«هواوي» تثير غضب الولايات المتحدة بكشفها عن كمبيوتر محمول يعمل بشريحة «إنتل»

سمحت رخصة واحدة صدرت عن إدارة ترمب لشركة «إنتل» بشحن معالجات مركزية إلى «هواوي» لاستخدامها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة منذ 2020 (رويترز)
سمحت رخصة واحدة صدرت عن إدارة ترمب لشركة «إنتل» بشحن معالجات مركزية إلى «هواوي» لاستخدامها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة منذ 2020 (رويترز)
TT

«هواوي» تثير غضب الولايات المتحدة بكشفها عن كمبيوتر محمول يعمل بشريحة «إنتل»

سمحت رخصة واحدة صدرت عن إدارة ترمب لشركة «إنتل» بشحن معالجات مركزية إلى «هواوي» لاستخدامها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة منذ 2020 (رويترز)
سمحت رخصة واحدة صدرت عن إدارة ترمب لشركة «إنتل» بشحن معالجات مركزية إلى «هواوي» لاستخدامها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة منذ 2020 (رويترز)

انتقد أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأميركي يوم الجمعة إدارة بايدن بعد أن كشفت شركة «هواوي» الصينية العملاقة لأجهزة الاتصالات، والتي تخضع لعقوبات، عن كمبيوتر محمول هذا الأسبوع يعمل بشريحة ذكاء اصطناعي من «إنتل».

ووضعت الولايات المتحدة شركة «هواوي» على قائمة قيود تجارية في عام 2019 بسبب انتهاكها لعقوبات إيران، كجزء من جهد أوسع لإعاقة التقدم التكنولوجي لبكين. ويعني إدراج الشركة في القائمة أن على مورديها التقدم بطلب ترخيص خاص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إليها، وفق «رويترز».

وسمحت رخصة واحدة، صدرت عن إدارة ترمب، لشركة «إنتل» بشحن معالجات مركزية إلى «هواوي» لاستخدامها في أجهزة الكمبيوتر المحمولة منذ عام 2020. وكان المتشددون تجاه الصين قد حثوا إدارة بايدن على إلغاء هذا الترخيص، لكن الكثيرين تقبلوا على مضض انتهاء صلاحيته في وقت لاحق من هذا العام، وعدم تجديده.

وكشف شركة «هواوي» يوم الخميس عن أول كمبيوتر محمول لها يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، وهو جهاز «ميت بوك إكس برو» الذي يعمل بمعالج «كور ألترا 9» الجديد من «إنتل»، مما أثار صدمتهم، وغضبهم، لأن هذا يوحي لهم بأن وزارة التجارة الأميركية قد صادقت على شحنات الرقاقة الجديدة إلى «هواوي».

وقال النائب الجمهوري مايكل غالاغر، رئيس اللجنة الفرعية في مجلس النواب المعنية بالصين، في بيان لـ«رويترز»: «إن إحدى أكبر الغرائب في واشنطن العاصمة هي سبب استمرار وزارة التجارة في السماح بشحن التكنولوجيا الأميركية إلى (هواوي)».

وقال مصدر مطلع على الأمر إن الرقائق تم شحنها بموجب ترخيص موجود مسبقاً. وقال المصدر وشخص آخر إن هذه القيود لا تشملها القيود الواسعة النطاق الأخيرة المفروضة على شحنات شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الصين.

ويعد رد الفعل هذا علامة على الضغط المتزايد على إدارة بايدن للقيام بالمزيد لإحباط صعود «هواوي»، بعد ما يقرب من خمس سنوات من إدراجها في قائمة قيود تجارية.

وفي أغسطس (آب)، صدمت الشركة العالم بهاتف جديد يعمل بمعالج متطور تصنعه شركة صناعة أشباه الموصلات الصينية الخاضعة للعقوبات (إس إم آي سي)، ليصبح رمزاً لنهضة الصين التكنولوجية رغم جهود واشنطن المستمرة لشل قدرتها على إنتاج أشباه موصلات متقدمة.

وفي جلسة استماع للجنة الفرعية في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، قال مسؤول تنفيذ الصادرات، كيفن كورلاند، إن قيود واشنطن على «هواوي» كان لها «تأثير كبير» على قدرتها على الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية. كما أكد أن الهدف ليس بالضرورة وقف نمو «هواوي»، ولكن منعها من إساءة استخدام التكنولوجيا الأميركية في «أنشطة ضارة».

لكن هذه التصريحات لم تفلح كثيراً في الحد من إحباط صقور الجمهوريين تجاه الصين بعد أنباء عن الكمبيوتر المحمول الجديد من «هواوي».

وقال النائب الجمهوري مايكل مكول في بيان لـ«رويترز»: «يجب وقف هذه الموافقات. قبل عامين، قيل لي إن التراخيص لشركة «هواوي» ستتوقف. واليوم، لا يبدو أن السياسة قد تغيرت».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)

من سرق الأضواء أكثر... «أبل آيفون 16» أم «هواوي Mate XT»؟

«آيفون 16» من «أبل» يقف في تحدٍّ واضح أمام الهاتف الأول في العالم ثلاثي الطيات من «هواوي».

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد عملاء يتسوقون في متجر «هواوي» الرئيسي في بكين (رويترز)

«هواوي» تسجل أرباحاً قياسية في النصف الأول من العام

أعلنت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «هواوي» عن قفزات كبيرة في إيراداتها وصافي أرباحها في النصف الأول من العام يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا سلمى بشير الرشيدي أول فائزة بكأس «AppGallery Gamer Cup (AGC)»

أول فتاة سعودية تفوز ببطولة كأس «AGC» في متجر هواوي بالرياض

بطولة كأس «AppGallery Gamers Cup (AGC)» هي إحدى المبادرات الرائدة في مجال الرياضات الإلكترونية بدعم من متجر تطبيقات هواوي.

نسيم رمضان (لندن)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.