الأدنى منذ 11 شهراً... استمرار تراجع نشاط القطاع الخاص في مصر

سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس التي تأثرت بتحويل شركات السفن لطريق الرجاء الصالح (رويترز)
سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس التي تأثرت بتحويل شركات السفن لطريق الرجاء الصالح (رويترز)
TT

الأدنى منذ 11 شهراً... استمرار تراجع نشاط القطاع الخاص في مصر

سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس التي تأثرت بتحويل شركات السفن لطريق الرجاء الصالح (رويترز)
سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس التي تأثرت بتحويل شركات السفن لطريق الرجاء الصالح (رويترز)

استمر تراجع نشاط القطاع الخاص في مصر خلال فبراير (شباط) الماضي، إذ أدى انخفاض حركة الشحن في قناة السويس بسبب هجمات على الملاحة في البحر الأحمر، إلى تفاقم نقص العملة الأجنبية القائم منذ فترة طويلة.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز لمديري المشتريات العالمي في مصر، إلى 47.1 نقطة في فبراير، من 48.1 نقطة في يناير (كانون الثاني)، ليظل دون عتبة 50 نقطة التي تفصل بين النمو والانكماش للشهر التاسع والثلاثين على التوالي.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إن القراءة الإجمالية للمؤشر هي الأدنى منذ 11 شهراً، مع انخفاض الطلبيات الجديدة بأسرع معدل لها منذ مارس (آذار) 2023 وتراجع المبيعات المحلية وسط ضغوط الأسعار التضخمية والتحديات فيما يتعلق بالعرض.

وقال ديفيد أوين، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز»: «يبدو أن الاقتصاد غير النفطي في مصر عانى بشكل ملحوظ في فبراير، إذ وجد نفسه عالقاً وسط أزمة إقليمية أوسع نطاقاً».

وتباطأ معدل التضخم في مصر إلى 29.8 في المائة على أساس سنوي في يناير، من 33.7 في المائة بديسمبر (كانون الأول)، وسجل أعلى مستوى تاريخي عند 38 في المائة في سبتمبر (أيلول)، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر.

وفي أواخر فبراير، أعلنت الحكومة المصرية عن اتفاق استثماري كبير مع شركة «إيه دي كيو» القابضة، أحد الصناديق السيادية في الإمارات، مما عزز سنداتها الدولية وخفف الضغط على العملة.

لكن في الوقت الذي دفعت فيه الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية شركات الشحن إلى تحويل السفن بعيداً عن قناة السويس، أدى ارتفاع تكاليف الاستيراد إلى ارتفاع تكاليف الشراء بالنسبة للشركات المصرية. وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال» إن تعطل حركة الشحن أسهم في إطالة أوقات تسليم الموردين بشكل أكبر منذ يونيو (حزيران) 2022.

ومع انكماش الطلب، قلصت الشركات إنتاجها، إذ انخفض مؤشر الإنتاج الفرعي إلى 44.3 نقطة في فبراير، من 46.6 نقطة في الشهر السابق.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «كانت وتيرة الانكماش هي الأكثر حدة فيما يزيد قليلاً على عام، إذ أشارت تعليقات المشاركين في الاستطلاع إلى أن تعطل الشحن وضعف السياحة بسبب الحرب بين إسرائيل وغزة أثرا أيضاً على النشاط».


مقالات ذات صلة

مصر تحشد ملياري دولار لدعم موازنتها

الاقتصاد صورة أرشيفية من لقاء سابق لوزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط ورئيس البنك الدولي (الشرق الأوسط)

مصر تحشد ملياري دولار لدعم موازنتها

أعلنت وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط حشد تمويلات ميسرة بقيمة ملياري دولار لدعم الموازنة العامة للدولة وتنفيذ أهداف وثيقة سياسة ملكية الدولة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق بائع الحلوى كما ظهر في الفيديو وعلى اليمين صورة له (وسائل إعلام محلية)

ألقى بضاعته ليأسه من بيعها... فيديو لبائع حلوى مصري يكسبه تعاطفاً ودعماً

أسهم فيديو لم تتعدَّ مدته 9 ثوانٍ في تعاطف واسع من قبل متابعين ومؤسسة خيرية مصرية مع بائع حلوى في صعيد مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا إحدى شركات الصرافة في مصر (رويترز)

عودة ملاحقات «تجار العملة» في مصر

عادت ملاحقة السلطات المصرية لـ«تجار العملة» إلى الواجهة من جديد، بغرض تقويض «السوق السوداء» للعملة الأجنبية.

أحمد عدلي (القاهرة )
الاقتصاد رجل يقف على باب مكتب صرافة يضع الدولار بحجم كبير على واجهته بوسط القاهرة (رويترز)

«غولدمان ساكس»: البنك المركزي المصري لا يتدخل في سعر الصرف

قال بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس، إن أطرافاً في القطاع الخاص المصري وصندوق النقد الدولي أكدوا أن البنك المركزي والبنوك الحكومية لم تتدخل في سعر الصرف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد المقر الجديد للبنك المركزي المصري في العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة (رويترز)

«بي إم آي» تتوقع فائضاً في صافي الأصول الأجنبية بمصر للمرة الأولى منذ فبراير 2022

توقعت «بي إم آي»، شركة الأبحاث التابعة لـ«فيتش سولوشنز»، أن يتحول مركز الأصول الأجنبية في مصر إلى تسجيل فائض في مايو (أيار) وذلك للمرة الأولى منذ فبراير (شباط).

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

شركات أوروبية توقِّع صفقات بأكثر من 42 مليار دولار في مصر

جانب من توقيع مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي خاصة بالشريحة الأولى لدعم عجز الموازنة بقيمة مليار يورو (الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية)
جانب من توقيع مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي خاصة بالشريحة الأولى لدعم عجز الموازنة بقيمة مليار يورو (الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية)
TT

شركات أوروبية توقِّع صفقات بأكثر من 42 مليار دولار في مصر

جانب من توقيع مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي خاصة بالشريحة الأولى لدعم عجز الموازنة بقيمة مليار يورو (الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية)
جانب من توقيع مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي خاصة بالشريحة الأولى لدعم عجز الموازنة بقيمة مليار يورو (الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية)

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت، إن أكثر من 20 شركة أوروبية توقِّع اتفاقات أو مذكرات تفاهم بإجمالي يتجاوز 40 مليار يورو (42.85 مليار دولار) في مصر خلال مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي.

ويحظى مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي بأهمية كبيرة للطرفين، لما له من انعكاسات اقتصادية تحتاجها القاهرة، وأمن للحدود تتطلع إليه بروكسل.

وأكدت فون دير لاين العمل على زيادة الاستثمارات الأوروبية في مصر بقيمة 1.8 مليار يورو. وقالت في كلمتها: «وقّعنا من قبل مع مصر اتفاقية شراكة استراتيجية، تعكس علاقة وطيدة بين مصر والاتحاد الأوروبي»، مضيفة: «لدينا أكثر من 1000 شركة تعمل بالمنطقة، ونسعى للعمل لمزيد من تيسير الظروف الاستثمارية».

وأشارت إلى أن مصر لديها هدف أن تكون مركزاً للطاقة النظيفة، وهذا يعظم من دورها بالنسبة للمنطقة والعالم، لافتة إلى توقيع اتفاقية جديدة للتدريب الرقمي بقيمة 25 مليون يورو.

وأوضحت أن لديهم أطر ثقة في العلاقات الاقتصادية بين مصر وأوروبا، وهذا يدعم القطاع الخاص في مختلف المجالات.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن هناك تطوراً إيجابياً في العلاقات المصرية الأوروبية؛ مشيراً إلى تواصل توقيع اتفاقيات الشراكة.

وقال السيسي، خلال فعاليات المؤتمر الذي انطلق بالقاهرة، السبت، ويستمر الأحد: «نعمل من أجل تمكين مجتمع الأعمال الأوروبي من الاستفادة من فرص الاستثمار في مصر»، لافتاً إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي والاستثمار تحتل مقدمة المجالات.

وأكد السيسي السعي لتنسيق ودعم دائم بين مصر وأوروبا، للتصدي للتحديات الإقليمية والدولية وآثارها الاقتصادية.

وشهد المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبي، خاصة بالشريحة الأولى لدعم عجز الموازنة بقيمة مليار يورو.