نمو مفاجئ للاقتصاد البريطاني في الربع الأول

يدعم آمال تعافٍ قوي

يظهر مبنى «بنك إنجلترا» خلال مرور راكبي الدراجات الهوائية في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
يظهر مبنى «بنك إنجلترا» خلال مرور راكبي الدراجات الهوائية في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

نمو مفاجئ للاقتصاد البريطاني في الربع الأول

يظهر مبنى «بنك إنجلترا» خلال مرور راكبي الدراجات الهوائية في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
يظهر مبنى «بنك إنجلترا» خلال مرور راكبي الدراجات الهوائية في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

نما الاقتصاد البريطاني بوتيرة أسرع مما كان يُعتقد سابقاً في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، حيث توسّع بنسبة 0.7 في المائة عن الرُّبع السابق، وهو أعلى من التقدير الأولي الذي أشار إلى نمو بنسبة 0.6 في المائة، وفق أرقام رسمية.

وتأتي هذه الأرقام قبل أقل من أسبوع على تصويت البريطانيين في انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أنها ستشهد تولي زعيم حزب «العمال»، كير ستارمر، منصب رئيس الوزراء خلفاً للمحافظ ريشي سوناك، وفق «رويترز».

وتؤكد بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية، الصادرة يوم الجمعة، خروج الاقتصاد البريطاني من ركود ضحل في بداية عام 2024.

لكن صورة النمو العامة ضعيفة. وكان الناتج المحلي الإجمالي للرُّبع الأول أعلى بنسبة 0.3 في المائة فقط عن العام السابق، وهو أعلى من التقدير الأولي البالغ 0.2 في المائة.

ولم يتوقع الاقتصاديون، الذين استطلعت آراءهم «رويترز»، أي تعديلات على تقديرات النمو الفصلية أو السنوية.

ويعاني الاقتصاد البريطاني منذ آخر انتخابات وطنية في ديسمبر (كانون الأول) 2019، بسبب جائحة «كوفيد - 19»، التي وجهت ضربة قوية للقوى العاملة، وكذلك بسبب غزو روسيا لأوكرانيا واحتكاكات تجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان اقتصاد بريطانيا في الرُّبع الأول من عام 2024 أكبر بنسبة 1.8 في المائة مما كان عليه في الرُّبع الأخير من عام 2019، وهو الأضعف أداءً بعد ألمانيا بين أكبر 7 اقتصادات متقدمة في العالم.

وكان نمو بريطانيا في الرُّبع الأول هو الأسرع منذ الرُّبع الأخير من عام 2021، ويبدو الرُّبع الثاني قوياً أيضاً. وفي الأسبوع الماضي، قدر «بنك إنجلترا» أن الناتج المحلي الإجمالي سيتوسع بنسبة 0.5 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران).

ومع ذلك، يتوقع المصرف المركزي أن يكون هذا بمثابة انتعاش من ضعف العام الماضي وليس بداية لفترة من النمو القوي، ويعتقد بأن معدل التوسع الأساسي في الاقتصاد يبلغ نحو 0.25 في المائة ربع سنوي.

ولدى مكتب مسؤولية الموازنة - الذي يقيّم الخطط المالية للحكومة - نظرة نمو أعلى من معظم المتنبئين. وتوقع في مارس (آذار) أن يرتفع النمو السنوي من 0.8 في المائة هذا العام إلى أقل بقليل من 2 في المائة على مدار السنوات المقبلة.

وقال زعيم حزب «العمال» ستارمر، إن هذا توقع متشائم للغاية، وإنه سيضمن أن تتمتع بريطانيا بأعلى نمو مستدام في مجموعة الدول السبع. وتشمل سياسات حزب «العمال» تخفيف الضوابط التخطيطية لتسريع بناء البنية التحتية و1.5 مليون منزل جديد.

ولم ينمُ الاقتصاد البريطاني بشكل أسرع من 2 في المائة سنوياً على أساس منتظم منذ ما قبل الأزمة المالية العالمية عام 2008.


مقالات ذات صلة

تراجع مفاجئ في معنويات الأعمال يُثير مخاوف حول الاقتصاد الألماني

الاقتصاد تظهر سحب داكنة فوق مبنى الرايخستاغ في برلين (رويترز)

تراجع مفاجئ في معنويات الأعمال يُثير مخاوف حول الاقتصاد الألماني

انخفضت معنويات الأعمال الألمانية بشكل غير متوقع في يونيو (حزيران) بسبب تزايد التشاؤم بشأن أداء أكبر اقتصاد في أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد منظر عام للمركز المالي في لندن (رويترز)

انتخابات المملكة المتحدة تُعيق نمو الأعمال

تواصل الشركات البريطانية التوسع بوتيرة أبطأ منذ بداية الركود الاقتصادي العام الماضي، حيث قررت بعض الشركات تأجيل اتخاذ القرارات الكبيرة حتى بعد الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)

اقتصاد بريطانيا ينتعش بقوة منهياً «ركوداً فنياً»

انتعش الاقتصاد البريطاني بأقوى وتيرة في نحو 3 سنوات في الربع الأول من العام، منهياً ما سماه الاقتصاديون «الركود الفني»، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي وألمانيا ترفرف أمام مبنى الرايخستاغ مقر مجلس النواب في البرلمان الألماني في برلين (رويترز)

ركود يلوح في أفق ألمانيا... تخلف عن النمو الأوروبي في 2024

توقع معهد «إيفو» الألماني للأبحاث الاقتصادية أن يركد الاقتصاد في البلاد في عام 2024، على الرغم من بداية أقوى من المتوقع لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رافعة ترفع حاوية شحن في محطة حافلات «إتش إتش إل إيه ألتنويردر» على نهر «إلبي» في هامبورغ بألمانيا (رويترز)

انتعاش مفاجئ لصادرات ألمانيا في مارس وركود متوقع على مدار العام

أظهرت بيانات رسمية صادرة عن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني انتعاشاً مفاجئاً في صادرات البلاد خلال شهر مارس، مدعوماً بالطلب القوي من الولايات المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

«أدنوك» و«بنك اليابان للتعاون الدولي» يوقعان اتفاقية تمويل أخضر بقيمة 3 مليارات دولار

سلطان الجابر وثاني الزيودي وسايتو كين وخالد الزعابي وكازوهيكو أماكاوا خلال توقيع الاتفاقية (وام)
سلطان الجابر وثاني الزيودي وسايتو كين وخالد الزعابي وكازوهيكو أماكاوا خلال توقيع الاتفاقية (وام)
TT

«أدنوك» و«بنك اليابان للتعاون الدولي» يوقعان اتفاقية تمويل أخضر بقيمة 3 مليارات دولار

سلطان الجابر وثاني الزيودي وسايتو كين وخالد الزعابي وكازوهيكو أماكاوا خلال توقيع الاتفاقية (وام)
سلطان الجابر وثاني الزيودي وسايتو كين وخالد الزعابي وكازوهيكو أماكاوا خلال توقيع الاتفاقية (وام)

وقعت شركة «بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) الإماراتية اتفاقية عامة مع «بنك اليابان للتعاون الدولي» للحصول على تسهيلات تمويل أخضر بقيمة 11 مليار درهم (3 مليارات دولار).

تأتي هذه الخطوة بعد توقيع البنود الرئيسية لاتفاقية بين الطرفين في يناير (كانون الثاني) 2024.

وبحسب المعلومات الصادرة يعد هذا التسهيل الائتماني جزءاً من برنامج الإقراض العالمي الذي ينفذه «بنك اليابان للتعاون الدولي» للمواءمة بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة (GREEN) ويتم دعمه بشكلٍ جزئي من قبل البنوك التجارية اليابانية.

وحضر توقيع الاتفاقية الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، وسايتو كين وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني.

وقع الاتفاقية خالد الزعابي، رئيس الشؤون المالية في «أدنوك»، وكازوهيكو أماكاوا نائب محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي، وذلك في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية في العاصمة طوكيو.

وقال خالد الزعابي، رئيس الشؤون المالية في «أدنوك»: «يسرنا التعاون مجدداً مع (بنك اليابان للتعاون الدولي) للحصول على أول تمويل أخضر لـ(أدنوك) والذي سيساهم في تسريع تحقيق مبادرات الشركة في مجال خفض الانبعاثات والانتقال في قطاع الطاقة؛ إذ ستمكّن عائدات هذا التسهيل الائتماني استراتيجية (أدنوك) الهادفة إلى دعم الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة. وتعد هذه الاتفاقية كذلك المرحلة التالية في العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد بين دولة الإمارات واليابان في مجال الطاقة، ونحن نتطلع إلى مزيد من التعاون مع (بنك اليابان للتعاون الدولي) ضمن جهودنا لتنفيذ استراتيجية (أدنوك) الطموحة للنمو».

يُذكر أن «أدنوك» تعمل على خفض كثافة الكربون بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2030 بالتزامن مع استثمار 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار) في مشاريع لخفض الانبعاثات من عملياتها وتسريع نمو مصادر الطاقة المستقبلية، بما في ذلك الهيدروجين والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة المتجددة، وتقنيات التقاط الكربون.

كما وضعت «أدنوك» هدفاً طموحاً بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045 والوصول إلى صفر من انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030. وهي كذلك أحد الموقعين المؤسسين على «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز»، وهو ميثاق عالمي يضم شركات النفط العالمية وشركات النفط الوطنية التي التزمت بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري من غاز الميثان بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول أو قبل عام 2050.