«صندوق النقد» لخفض الإنفاق وإعادة بناء الاحتياطات في «عام الانتخابات الكبرى»

توقع بلوغ الدين العالمي 99 % من الناتج المحلي في 2029 بقيادة الصين والولايات المتحدة

رجل يتفقد جواله خلال اجتماعات الربيع السنوية في مقر صندوق النقد الدولي بواشنطن (وكالة الصحافة الفرنسية)
رجل يتفقد جواله خلال اجتماعات الربيع السنوية في مقر صندوق النقد الدولي بواشنطن (وكالة الصحافة الفرنسية)
TT

«صندوق النقد» لخفض الإنفاق وإعادة بناء الاحتياطات في «عام الانتخابات الكبرى»

رجل يتفقد جواله خلال اجتماعات الربيع السنوية في مقر صندوق النقد الدولي بواشنطن (وكالة الصحافة الفرنسية)
رجل يتفقد جواله خلال اجتماعات الربيع السنوية في مقر صندوق النقد الدولي بواشنطن (وكالة الصحافة الفرنسية)

حث صندوق النقد الدولي الدول يوم الأربعاء على كبح الإنفاق المالي، وإعادة بناء الاحتياطات المالية، لكنه قال إن ذلك قد يكون صعباً في أكبر عام انتخابي في العالم على الإطلاق.

وقال صندوق النقد إن 88 دولة، تضم أكثر من نصف سكان العالم، أجرت أو تجري انتخابات وطنية في عام 2024، مشيراً إلى أن الحكومات تميل إلى إنفاق المزيد وخفض الضرائب خلال سنوات الانتخابات، وفق «رويترز».

وأشار في تقريره الجديد عن الراصد المالي إلى أن الخطر الأكثر حدة على المالية العامة ينشأ من العدد القياسي للانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2024، مما يؤدي إلى تسميته بـ«عام الانتخابات الكبرى».

ومن المقرر أن تجري الولايات المتحدة انتخاباتها الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما سيبدأ الناخبون في الهند التصويت في وقت لاحق من هذا الشهر. وقد أجرت تايوان والبرتغال وروسيا وتركيا بالفعل انتخابات.

وقال صندوق النقد الدولي إن تجاوز الموازنة أمر ممكن في كثير من الأحيان في سنوات الانتخابات، وهو خطر يتفاقم بسبب زيادة الطلب على الإنفاق الاجتماعي. ولفت إلى أن العجز في سنوات الانتخابات يميل إلى تجاوز التوقعات بنسبة 0.4 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بالسنوات غير الانتخابية.

وأضاف أن تباطؤ توقعات النمو واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة من شأنه أن يزيد من تقييد الحيز المالي في معظم الاقتصادات.

ويوم الثلاثاء، قال الصندوق إن الاقتصاد العالمي يستعد لعام آخر من النمو البطيء ولكن المطرد، وتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي بنسبة 3.2 في المائة لعامي 2024 و2025، وهو المعدل نفسه في عام 2023.

وبحسب الصندوق، فإن آفاق الاقتصاد العالمي تحسنت في الأشهر الستة الماضية، لكن الكثير من الدول لا تزال تعاني من ارتفاع الديون والعجز المالي في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وتضاؤل آفاق النمو على المدى المتوسط.

وقال التقرير إن الاقتصادات المتقدمة، باستثناء الولايات المتحدة، لا تزال تنفق 3 نقاط مئوية أكثر مما كانت عليه قبل جائحة «كوفيد - 19»، بينما كانت اقتصادات الأسواق الناشئة، باستثناء الصين، تنفق نقطتين مئويتين أكثر.

ومن ناحية أخرى، ارتفع الدين العام العالمي إلى 93 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، أي نحو 9 نقاط مئوية أعلى من مستوى ما قبل الجائحة. وقادت الولايات المتحدة والصين زيادة الديون، حيث ارتفعت الديون بأكثر من 2 و6 نقاط مئوية على التوالي.

وقال صندوق النقد الدولي إنه يتعين على الدول تفكيك بعض إجراءات الدعم التي تم تقديمها خلال الوباء وإعادة بناء الاحتياطات المالية، خاصة في الحالات التي تكون فيها المخاطر السيادية مرتفعة.

وقال في مدونّة صدرت مع التقرير الجديد: «يجب على الحكومات التخلص التدريجي على الفور من إرث السياسة المالية في فترة الأزمة، بما في ذلك دعم الطاقة، ومواصلة الإصلاحات للحد من ارتفاع الإنفاق مع حماية الفئات الأكثر ضعفاً».

وأشار إلى أن الاقتصادات المتقدمة التي تعاني من شيخوخة السكان يجب أن تقوم بإصلاح برامج الصحة والمعاشات التقاعدية لاحتواء ضغوط الإنفاق. وأضافت أنه يمكنها أيضاً تعزيز الإيرادات من خلال استهداف الأرباح المفرطة بوصف ذلك جزءاً من نظام ضريبة دخل الشركات.

كما رأى أن اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية يمكنها زيادة الإيرادات الضريبية من خلال تحسين أنظمتها الضريبية، وتوسيع قواعدها الضريبية، وتعزيز القدرات المؤسسية، والتي تولد معاً ما يصل إلى 9 في المائة إضافية من الناتج المحلي الإجمالي.

ومن دون بذل جهود حاسمة لخفض العجز، قال صندوق النقد إن الدين العام سيستمر في الارتفاع في كثير من البلدان، مع توقع أن يقترب الدين العام العالمي من 99 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2029. وستكون الزيادة مدفوعة من قبل الصين والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يرتفع إلى ما هو أبعد من القمم التاريخية.


مقالات ذات صلة

«صندوق النقد» للتوصل لاتفاق مع باكستان بشأن المراجعة الأولى للقرض الجديد

الاقتصاد متسوقون يشترون المكسرات المجففة بإحدى الأسواق في كراتشي (رويترز)

«صندوق النقد» للتوصل لاتفاق مع باكستان بشأن المراجعة الأولى للقرض الجديد

كشف رئيس بعثة صندوق النقد الدولي بباكستان عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات مع السلطات الباكستانية نحو التوصل لاتفاق على مستوى الموظفين بشأن المراجعة الأولى للقرض

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد تطوير وإنشاء مبانٍ حديثة بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

صندوق النقد الدولي يطالب مصر بتطبيق 5 إصلاحات ضرورية

طالب صندوق النقد الدولي مصر بتطبيق إصلاحات أكثر حسماً لضمان نمو قوي ومستدام مشيراً إلى أهمية الاستمرار في رفع الدعم عن الوقود نهائياً بنهاية العام الحالي

«الشرق الأوسط» («الشرق الأوسط»)
المشرق العربي الرئيس جوزيف عون مجتمعاً مع وفد صندوق النقد (الرئاسة اللبنانية)

بعثة صندوق النقد تبدأ مباحثات جديدة مع لبنان

بدأت بعثة صندوق النقد الدولي جولة مباحثات جديدة مع المسؤولين في لبنان، في محاولة للتوصل إلى برنامج إصلاحي اقتصادي شامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد بعثة «صندوق النقد الدولي» خلال لقائها وزير المالية اللبناني ومستشاريه (وزارة المالية اللبنانية)

وزير المالية اللبناني: سيكون هناك اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي

أعلن وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، يوم الأربعاء، أنه سيكون هناك اتفاق جديد بين بلاده و«صندوق النقد الدولي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شعار صندوق النقد الدولي في مقره بواشنطن (رويترز)

وزير المالية اللبناني: سيكون هناك اتفاق جديد مع «صندوق النقد الدولي»

ذكرت وزارة المالية اللبنانية، في بيان، اليوم (الأربعاء)، نقلاً عن الوزير ياسين جابر، أنه سيكون هناك اتفاق جديد بين لبنان وصندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تحسن أداء السوق السعودية في بداية الأسبوع بقيادة قطاع الإعلام

أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)
أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)
TT

تحسن أداء السوق السعودية في بداية الأسبوع بقيادة قطاع الإعلام

أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)
أحد المستثمرين يراقب شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

افتتحت السوق السعودية تعاملاتها يوم الأحد على ارتفاع بنسبة 0.5 في المائة، لتعوض جزءاً من خسائرها الأسبوعية السابقة التي بلغت 0.73 في المائة، مدعومة بأداء قوي لقطاع الإعلام والترفيه، الذي سجَّل ارتفاعاً بنسبة 6 في المائة.

وتصدر سهم «الأبحاث والإعلام» قائمة الأسهم الرابحة، محققاً مكاسب بنسبة 8.7 في المائة ليصل إلى 191 ريالاً. كما شهدت أسهم «الكيميائية»، و«المملكة»، و«رسن»، و«معادن» ارتفاعات ملحوظة.

وحقَّق «البنك الأهلي» و«الراجحي» مكاسب طفيفة بأقل من 1 في المائة، ليغلق الأول عند 34.75 ريال والثاني عند 101.6 ريال. كما ارتفع سهم «أكوا باور» بنسبة 1 في المائة ليصل إلى 335 ريالاً.

في المقابل، تراجع سهم «الإعادة السعودية» بنسبة 2 في المائة، رغم إعلان الشركة قفزة كبيرة في أرباحها لعام 2024، حيث ارتفعت بنسبة 281 في المائة لتصل إلى 474.8 مليون ريال (126.5 مليون دولار)، مقارنة بـ124 مليون ريال (33 مليون دولار) في عام 2023.