مصر ستوقِّع اتفاقاً مع صندوق النقد الدولي خلال ساعات

بائع خبز في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)
بائع خبز في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)
TT

مصر ستوقِّع اتفاقاً مع صندوق النقد الدولي خلال ساعات

بائع خبز في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)
بائع خبز في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)

نقلت وسائل إعلام مصرية اليوم (الأربعاء)، عن مصدر رفيع المستوى إعلانه عن توقيع اتفاق بين صندوق النقد الدولي ومصر خلال ساعات قليلة.

ونقل تلفزيون «إكسترا نيوز»، اليوم، عن المصدر الذي لم يذكر اسمه، أن اتفاق التمويل الجديد مع صندوق النقد الدولي من شأنه تعزيز برنامج الإصلاح الاجتماعي وزيادة تدفق السيولة الأجنبية للسوق المحلية.

كان البنك المركزي المصري قد رفع أسعار الفائدة الرئيسية 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي في وقت سابق اليوم، فيما بدأت بنوك تجارية مصرية بخفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار إلى مستوى 48 جنيهاً تقريباً.

كانت الحكومة المصرية قد أعلنت، اليوم، حزمة قرارات اقتصادية سعياً للخروج من أزمة شح العملات الأجنبية التي عانت منها البلاد على مدى سنوات، وفي خطوة تقرِّبها من إبرام اتفاق تجمع منه مليارات الدولارات مع صندوق النقد الدولي. وعقدت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري اجتماعاً استثنائياً، اليوم، رفعت فيه أسعار الفائدة بواقع 600 نقطة أساس ليصل سعر الإيداع لليلة واحدة إلى 27.25 في المائة. وقال البنك المركزي، في بيان، إن توحيد أسعار الصرف في البلاد أمر «حاسم»، مشيراً إلى أنه سيسمح لسعر الصرف بأن يتحرك وفقاً لآليات السوق. ونقلاً عن «تلفزيون القاهرة الإخبارية»، وجَّه البنك المركزي المصري بفتح حدود استخدامات بطاقات الائتمان بالعملة الأجنبية.

وعقب صدور البيان، بدأت البنوك التجارية في خفض قيمة الجنيه من مستوى 30.9 جنيه للدولار الذي استقر عنده سعر الصرف نحو 12 شهراً إلى مستويات وصلت إلى 48 جنيهاً للدولار. وأظهرت بيانات أسعار صرف العملات المنشورة من المصرف العربي الدولي أن سعر صرف الجنيه مقابل الدولار انخفض إلى نحو 48 جنيهاً للدولار بحلول الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش.

وتسعى الحكومة المصرية إلى تخفيف النقص الحاد في العملات الأجنبية والحصول على قرض جديد بمليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي. وتمر مصر بإحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية بعدما سجّل معدل التضخم السنوي مستوى قياسياً مدفوعاً بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في ظل استيراد القسم الأكبر من الغذاء.

كذلك، زادت ديون مصر الخارجية أكثر من 3 مرات في العقد الأخير لتصل إلى 164.7 مليار دولار. ولكن في أواخر الشهر الماضي أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن الإمارات العربية المتحدة ستضخ «35 مليار دولار استثمارات مباشرة» في غضون شهرين في مصر، بموجب اتفاق وقِّع بين الحكومتين المصرية والإماراتية لـ«تنمية 170.8 مليون متر مربع في منطقة رأس الحكمة» على البحر المتوسط شمال غربي مصر. وأشار مدبولي خلال المؤتمر الذي أعلن فيه الاتفاق إلى أن هذه الأموال «ستُستخدم في حل الأزمة الاقتصادية» و«ستسهم في حل» مشكلة النقد الأجنبي في البلاد.

ومطلع الشهر الحالي، تسلمت مصر الدفعة الأولى المتفق عليها بين البلدين والمقدَّرة قيمتها بـ15 مليار دولار، من بينها 10 مليارات دولار سيتم تحويلها مباشرةً إضافةً إلى 5 مليارات دولار هي جزء من وديعة إماراتية لدى البنك المركزي.


مقالات ذات صلة

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023 بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة العربية، في حين ارتفعت القيمة الحقيقية للناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنحو 791 مليار دولار.

وأوضح تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بعنوان: «آفاق الدين والمالية العامة للمنطقة العربية»، أن تكلفة الاقتراض من السوق ظلّت أعلى من 5 في المائة، بالنسبة إلى الديون بالعملات المحلية والأجنبية في البلدان متوسطة الدخل، في حين ظلّ النمو الاقتصادي دون 3 في المائة.

وأظهر التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية متوسطة الدخل، استحوذت على أكثر من 15 في المائة من الإيرادات العامة في عام 2023، مقارنةً بنحو 7 في المائة خلال عام 2010، وبلغت رقماً قياسياً هو 40 مليار دولار في عام 2024.

ويقدّم التقرير نظرة شاملة على مختلف التدفقات المالية، بما فيها الديون والموارد المحلية والأدوات التمويلية المبتكرة الجديدة، وأشار هنا إلى أن البلدان منخفضة الدخل تجاوزت خدمة الدين لديها المليار دولار خلال عامي 2023-2024.

وعلّقت الأمينة التنفيذية لـ«الإسكوا»، رولا دشتي، على التقرير قائلة، إن الاختلافات في أسعار الفائدة على ديون السوق تشير إلى وجود مجال كبير للتوفير، مضيفة أنه «في عام 2023، كان بإمكان البلدان العربية متوسطة الدخل الاحتفاظ بأكثر من 1.8 مليار دولار من مدفوعات الفائدة على ديون السوق إذا طُبِّق متوسط سعر الفائدة لاقتصادات الأسواق الناشئة على مستوى العالم».

الإيرادات العامة

ويَرد في التقرير أن إجمالي الإيرادات العامة في المنطقة في المتوسط بلغ 32 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقارنة بنسبة 26.5 في المائة في المتوسط لاقتصادات الأسواق الناشئة، و35.5 في المائة للاقتصادات المتقدمة.

وأوضحت رولا دشتي، أنه إذا زادت البلدان العربية متوسطة الدخل حصة ضرائب الدخل الشخصي وضرائب الشركات إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو المتوسط بالنسبة إلى البلدان متوسطة الدخل على مستوى العالم، يمكنها توليد 14 مليار دولار إضافية، وتوزيع الأعباء الضريبية بشكل أكثر إنصافاً.

بالإضافة إلى تحسين تحصيل الضرائب، أبرز التقرير أنه يمكن توفير أكثر من 120 مليار دولار سنوياً في الحيز المالي الإضافي في البلدان العربية من خلال: توفير 100 مليار دولار بواسطة زيادة كفاءة الإنفاق (بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي)، فضلاً عن توفير 4 مليارات دولار في مدفوعات الفائدة في ديون السوق (على أساس حدٍّ أدنى لسعر الفائدة مع معاملة الأقران بالتساوي في عام 2023)، وتوفير 2.5 مليار دولار في خدمة الديون الناتجة عن مقايضتها (بنسبة 25 في المائة من خدمة الدين الثنائي في عام 2024)، فضلاً عن توفير 122 مليون دولار في مدفوعات الفائدة عن طريق زيادة حصة الديون الميسرة من الدائنين الرسميين، وتحقيق 127 مليون دولار علاوة خضراء من أدوات التمويل المبتكرة.

برنامج عمل

يطرح التقرير برنامج عمل قابلًا للتنفيذ، يتضمّن استراتيجيات ثلاث؛ هي: تحسين حافظات الديون، وتعزيز كفاءة أُطُر الإيرادات والنفقات العامة، وزيادة استخدام آليات التمويل المبتكرة وأُطُر التمويل المستدام.

واقترح التقرير برنامج عمل مكوناً من 7 نقاط، تمثّلت في:

- تحسين حافظات الديون من خلال الإدارة الحصيفة لها.

- تعزيز القدرة المؤسسية على إدارة الديون.

- تحسين السيولة والتمويل الميسر من خلال إصلاح النظام المالي الدولي.

- تشجيع أدوات التمويل المبتكرة من أجل التنمية المستدامة.

- تحسين الكفاءة في تعبئة الموارد المحلية لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.

- تحسين كفاءة الإنفاق العام لزيادة فاعلية الإنفاق.

- معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان العربية المتأثرة بالصراعات والبلدان منخفضة الدخل.