اليورو ينهار مقابل الدولار مع تصاعد الضبابية السياسية في أوروبا

يورو ورقي فوق كومة من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي (رويترز)
يورو ورقي فوق كومة من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي (رويترز)
TT

اليورو ينهار مقابل الدولار مع تصاعد الضبابية السياسية في أوروبا

يورو ورقي فوق كومة من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي (رويترز)
يورو ورقي فوق كومة من الأوراق النقدية بالدولار الأميركي (رويترز)

تراجع اليورو بشدة، يوم الاثنين، متأثراً بالضبابية السياسية، بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات تشريعية مبكرة، بينما ارتفع الدولار، قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في وقت لاحق من الأسبوع.

وانخفض اليورو، في أحدث التعاملات، 0.44 في المائة إلى 1.0753 دولار، وتراجع أكثر من 2.5 في المائة، مقابل الدولار، هذا العام. وانخفض اليورو إلى أدنى مستوياته منذ أغسطس (آب) 2022 مقابل الجنيه، وتراجع 0.2 في المائة مقابل الين.

وسجل اليورو أدنى مستوى في شهر عند 1.07485 دولار، في التداولات الآسيوية الصباحية، وذلك بعد أن قام ماكرون بمغامرة محفوفة بالمخاطر لمحاولة إعادة بسط سلطته، من خلال الدعوة إلى إجراء انتخابات بعد المكاسب التي حققها اليمين المتطرف في التصويت لصالح الاتحاد الأوروبي، وفق «رويترز».

وأظهر استطلاع للرأي، بعد خروجهم من مراكز الاقتراع، أن القوميين المتشككين في الاتحاد الأوروبي حققوا أكبر المكاسب في انتخابات البرلمان الأوروبي، يوم الأحد، على الرغم من أن أحزاب الوسط والليبرالية والاشتراكية من المتوقع أن تحتفظ بالأغلبية.

في المقابل، تلقّى الدولار الدعم من تقرير الوظائف، الذي جاء أقوى من المتوقع، يوم الجمعة، والذي أدى إلى تهدئة توقعات خفض أسعار الفائدة، ومن ثم يشير إلى أن «المركزي الأميركي» قد يستغرق بعض الوقت لبدء دورة التيسير النقدي، هذا العام.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة، بنسبة 0.18 في المائة إلى 105.25، بعد أن لامس أعلى مستوى في شهر تقريباً عند 105.30، في وقت سابق من الجلسة.

وقال رئيس استراتيجية العملة في «ساكسو بنك»، تشارو تشانانا، إن اليورو تعرَّض لضربة مزدوجة من بيانات الوظائف الأميركية الساخنة، يوم الجمعة، وعدم اليقين السياسي في أوروبا.

وأضاف: «هذا يزيد الضغوط الهبوطية على العملة، بعد أن بدأ المركزي الأوروبي دورة التيسير، الأسبوع الماضي، في حين يمكن رؤية الاحتياطي الفيدرالي يؤجل تخفيضات أسعار الفائدة في الوقت الحالي».

وقام «المركزي الأوروبي» بتخفيض أسعار الفائدة، الأسبوع الماضي، في خطوة واضحة المعالم، لكنه لم يقدم سوى قليل من التلميحات حول آفاق السياسة النقدية، بالنظر إلى أن التضخم لا يزال أعلى من الهدف.

وتقوم الأسواق، الآن، بتسعير 36 نقطة أساس لتخفيضات الاحتياطي الفيدرالي، هذا العام، مقارنة بنحو 50 نقطة أساس - أو على الأقل تخفيضين - قبل بيانات الوظائف.

ويجتمع الاحتياطي الفيدرالي، يومي الثلاثاء والأربعاء، ومن المتوقع أن يترك أسعار الفائدة دون تغيير.

وقال استراتيجي العملات في بنك سنغافورة، موه سيونج سيم، إن الأسواق ستكون أكثر حذراً وتنتظر تقرير التضخم واجتماع «الفيدرالي» لإعطاء بعض الاتجاه.

وأضاف: «ستتجه أنظار الأسواق صوب مخطط النقاط، بحثاً عن مؤشرات حول عدد مرات خفض أسعار الفائدة، اثنتين أم واحدة».


مقالات ذات صلة

اليورو يتراجع إلى أدنى مستوى في عامين

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة اليورو (رويترز)

اليورو يتراجع إلى أدنى مستوى في عامين

تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له في عامين، يوم الجمعة، بعد أن أظهرت البيانات تدهوراً حاداً في النشاط التجاري في منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 20 يورو (رويترز)

عائدات منطقة اليورو ترتفع مع تراجع المخاوف الجيوسياسية

ارتفعت عائدات السندات بمنطقة اليورو الأربعاء عاكسة بعض التحركات التي شهدتها في اليوم السابق عندما لجأ المستثمرون لأمان السندات بسبب مخاوف تصعيد الصراع بأوكرانيا

«الشرق الأوسط» (لندن)
امرأة تحمل أوراقاً نقدية من اليورو (رويترز)

التوقعات الاقتصادية تضغط على تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو

تباينت تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو، يوم الاثنين، حيث استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية بالقرب من أعلى مستوياتها الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل غاز يسير بين الأنابيب في محطة ضغط وتوزيع لخط أنابيب الغاز يورنغوي - بوماري - أوزغورود جنوب غربي روسيا (رويترز)

روسيا تعيد بيع مزيد من الغاز في أوروبا بعد قطع الإمدادات عن النمسا

قالت شركات ومصادر إن تدفقات الغاز الروسي إلى النمسا توقفت لليوم الثاني، يوم الأحد، بسبب نزاع على الأسعار.

«الشرق الأوسط» (برلين) «الشرق الأوسط» (براغ)
الاقتصاد المستشار الألماني أولاف شولتس يشارك في إحاطة إعلامية بمقر المستشارية بعد إقالته وزير المالية كريستيان ليندنر (رويترز)

هل انهيار الحكومة الألمانية فرصة لإنعاش اقتصاد منطقة اليورو؟

قد يكون لانهيار الحكومة الألمانية جانب إيجابي للاقتصاد المتعثر في منطقة اليورو، حيث من المحتمل أن تؤدي زيادة الإنفاق الحكومي إلى دعم عملتها وأسواق الأسهم.

«الشرق الأوسط» (برلين)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.