زامبيا تُبرم صفقة أولية بشأن إعادة هيكلة سندات دولية بقيمة 3 مليارات دولار

رئيس زامبيا يكتب في حسابه على «إكس» بعد الإعلان عن الاتفاق الأولي «لقد تم صنع التاريخ» (رويترز)
رئيس زامبيا يكتب في حسابه على «إكس» بعد الإعلان عن الاتفاق الأولي «لقد تم صنع التاريخ» (رويترز)
TT

زامبيا تُبرم صفقة أولية بشأن إعادة هيكلة سندات دولية بقيمة 3 مليارات دولار

رئيس زامبيا يكتب في حسابه على «إكس» بعد الإعلان عن الاتفاق الأولي «لقد تم صنع التاريخ» (رويترز)
رئيس زامبيا يكتب في حسابه على «إكس» بعد الإعلان عن الاتفاق الأولي «لقد تم صنع التاريخ» (رويترز)

أعلنت زامبيا التوصل إلى اتفاق مع مجموعة من الدائنين من القطاع الخاص بشأن إعادة هيكلة 3 مليارات دولار من سنداتها الدولية، وهي خطوة رئيسية تجعل البلاد أقرب إلى الخروج من إعادة هيكلة ديونها التي طال انتظارها.

وتقترح الصفقة الأخيرة مبادلة الأدوات الثلاث الحالية للبلاد بسندين للإطفاء، أحدهما من شأنه أن يحقق مدفوعات أعلى إذا تحسنت التوقعات الاقتصادية للبلاد، وقدرتها على التعامل مع عبء ديونها.

وقال رئيس البلاد هاكايندي هيشيليما على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «لقد تم صنع التاريخ!»، وأضاف: «يسعدنا أن نعلن عن الاتفاقية مع حاملي سندات اليوروبوندز».

تخلفت زامبيا عن سداد ديونها قبل ثلاث سنوات، وتقوم بإعادة هيكلة ديونها بموجب الإطار المشترك، وهو منصة لمجموعة العشرين مصممة لضمان إصلاح سريع وسلس لديون الدول ذات الدخل المنخفض.

لكن العملية عانت من تأخيرات طويلة، مما أعاق الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها، وقلص النمو الاقتصادي وأثقل كاهل الأسواق المالية المحلية. وقد تفاقم الوضع وسط الجفاف المدمر الذي أُعلن أنه كارثة وطنية، ويؤثر على توليد الطاقة الكهرومائية وإنتاج الغذاء.

وحصلت زامبيا على قرض بقيمة 1.3 مليار دولار من صندوق النقد الدولي في عام 2022، وهو ما يتطلب منها إعادة هيكلة ديونها مع الدائنين الآخرين.

وارتفعت السندات السيادية للبلاد بعد الإعلان عن الاتفاق، حيث ارتفعت سندات 2027 بمقدار 1.8 سنت إلى 73.85 سنت للدولار.

التغييرات في الجوهر

إن اقتراح يوم الاثنين يشبه إلى حد كبير الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه في أواخر العام الماضي، لكنه خرج عن مساره بعد رفضه من قِبل الدائنين الرسميين، بما في ذلك دول مثل الصين وفرنسا.

ومع ذلك، هناك بعض التغييرات في الجوهر؛ وفق «رويترز». وفي حين ارتفع إجمالي المطالبات التي رفعها حاملو السندات ضد البلاد إلى 3.98 مليار دولار بسبب الفوائد غير المدفوعة المتراكمة، فإن المستثمرين بموجب الصفقة الجديدة سيحصلون على سندات بقيمة اسمية تبلغ 3.05 مليار دولار، وهو انخفاض عن 3.135 مليار دولار المقترحة في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال البيان إنه بموجب الاتفاق، سيتنازل حاملو السندات عن نحو 840 مليون دولار من مطالباتهم، مقارنة بـ700 مليون دولار في الاقتراح السابق. وظل تخفيف التدفق النقدي على حاله عند حوالي 2.5 مليار دولار خلال فترة برنامج صندوق النقد الدولي.

وقالت الحكومة أيضاً في الإعلان إنها تلقت تأكيداً من الدائنين الرسميين بأن الشروط المتفق عليها متوافقة فيما يتعلق بقابلية المعاملة.

وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي عبر البريد الإلكتروني إن «الاتفاق يتوافق مع معايير برنامج صندوق النقد الدولي».

كما رحب حاملو السندات أيضاً بالاتفاق في بيان منفصل أرسل عبر البريد الإلكتروني.

وقالت مجموعة الدائنين من القطاع الخاص، والتي تشمل «آميا كابيتال»، و«أموندي»، و«فارالون»، و«غريلوك كابيتال مانجمنت»، و«بلوباي» لإدارة الأصول: «يسعدنا أننا توصلنا أخيراً إلى اتفاق نهائي وحاسم مع الحكومة بدعم من جميع أصحاب المصلحة».

وأكدت الحكومة أنها ستضمن أن «بعض الدائنين الآخرين لن يحصلوا على استرداد أفضل في إعادة الهيكلة على أساس صافي القيمة الحالية»، وكذلك بند إعادة الخسارة إذا تخلفت زامبيا عن السداد خلال فترة برنامج صندوق النقد الدولي الحالي، حسبما جاء في البيان.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.