صربيا تستعد لإعطاء «ريو» الضوء الأخضر لتطوير أكبر منجم ليثيوم في أوروبا

استغلال أحد أكبر رواسب المعدن بالعالم يعزز صناعة السيارات الكهربائية في القارة

صورة لموقع جادار المقترح (موقع شركة ريو تينتو)
صورة لموقع جادار المقترح (موقع شركة ريو تينتو)
TT

صربيا تستعد لإعطاء «ريو» الضوء الأخضر لتطوير أكبر منجم ليثيوم في أوروبا

صورة لموقع جادار المقترح (موقع شركة ريو تينتو)
صورة لموقع جادار المقترح (موقع شركة ريو تينتو)

قالت صحيفة «فايننشال تايمز»، يوم الأحد، إن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يستعد لمنح شركة «ريو تينتو» البريطانية الضوء الأخضر لتطوير أكبر منجم لليثيوم في أوروبا بعد عامين من إلغاء بلغراد المشروع.

وقال فوتشيتش للصحيفة إن «الضمانات الجديدة» من عملاق التعدين العالمي والاتحاد الأوروبي تبدو مستعدةً لمعالجة مخاوف صربيا بشأن ما إذا كان سيتم استيفاء المعايير البيئية اللازمة في موقع جادار غرب البلاد.

ويعدُّ الليثيوم مادة بالغة الأهمية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ويستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة المحمولة.

وقال فوتشيتش لصحيفة «فايننشال تايمز»: «إذا وفرنا كل شيء، فقد يكون (المنجم) مفتوحاً في عام 2028»، مضيفاً أنه من المتوقع أن ينتج المنجم 58000 طن من الليثيوم سنوياً، وهو ما سيكون «كافياً لـ17 في المائة من إنتاج السيارات الكهربائية في أوروبا؛ حوالي 1.1 مليون سيارة».

وأضاف: «أعتقد حقاً أن هذا قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة لصربيا والمنطقة بأكملها».

وألغت الحكومة تراخيص شركة «ريو تينتو» في يناير (كانون الثاني) 2022 بعد احتجاجات قادتها جماعات بيئية قلقة بشأن تلوث المياه وتشريد السكان والأضرار التي لحقت بالمنطقة بمجرد إغلاق المنجم، مما أدى إلى إغلاق الطرق السريعة والجسور عبر صربيا.

وجاءت هذه الاحتجاجات في وقت كان فيه فوتشيتش، الذي أصبح رئيساً للوزراء عام 2014 ثم رئيساً بعد ثلاث سنوات، يواجه انتخابات وضغوطاً سياسية محلية. ولكن بعد الانتخابات البلدية التي أجريت في الثاني من يونيو (حزيران)، والتي فاز بمعظمها الحزب التقدمي الصربي الحاكم بزعامة فوتشيتش، يبدو أن الحكومة تعتقد أن البلاد أصبحت جاهزة للمضي قدماً في المشروع.

وينظر المسؤولون الغربيون إلى الإحياء المخطط للصفقة مع «ريو تينتو»، ومشاركة الاتحاد الأوروبي، على أنها إشارة مهمة إلى الانحياز الجيوسياسي لصربيا في وقت يتم فيه التودد إليها اقتصادياً وسياسياً من قبل دول عدة، لا سيما الصين وروسيا.

وكانت صربيا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 10 سنوات، لكن عملية الانضمام تتحرك ببطء وسط مخاوف في بروكسل بشأن قضايا مثل سيادة القانون والفساد. كما دخلت بلغراد في خلافات مع الاتحاد الأوروبي بشأن وضع إقليمها السابق كوسوفو، وهي واحدة من دولتين أوروبيتين فقط لم تفرضا عقوبات على روسيا بسبب غزو موسكو واسع النطاق لأوكرانيا.

وقال فوتشيتش إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي «اعتقدوا أننا سنعطي (المنجم) للصينيين. لم نكن ننوي القيام بذلك لأننا وعدنا بأننا سنتعامل مع الاتحاد الأوروبي».

أوروبا ليس لديها فعلياً أي إنتاج محلي من الليثيوم في الوقت الحاضر، ومن المتوقع أن تنتج شركة «جادار» ما يكفي لتلبية 13 في المائة من الطلب المتوقع في القارة عام 2030، وفقاً لشركة «فاست ماركتس»، وهي شركة لأبحاث السلع.

ووفقاً للهيئة الجيولوجية الأميركية، تمتلك صربيا 118 مليون طن من أكسيد الليثيوم، وهي مادة خام أساسية مطلوبة للبطاريات الكهربائية من قبل شركة «تسلا» وغيرها من الأجهزة. ويصف فوتشيتش الليثيوم بأنه «أحد أعظم آمال صربيا».

وكان الزعيم الصيني شي جينبينغ ضغط على الرئيس الصربي من أجل الوصول إلى إمدادات الليثيوم في صربيا خلال زيارته الأخيرة إلى بلغراد في 8 مايو (أيار) الماضي.


مقالات ذات صلة

الخريّف يبحث في أميركا تطوير التعاون الصناعي والتعديني وجذب الاستثمارات إلى السعودية

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف (الشرق الأوسط)

الخريّف يبحث في أميركا تطوير التعاون الصناعي والتعديني وجذب الاستثمارات إلى السعودية

تستهدف زيارة وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف للولايات المتحدة تطوير التعاون الصناعي والتعديني وتعزيز الروابط الثنائية بين البلدين.

الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد مقر شركة «معادن» في مدينة الرياض (الشرق الأوسط)

«معادن» تشتري حصة «سابك» في «ألومنيوم البحرين» لتوسعة نموها الإقليمي

وافقت شركة التعدين العربية السعودية «معادن» على شراء حصة «سابك» في شركة «ألومنيوم البحرين» (ألبا)، والبالغة نسبتها 20.62 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي مع وزير الدولة البريطاني للأعمال والتجارة (الشرق الأوسط)

السعودية وبريطانيا تناقشان تعزيز التعاون في المعادن الحرجة وفرص التوسع المستقبلية

ناقش وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، مع وزير الدولة البريطاني للأعمال والتجارة جوناثان رينولدز، تعزيز التعاون في مجال المعادن الحرجة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (إ.ب.أ)

شولتس في أوزبكستان لتعزيز الشراكة في مجال الطاقة

دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، الاثنين، في أوزبكستان إلى تعزيز الشراكة في مجال الطاقة مع هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى والغنية بالموارد الطبيعية.

«الشرق الأوسط» (طشقند (أوزبكستان))

نمو الوظائف الأميركية يتسارع... والبطالة تنخفض إلى 4.1 %

امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)
امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)
TT

نمو الوظائف الأميركية يتسارع... والبطالة تنخفض إلى 4.1 %

امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)
امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال سبتمبر (أيلول)؛ إذ انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يقلّص الحاجة لدى «مجلس الاحتياطي» للحفاظ على تخفيضات كبيرة لأسعار الفائدة في اجتماعاته المتبقية هذا العام.

ووفقاً للتقرير الذي أصدره مكتب إحصاءات العمل، التابع لوزارة العمل يوم الجمعة، زادت الوظائف غير الزراعية بمقدار 254 ألف وظيفة الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بمقدار 159 ألف وظيفة في أغسطس (آب).

وكان خبراء اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا زيادة بمقدار 140 ألف وظيفة، بعد ارتفاعها بمقدار 142 ألف وظيفة في أغسطس، وهو ما تم الإبلاغ عنه في تقرير سابق. وكان عدد الوظائف الأولية لشهر أغسطس عادة ما يجري تعديله إلى أعلى على مدى العقد الماضي. وتراوحت تقديرات مكاسب الوظائف في سبتمبر بين 70 ألفاً و220 ألفاً.

ويعود تباطؤ سوق العمل إلى ضعف التوظيف الذي يرجع في الغالب إلى العرض الزائد من العمالة بسبب ارتفاع معدلات الهجرة. ومع ذلك، ظلّت عمليات تسريح العمال منخفضة، مما دعّم الاقتصاد من خلال الإنفاق الاستهلاكي المستقر.

وارتفع متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.4 في المائة، بعد زيادة بنسبة 0.5 في المائة خلال أغسطس، وزادت الأجور بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي، بعد ارتفاعها بنسبة 3.9 في المائة خلال الشهر السابق. كما انخفض معدل البطالة من 4.2 في المائة في أغسطس، بعدما قفز من 3.4 في المائة في أبريل (نيسان) 2023، ويرجع ذلك جزئياً إلى الفئة العمرية 16 - 24، وارتفاع عمليات التسريح المؤقتة خلال إغلاق مصانع السيارات السنوية في يوليو (تموز).

وبدأت لجنة وضع السياسات التابعة للمصرف المركزي الأميركي دورة تخفيف السياسة من خلال خفض غير عادي لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية الشهر الماضي؛ إذ أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى المخاوف المتزايدة بشأن صحة سوق العمل.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه سوق العمل، أظهرت المراجعات المعيارية السنوية لبيانات الحسابات القومية خلال الأسبوع الماضي أن الاقتصاد في حالة أفضل بكثير مما كان متوقعاً سابقاً، مع ترقيات في النمو والدخل والادخار وأرباح الشركات. وقد اعترف باول بهذه الخلفية الاقتصادية المحسّنة هذا الأسبوع عندما رفض توقعات المستثمرين بشأن خفض آخر لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلاً: «هذه ليست لجنة تشعر أنها في عجلة من أمرها لخفض الأسعار بسرعة».

ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس في عامي 2022 و2023، ونفّذ أول خفض لسعر الفائدة منذ عام 2020 خلال الشهر الماضي. ويبلغ سعر الفائدة الرئيسي حالياً 4.7 - 5 في المائة.

وأظهرت أداة «فيدووتش»، في وقت مبكر من يوم الجمعة، أن الأسواق المالية تتوقع احتمالاً بنحو 71.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في نوفمبر، في حين كانت احتمالات خفض 50 نقطة أساس نحو 28.5 في المائة.

ومع ذلك، من المرجح أن تشهد سوق العمل بعض الاضطرابات القصيرة الأجل، بعد أن دمّر إعصار «هيلين» مساحات شاسعة من جنوب شرقي الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي. كما شهد عشرات الآلاف من عمال الماكينات في شركة «بوينغ» إضراباً في سبتمبر؛ مما قد يؤثر سلباً على موردي الشركة.

وانتهى توقف العمل لنحو 45 ألف عامل في الموانئ على الساحل الشرقي وساحل الخليج يوم الخميس، بعد أن توصلت نقابتهم ومشغلو الموانئ إلى اتفاق مبدئي. وإذا استمر إضراب «بوينغ» بعد الأسبوع المقبل، فقد يؤثر سلباً على بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر أكتوبر (تشرين الأول) التي سيجري إصدارها قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر.

وبعد هذه البيانات، قفز الدولار إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع؛ مما دفع المتداولين إلى تقليص الرهانات على أن «الاحتياطي الفيدرالي» سيخفّض أسعار الفائدة مرة أخرى بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه في نوفمبر.

ووصل مؤشر الدولار إلى 102.54، وهو أعلى مستوى منذ 16 أغسطس، في حين انخفض اليورو إلى 1.0965 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 15 أغسطس.

كما ارتفع الدولار إلى 148.495 ين، وهو أعلى مستوى له منذ 16 أغسطس.

وواصلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية مكاسبها يوم الجمعة، مدفوعة بزيادة أكبر من المتوقع في الوظائف وانخفاض أقل من المتوقع في معدل البطالة، وهو ما ساعد في تخفيف المخاوف بشأن تباطؤ سريع في سوق العمل.

وشهدت مؤشرات «داو جونز» الصناعية زيادة قدرها 102 نقطة، أو 0.24 في المائة، في حين ارتفعت مؤشرات «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 24.5 نقطة، أو 0.43 في المائة. كما زادت مؤشرات «ناسداك 100» بمقدار 107 نقاط، أو 0.54 في المائة.