انخفاض التضخم في أوروبا إلى 2.6 %

مع تراجع أسعار الطاقة وتباطؤ التضخم الغذائي

انخفض التضخم في أوروبا إلى 2.6 في المائة في فبراير 2024 من 2.8 في المائة في يناير 2024 (رويترز)
انخفض التضخم في أوروبا إلى 2.6 في المائة في فبراير 2024 من 2.8 في المائة في يناير 2024 (رويترز)
TT

انخفاض التضخم في أوروبا إلى 2.6 %

انخفض التضخم في أوروبا إلى 2.6 في المائة في فبراير 2024 من 2.8 في المائة في يناير 2024 (رويترز)
انخفض التضخم في أوروبا إلى 2.6 في المائة في فبراير 2024 من 2.8 في المائة في يناير 2024 (رويترز)

شهد التضخم الذي اجتاح الاقتصاد الأوروبي المزيد من التراجع في فبراير (شباط)، حيث انخفض إلى 2.6 في المائة مقارنة بـ2.8 في المائة في يناير (كانون الثاني) بفعل ارتفاع أسعار الفائدة واعتدال أسعار النفط والغاز والنمو البطيء الذي حد من ارتفاع الأسعار في المتاجر، وفق ما ذكر «المكتب الأوروبي للإحصاء (يوروستات)».

والتضخم الآن أقل بكثير من ذروته البالغة 10.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، التي بلغها بعد أن قطعت روسيا معظم إمدادات الغاز الطبيعي، ورفعت أسعار الطاقة بشكل كبير. لكن عودته إلى 2 في المائة، الهدف الذي حدده «المصرف المركزي الأوروبي»، تستغرق وقتاً، بحسب ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

وانخفض ​​تضخم المواد الغذائية إلى 4 في المائة من 5.6 في المائة، مما يوفر بعض الراحة للأشخاص ذوي الدخل المحدود الذين ينفقون جزءاً أكبر من رواتبهم على الضروريات مقارنةً بالميسورين. وكان هناك عامل آخر، وهو أسعار الطاقة التي انخفضت بنسبة 3.7 في المائة.

وكانت إحدى العلامات الرئيسية على فقدان الزخم من قبل التضخم ما يُسمى بـ«التضخم الأساسي»، الذي يستبعد تقلبات أسعار المواد الغذائية والوقود. وبلغ الرقم، الذي يراقبه «المركزي الأوروبي» من كثب مقياساً للضغط الأساسي للتضخم في الاقتصاد، 3.1 في المائة، انخفاضاً من 3.3 في المائة، وهو الأدنى منذ مارس (آذار) 2022.

وارتفعت الأسعار بعد أن قطعت روسيا معظم إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، ومع تعافي ما بعد الوباء الذي أدى إلى اختناقات في إمدادات الأجزاء والمواد الخام. وقد تراجعت هذه المشكلات، لكن فقدان القدرة الشرائية أدى إلى تباطؤ الاقتصاد، ولم يلحق العديد من العمال بالركب بعد، من خلال اتفاقيات أجور جديدة.

ويجعل انخفاض معدل التضخم «المركزي الأوروبي» أقرب إلى تحقيق هدفه، المتمثل بـ2 في المائة من التضخم، وهو المعدل الذي يُعد الأفضل للاقتصاد. وقام المركزي لمنطقة اليورو برفع أسعار الفائدة بسرعة لامتصاص التضخم من الاقتصاد، حيث رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى قياسي بلغ 4 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وتساهم أسعار الفائدة المرتفعة في مكافحة التضخم عن طريق جعل شراء الأشياء بالائتمان أكثر تكلفة، مما يقلل من الطلب على السلع والضغط التصاعدي على الأسعار. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي تكاليف الائتمان المرتفعة إلى إعاقة النمو، وكان هذا الأمر نادراً في أوروبا. وأظهرت منطقة اليورو نمواً صفرياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، بعد انكماش بنسبة 0.1 في المائة في الربع الذي يسبقه.

وحوّلت المخاوف بشأن النمو والتضخم المعتدل التركيز إلى موعد بدء «المركزي الأوروبي» خفض أسعار الفائدة. ومن المقرر أن يجتمع مجلس إدارة المركزي الذي يضع أسعار الفائدة يوم الخميس، ولكن لا يُتوقع أن يغير الأسعار بعد.

وقال رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في بنك «آي إن جي»، كارستن برزيسكي، إن المجلس ورئيسة «المركزي الأوروبي»، كريستين لاغارد، ينتظران على الأرجح المزيد من البيانات حول الأجور والأسعار للتأكد من السيطرة على التضخم قبل خفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران).


مقالات ذات صلة

عوائد سندات منطقة اليورو تتراجع... وترقب لأرقام أميركية

الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 20 يورو (رويترز)

عوائد سندات منطقة اليورو تتراجع... وترقب لأرقام أميركية

هبطت عوائد سندات الحكومات في منطقة اليورو، يوم الجمعة، بعد بيانات التضخم من فرنسا وإسبانيا، في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون أرقاماً من الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مبنى الكابيتول بواشنطن (رويترز)

وزارة الخزانة الأميركية: النظام المصرفي قوي والفائدة في طريقها للانخفاض

تحدثت رئيسة «الاحتياطي الفيدرالي» السابقة ووزيرة الخزانة الحالية، جانيت يلين، على قناة «سي إن بي سي»، عن عدة مواضيع مهمة تتعلق بالاقتصاد الأميركي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً بواشنطن في 18 سبتمبر 2024 (رويترز)

باول: الاقتصاد تغيّر... لكن أهمية سوق سندات الخزانة لم تتغير

افتتح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول «مؤتمر سوق الخزانة الأميركية لعام 2024» صباح الخميس بتذكّر تقلبات أكتوبر 2014 في أسواق الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد واجهة مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يواجه مخاطر التضخم دون الهدف

إذا كان المتداولون على حق، فإن المصرف المركزي الأوروبي يواجه خطر دفع التضخم إلى ما دون هدفه البالغ 2 في المائة من خلال تباطئه في خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار البنك الوطني السويسري على مبناه في برن (رويترز)

«المركزي السويسري» يخفّض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام ويلمح إلى المزيد

خفّض البنك الوطني السويسري أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، اليوم (الخميس)، وهو ثالث خفض من هذا النوع هذا العام، في إطار خطوات مماثلة لتخفيض تكلفة الاقتراض.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

باول: الاقتصاد تغيّر... لكن أهمية سوق سندات الخزانة لم تتغير

رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً بواشنطن في 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً بواشنطن في 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

باول: الاقتصاد تغيّر... لكن أهمية سوق سندات الخزانة لم تتغير

رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً بواشنطن في 18 سبتمبر 2024 (رويترز)
رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً بواشنطن في 18 سبتمبر 2024 (رويترز)

افتتح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول «مؤتمر سوق الخزانة الأميركية لعام 2024» صباح الخميس بتذكّر تقلبات أكتوبر (تشرين الأول) 2014 في أسواق الخزانة، التي أدت إلى انعقاد الاجتماع السنوي الأول بين مسؤولي الحكومة والجهات الفاعلة في القطاع الخاص في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

وقال باول في المؤتمر السنوي العاشر لسوق سندات الخزانة الأميركية، إن «الاقتصاد قد تغير كثيراً منذ الاجتماع لأول مرة في عام 2015، لكن الحاجة إلى مناقشة ودراسة سوق سندات الخزانة الأميركية لم تتغير».

وأضاف: «كما تعلمون جميعاً، فإن هذه السوق هي الأعمق والأكثر سيولة في العالم. بالإضافة إلى تلبية احتياجات التمويل للحكومة الفيدرالية، فإنها تلعب دوراً حاسماً في التنفيذ الفعال للسياسة النقدية».

وشهدت تلك الحادثة تحركات سريعة وعنيفة في عوائد الخزانة، دون وجود سبب واضح. وقال باول عبر رسالة فيديو مسجلة: «كان ذلك (الانهيار المفاجئ) بمثابة جرس إنذار؛ إذ لم نشهد قَطّ تقلباً كبيراً في أسعار الخزانة في فترة زمنية قصيرة كهذه».

وأضاف: «ساعدنا تقرير مجموعة العمل بين الوكالات في فهم التغيرات الكبيرة التي طرأت على هيكل سوق الخزانة والدور البارز الذي تلعبه شركات التداول الإلكترونية عالية السرعة. كما سلط الضوء على أهمية التعاون والتواصل بين الوكالات الخمس في المجموعة، وهو ما أثبت فاعليته مرة أخرى خلال الاضطرابات الناجمة عن جائحة (كوفيد-19)».

وتوجد هذه الوكالات الخمس - وزارة الخزانة، ومجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي»، وهيئة الأوراق المالية والبورصات، ولجنة تداول السلع الآجلة، وبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك - بشكل بارز في المؤتمر السنوي العاشر.

وكان باول قد صرح في المؤتمر الأول لسوق سندات الخزانة في عام 2015 بأن «الأسواق بحاجة إلى الاستمرار في العمل بكفاءة عالية، وعلينا جميعاً أن نكون معنيين بضمان استمرارية ذلك».

وأضاف باول يوم الخميس: «لا يزال لديّ التزام كامل بهذا الهدف».