«المركزي الأوروبي» يحذر من تحديات تواجه مصارف منطقة اليورو هذا العام

دعوات لتعزيز احتياطيات رأس المال والعقارات التجارية تهدد النظام المالي

تظهر اللافتة خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
تظهر اللافتة خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يحذر من تحديات تواجه مصارف منطقة اليورو هذا العام

تظهر اللافتة خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
تظهر اللافتة خارج مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

حذر المصرف المركزي الأوروبي من أن مصارف منطقة اليورو من المحتمل أن تواجه عدداً من التحديات هذا العام تؤثر على الربحية وجودة الأصول.

وقال نائب رئيس المركزي الأوروبي، لويس دي غيندوس، في مؤتمر صحافي يوم الخميس، إن المصارف تواجه ارتفاعاً في تكاليف التمويل وضعفاً عاماً في النمو الاقتصادي وتدهوراً في محافظ القروض وزيادة في القروض المتعثرة، وفق «رويترز».

وأضاف دي غيندوس: «توصيتنا فيما يتعلق بالسياسة المحتملة واضحة تماماً... دعونا نحاول الاستفادة من الربحية الجيدة من أجل تعزيز احتياطيات رأس المال».

حلقة ضعيفة في النظام المالي

على صعيد موازٍ، أظهر تقرير للمصرف أن العقارات التجارية أصبحت الحلقة الضعيفة في النظام المالي لمنطقة اليورو؛ حيث إن الخسائر التي تشهدها تهدد بإلحاق الضرر بالمصارف وشركات التأمين والصناديق.

وتعرضت شركات العقارات التجارية لضربة ثلاثية تتمثل في ارتفاع تكاليف الاقتراض، وانخفاض الطلب على مساحات المكاتب في عصر ما بعد جائحة كوفيد – 19، وزيادة تكلفة مواد البناء، وفق «رويترز».

وقال «المركزي الأوروبي» في تقريره السنوي لمراجعة الاستقرار المالي (FSR)، إن مشكلاتهم بدأت الآن تنتشر إلى مؤيديهم في شكل ارتفاع معدلات التخلف عن السداد على القروض والخسائر الوشيكة على الاستثمارات.

وقال «المركزي» للبلدان العشرين التي تتشارك عملة اليورو إن أسعار العقارات التجارية انخفضت بنسبة 8.7 في المائة على أساس سنوي في نهاية عام 2023 وقد تنخفض أكثر.

وأضاف: «قد تنخفض الأسعار أكثر، بالنظر إلى الانخفاض الهيكلي في الطلب على بعض أصول العقارات التجارية بعد الوباء. إن التوقعات بالنسبة لسوق المكاتب قاتمة بشكل خاص».

وكان القطاع بمثابة ملاحظة سيئة في تقرير الاستقرار المالي الأكثر إيجابية، الذي أشار فيه «المركزي الأوروبي» إلى أن خطر الركود قد انخفض على الرغم من المخاطر الجيوسياسية المستمرة.

وأشار «المركزي» إلى أن نحو نصف شركات العقارات الكبيرة في منطقة اليورو تكبّدت خسائر وانخفضت قدرتها على سداد الفائدة من الأرباح بشكل كبير.

وفي حين أن العقارات التجارية لا تمثل سوى جزء صغير من جميع القروض، قال «المركزي الأوروبي» إن «عدداً قليلاً من المصارف» عانت بالفعل من «تدهور كبير في محافظها الاستثمارية العقارية»، خاصة في الولايات المتحدة.

وأضاف أن انخفاض قيمة العقارات من المحتمل أن يجبر المصارف على رفع المخصصات «وقد يؤدي، في بعض الحالات، إلى تآكل رأس المال».

وعلى نحو مماثل، أشار «المركزي الأوروبي» إلى أن صافي القيمة الإجمالية المعلنة لصناديق الاستثمار العقاري ظلت مستقرة على الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار العقارات، ما يشير إلى أنه لم يتم تسجيل الخسائر بعد.

وقال «المركزي الأوروبي»: «مثل هذه الخسائر قد تؤدي إلى طلبات استرداد لصناديق الاستثمار العقاري، ما يضع ضغوطاً على مخزوناتها النقدية».

في المقابل، قد تواجه شركات التأمين خسائر على استثماراتها في صناديق الاستثمار العقاري، التي عززتها خلال الحقبة السابقة من انخفاض أسعار الفائدة وازدهار أسواق العقارات.

وقال المصرف: «بناء على ذلك، فإن الترابط في انكشافات العقارات التجارية عبر النظام المالي يستدعي المراقبة المستمرة».


مقالات ذات صلة

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض توجد بها مقار رئيسية لأكبر البنوك (رويترز)

دخل الاستثمارات والعمليات يدفع البنوك السعودية لتحقيق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

واصلت البنوك السعودية تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال الربع الثالث من 2024 بعد أن نما صافي أرباحها بنسبة 13.49 في المائة عن الربع المماثل.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد أحد فروع "مصرف الراجحي" (الموقع الإلكتروني للمصرف)

«الراجحي» السعودي يسجل أعلى أرباح فصلية على الإطلاق

قفزت أرباح «مصرف الراجحي» السعودي خلال الربع الثالث من العام بنسبة 22.8 % على أساس سنوي، لتبلغ 5.1 مليار ريال، مسجّلة أعلى أرباح فصلية على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «بنك الرياض» بالمركز المالي في العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «بنك الرياض» ترتفع 27 % إلى 705 ملايين دولار في الربع الثالث

ارتفع صافي أرباح «بنك الرياض» بنسبة 27 في المائة خلال الربع الثالث من 2024 بسبب زيادة الدخل وانخفاض المصاريف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداول في قاعة التداول ببورصة نيويورك (رويترز)

تراجع الأسهم الأميركية مع نتائج إيجابية للمصارف وهبوط أسعار النفط

هبطت الأسهم الأميركية قرب مستوياتها القياسية بعد أن حققت عدة مصارف كبرى أرباحاً أقوى في الصيف مما توقعه المحللون بينما تراجع سعر النفط الخام مرة أخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليوان والروبل وسط أعلام الصين وروسيا (رويترز)

التجارة باليوان مستمرة بموسكو رغم انتهاء صلاحية الترخيص الأميركي

استمرت تجارة اليوان الصيني في بورصة موسكو للأوراق المالية الاثنين رغم انتهاء ترخيص مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (موسكو)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات، مشيرة إلى أن هذا الخطر أكبر من احتمال انخفاضه. جاء ذلك في إطار دفاعها عن استراتيجية الخفض التدريجي لأسعار الفائدة.

وفي أول خطاب لها منذ انضمامها إلى بنك إنجلترا، في يوليو (تموز) الماضي، قالت لومبارديللي، خلال مؤتمر نظّمته كلية كينغز للأعمال: «أرى أن احتمالات المخاطر السلبية والإيجابية للتضخم متوازنة إلى حد كبير، لكن في الوقت الحالي، فإنني أكثر قلقاً بشأن العواقب المحتملة إذا تحقق السيناريو المرتفع؛ لأن ذلك قد يتطلب استجابة نقدية أكثر تكلفة».

وأوضحت لومبارديللي أن السيناريو الذي يشهد استقرار نمو الأجور عند نحو 3.5 في المائة إلى 4 في المائة، واستقرار التضخم عند 3 في المائة، بدلاً من هدف بنك إنجلترا البالغ 2 في المائة، سيكون من الصعب معالجته إذا أصبح هذا التوجه «الواقع الجديد» الذي يتوقعه كل من الشركات والمستهلكين.

ويعتقد بعض الاقتصاديين أن معدل التضخم بالمملكة المتحدة قد يرتفع إلى 3 في المائة مع بداية عام 2025.

وفي الأسبوع الماضي، أشار نائب آخر لمحافظ بنك إنجلترا، ديف رامسدين، إلى أن التضخم في بريطانيا قد ينخفض عن التوقعات الأخيرة للبنك، مما قد يتطلب تسريع خفض أسعار الفائدة.

وأضافت لومبارديللي أن التقارير الأولية لمؤشر مديري المشتريات، التي جرى نشرها الأسبوع الماضي، أظهرت تباطؤاً في الاقتصاد البريطاني، لكنها أكدت أنها لا تأخذ إشارة قوية من صدور بيانات مفردة.

وقالت: «نظراً للتأخيرات التي تتسم بها السياسات النقدية، من المهم ألا نتخذ خطوات متأخرة في حال تحرك الاقتصاد في هذا الاتجاه».

يُذكر أن بنك إنجلترا خفَّض أسعار الفائدة مرتين منذ أغسطس (آب) الماضي، ليصل بها إلى 4.75 في المائة بعد أن كانت قد بلغت أعلى مستوى لها في 16 عاماً عند 5.25 في المائة. وكان هذا الخفض أقل مقارنة بتلك التي قام بها كل من البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وذلك بسبب المخاوف المتعلقة بالضغوط التضخمية في سوق العمل البريطانية.