزي الأوروبي» يزداد ثقة في عودة التضخم إلى هدفه العام المقبل

غروب الشمس خلف المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (أ.ب)
غروب الشمس خلف المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (أ.ب)

قال صانع السياسة في المصرف المركزي الأوروبي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، الجمعة، إن المصرف يزداد ثقة في توقعات عودة التضخم إلى مستوى هدفه البالغ 2 في المائة العام المقبل، ويمكنه تجاوز التقلبات في تدفق البيانات في الأشهر المقبلة.

وكان «المركزي الأوروبي» قد بدأ في تخفيف أسعار الفائدة بخفض أول للأسعار منذ خمس سنوات هذا الشهر، وقال صانعو السياسات إن وتيرة المزيد من التخفيضات ستعتمد على تدفق البيانات الواردة عن التضخم، وفق «رويترز».

وفي حديثه في مؤتمر بالبنك المركزي الفرنسي الذي يترأسه أيضاً، قال دي غالهاو إن بيانات التضخم المتقلبة بطبيعتها تخلق خطر المبالغة في رد الفعل على الأخبار المتقلبة، خاصة خلال بقية هذا العام.

وأضاف: «مع تقلص مفاجآت البيانات الآن والمراجعة لتقييمنا الحالي بشكل أقل أهمية مقارنة بعامين ماضيين، فإننا نكتسب المزيد من الثقة في التوقعات والمزيد من المجال لتجاهل الارتفاعات الصغيرة في عملية نزع التضخم».

ويتوقع «المركزي الأوروبي» أن يتذبذب التضخم فوق مستوى هدفه البالغ 2 في المائة لبقية هذا العام، لكنه يتوقع أن يبدأ في التخفيف مرة أخرى العام المقبل ويصل إلى 2 في المائة بحلول نهاية عام 2025.

وقال دي غالهاو إن هدف «المركزي الأوروبي» البالغ 2 في المائة خدمه بشكل جيد في السنوات الأخيرة، وبينما لا يوجد سبب لتغيير المستوى بالنظر إلى ما إذا كانت هناك مرونة كافية حوله، سيتم النظر فيه كجزء من مراجعة استراتيجية العام المقبل.

على صعيد آخر، يتجه اليورو نحو أكبر انخفاض شهري منذ يناير (كانون الثاني) مع تزايد حالة عدم اليقين السياسي قبيل الانتخابات العامة في فرنسا، بينما ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له فيما يقرب من أربعة عقود مقابل الين المنهك.

وارتفع اليورو 0.05 في المائة إلى 1.0707 دولار، ومن المقرر أن ينهي الشهر بانخفاض 1.25 في المائة، وهو الأكبر منذ يناير، عندما سجل هبوطاً بنسبة 1.99 في المائة، وفق «رويترز».

ويخشى المستثمرون زيادة الإنفاق المالي من الحكومة الفرنسية الجديدة؛ مما يؤثر على استدامة الدين العام واستقرار البلاد المالي.

وارتفعت العلاوة على المخاطر التي يطلبها المستثمرون لحيازة سندات الحكومة الفرنسية إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2012 الجمعة؛ استعداداً للجولة الأولى من التصويت في انتخابات البرلمان في البلاد هذه العطلة، حيث يتوقع المستثمرون تشكيل حكومة جديدة بقيادة ائتلاف من اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف، والذين قد يزيدون الإنفاق المالي.

وقال مدير استراتيجية المعدلات الأوروبية في «سيتي للأبحاث»، أمان بانسال: «تظل الأسواق مسعرة وفقاً لسيناريو معتدل نسبياً يتمثل في وجود هيئة تشريعية متوقفة أو حكومة التجمع الوطني، التي تنفذ برنامجها جزئياً فقط».

وأضاف أن فارق العائد بين عائدات السندات الحكومية الفرنسية والألمانية - وهو مؤشر لعلاوة مخاطر الديون الفرنسية - يبلغ الآن 84 نقطة أساس، ويمكن أن يتسع إلى 135 نقطة أساس إذا نفذ أقصى اليمين أو أقصى اليسار معظم بيانهم واستقال الرئيس إيمانويل ماكرون.

من جانبه، قال رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في «آي إن جي»، كريس تيرنر: «يشتبه فريقنا في منطقة اليورو أنه سيكون من السابق لأوانه أن تخفف حكومة جديدة تعهداتها قبل الانتخابات بشكل كبير، وأن الأشهر القليلة المقبلة قد تكون صعبة في سبتمبر (أيلول)».

وفي اليابان، ارتفع الدولار إلى 161.27 ين، وهو أدنى مستوى للين منذ عام 1986، بفضل العوائد العالية لسندات الخزانة الأميركية التي تجذب المستثمرين.

وكان الين أكبر الخاسرين في هذا الربع، حيث انخفض بنسبة 6 في المائة مقابل الدولار منذ نهاية مارس (آذار) وأكثر من 12 في المائة في عام 2024 حتى الآن.


مقالات ذات صلة

سريلانكا تصادق على اتفاق إعادة هيكلة ديونها

الاقتصاد طابور طويل أمام وزارة الهجرة السريلانكية للحصول على جوازات للسفر خارج البلاد التي كانت تعاني من إفلاس في فبراير 2023 (إ.ب.أ)

سريلانكا تصادق على اتفاق إعادة هيكلة ديونها

أعلنت حكومة سريلانكا الجديدة أنها صادقت على اتفاق وقَّعه الرئيس السابق مع الجهات الخاصة الدائنة، لإعادة هيكلة ديون بقيمة 12.5 مليار دولار من السندات السيادية.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في سوق مفتوح في إسطنبول (رويترز)

رغم تراجعه... اقتصاديون يرون التضخم في تركيا بات هيكلياً

رغم تباطئه في سبتمبر (أيلول)، ما زال التضخم في تركيا مرتفعاً بشكل كبير، في ظل إحجام الحكومة عن اتخاذ قرارات صعبة قادرة على لجم ارتفاع الأسعار، بحسب محللين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

التضخم في عالم ما بعد الجائحة... هل تستعد المصارف المركزية لمزيد من القوة؟

قد يكون التذبذب السريع في معدلات التضخم دون تأثيرات مماثلة على الناتج الاقتصادي سمة بارزة لعالم ما بعد جائحة كوفيد-19.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)

ارتفاع عائدات السندات الأوروبية من أدنى مستوياتها في عدة أشهر

ارتفعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو قليلاً عن أدنى مستوياتها في عدة أشهر يوم الخميس، مع تقييم الأسواق لتوقعات تخفيض أسعار الفائدة من المصرف المركزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)

كشف وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، لـ«الشرق الأوسط» أنه اتفق مع وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، على التعاون في كثير من المجالات المتعلقة بالمنظومة، بما فيها التسويق المشترك، وبرامج سياحية مشتركة، ومبادرات لحماية البيئة، وتنشيط أنواع معينة من السياحة في البحر الأحمر، وخلافه.

وكانت لوزير السياحة المصري زيارة إلى الرياض منذ أيام، التقى خلالها الوزير الخطيب. وعقد الوزيران عدداً من اللقاءات الرسمية والمهنية، ومع رجال الأعمال السعوديين، تمّت خلالها مناقشة آليات الترويج السياحي المشترك، وزيادة حركة السياحة البينية بين البلدين.

وقال فتحي لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط بالرياض، إن وجود هذا المكتب في السعودية هو إضافة كبيرة لعمل المنظمة في المنطقة، وتسهل عملية التواصل مع البلدان، وصناعة السياحة ومجابهة التحديات.

وأوضح أن المبادرات المتفق عليها سيتم تطويرها في المرحلة المقبلة، والبدء في تحقيق أجزاء منها.

صورة تجمع وزير السياحة والآثار المصري مع مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط (الشرق الأوسط)

وبيَّن فتحي أن الشرق الأوسط من المناطق الرائدة في مجال السياحة العالمية، وتستحق أن يكون لديها مكتب داخل المنطقة ليعود بالفائدة على جميع البلدان.

السياحة والناتج القومي

من جهته، ذكر مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط، سامر الخراشي، أن المكتب أُسس لخدمة دول المنطقة الثلاث عشرة، ومصر عضو مؤثر وبارز في المنطقة. وقال إن زيارة وزير السياحة والآثار الذي يمثل نائب رئيس اللجنة الإقليمية، تفتح الكثير في مجال التعاون، وكيفية جعل السياحة عنصراً مساهماً في الناتج القومي، إلى جانب توليد الوظائف، وأن تكون السياحة مستدامة، وتحافظ على البيئة، وتحقق مستهدفات النماء للدول.

وأكمل الخراشي خلال تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، أن المنظمة لديها فرص كبيرة يمكن أن تتعاون من خلالها مع مصر التي تمتلك خبرة وباعاً طويلاً في المجال السياحي، وهي من أقدم الدول التي تمتلك الآثار والمناطق السياحية. وفي الجهة المقابلة، يتمتع مكتب الأمم المتحدة الإقليمي بخبرة في دعم الدول من عدة مجالات مختلفة.

وأفاد بأن الاجتماع تطرق إلى كثير من آفاق التعاون والإسهام في المشاريع المشتركة، متطلعاً إلى تنفيذ تلك الرؤى على أرض الواقع، لخدمة مصر ودول الإقليم بشكل عام.

تبادل الخبرات

وتأتي زيارة فتحي للمكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية؛ حيث تُعد القاهرة عضواً مهماً وفاعلاً في المنظمة، وتسعى دائماً إلى تطوير قطاع السياحة لديها من خلال التعاون الدولي.

وناقش اللقاء بين فتحي ومدير المكتب الإقليمي كثيراً من القضايا التي تهم قطاع السياحة في مصر والمنطقة، بما في ذلك التحديات والفرص المتاحة لتعزيز هذا القطاع الحيوي، واستعراض فرص التعاون والتطوير المستقبلية، بما في ذلك تبادل الخبرات في مجال التدريب والتعليم السياحي، وتحسين الخدمات السياحية وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع.

وتحتل مصر المرتبة الأولى في أفريقيا، والخامسة في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبة الـ63 عالمياً في مؤشر تنمية السفر والسياحة.

يذكر أن المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الرياض يُعد أول مكتب إقليمي للمنظمة خارج مقرها الرئيسي، ويهدف إلى دعم ومساعدة الدول الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط. ويعمل المكتب على تعزيز التعليم والتدريب السياحي، وتطوير البنية التحتية السياحية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال في القطاع السياحي، كما يساهم المكتب في تعزيز السياحة المستدامة، وحماية التراث الثقافي والاجتماعي والبيئي في المنطقة.