بورصة لندن تستعد لإدراج منتجات العملات المشفرة للمرة الأولى

بعد الضوء الأخضر من الهيئة التنظيمية المالية

ستشهد بورصة لندن إدراج منتجات العملات المشفرة المتداولة في البورصة يوم الثلاثاء (رويترز)
ستشهد بورصة لندن إدراج منتجات العملات المشفرة المتداولة في البورصة يوم الثلاثاء (رويترز)
TT

بورصة لندن تستعد لإدراج منتجات العملات المشفرة للمرة الأولى

ستشهد بورصة لندن إدراج منتجات العملات المشفرة المتداولة في البورصة يوم الثلاثاء (رويترز)
ستشهد بورصة لندن إدراج منتجات العملات المشفرة المتداولة في البورصة يوم الثلاثاء (رويترز)

تطلق شركتا «ويزدوم تري»، و«21Shares» منتجات العملات المشفرة المتداولة في البورصة (ETPs) ببورصة لندن، بعد الحصول على الضوء الأخضر من الهيئة التنظيمية المالية في المملكة المتحدة.

وكانت الهيئة مهدت الطريق لأول إدراج على الإطلاق لمنتجات العملات المشفرة المتداولة في البورصة. وستسمح هذه الموافقة للمستثمرين بالتداول على الصناديق التي تستثمر في البتكوين والإيثريوم الفوري عبر بورصة لندن. وستشهد البورصة إدراج هذه المنتجات في وقت مبكر من يوم الثلاثاء المقبل.

ويمثل هذا القرار تحولاً كبيراً في موقف الهيئة التنظيمية، حيث يعكس الحظر السابق على مثل هذه العروض الذي تم تنفيذه في عام 2020.

ويقود هذه المهمة مديرا الأصول «ويزدوم تري» و«21Shares»، وكلاهما حصل على موافقة هيئة الرقابة المالية على نشراتهما لإدراج «بتكوين» و«إيثريوم» والمدعومة في بورصة لندن للأوراق المالية. حصلت شركة «إنفسكو» أيضاً على الضوء الأخضر، على الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل عروضها.

ستقتصر عمليات الإدراج في البداية على المستثمرين المحترفين فقط، حيث تحافظ هيئة الرقابة المالية على حظرها على وصول التجزئة إلى هذه المنتجات في الوقت الحالي.

وأشاد ألكسيس مارينوف، رئيس «ويزدوم تري» في أوروبا، بموافقة هيئة الرقابة المالية بوصفها «خطوة مهمة للأمام بالنسبة للصناعة والمستثمرين المحترفين المقيمين في المملكة المتحدة الذين يسعون إلى التعرض لفئة الأصول». وأعرب عن تفاؤله بأن هذه الخطوة يمكن أن تحفز مزيداً من التبني المؤسسي، حيث واجهت شركات كثيرة تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها معوقات في الحصول على التعرض للعملات المشفرة بسبب عدم اليقين التنظيمي.

وأوضح أن منتجات «ويزدوم تري» الجديدة المدرجة في لندن ستكون متاحة فقط للمستثمرين المحترفين المقيمين في المملكة المتحدة.

ستحمل منتجات «بتكوين» و«إيثريوم» من «ويزدوم تري» نسبة نفقات إدارية تنافسية تبلغ 0.35 في المائة، مما يجعلها بين أكثر منتجات العملات المشفرة المتداولة في البورصة فاعليةً من حيث التكلفة على المستوى المؤسسي في أوروبا.

وقالت شركة «21Shares»، التي تصف نفسها بأنها أكبر مُصدر عالمي لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالعملات المشفرة، إنها ستُدرج في بورصة لندن بعد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية الأخيرة. أضافت في بيان: «تستضيف لندن واحدة من أعمق أسواق رأس المال وأكثرها سيولة في العالم، حيث يوجد اهتمام مؤسسي مثبت بالعملات المشفرة».

ويتناقض موقف هيئة الرقابة المالية مع تلك التي اتخذتها الهيئات التنظيمية في مختلف البلدان، بما في ذلك الكثير من أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والبرازيل وهونغ كونغ، والتي أتاحت جميعها منتجات متداولة في البورصة مماثلة لمستثمري التجزئة.

وكانت أسعار العملات المشفرة ارتفعت بشكل حاد في عام 2024 بعد قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بالموافقة على إنشاء صناديق متداولة في البورصة لتتبع العملات المشفرة، والتي شهدت تدفق المليارات إلى المنتجات التي تم إطلاقها حديثاً.


مقالات ذات صلة

الدولار يتأرجح والعملات المشفرة تقفز

الاقتصاد عملة بيتكوين المشفرة وأوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يتأرجح والعملات المشفرة تقفز

واجه الدولار صعوبات في تحديد اتجاهه، خلال جلسة الثلاثاء، مع تمسك المتعاملين بآرائهم بشأن التوقيت المتوقع لتيسير السياسة النقدية الأميركية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سام بانكمان فرايد لدى وصوله إلى المحكمة الفيدرالية الأميركية في نيويورك 30 مارس العام الماضي (أ.ف.ب)

السجن 25 عاماً لـ«ملك العملات المشفرة» بتهمة سرقة 8 مليارات دولار

حكم أحد القضاة على سام بانكمان فرايد الذي يوصف بأنه «ملك العملات المشفرة» بالسجن لمدة 25 عاماً الخميس بتهمة سرقة 8 مليارات دولار من عملاء «إف تي إكس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بانكمان فرايد يسير خارج محكمة مانهاتن الفيدرالية في مدينة نيويورك في 30 مارس 2023 (رويترز)

أخطر «محتال» في تاريخ سوق العملات المشفرة قد يقضي بقية حياته في السجن

قد يقضي سام بانكمان فرايد الرئيس التنفيذي السابق لبورصة العملات المشفرة FTX بقية حياته قابعاً في السجن.

«الشرق الأوسط» (مانهاتن)
الاقتصاد تترقب السوق في أبريل حدث «الهالفينغ» أو تنصيف البتكوين والذي يتم كل أربع سنوات (أ.ف.ب)

من البدايات المتواضعة إلى النجومية... حكاية البتكوين التي غيّرت قواعد اللعبة

تستعرض «الشرق الأوسط» رحلة البتكوين منذ انطلاقتها في 2009 بعدما تخطت يوم الجمعة حاجز الـ70 ألف دولار لثوانٍ للمرة الأولى.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد شعار عملة «بتكوين» الافتراضية (رويترز)

كم ستجني لو استثمرت ألف دولار في «بتكوين» قبل 10 سنوات؟

ترتفع قيمة عملة «البتكوين» الافتراضية مرة أخرى، حيث تجاوز سعرها 52 ألف دولار يوم الأربعاء، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«بنك اليابان» يفتح الباب أمام «مفاجأة مزدوجة»

علم اليابان يرفرف أمام مبنى «البنك المركزي» بالعاصمة طوكيو (رويترز)
علم اليابان يرفرف أمام مبنى «البنك المركزي» بالعاصمة طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» يفتح الباب أمام «مفاجأة مزدوجة»

علم اليابان يرفرف أمام مبنى «البنك المركزي» بالعاصمة طوكيو (رويترز)
علم اليابان يرفرف أمام مبنى «البنك المركزي» بالعاصمة طوكيو (رويترز)

أرسل «بنك اليابان» إشارات تلمح إلى أن خطته لتشديد السياسة النقدية في يوليو (تموز) المقبل قد تكون أكبر مما تعتقد الأسواق، وربما يصاحبها حتى رفع أسعار الفائدة، في الوقت الذي يواصل فيه «البنك» تراجعه المطرد عن التحفيز النقدي الضخم.

وتسلط التلميحات المتشددة؛ التي صدرت على مدى الأسبوع الماضي، الضوء على الضغوط التي يواجهها «البنك المركزي» في أعقاب تراجع الين المتجدد، وهو مما قد يدفع بالتضخم إلى ما يزيد كثيراً على هدفه البالغ اثنين في المائة من خلال رفع تكاليف الواردات.

وقالت 3 مصادر مطلعة على تفكير «البنك» إنه على الرغم من صدمة السوق أو التباطؤ الاقتصادي الشديد، فإن رفع أسعار الفائدة سيكون مطروحاً على الطاولة في كل اجتماع للسياسة؛ بما في ذلك اجتماع يوليو المقبل. وقال أحد المصادر: «نظراً إلى ما يحدث مع التضخم، فمن الواضح أن أسعار الفائدة منخفضة للغاية». وقال مصدر آخر: «الكثير يتوقف على البيانات المقبلة، لكن رفع أسعار الفائدة في يوليو أمر محتمل». وهو الرأي الذي عبر عنه مصدر ثالث.

وحافظ «بنك اليابان» على أسعار الفائدة مستقرة حول الصفر هذا الشهر. ولكن المجلس ناقش الحاجة إلى رفع أسعار الفائدة في الوقت المناسب، وقد أشار أحد الأعضاء إلى فرصة فعل ذلك لمنع ضغوط التكلفة من دفع التضخم إلى الارتفاع بشكل مفرط، كما أظهر ملخص الاجتماع يوم الاثنين. وقد قُرئ ذلك إلى حد كبير بوصفه علامة على أن «البنك» يستعد للتحرك في الأمد القريب. وقال محافظ البنك، كازو أويدا، للصحافيين بعد الاجتماع، إنه لا يمكن استبعاد رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل. وقد يكون لرفع أسعار الفائدة في اجتماع 30 و31 يوليو المقبل تأثير كبير على الأسواق، حيث يعتزم «بنك اليابان» أيضاً الإعلان عن خطة مفصلة حول كيفية تقليص مشترياته الضخمة من السندات وتقليص حجم ميزانيته العمومية البالغة 5 تريليونات دولار.

وقال أويدا إن «بنك اليابان» قد ينفذ خفضاً «كبيراً» في مشترياته من السندات، مما يشير إلى أن نطاق التخفيض قد يكون كبيراً لضمان تخلص الأسواق من قيود التحكم في منحى العائد، وهي السياسة التي جرى التخلي عنها في مارس (آذار) الماضي.

وكما هي الحال مع البنوك المركزية الأخرى، فإن تركيز «بنك اليابان» سيكون على صياغة خطة تتجنب التسبب في ارتفاعات غير مرغوب فيها في عائدات السندات. ولكن المخاوف بشأن ضعف الين تتطلب أيضاً أن تكون الخطة طموحاً بما يكفي لتجنب توقعات السوق المخيبة للآمال وإحداث انخفاضات حادة في العملة. وقالت المصادر إن المقايضة تعني أن «بنك اليابان» من المرجح أن يعلن عن خطة لتقليص المشتريات الشهرية بوتيرة ثابتة ومحددة، مع ترك بعض المرونة لضبط السرعة وفق الحاجة.

وبينما لا يوجد إجماع داخل «البنك» على التفاصيل، فإن إحدى الأفكار التي يجري تبادلها هي تصميم مماثل لتصميم «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي الذي يقلص الشراء ميكانيكياً، وإن كان بمرونة أكبر. ويمكن لـ«بنك اليابان» فعل ذلك من خلال الإشارة إلى نطاق ضيق، بدلاً من رقم محدد، حيث سيقلص شراء السندات. وقال المصدرون إنه يمكنه أيضاً إدراج «بند الهروب» الذي يتعهد بإبطاء أو إيقاف التخفيض مؤقتاً إذا أصبحت الأسواق متقلبة للغاية. وقالوا إن «البنك» سوف «يخفض» التخفيضات عبر استحقاقات السندات المختلفة بطريقة لا تسبب تشوهات في منحى العائد. وقال إيزورو كاتو، كبير خبراء الاقتصاد في «توتان ريسيرش» والمراقب المخضرم لـ«بنك اليابان»، إن «البنك المركزي» يجب أن يوازن بين الحاجة إلى استقرار سعر الصرف والحاجة إلى استقرار سوق السندات. ولهذا السبب قد يسعى إلى تعميق التخفيضات في مشترياته من السندات كل ربع سنة. وقال كاتو: «إذا استمر الين في الضعف؛ فإن (بنك اليابان) قد يلجأ إلى خفض برنامجه لشرائه السندات ورفع أسعار الفائدة في يوليو المقبل. وقد لا يكون مجرد خفض برنامجه لشرائه كافياً لمنع الين من الهبوط أكثر».