«أوبك»: توقعات الطلب القوي على النفط خلال الصيف تتطلب مراقبة السوق بعناية

أبقت تقديراتها لعام 2024 دون تغيير وأشارت إلى احتمالات لدفع الاقتصاد العالمي

من المقرر أن يعقد «أوبك بلس» اجتماعاً في يونيو لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج (رويترز)
من المقرر أن يعقد «أوبك بلس» اجتماعاً في يونيو لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج (رويترز)
TT

«أوبك»: توقعات الطلب القوي على النفط خلال الصيف تتطلب مراقبة السوق بعناية

من المقرر أن يعقد «أوبك بلس» اجتماعاً في يونيو لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج (رويترز)
من المقرر أن يعقد «أوبك بلس» اجتماعاً في يونيو لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج (رويترز)

أبقت منظمة البلدان المصدِّرة للنفط (أوبك) تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير، متوقعةً طلباً قوياً عليه في أشهر الصيف، وهو ما يتطلب «مراقبة السوق عن كثب لضمان توازن سليم ومستدام». ورأت أيضاً أن هناك فرصة لأن يحقق الاقتصاد العالمي أداءً أفضل من المتوقع هذا العام.

وقالت المنظمة، ومقرها فيينا، في تقريرها الشهري، إنها لا تزال تتوقع نمو الطلب على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً هذا العام وبنسبة 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2025 دون تغيير عن تقديراتها السابقة.

ويأتي تقرير المنظمة في وقت تشهد أسعار النفط ارتفاعاً مرتبطاً بتنامي التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ تستمر المخاوف من احتمال امتداد الحرب بين إسرائيل و«حماس» إلى صراع إقليمي أوسع. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 27 سنتاً أو 0.3 في المائة إلى 90.75 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتاً أو 0.3 في المائة إلى 86.46 دولار للبرميل.

وقالت «أوبك» في تقريرها إن «التوقعات القوية للطلب على النفط خلال أشهر الصيف تستدعي مراقبة السوق بعناية، وسط حالة عدم اليقين المستمرة، لضمان توازن سليم ومستدام في السوق. وتحقيقاً لهذه الغاية، ستظل الدول المشاركة في إعلان التعاون (DoC) متيقظة واستباقية ومستعدة للتحرك، عند الضرورة، وفقاً لمتطلبات السوق».

كانت «أوبك» والدول الحليفة معها في تحالف «أوبك بلس» قد وافقت الأسبوع الماضي على إبقاء تخفيضات على إنتاج الخام حتى نهاية يونيو (حزيران). ورحبت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بتعهدات العراق وكازاخستان بتحقيق التوافق الكامل مع أهداف الإنتاج والتعويض عن فائض الإنتاج، فضلاً عن إعلان روسيا أن تخفيضاتها في الربع الثاني ستعتمد على الإنتاج بدلاً من الصادرات. وقالت «أوبك» إن الأعضاء الذين أفاضوا في المعروض خلال الربع الأول سيقدمون خطط التعويض بحلول نهاية الشهر.

ومن المقرر أن يعقد «أوبك بلس» اجتماعاً في يونيو لاتخاذ قرار بشأن تمديد خفض الإنتاج أو ضخ المزيد في السوق.

وذكر تقرير «أوبك» أيضاً أن إنتاج المنظمة من النفط الخام استقر في مارس (آذار)، إذ لم يرتفع سوى بمقدار 3 آلاف برميل يومياً مسجلاً 26.60 مليون برميل يومياً، نقلاً عن مصادر ثانوية.

وخفّضت المجموعة توقعاتها لنمو الإمدادات من خارج «أوبك» إلى مليون برميل يومياً لعام 2024 من 1.1 مليون برميل يومياً سابقاً، وتوقعت أن تكون الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج هي المحركات الرئيسية للنمو. كما تم تعديل توقعات النمو لعام 2025 بالخفض إلى 1.3 مليون برميل يومياً من 1.4 مليون برميل يومياً في توقعات الشهر السابق.

وقالت «أوبك» في التقرير: «رغم بعض المخاطر التي تدفع نحو التراجع، ربما ينتج عن استمرار الزخم الذي شاهدناه في بداية العام احتمالات تدفع بنمو الاقتصاد العالمي في 2024». وحافظت على توقعات النمو الاقتصادي العالمي عند 2.8 في المائة للعام الحالي، و2.9 في المائة لعام 2025، ورفعت تقديراتها للنمو الاقتصادي الأميركي إلى 2.1 في المائة لعام 2024 من 1.9 في المائة سابقاً، وأبقتها عند 1.7 في المائة لعام 2025، ولم تتغير توقعات النمو في منطقة اليورو عند 0.5 في المائة هذا العام و1.2 في المائة في العام المقبل.


مقالات ذات صلة

نوفاك: لا خلاف بين روسيا و«أوبك بلس» بشأن تجاوز حصص الإنتاج

الاقتصاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك (أ.ف.ب)

نوفاك: لا خلاف بين روسيا و«أوبك بلس» بشأن تجاوز حصص الإنتاج

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن روسيا ستعوض عن تجاوز حصص إنتاج النفط الخام التي حددها شركاء «أوبك بلس» ولا يوجد خلاف بشأن هذه القضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد زيادة الإنتاج من العراق بلغت نحو 1184 ألف برميل يومياً (رويترز)

«أوبك»: موسكو ستعوض القدر الأكبر من فائض الإنتاج بين مارس وسبتمبر 2025

بلغت الزيادة في إنتاج روسيا من النفط خلال الفترة من يناير إلى يونيو هذا العام 480 ألف برميل يومياً عن المتفق عليه في تحالف «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد ناقلات نفط في ميناء بحري تابع لشركة «سينوبك» في نانتونغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

الصين تزيد وارداتها من النفط الروسي «الرخيص»

ارتفع إجمالي واردات الصين من النفط الخام من روسيا، أكبر مورد لها، في النصف الأول من هذا العام 5 في المائة، بسبب سعره الرخيص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حفارات تعمل في حقل نفط أمام شعار «أوبك» (رويترز)

«أوبك» تُبقي على توقعاتها لنمو الطلب على النفط دون تغيير في 2024 و2025

أبقت منظمة «أوبك» على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند 2.25 مليون برميل يومياً في عام 2024، و1.85 مليون برميل يومياً في 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد حصان يرعى بالقرب من حفارة تعمل في حقل نفط بكازاخستان (رويترز)

كازاخستان: خطة للتعويض عن الإنتاج النفطي الزائد ضمن اتفاق «أوبك بلس»

قالت وزارة الطاقة في كازاخستان الاثنين إنها ستعوض عن إنتاجها الزائد من النفط الذي تجاوز خلال النصف الأول من هذا العام حصتها المتفق عليها في «أوبك بلس»

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».