اليابان تواجه تحدياً للانتقال من الفائدة الصفرية

تسعى لوضع قواعد دولية لاستخدام الذكاء الاصطناعي

مشاة يمرّون أمام مقر «البنك المركزي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
مشاة يمرّون أمام مقر «البنك المركزي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

اليابان تواجه تحدياً للانتقال من الفائدة الصفرية

مشاة يمرّون أمام مقر «البنك المركزي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
مشاة يمرّون أمام مقر «البنك المركزي» وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

قال محافظ بنك اليابان (البنك المركزي) كازو أويدا، إنه «من المرجح للغاية» أن يقوم البنك برفع أسعار الفائدة، إذا استمر التضخم في الارتفاع، مؤكداً أن القرارات المستقبلية ستعتمد على البيانات.

وبعد أول زيادة لأسعار الفائدة خلال 17 عاماً، في اجتماع السياسة السابق للبنك في مارس (آذار) الماضي، اعترف أويدا بأن خبرة اليابان في العمل بأسعار فائدة صفرية لفترة طويلة، تعني أن تحديد مدى ارتفاع أسعار الفائدة يشكل «تحدياً».

ومع ذلك، أكد محافظ البنك المركزي في الوقت الحالي الحاجة إلى الإبقاء على ظروف مالية تيسيرية؛ نظراً لأن التضخم الأساسي لا يزال «أقل إلى حد ما» من هدف بنك اليابان المركزي الذي يبلغ 2 في المائة، مضيفاً أن البنك يراقب نمو الأجور وتضخم أسعار الخدمات لضمان استقرار التضخم.

وأضاف أويدا: «إذا استمر التضخم الأساسي في الارتفاع، فسنقوم على الأرجح برفع أسعار الفائدة»، واصفاً هذا الوضع بأنه «صحي».

ورجح أساهي نوغوتشي، عضو مجلس إدارة بنك اليابان المركزي، يوم الخميس، أن تكون وتيرة زيادات أسعار الفائدة في المستقبل أبطأ بكثير من نظيراتها العالمية في تشديد السياسات في الآونة الأخيرة؛ حيث أدى تأثير ارتفاع الأجور المحلية إلى تفاقم المشكلة؛ ومع ذلك يتم تمريرها بالكامل إلى الأسعار.

وقال نوغوتشي في نص خطاب نُشر على الموقع الإلكتروني لبنك اليابان المركزي: «فيما يتعلق بوتيرة تعديل سعر الفائدة، من المتوقع أن تكون بطيئة، بوتيرة لا يمكن مقارنتها بوتيرة البنوك المركزية الكبرى الأخرى في السنوات الأخيرة».

وقال في الخطاب: «هذا لأن الأمر سيستغرق قدراً معقولاً من الوقت للوصول إلى وضع تستمر فيه الأسعار في الارتفاع بنحو 2 في المائة كاتجاه طويل الأمد».

وقال نوغوتشي في تصريحات منفصلة، إن احتمال تحقيق هدف التضخم عند 2 في المائة قد يكون «مرتفعاً إلى حد كبير» في عام 2026. وأوضح في مؤتمر صحافي عندما سُئل عن المدة التي سيستغرقها التضخم للوصول إلى الهدف: «أنا شخصياً أعتقد أن الوضع سيتحسن بشكل كبير في فترة عامين».

وأنهى بنك اليابان 8 سنوات من أسعار الفائدة السلبية وغيرها من بقايا سياسته غير التقليدية الشهر الماضي، ما أدى إلى تحول تاريخي بعيداً عن تركيزه على إنعاش النمو، من خلال عقود من التحفيز النقدي الضخم.

ويبحث المستثمرون عن أي أدلة حول متى سيرفع البنك المركزي أسعار الفائدة قصيرة الأجل مرة أخرى، من النطاق الحالي بين صفر و0.1 في المائة، مع رهانات على التوقيت الذي يتراوح بين يوليو (تموز) والربع الأخير من هذا العام.

على صعيد آخر، ذكر مصدر حكومي، السبت، أن اليابان تدرس إطلاق إطار لحوار جديد يضم الدول ذات الرؤى المشتركة، لمناقشة اللوائح الدولية بشأن الاستخدام المناسب لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتوقع المصدر أن يكشف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن الخطة الخاصة بإطلاق اجتماع «الأصدقاء» بشأن قضايا الذكاء الاصطناعي في اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي من المقرر عقده في يومي 2 و3 مايو (أيار) في العاصمة الفرنسية باريس، حسب وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء.

وأضاف المصدر أن اليابان سوف تدعو، من خلال هذا الإطار، إلى دعم أوسع لـ«عملية هيروشيما للذكاء الاصطناعي»، وهي مبادرة كانت قد أطلقتها مجموعة الدول السبع العام الماضي، لتسهيل المناقشات حول وضع قواعد عالمية.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن كيفية تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سريعة التطور، بينما تزداد المخاوف من أن انتشار المعلومات المضللة من خلال إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي، قد يهدد الديمقراطية والاستقرار السياسي.

وتابع المصدر بأن اليابان تهدف إلى لعب دور رائد في وضع القواعد الدولية للذكاء الاصطناعي، والتي سوف تدفع باتجاه تطوير هذه التكنولوجيا وتنظيمها.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وضع وزراء التكنولوجيا الرقمية لمجموعة السبع إطاراً سياسياً شاملاً للعملية، وافق عليه قادة مجموعة السبع خلال مؤتمر عبر الهاتف في الشهر نفسه.

وهذه أول خطة دولية شاملة تتضمن مبادئ توجيهية وقواعد سلوك ليس فقط للمطورين، ولكن أيضاً للمستخدمين.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تتراجع وسط تباطؤ الزخم وحادث «بوينغ»

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تتراجع وسط تباطؤ الزخم وحادث «بوينغ»

شهدت الأسهم الأميركية تراجعاً يوم الخميس وسط تباطؤ الزخم بعد ارتفاعات كبيرة أوصلتها إلى مشارف تسجيل أعلى مستوياتها على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عمال يجهزون الطرود في مركز أمازون بنيوجيرسي خلال «سايبر مانداي» (رويترز)

أسعار المنتجين في أميركا ترتفع 2.6 في المائة سنوياً خلال مايو

أظهرت بيانات وزارة العمل، الصادرة يوم الخميس، أن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس تكاليف الجملة قبل أن تصل إلى المستهلكين، ارتفع بنسبة 2.6 في المائة خلال مايو.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد فرنسوا فيليروي دي غالهاو في مؤتمر صحافي حول الاقتصاد الفرنسي وتحديات الرسوم أبريل 2025 (رويترز)

محافظ «بنك فرنسا» يؤكد توافق عجز الموازنة مع الهدف عند 5.4 % في 2025

قال محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالهاو، يوم الخميس، إن عجز الموازنة الفرنسية سيصل إلى 5.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مارة أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر نيكي في طوكيو (أ.ب)

الأسواق تتراجع وسط فتور تجاري وتصاعد توتر الشرق الأوسط

تراجعت الأسهم العالمية والدولار مع استمرار المستثمرين في تقييم نتائج تقرير التضخم الأميركي الإيجابية والهدنة التجارية الهشة بين الولايات المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الرئيس دونالد ترمب يحمل البطاقة الذهبية بقيمة 5 ملايين دولار أثناء حديثه مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية (أ.ف.ب)

بعد بيانات التضخم... ترمب يحض «الفيدرالي» مجدداً على خفض الفائدة «نقطة كاملة»

كرّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعوته لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للمضي قدماً في خفض كبير لأسعار الفائدة بعد بيانات التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر تعلن توقف إمدادات الغاز من الشرق بعد الأعمال العسكرية في المنطقة

بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)
بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

مصر تعلن توقف إمدادات الغاز من الشرق بعد الأعمال العسكرية في المنطقة

بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)
بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية توقف إمدادات الغاز من الشرق بعد الأعمال العسكرية التي نشبت في المنطقة.

وقالت في بيان: «استجابة للأعمال العسكرية التي نشبت بالمنطقة وتوقف إمدادات الغاز من الشرق، قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بتفعيل خطة الطوارئ المعدة مسبقاً الخاصة بأولويات الإمداد بالغاز الطبيعي، وذلك بإيقاف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية مع رفع استهلاك محطات الكهرباء للمازوت إلى أقصى كمية متاحة والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار، وذلك في إجراء احترازي حفاظاً على استقرار شبكة الغاز الطبيعي وعدم اللجوء لتخفيف أحمال شبكة الكهرباء، ترقباً لإعادة ضخ الغاز الطبيعي من الشرق مرة أخرى».

وأضاف البيان أن «سفن إعادة التغويز الثلاث قد وصلت إلى مصر، وتقوم إحدى السفن حالياً بإعادة التغويز وضخ الغاز إلى الشبكة القومية للغاز الطبيعي، بينما تجرى أعمال تجهيز السفينتين الأخريين وربطهما بالمواني استعداداً لبدء ضخ الغاز الطبيعي منهما، وتواصل غرفة العمليات الخاصة بشبكة الغاز الطبيعي متابعة الموقف على مدار 24 ساعة، وأن وضع شبكة الغاز آمن، وكذلك احتياطي المازوت».