الصين تضغط على البنوك لتسريع موافقات قروض المطورين

في محاولة لإنعاش معنويات مشتري المنازل

سياح يلتقطون صوراً تذكارية لميناء فيكتوريا من قمة جبل في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)
سياح يلتقطون صوراً تذكارية لميناء فيكتوريا من قمة جبل في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تضغط على البنوك لتسريع موافقات قروض المطورين

سياح يلتقطون صوراً تذكارية لميناء فيكتوريا من قمة جبل في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)
سياح يلتقطون صوراً تذكارية لميناء فيكتوريا من قمة جبل في جزيرة هونغ كونغ الصينية (رويترز)

قال أشخاص مطلعون على الأمر إن المنظمين الصينيين يضغطون على البنوك لتسريع الموافقات على القروض الجديدة لمطوري العقارات الخاصة المتعطشين للسيولة، في محاولة لإنعاش معنويات مشتري المنازل، لكنه في الوقت ذاته أمر قد يهدد بإضعاف جودة الأصول وأداء المقرضين.

وتستخدم هذه الجهود آلية «القائمة البيضاء»، وهي أحدث إجراء دعم لبكين يهدف إلى تخفيف ضغط السيولة غير المسبوق في القطاع وتحفيز شراء المنازل، مع انخفاض أسعار المنازل الجديدة في فبراير (شباط) للشهر الثامن على التوالي.

وامتنعت معظم البنوك المحلية الكبرى حتى الآن عن تعزيز انكشافها الائتماني بشكل كبير للقطاع المتضرر من الأزمة على الرغم من التحفيز المتكرر من بكين، مما حطم الآمال في انتعاش صناعة ذات أهمية كبيرة للاقتصاد. ويتأرجح قطاع العقارات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم من أزمة إلى أخرى منذ عام 2021، بعد أن أدت الحملة التنظيمية على القروض الكبيرة للمطورين إلى أزمة سيولة.

وقالت المصادر إن الهيئة التنظيمية المصرفية تريد الآن الحصول على موافقات أسرع على القروض للمشروعات السكنية بموجب آلية «القائمة البيضاء»، وإن تلك الخطوات بدأت من الأسبوع الماضي. وتحدثت المصادر إلى «رويترز» شريطة عدم الكشف عن هويتها؛ لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام حول هذا الموضوع.

ويقول المطورون وجهات مصرفية إن البنوك كانت مترددة في منح قروض جديدة للمشاريع العقارية، في حين قامت في الغالب بتمديد فترة الاستحقاق، وخفض أسعار الفائدة على القروض القائمة.

وقال أحد المصادر إن برنامج «القائمة البيضاء» يغطي مشاريع المطورين المدعومين من الدولة، والخاصة التي تحتاج إلى تمويل جديد بقيمة 1.5 تريليون يوان (207.51 مليار دولار). وقال المصدر الثاني إن الهيئة التنظيمية أمهلت البنوك في توجيه الأسبوع الماضي حتى نهاية يونيو (حزيران) لإنهاء الموافقة وإصدار جميع القروض.

وأضاف المصدر أن الأمر التنظيمي شدّد «على ضرورة معاملة البنوك للمشروعات المدعومة من قبل المطورين من القطاع الخاص والمملوكين للدولة على قدم المساواة». وجاءت هذه التعليمات في أعقاب تصريحات بعض المصرفيين بأنهم يفضلون تقديم الائتمان بشكل رئيسي لمشروعات الشركات المملوكة للدولة.

وقال كريستوفر بيدور، نائب مدير أبحاث الصين في شركة «جافيكال دراجونوميكس»: «البنوك تدرك تمام الإدراك أنها قد تخسر أموالاً بسبب هذه القروض (العقارية). لكن القرار ليس متروكاً لها بالكامل». وقد تم إطلاق «القائمة البيضاء» في يناير (كانون الثاني)، وهي تمكن حكومات المدن من التوصية بمشاريع سكنية مناسبة للبنوك للحصول على الدعم المالي، والتنسيق معها لتلبية احتياجات المشاريع.

وينبع نفور البنوك الصينية من تقديم ائتمانات جديدة لقطاع العقارات المتعثر من المخاوف بشأن تأثير ذلك على جودة أصولها وربحيتها، والتي تضررت بالفعل بسبب الطلب الفاتر على القروض والاقتصاد المتعثر.

من المقرر أن يعلن ثلاثة من أكبر خمسة بنوك مملوكة للدولة عن تقلص صافي الدخل في عام 2023 عندما يبدأ القطاع عرض أرباحه هذا الأسبوع، بينما من المتوقع أن يعلن البنكان الآخران عن نمو ضعيف في الأرباح، حسبما تظهر بيانات مجموعة بورصة لندن.

وأظهرت البيانات أن المقياس الرئيسي للربحية، وهو صافي هوامش الفائدة، من المتوقع أن يتعرض لمزيد من الضغط إلى مستويات قياسية تتراوح بين 1.29 إلى 1.74 في المائة، أي أقل من عتبة 1.8 في المائة التي يرى المنظمون أنها ضرورية لتحقيق ربحية معقولة.

وقال ثلاثة مطورين من القطاع الخاص، إنه في مواجهة ضغوط الربحية، في البداية، بوصف ذلك جزءا من آلية «القائمة البيضاء»، قامت البنوك بتعديل خطط السداد على القروض الحالية، وتم إصدار جميع القروض فقط لمشاريع في المدن الكبرى.

ولكن في تغيُّر بالموقف بعد تعليمات الهيئة التنظيمية، قال مسؤول تنفيذي في شركة تطوير خاصة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن البنوك أبلغت الشركة أنه يمكن منح ائتمان جديد في أقرب وقت بحلول نهاية هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

العالم العربي وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

قال وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، الثلاثاء، إن «اتفاق الشراكة» بين بلاده والاتحاد الأوروبي «ينبغي أن يتجاوز منطق الربح الفوري».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد وزير الاقتصاد السعودي يجتمع مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»... (إكس)

السعودية و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» يستعرضان تقدم الاستدامة محلياً وعالمياً

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، أخيم شتاينر، تعزيز الشراكة بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ (ألمانيا))
الاقتصاد رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

اتخذت الصين الخطوة الأولى في بدء نزاع تجاري مع تركيا أمام منظمة التجارة العالمية بشأن التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

استقطبت السعودية 40 شركة فرنسية ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية (ندلب)

عبير حمدي (الرياض)
المشرق العربي أشخاص يتسوقون في رام الله بالضفة الغربية في 9 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

صادرات تركيا للفلسطينيين تقفز 6 أضعاف بعد وقف أنقرة التجارة مع إسرائيل

أظهرت بيانات، الثلاثاء، أن صادرات تركيا إلى الأراضي الفلسطينية قفزت بنحو 6 أمثال في أول 9 أشهر من العام إلى 571.2 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

أوكرانيا تعلن عدم تمديد اتفاقية نقل الغاز مع روسيا بعد 2024

أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)
أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)
TT

أوكرانيا تعلن عدم تمديد اتفاقية نقل الغاز مع روسيا بعد 2024

أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)
أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)

أبلغ رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، نظيره السلوفاكي، روبرت فيكو، بأن أوكرانيا لن تمدد اتفاقية نقل الغاز مع روسيا بعد انتهائها في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

فماذا سيحدث إذا قُطع الغاز، ومن سيتأثر أكثر؟

تعدّ إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا عبر أوكرانيا صغيرة نسبياً؛ إذ شحنت روسيا نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، وهو ما يمثل 8 في المائة فقط من ذروة تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر طرق مختلفة في عامي 2018 و2019.

وأنفقت روسيا نصف قرن في بناء حصتها بسوق الغاز الأوروبية، التي بلغت في ذروتها 35 في المائة. خسرت موسكو حصتها لمصلحة منافسين، مثل النرويج والولايات المتحدة وقطر، منذ غزو أوكرانيا في عام 2022 مما دفع بالاتحاد الأوروبي إلى خفض اعتماده على الغاز الروسي.

وارتفعت أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي عام 2022 إلى مستويات قياسية بعد فقدان الإمدادات الروسية.

الطريق الأوكرانية

يجلب خط أنابيب «يورنغوي - بوماري - أوزغورود»، الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، الغاز من سيبيريا عبر بلدة سودزا - التي تخضع الآن لسيطرة القوات العسكرية الأوكرانية - في منطقة كورسك الروسية. ثم يتدفق عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا.

وفي سلوفاكيا، ينقسم خط أنابيب الغاز إلى فروع متجهة إلى جمهورية التشيك، والنمسا. ولا تزال الأخيرة تتلقى معظم غازها عبر أوكرانيا، بينما تمثل روسيا نحو ثلثي واردات المجر من الغاز.

وتستهلك سلوفاكيا نحو 3 مليارات متر مكعب من شركة الطاقة العملاقة «غازبروم» سنوياً، وهو ما يعادل أيضاً نحو ثلثي احتياجاتها.

وقطعت جمهورية التشيك واردات الغاز من الشرق بالكامل تقريباً العام الماضي، لكنها بدأت استيراد الغاز من روسيا عام 2024. أُغلق معظم طرق الغاز الروسية الأخرى إلى أوروبا؛ بما في ذلك «يامال - أوروبا» عبر بيلاروسيا، و«نورد ستريم» تحت بحر البلطيق.

أما الخطان الآخران الوحيدان لأنابيب الغاز الروسية العاملة إلى أوروبا، فهما «بلو ستريم» و«تورك ستريم» إلى تركيا تحت البحر الأسود. وترسل تركيا بعض الغاز الروسي إلى أوروبا؛ بما في ذلك إلى المجر.

لماذا لا تزال الطريق الأوكرانية تعمل؟

في حين أن أحجام الغاز الروسي المتبقية العابرة صغيرة، فإن القضية تظل معضلة للاتحاد الأوروبي. فقد قال كثير من أعضاء الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا وألمانيا، إنهم لن يشتروا الغاز الروسي بعد الآن، لكن موقف سلوفاكيا والمجر والنمسا، التي تربطها علاقات أوثق بموسكو، يتحدى النهج المشترك للاتحاد الأوروبي. وتزعم الدول التي لا تزال تتلقى الغاز الروسي أنه الوقود الأفضل اقتصاداً، وتلقي باللوم أيضاً على دول الاتحاد الأوروبي المجاورة لفرض رسوم عبور عالية على الإمدادات البديلة.

ولا تزال أوكرانيا تكسب ما بين 0.8 ومليار دولار من رسوم عبور الغاز الروسي. في حين تكسب روسيا أكثر من 3 مليارات دولار من المبيعات عبر أوكرانيا على أساس متوسط سعر للغاز يبلغ 200 دولار لكل ألف متر مكعب، وفقاً لحسابات «رويترز».

وانخفضت مداخيل شركة «غازبروم»، التي تحتكر صادرات خط أنابيب الغاز في روسيا، إلى خسارة صافية قدرها 7 مليارات دولار في عام 2023، وهي أول خسارة سنوية لها منذ عام 1999، بسبب خسارة أسواق الغاز في الاتحاد الأوروبي.

وقالت روسيا إنها ستكون مستعدة لتمديد اتفاقية العبور، لكن كييف قالت مراراً وتكراراً إنها لن تفعل ذلك.

وهناك خيار آخر يتمثل في أن تنقل «غازبروم» بعض الغاز عبر طريق أخرى، على سبيل المثال عبر خط أنابيب «ترك ستريم» أو بلغاريا أو صربيا أو المجر. ومع ذلك، فإن القدرة عبر هذه الطرق محدودة.

وقال مستشار رئاسي أذربيجاني لـ«رويترز» إن الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا طلبا أيضاً من أذربيجان تسهيل المناقشات مع روسيا بشأن اتفاقية عبور الغاز. ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل.