بسمة الزين... امرأة وضعت بصمتها في قطاع الطاقة المتجددة

TT

بسمة الزين... امرأة وضعت بصمتها في قطاع الطاقة المتجددة

بسمة الزين... امرأة وضعت بصمتها في قطاع الطاقة المتجددة

لدى بسمة الزين خبرة 24 سنة في مجال التعليم والأبحاث والشراكات بالصناعة في الطاقة المتجددة، خصوصاً مجال تحويل الطاقة وتخزينها. تروي بسمة الزين لـ«الشرق الأوسط» مسيرتها المهنية، حيث إنها عملت في عدة جامعات ومؤسسات منها جامعة دار الحكمة. وقالت: «بدأنا في تأسيس كلية الهندسة في مجال الطاقة المتجددة. ثم انتقلت لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وكنت باحثة عالمة في مركز الطاقة المتجددة، وكذلك في المجموعة الخاصة بتحويل وتخزين الطاقة المتجددة».

ولاحقاً، انتقلت الزين إلى جامعة الأعمال والتكنولوجيا، وجرى تأسيس عمادة للبحث العلمي، فكانت أول عميدة لها. وبيَّنت: «أسسنا ثقافة البحث العلمي في الجامعة حيث تحولت من جامعة تعليمية فقط إلى علمية وبحثية». وتابعت: «ربطنا محاور الأبحاث بمحاور التنمية الاقتصادية في المملكة، خصوصاً المتعلقة بـ(رؤية 2030)».

وبعد ذلك، تسلمت الدكتورة مركز الاستدامة والحوكمة، واليوم هي مسؤولة عن وادي التقنية لتحويل الأفكار البحثية التي من الممكن أن ينتج عنها مشاريع اقتصادية تساهم في تطوير اقتصاد المملكة وخدمة المجتمع.

تقول الزين إن لديها «أبحاثاً كثيرة في مجال الطاقة المتجددة وتخزينها، وبراءة اختراع سُجّلت في الولايات المتحدة، وكذلك في أوروبا، عن مواد النانو للطاقة الشمسية». وتساعد تقنية النانو في تحسين أداء وكفاءة أنظمة الطاقة الشمسية عن طريق تعزيز امتصاص الضوء وتحويل الطاقة وتحسين كفاءة أجهزة الأنظمة الشمسية. ومؤخراً، اختيرت الزين من «منظمة الملكية الفكرية العالمية» التابعة لـ«الأمم المتحدة» كأول امرأة عربية من المملكة العربية السعودية تكون لديها ملكية فكرية في مجال النانو للطاقة المتجددة، خصوصاً الطاقة الشمسية، وتم تقليدها أيضاً بعدة جوائز، واختيارها رائدة في الطاقة المتجددة بوصفها «امرأة الإنجازات في مجال الطاقة المتجددة»، في البحرين. كما اختيرت الدكتورة بسمة الزين من قبل «هارفرد بزنس كاونسل» لجائزة خاصة لإنجازاتها في مجال النانو والطاقة المتجددة. وصنفتها دار النشر العالمية «ماركيز هوز هو» من ضمن أفضل العلماء في العالم. تقول الزين: «إن موضوع الطاقة، خصوصاً الطاقة المتجددة، هو موضوع الساعة اليوم، خصوصاً عندما بدأنا في مجال أهداف التنمية المستدامة التي حددتها (الأمم المتحدة)، وكان أهمها موضوع الطاقة النظيفة».

ورأت الزين أن دخول المرأة في قطاع الطاقة المتجددة جديد، ولكن، في الوقت ذاته، هناك أمثلة عظيمة لنساء مخترعات في هذا المجال، لم يجرِ تسليط الضوء عليهن أو تكريمهن، هؤلاء اللاتي فعلن نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة. وقالت: «صحيح أن عددهن قليل، لكن تأثيرهن كان كبيراً جداً».

وسمّت الزين من بين أولئك المخترعات، الدكتورة ماريا تلكس، التي اخترعت أول منزل يعمل بالطاقة الشمسية وطوّرت أول نظام تدفئة يعمل بالطاقة الشمسية باستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.

والدكتورة ماريا دايغيرسا الفيرو التي اخترعت أول جهاز لتحويل الطاقة الموجية المعروف باسم «ويف باور» ليستخدم أمواج البحر لتوليد الكهرباء. والدكتورة شياو مي جيانغ التي اخترعت أول خلية شمسية تُعرف بالخلايا الشمسية «البلاسمونية». بالإضافة إلى غيرهن من المخترعات والعالمات في العالم اللاتي اشتغلن في مجال الطاقة النووية وطاقة الهيدروجين وإنتاج الهيدروجين وتطوير البطاريات الليثيوم مثل دكتورة ليندا نزار.

أبرز التحديات

عن أبرز التحديات التي تواجه النساء في هذا القطاع، تشرح الزين قائلة: «إننا لم نسلط الضوء على هؤلاء المخترعات. دورنا اليوم أن نظهر السيدات العربيات اللاتي قمن بإنجازات في مجال الطاقة ليكّن مثلاً أعلى للجيل الجديد. ويجب أن يُعلم أن هناك سيدات استطعن أن يفعلن فارقاً في العالم وأن يغيّرن في مجال الطاقة». وفي الوقت ذاته، ترى الزين أن على هؤلاء السيدات أن يكنّ مرشدات وأن يعملن عن قرب مع الفتيات الراغبات في خوض هذا الغمار، لتشجيعهن وتمكينهن. وشددت الزين على أن «أهم شيء هو التعليم، إذ لا يوجد العديد من الفتيات اللاتي يخترن دخول مجال الهندسة، خصوصاً الطاقة، وعلينا أن نشجع من منهن يمتلك القدرة والرغبة لدخول هذا المجال الذي يتسع للجميع، وهو ليس حكراً على الرجال».

وبينت أن من ضمن التحديات التي تواجه المرأة في هذا القطاع غياب دعم ريادة الأعمال في مجال الطاقة المتجددة، كي يكون للنساء شركاتهن ومؤسساتهن الخاصة بهن في هذا المجال.


مقالات ذات صلة

عملية بقيادة أميركية تحرر إيزيدية من غزة بعد 10 سنوات في الأسر

المشرق العربي فوزية أمين سيدو امرأة إيزيدية اختطفها «داعش» في العراق وتم إنقاذها بعملية في غزة (وزارة الخارجية العراقية)

عملية بقيادة أميركية تحرر إيزيدية من غزة بعد 10 سنوات في الأسر

قال مسؤولون عراقيون وأميركيون إن شابة إيزيدية عمرها 21 عاماً اختطفها مسلحون من تنظيم «داعش» في العراق قبل أكثر من عقد تم تحريرها من قطاع غزة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا تم تجريم ختان الإناث في إنجلترا وويلز في عام 2003 ويُعرف بأنه شكل من أشكال العنف (رويترز)

الحكم بسجن رجل في بريطانيا للتآمر على ختان فتاة في العراق

قضت محكمة بريطانية على رجل يبلغ من العمر 47 عاماً بالسجن أربعة أعوام ونصف العام بعد إدانته بالتآمر لختان فتاة عن طريق إرسالها إلى العراق لخضوعها للإجراء هناك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
المشرق العربي سيدات جنوبيات نازحات إلى أحد مراكز الإيواء في بيروت (أ.ف.ب)

من «جنّاتهنّ الصغيرة» إلى غرف الإيواء... شهادات نازحاتٍ جنوبيّات في لبنان

خرجن من بيوتهنّ إلى التهجير مباشرةً من دون أن يتمكّنّ من تحضير الحقائب. النازحات اللبنانيات يفتقدن احتياجاتهن الأساسية وكثيراً من الخصوصية.

كريستين حبيب (بيروت)
الولايات المتحدة​ «السيدة الأولى» الأميركية جيل بايدن (أ.ف.ب)

وزارة الدفاع الأميركية تخصص 500 مليون دولار سنوياً لصحة المرأة

أعلنت «السيدة الأولى» الأميركية جيل بايدن، الاثنين، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ستخصص 500 مليون دولار سنوياً للبحوث المتعلقة بصحة المرأة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
TT

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)
رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم الثلاثاء، إن الصين اتخذت الخطوة الأولى في بدء نزاع تجاري مع تركيا في منظمة التجارة العالمية بشأن التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية.

وقال البيان إن «الإجراء التمييزي الذي اتخذته تركيا يتعارض مع قواعد منظمة التجارة العالمية، وهو إجراء حمائي بطبيعته. ونحث تركيا على اتباع قواعد منظمة التجارة العالمية وتصحيح إجراءاتها على الفور».

ويعد «طلب التشاور» الذي قدمته الصين إلى منظمة التجارة العالمية أول خطوة رسمية في نزاع تجاري، وفي بعض الأحيان يتم حل الخلافات في هذه المرحلة.

وفي إطار دعمها للمنتج المحلي، أعلنت تركيا مؤخراً أنها ستفرض شروطاً صارمة على استيراد المركبات الهجينة التجارية والمركبات الكهربائية من بعض البلدان، بما في ذلك الصين. وتم الإعلان عن القرار في أواخر سبتمبر (أيلول) في الجريدة الرسمية للبلاد، وسيدخل حيز التنفيذ في غضون 30 يوماً، ويتبع قراراً في يونيو (حزيران) للحد من واردات المركبات الكهربائية.

وواجهت الصين انتقادات واسعة النطاق بشأن صادراتها من المركبات، والتي تزعم كثير من البلدان أنها مدعومة بشدة من قبل بكين. ووافق الاتحاد الأوروبي في خطوة منقسمة على نطاق واسع يوم الجمعة الماضي على فرض تعريفات جمركية على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين، على الرغم من أنه من المتوقع أن تستمر المحادثات بين الطرفين لإيجاد حل.

ويقول المحللون إن أنقرة تسعى إلى زيادة الضغط على شركات صناعة السيارات الصينية التي تجري معها محادثات بشأن الاستثمار في الإنتاج في تركيا.

التصعيد الصيني التركي يأتي رغم إعلان مسؤول تركي مطلع الشهر الحالي إن تركيا في المراحل النهائية من المحادثات بشأن استثمار محتمل من جانب شركة صناعة السيارات الصينية «شيري»، حيث تسعى أنقرة إلى تعميق علاقاتها مع شركات صناعة السيارات الصينية بعد التوصل إلى اتفاق استثماري مع شركة «بي واي دي» الصينية في وقت سابق من هذا العام.

ولم يحدد المسؤول التركي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الاستثمار الذي تناقشه «شيري» وأنقرة أو ما إذا كان هناك جدول زمني للتوصل إلى اتفاق نهائي.

وفي يوليو (تموز) قالت أنقرة إن شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية «بي واي دي» وافقت على بناء مصنع إنتاج بقيمة مليار دولار في تركيا بطاقة سنوية تبلغ 150 ألف سيارة.

وقالت الرئاسة التركية الأسبوع الماضي إن الرئيس رجب طيب إردوغان التقى رئيس شركة «شيري» الدولية جيبينغ تشانغ على هامش حدث استثماري في إسطنبول. وحضر وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاشير المحادثات أيضا. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من «شيري».

وتوفر تركيا تخصيص الأراضي، وإعفاءات ضريبية واسعة النطاق، ودعماً متنوعاً لاستثمارات مصانع السيارات الهجينة والكهربائية الجديدة. ويتطلب برنامج دعم الاستثمار إنتاج 150 ألف وحدة على الأقل سنوياً، كما يسمح للمستثمر ببيع عدد محدد من السيارات في السوق المحلية معفاة من التعريفات الجمركية.

ووفقاً لبيانات من جمعيات مصنعي السيارات، فإن تركيا، موطن مرافق التصنيع التابعة لـ«فورد» و«ستيلانتس» و«رينو» و«تويوتا» و«هيونداي»، يمكنها إنتاج ما يصل إلى مليوني مركبة سنوياً، مع تخصيص ثلث الطاقة للمركبات التجارية.

وتسعى حكومة تركيا إلى جذب الشركات المصنعة الصينية لتوسيع قاعدتها التصنيعية وتسريع انتقال صناعة السيارات إلى السيارات الكهربائية.