اتفاق مبدئي بين باكستان و«النقد الدولي» للإفراج عن 1.1 مليار دولار من حزمة الإنقاذ

ستتسلم باكستان الدفعة الأخيرة من حزمة الإنقاذ التي جرت الموافقة عليها من صندوق النقد الدولي في يوليو (رويترز)
ستتسلم باكستان الدفعة الأخيرة من حزمة الإنقاذ التي جرت الموافقة عليها من صندوق النقد الدولي في يوليو (رويترز)
TT

اتفاق مبدئي بين باكستان و«النقد الدولي» للإفراج عن 1.1 مليار دولار من حزمة الإنقاذ

ستتسلم باكستان الدفعة الأخيرة من حزمة الإنقاذ التي جرت الموافقة عليها من صندوق النقد الدولي في يوليو (رويترز)
ستتسلم باكستان الدفعة الأخيرة من حزمة الإنقاذ التي جرت الموافقة عليها من صندوق النقد الدولي في يوليو (رويترز)

توصلت باكستان وصندوق النقد الدولي إلى اتفاق مبدئي على إطلاق 1.1 مليار دولار من حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار، بعد محادثات استمرت عدة أيام في إسلام آباد، وفق ما قال صندوق النقد الدولي، يوم الأربعاء.

وبموجب الاتفاقية، ستتسلم باكستان الدفعة الأخيرة من حزمة الإنقاذ، التي جرت الموافقة عليها من قِبل صندوق النقد الدولي في يوليو (تموز) الماضي، لإنقاذ الدولة من التخلف عن سداد ديونها، وفق وكالة «أسوشيتد برس».

وذكر بيان صادر عن صندوق النقد الدولي أنه «توصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين مع السلطات الباكستانية». وأشار إلى أن موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي «تعد إجراء شكلياً». وأضاف أن هذا الاتفاق ينتهي في 11 أبريل (نيسان).

يأتي هذا الإعلان بعد اختتام المحادثات بين بعثة صندوق النقد الدولي والحكومة الجديدة لرئيس الوزراء شهباز شريف في إسلام آباد. وقاد وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب، ورئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى باكستان ناثان بورتر، فريقيهما خلال المحادثات التي بدأت الخميس الماضي.

وجرى تداول معظم السندات الدولارية الباكستانية على ارتفاع، يوم الأربعاء، بعد إعلان الصفقة. وارتفعت السندات استحقاق 2027، بمعدل 0.25 سنت إلى 83.957 سنت للدولار، بينما ارتفعت السندات استحقاق 2025 بمعدل 0.21 سنت إلى 92.023 سنت للدولار، وفق «رويترز».

ووقّعت باكستان أحدث اتفاقية قصيرة الأجل، العام الماضي، للتغلب على واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها، والتي أثارت مخاوف من تخلف الدولة الإسلامية، الواقعة في جنوب آسيا، عن سداد ديونها الخارجية. وجرى توقيع صفقة الإنقاذ، البالغة 3 مليارات دولار، من قِبل شريف، الذي حلّ محل رئيس الوزراء السابق عمران خان، بعد تصويت بحجب الثقة في البرلمان.

وأعيد انتخاب شريف رئيساً للوزراء في البلاد، هذا الشهر، بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في 8 فبراير (شباط).

يأتي التطور الأخير بعد أسابيع من قيام خان بكتابة رسالة إلى صندوق النقد الدولي يحثّه فيها على ربط أي محادثات مع إسلام آباد بمراجعة للانتخابات الأخيرة، التي تقول حركة الإنصاف الباكستانية بزعامته، إنها مزورة. ورفضت السلطات هذه التهمة، وعدَّتها لا أساس لها من الصحة.

وانتقدت السلطات الباكستانية خان؛ لكتابته الرسالة، قائلة إنها كانت محاولة لإلحاق الضرر بالاقتصاد الباكستاني المريض أصلاً. وتجنبت باكستان بصعوبة التخلف عن سداد مدفوعات خارجية، الصيف الماضي.

وقال صندوق النقد الدولي، في بيانه، يوم الأربعاء، إن «المركز الاقتصادي والمالي الباكستاني تحسّن، في الأشهر الأخيرة». ومع ذلك فقد أشار إلى أنه من المتوقع أن يكون النمو متواضعاً، هذا العام، ويتجاوز التضخم الهدف بكثير، وهناك حاجة لجهود مستمرة في مجال السياسات والإصلاح لمعالجة نقاط الضعف الاقتصادية الباكستانية الراسخة، وسط التحديات المستمرة التي يفرضها ارتفاع الاحتياجات التمويلية الخارجية والمحلية والبيئة الخارجية المضطربة.

وقال صندوق النقد الدولي إن حكومة شريف ملتزمة بمواصلة الجهود السياسية التي بدأت في إطار حزمة الإنقاذ الحالية «لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والمالي لبقية هذا العام».

وأشار إلى أن السلطات الباكستانية مصممة على اتخاذ خطوات لمزيد من تحسين اقتصاد البلاد، من خلال توسيع القاعدة الضريبية، ومن خلال التنفيذ الفوري لضبط أسعار الكهرباء والغاز، مع حماية الفئات الضعيفة من خلال هياكل التعريفة التصاعدية الحالية.

وقال الصندوق إن باكستان أعربت أيضاً عن اهتمامها بالحصول على حزمة إنقاذ جديدة، وأنها تريد السعي للحصول على حزمة إنقاذ جديدة تصل إلى 8 مليارات دولار، عند انتهاء صلاحية الحزمة الحالية، هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

الاقتصاد  مئذنة مسجد قيد الإنشاء في القاهرة (رويترز)

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي زيارتها إلى مصر وأحرزت تقدماً كبيراً في المناقشات المتعلقة بالسياسات نحو استكمال المراجعة الرابعة لبرنامج القرض، وفق الصندوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي مغادراً بعد حفل افتتاح البرلمان العاشر للبلاد في البرلمان الوطني بكولومبو (أ.ف.ب)

سريلانكا تتوقّع اتفاقاً على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي الجمعة

قال الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، أمام البرلمان الجديد، إن بلاده تتوقّع أن يعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة، اتفاقاً بشأن برنامج إنقاذ البلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، أن موظفيه والسلطات الأوكرانية توصلوا إلى اتفاق يتيح لأوكرانيا الوصول إلى نحو 1.1 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

ارتفاع التضخم السنوي في الكويت 2.44 % خلال أكتوبر

سجل معدل الأرقام القياسية لأسعار المستهلكين، وهو ما يعرف بالتضخم، ارتفاعاً بنسبة 2.44 في المائة خلال شهر أكتوبر الماضي، على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد سفينة وحاويات شحن في ميناء ليانيونغو بمقاطعة جيانغسو (رويترز)

صندوق النقد الدولي يحذر من تأثير التعريفات الجمركية الانتقامية على آفاق نمو آسيا

حذر صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء من أن التعريفات الجمركية الانتقامية «المتبادلة» قد تقوض الآفاق الاقتصادية لآسيا، وترفع التكاليف، وتعطل سلاسل التوريد.

«الشرق الأوسط» (سيبو )

اختيار بيسنت لمنصب وزير الخزانة يرفع أسعار السندات في الأسواق الآسيوية

شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب «كوسبي» وسعر الصرف الأجنبي في غرفة تداول العملات الأجنبية في سيول (رويترز)
شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب «كوسبي» وسعر الصرف الأجنبي في غرفة تداول العملات الأجنبية في سيول (رويترز)
TT

اختيار بيسنت لمنصب وزير الخزانة يرفع أسعار السندات في الأسواق الآسيوية

شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب «كوسبي» وسعر الصرف الأجنبي في غرفة تداول العملات الأجنبية في سيول (رويترز)
شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكوري المركب «كوسبي» وسعر الصرف الأجنبي في غرفة تداول العملات الأجنبية في سيول (رويترز)

ارتفعت سندات الخزانة الأميركية في الجلسة الآسيوية يوم الاثنين مع ترحيب المستثمرين في السندات باختيار سكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية، مع الاعتماد على يد ثابتة في إدارة المالية العامة للحكومة. ويُنظر إلى بيسنت، مدير الصناديق، بوصفه صوتاً للأسواق في إدارة الرئيس الأميركي القادم دونالد ترمب ومحافظاً مالياً من المرجح أن يرغب في إبقاء العنان للعجز الأميركي.

وانخفضت عائدات سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات، والتي ارتفعت 80 نقطة أساس منذ سبتمبر (أيلول)، بأكثر من 6 نقاط أساس في التعاملات الآسيوية إلى 4.347 في المائة وامتد الارتفاع على طول المنحنى.

وانخفضت العائدات لأجل عامين 3.2 نقطة أساس إلى 4.336 في المائة وانخفضت العائدات لأجل 30 عاماً بمعدل 6.3 نقطة أساس إلى 4.533 في المائة.

تنخفض العائدات عندما ترتفع أسعار السندات. وإذا استمر الارتفاع، فسيكون أحد أكبر الارتفاعات لسوق السندات في عدة أسابيع.

وذكر بيسنت تفضيله لتنمية الولايات المتحدة من ديونها الضخمة، وخفض العجز وزيادة إنتاج الطاقة. وقال لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن خفض الضرائب والإنفاق سيكون من الأولويات.

وقال نيك فيريس، كبير مسؤولي الاستثمار في «فانتاتج بوينت آست مانجمنت» في سنغافورة: «يُنظر إليه على أنه متشدد في التعامل مع العجز. أشعر أن هذا (الارتفاع) هو أيضاً وظيفة للتمركز بعد ارتفاع العائدات وقوة الدولار على مدى الأسابيع الستة الماضية».

لم يتغير تسعير خفض أسعار الفائدة في الأمد القريب في الولايات المتحدة، الذي تم دفعه خلال الأسابيع الأخيرة على أساس علامات على اقتصاد أميركي قوي ومراهنات على سياسات ترمب التي تغذي التضخم، كثيراً في آسيا.

تقدر الأسواق احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول) بنحو 50 في المائة.