«المركزي» الألماني يتوقع تحسن أداء الاقتصاد في الربع الثاني

حذر من مخاطر التضخم بسبب ارتفاع الأجور أكثر من المتوقع

تظهر لافتة خارج مقر «المصرف المركزي الألماني (بوندسبنك)» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
تظهر لافتة خارج مقر «المصرف المركزي الألماني (بوندسبنك)» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
TT

«المركزي» الألماني يتوقع تحسن أداء الاقتصاد في الربع الثاني

تظهر لافتة خارج مقر «المصرف المركزي الألماني (بوندسبنك)» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
تظهر لافتة خارج مقر «المصرف المركزي الألماني (بوندسبنك)» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

أشارت تقديرات «المصرف المركزي الألماني (بوندسبنك)» إلى تحسن تدريجي في التوقعات الاقتصادية لألمانيا.

وذكر «المصرف» في تقريره الشهري، الذي نشره يوم الأربعاء، أنه من المتوقع بعد الارتفاع الطفيف الذي حدث في بداية العام الحالي أن يرتفع الأداء الاقتصادي مرة أخرى في الربع الثاني. وقال المصرف: «بشكل عام؛ يبدو أن الاقتصاد يكتسب زخماً تدريجياً».

ويتوقع «المركزي الألماني» أن يتلقى الاقتصاد الوطني تعزيزات إيجابية في الربع الثاني من «مقدمي الخدمات» و«الاستهلاك الخاص». وذكر خبراء «المصرف» أن هذا ما أشارت إليه نتائج المسوحات التي أجراها معهد «إيفو» لمجالات الخدمات المرتبطة بالاستهلاك في قطاعي الضيافة والتجزئة. وأضاف الخبراء: «وبالتالي؛ فإن زيادة الدخل الحقيقي المتاح للأسر من المرجح أن تتغلب على حالة عدم اليقين السائدة بين المستهلكين».

وتوقع الـ«بوندسبنك» أن يشهد قطاع الخدمات بشكل عام ارتفاعاً ملحوظاً في الربع الثاني. وانخفض «الاستهلاك الخاص»، بوصفه داعماً رئيسياً للاقتصاد، بسبب ارتفاع التضخم مؤقتاً والارتفاع السريع في أسعار الفائدة. ومن ناحية أخرى، من المرجح أن يظل النشاط الصناعي ضعيفاً في الوقت الحالي، وفقاً لتقديرات «المركزي الألماني».

كما حذر «المصرف» بأن ارتفاع الأجور بأكثر من المتوقع يلقي بعض الشك على التوقعات باستمرار انخفاض التضخم. وقال: «لا تزال هناك مخاطر تهدد عملية انحسار التضخم الأساسية. لقد كان نمو الأجور مؤخراً أقوى مما كان متوقعاً. وهذا يعني أن ضغط الأسعار المرتفع على الخدمات بشكل خاص قد يستمر لفترة أطول».

وأشار التقرير إلى أن الأجور المتفق عليها بشكل جماعي؛ بما في ذلك المزايا الإضافية، ارتفعت بنسبة 6.2 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من العام، مقارنة بـ3.6 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.

وباستثناء المدفوعات لمرة واحدة، ارتفعت الأجور المتفق عليها جماعياً بنسبة 3 في المائة سنوياً في الربع الأخير، وهي أيضاً أسرع من الأشهر الثلاثة السابقة.

وأضاف: «هذا يمد الاتجاه التصاعدي للأجور الحقيقية منذ ربيع عام 2021، والذي كان مرتفعاً جداً في سياق طويل الأمد».

ويتوقع «المركزي الألماني» أن يرتفع التضخم الألماني في مايو (أيار) مقارنة بنسبة 2.4 في المائة خلال أبريل (نيسان)، وأن يستقر عند مستوى أعلى قليلاً في الأشهر المقبلة، ويرجع ذلك أساساً إلى مقارنة غير مواتية بالعام الماضي، عندما خُفضت أسعار تذاكر القطارات، وانخفضت تكاليف الوقود.

ووفق البيانات الأولية الصادرة عن «مكتب الإحصاء الاتحادي»، فقد حقق الاقتصاد الألماني نمواً طفيفاً بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الأول مقارنة بالربع السابق. وسينشر «المكتب» التفاصيل المتعلقة بهذه الفترة يوم الجمعة.

وفي العام الماضي، سجل أكبر اقتصاد في أوروبا ركوداً طفيفاً بنسبة 0.2 في المائة بعد تعديل الأسعار. وتأثر الاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير بتداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي، إضافة إلى الارتفاع المؤقت في أسعار الطاقة، والارتفاع السريع في أسعار الفائدة.


مقالات ذات صلة

صندوق النقد الدولي يشيد بالتحول الاقتصادي «غير المسبوق» في السعودية

الاقتصاد قال صندوق النقد الدولي إن الجهود الرامية إلى تنويع الأنشطة الاقتصادية بدأت تؤتي ثمارها (واس)

صندوق النقد الدولي يشيد بالتحول الاقتصادي «غير المسبوق» في السعودية

أشاد صندوق النقد الدولي بالتحول الاقتصادي «غير المسبوق» في السعودية في ظل «رؤية 2030»، بما فيها إصلاحات المالية العامة وبيئة الأعمال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - الرياض)
الاقتصاد منظر عام لبوابة براندنبورغ في برلين (رويترز)

الاقتصاد الألماني يتحسن: معهد «دي آي دبليو» يرفع توقعاته للنمو

رفع خبراء في معهد «دي آي دبليو» للأبحاث الاقتصادية، توقعاتهم لمعدل نمو الاقتصاد الألماني هذا العام إلى 0.3 في المائة، بعد أن توقعوا نمواً بنسبة 0.1 في المائة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمره الصحافي يوم الأربعاء عقب انتهاء اجتماع اللجنة الفيدرالي للسوق المفتوحة (أ.ف.ب)

توقعات «الفيدرالي» الجديدة تخرجه من دائرة الانتخابات

ربما يكون الاحتياطي الفيدرالي قد خرج للتو من دائرة ضوء الحملة الانتخابية الرئاسية بمجموعة من التوقعات تظهر أنه من غير المحتمل إجراء تخفيضات للفائدة قبل ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لشركة «مايتيريزا» مايكل كليغر (الشرق الأوسط)

الرئيس التنفيذي لـ«مايتيريزا»: جاذبية السوق السعودية فتحت شهيتنا للتوسع في المنطقة

أكد مايكل كليغر، الرئيس التنفيذي لشركة «مايتيريزا» أن السوق السعودية أقوى سوق في منطقة الشرق الأوسط تجذب أعمالهم وخدماتهم، مما دفعهم إلى التوسع في المنطقة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد عرض التفاح في محل للبقالة في سان أنسيلمو، كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يتباطأ في مايو في إشارة إلى احتمال تراجع ضغوط الأسعار

تراجع التضخم في الولايات المتحدة الشهر الماضي في علامة تبعث على الأمل بأن ارتفاع الأسعار الذي حدث في أوائل هذا العام ربما يكون قد انتهى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

فنزويلا تقترب من إنتاج مليون برميل من النفط يومياً

إحدى مصافي المجموعة النفطية الفنزويلية التابعة للدولة «بتروليوس دي فنزويلا» (رويترز)
إحدى مصافي المجموعة النفطية الفنزويلية التابعة للدولة «بتروليوس دي فنزويلا» (رويترز)
TT

فنزويلا تقترب من إنتاج مليون برميل من النفط يومياً

إحدى مصافي المجموعة النفطية الفنزويلية التابعة للدولة «بتروليوس دي فنزويلا» (رويترز)
إحدى مصافي المجموعة النفطية الفنزويلية التابعة للدولة «بتروليوس دي فنزويلا» (رويترز)

تقترب فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، من إنتاج مليون برميل يومياً، لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات، حسبما أعلن وزير النفط الفنزويلي.

بلغ إنتاج النفط ذروته في 2008 مع 3.5 مليون برميل، لكنه تراجع بعد سنوات من سوء الإدارة والعقوبات الأميركية الصارمة.

والشهر الماضي أعادت واشنطن فرضت عقوبات على كراكاس بعد ستة أشهر على تخفيفها، رداً على استمرار الحكومة في قمع المعارضين قبل انتخابات يوليو (تموز). ومع ذلك حصلت شركة الطاقة الإسبانية العملاقة «ريبسول» على إذن من الولايات المتحدة لمواصلة العمل في فنزويلا، بينما تسعى شركات أخرى أيضاً للحصول على مثل هذه التصاريح.

وتشير التوجيهات من وزارة الخزانة الأميركية إلى أنها ستعطي أولوية في إصدار التراخيص للشركات ذات الإنتاج النفطي الحالي والأصول، على أن تستبعد الشركات الراغبة في دخول سوق الطاقة الفنزويلية. وأوضح فرنسيسكو بالميري، رئيس البعثة الأميركية لفنزويلا، قائلاً: «يعد القطاع النفطي أمراً مهماً لإعادة تنشيط اقتصاد فنزويلا، لكن الأهم من ذلك كله هو الانتخابات في 28 يوليو». وشدد على أن القنوات الدبلوماسية مع حكومة مادورو ما زالت مفتوحة.

وقال وزير النفط في فنزويلا بيدرو تيليشيا، الشهر الماضي، إنه متفائل بأن إنتاج النفط الفنزويلي سيصل إلى مليون برميل يومياً قريباً، لأسباب منها الاتفاق مع «ريبسول» لزيادة الإنتاج.

وأعلن تيليشيا الجمعة خلال فعالية رسمية في العاصمة: «يمكننا القول رسمياً إننا تجاوزنا 950 ألف برميل (يومياً)... هذا الشهر»، مضيفاً: «نحن قريبون جداً من (إنتاج) مليون برميل».

وتيليشيا هو أيضاً رئيس شركة النفط الفنزويلية العملاقة «بتروليوس دي فنزويلا» (بيديفيسا).

وبحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بلغ إنتاج فنزويلا 910 آلاف برميل يومياً بحلول نهاية مايو الماضي.

وانخفض إنتاج البلاد إلى أقل من مليون برميل يومياً في 2019 عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات إثر إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو المثيرة للجدل قبل عام. وبحلول عام 2020 كان الرقم أقل من 400 ألف برميل يومياً.

وسيسعى مادورو إلى ولاية رئاسية ثالثة في انتخابات 28 يوليو التي استَبعدت منها المحاكم الموالية للنظام أقوى منافسيه. وجاء ذلك رغم اتفاق بين الحكومة والمعارضة العام الماضي على إجراء انتخابات حرة ونزيهة بحضور مراقبين دوليين.

يأتي هذا بينما يتداول النفط أعلى من 80 دولاراً للبرميل، مما يقلل من أرباح فنزويلا من بيع النفط، لكنه يظل مصدراً مهماً للغاية للإيرادات.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة للنفط بصورة طفيفة عند التسوية، يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، بعد أن أظهر مسح تدهور معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة، لكن الأسعار ارتفعت 4 في المائة على مدى الأسبوع مع تقييم المستثمرين لتوقعات نمو الطلب على النفط الخام والوقود في العام الحالي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 13 سنتاً عند التسوية إلى 82.62 دولار للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 17 سنتاً إلى 78.54 دولار.

وعلى مدى الأسبوع، ربح الخامان القياسيان نحو 4 في المائة وهي أعلى زيادة أسبوعية لهما منذ أبريل (نيسان).

وانخفض كلا الخامين بعد أن أظهر مسح تراجع معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) إلى أدنى مستوى لها في سبعة أشهر.

ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقديراتها لنمو الطلب على النفط بصورة طفيفة العام الحالي، بينما أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على توقعاتها لنمو الطلب نسبياً عند 2.2 مليون برميل يومياً.