توقعات روسية متفائلة لعام 2024: نمو الناتج المحلي 2.8 % وسط ضعف الروبل

رجحت سعر 65 دولاراً لتصدير النفط الروسي في 2024 - 2027

أشخاص يسيرون عبر الساحة الحمراء بالقرب من كاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا بالكرملين في وسط موسكو (رويترز)
أشخاص يسيرون عبر الساحة الحمراء بالقرب من كاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا بالكرملين في وسط موسكو (رويترز)
TT

توقعات روسية متفائلة لعام 2024: نمو الناتج المحلي 2.8 % وسط ضعف الروبل

أشخاص يسيرون عبر الساحة الحمراء بالقرب من كاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا بالكرملين في وسط موسكو (رويترز)
أشخاص يسيرون عبر الساحة الحمراء بالقرب من كاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا بالكرملين في وسط موسكو (رويترز)

رجحت وزارة الاقتصاد الروسية تحسناً في توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024 إلى 2.8 في المائة من 2.3 في المائة في التوقعات الجديدة التي نُشرت يوم الثلاثاء، بينما تتوقع روبلاً أضعف، وفائضاً أقل للحساب الجاري في السنوات المقبلة.

ويعتمد التعافي الاقتصادي الروسي من الانكماش الذي حدث في عام 2022 بشكل كبير على إنتاج الأسلحة والذخيرة التي تمولها الدولة مع استمرار موسكو في حربها في أوكرانيا، مما يخفي المشاكل التي تعيق تحسين مستوى معيشة الروس، وفق «رويترز».

ورفع صندوق النقد الدولي هذا الشهر توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي لعام 2024 إلى 3.2 في المائة من 2.6 في المائة المتوقعة في يناير (كانون الثاني)، مشيراً إلى قوة الإنفاق الحكومي والاستثمار المرتبط بالحرب، بالإضافة إلى ارتفاع إنفاق المستهلكين في سوق عمل ضيقة، وعائدات قوية لصادرات النفط على الرغم من العقوبات الغربية.

وقال وزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف، في حديثه خلال اجتماع حكومي، إن العامل الرئيسي وراء النمو الاقتصادي هو الطلب المحلي للمستهلكين والاستثمار.

وتتوقع وزارة الاقتصاد نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.3 في المائة تقريباً في 2025 - 2026، بينما من المتوقع أن يسجل الروبل انخفاضاً ثابتاً ليصل إلى متوسط سعر صرف 101.2 مقابل الدولار في عام 2026، مقارنة بالمستويات الحالية التي تبلغ حوالي 93.

ويُنظر إلى سعر صادرات النفط الروسي حتى عام 2027 عند 65 دولاراً للبرميل. ويتداول نفط الأورال الروسي خام (عقود النفط الروسي) حالياً عند حوالي 79 دولاراً للبرميل.

وخفف نجاح روسيا في الالتفاف على سقف أسعار النفط الذي فرضه الغرب، من خلال إعادة توجيه الصادرات إلى وجهات صديقة وإخفاء ملكية ما يسمى أساطيل الظل من السفن لنقل النفط، من ضغط العقوبات، لكن انخفاض عائدات الصادرات لا يزال بإمكانه الإضرار بالعجز في الموازنة.

المخاطر

تستنزف حرب روسيا في أوكرانيا خزائن الدولة - انخفض الجزء السائل من صندوق الثروة السيادية لموسكو بشكل حاد منذ الغزو - لكن يقول خبراء الاقتصاد إن أسعار النفط التي تصل إلى 60 دولاراً للبرميل لا تزال تسمح لروسيا بالحفاظ على شبكة أمان مالية يمكن أن تستمر لسنوات.

ومن المتوقع أن يؤدي انخفاض عائدات الصادرات إلى الضغط على التجارة الروسية وميزان الحساب الجاري. ومن المتوقع أن ينخفض الميزان التجاري بأكثر من 30 في المائة في السنوات المقبلة، مقارنة بالتقديرات السابقة والتوقعات الخاصة بفائض الحساب الجاري التي انخفضت ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 25.3 مليار دولار فقط في عام 2026.

وقال ريشيتنيكوف: «لا تزال المخاطر قائمة أيضاً. خارجياً، يعد هذا أولاً وقبل كل شيء تباطؤاً في الاقتصاد العالمي ككل، وفي اقتصادات الدول التي تعد الشركاء التجاريين الرئيسيين لروسيا، فضلاً عن استمرار ضغط العقوبات».

وحسنت الوزارة توقعات الدخل الحقيقي المتاح وتجارة التجزئة. من المتوقع أن يرتفع الدخل، الذي يرجع جزئياً إلى ارتفاع الإنفاق الحكومي وسوق العمل الضيقة، بنسبة 5.2 في المائة في عام 2024، ارتفاعاً من النمو البالغ 2.7 في المائة في التوقعات السابقة.

وتتوقع الوزارة أن ينتهي التضخم العام عند 5.1 في المائة، وهو أعلى من التقدير السابق وهدف المصرف المركزي البالغ 4 في المائة. ويتوقع المحللون أن تظل أسعار الفائدة، التي تبلغ حالياً 16 في المائة، في خانة العشرات حتى منتصف عام 2025 على الأقل.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الصورة الرسمية للجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (واس)

الجدعان: تعزيز التعاون بين مجلس التعاون الخليجي مهم للتغلب على التحديات

قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن دول مجلس التعاون الخليجي تتشارك في الفرص والتحديات.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد أشخاص على «جسر الألفية» بينما تظهر المنطقة المالية لمدينة لندن خلفهم (رويترز)

تراجع زخم «الخدمات» بالمملكة المتحدة مع استمرار النمو خلال سبتمبر

فقدت شركات الخدمات البريطانية بعض زخمها، لكنها استمرت في النمو خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفعت الأسعار التي فرضتها بأبطأ وتيرة منذ نحو 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)

انكماش الأعمال بمنطقة اليورو وسط تخفيف الضغوط التضخمية

تراجع نشاط الأعمال بمنطقة اليورو إلى الانكماش في الشهر الماضي، رغم أن هذا التراجع لم يكن حاداً كما كان متوقعاً في البداية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد يقف العملاء في طوابير خارج المطاعم لتلقي طلباتهم الجاهزة (رويترز)

تباطؤ نمو خدمات روسيا في سبتمبر

أظهر مسح للأعمال نُشر يوم الخميس، أن نشاط الأعمال في قطاع الخدمات الروسي نما بوتيرة أبطأ في سبتمبر (أيلول)، وسط ارتفاع أضعف في الطلب وتباطؤ في جهود التوظيف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
TT

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

تشهد السوق العقارية في السعودية مؤخراً إقبالاً على الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي تتراوح مساحاتها بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث ارتفعت الصفقات العقارية لتلك المساحات بنسبة 151 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والاختصاصيين العقاريين خلال حديثهم مع «الشرق الأوسط»، هذا الإقبال، إلى 4 أسباب، مشيرين إلى أن المستقبل في المدن الكبرى مثل الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وجدة، والدمام سيكون للوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي ستخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين العقاريين في التوسع في هذه الوحدات وزيادة نصيبها ضمن مَحافظهم الاستثمارية والخاصة بمشروعات التطوير العقاري.

ويرى الخبير والمُقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن المستقبل في المدن الكبرى للوحدات السكنية من الشقق الصغيرة بمتوسط مساحة 35 متراً مربعاً، مضيفاً أن مبيعات غالبية المطورين والمسوّقين العقاريين في المدن الكبيرة تتركز في الوحدات السكنية الصغيرة التي تتكون من غرفة أو غرفتين واستوديو.

وأرجع الفقيه هذا التوجه نحو الوحدات السكنية الصغيرة، إلى 4 أسباب، تتمثل في تغير التركيبة السكانية في المدن الرئيسية وعلى رأسها مدينة الرياض ومحافظة جدة؛ بسبب الهجرة الكبيرة نحو المدن التي أصبحت مركز جذب، ولارتفاع جودة الحياة فيها، ولزيادة الفرص الوظيفية فيها للسعوديين وغير السعوديين، كما أن هذه الفئات قليلة العدد ومتوسط عدد أفرادها 3 أشخاص. بالإضافة إلى ظهور فئات جديدة في المجتمع لم يعهدها سابقاً، من الذين يُفضّلون الاستقلالية في السكن، حيث إن بعضهم سيدات، سواء منفصلات أو موظفات قادمات من خارج المدن، أو رجال يفضلون الاستقلالية في السكن.

وأشار الفقيه إلى أن السبب الثالث، يكمن في تغير العادات الاجتماعية، بحيث أصبحت الأسر الجديدة وحديثو الزواج يميلون إلى عدم إنجاب الأطفال بعدد كبير جداً، ويفضّلون وجود فترة زمنية تتجاوز 3 سنوات لإنجاب طفلهم الأول، بعد الاستقرار المادي والسكني، مضيفاً أن السبب الرابع يتمثل في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى؛ مما دفع كثيراً من العائلات الصغيرة والمستقلين إلى تفضيل الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة.

واستشهد الفقيه بلغة الأرقام، مشيراً إلى أن بيانات البورصة العقارية توضح تضاعف الصفقات العقارية للوحدات السكنية بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث سجّلت البورصة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 242 وحدة سكنية، بينما قفزت خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 608 وحدات سكنية، وهو مؤشر قوي على ازدياد وتفضيل هذا النوع من المساكن.

الوحدات الصغيرة... نجم صاعد

من جانبه، وصف المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبدالله، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، الوحدات السكنية الصغيرة بأنها نجم صاعد في السوق العقارية السعودية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب اهتمام المطورين والمستثمرين على حد سواء، مشيراً إلى أنه مع تنامي عدد السكان وزيادة الطلب على السكن فرضت هذه الوحدات نفسها حلاً مبتكراً وذكياً يلبي احتياجات الطلب الكبير والعصر الحديث في السوق العقارية السعودية، ويتواكب مع ما يشهده من تحولات ديناميكية، كما يجمع بين المرونة والكفاءة والاستدامة.

وأضاف أنه «في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة تظهر الحاجة إلى تنوع في الخيارات السكنية بشكل متزايد من الجيل الجديد من السعوديين الذين يفضّلون الاستقلالية والمرونة، ويسعون للحصول على وحدات سكنية تلبي احتياجاتهم الفردية بأسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية». ولفت إلى أن الوحدات السكنية الكبيرة لم تعد الخيار الأوحد، بل باتت الوحدات الصغيرة تجذب الأنظار، خصوصاً للشباب والعائلات الصغيرة والمهنيين غير المتزوجين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يتناسب مع احتياجاتهم، دون الإخلال بالجودة أو الراحة؛ مما يجعلها خياراً مثالياً لمَن يسعون للحصول على نمط حياة عصري ومستدام، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو التصميم الذكي واستخدام المساحات بشكل أكثر فعالية.

ويرى العبودي أن النمو السكاني وتنامي تدفق موظفي الشركات العالمية والمستثمرين، زادا من الطلب على الوحدات السكنية الصغيرة بشكل لافت في المملكة، خصوصاً للفئات الباحثة عن سكن بأسعار معقولة وبمواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن الطلب على الوحدات الصغيرة سيرتفع بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة؛ حيث يسهم ذلك في تخفيف الضغط على الوحدات السكنية الكبيرة ويفتح أبواباً جديدة للاستثمار في قطاع العقارات، كما أن المستثمرين العقاريين بدأوا في استيعاب ذلك، وهو ما أدى إلى زيادة المشروعات السكنية التي تركز على تقديم وحدات صغيرة تتسم بالجودة والكفاءة.

وأضاف أنها تعدّ خياراً اقتصادياً ممتازاً سواء للمطورين أو للمشترين، فالمساحات الأصغر تعني تكاليف أقل للبناء وبالتالي تقديم وحدات بأسعار تنافسية تتيح لشريحة أوسع من السكان إمكانية التملك أو الإيجار، وهذا يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030» في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، كما أنها ستصبح جزءاً أساسياً من النسيج العقاري للمملكة.