يواصل «صندوق الاستثمارات العامة» استكشاف مكامن الفرص في قطاع الضيافة والسياحة السعودية، بعد إطلاق عدد من الشركات المتخصصة والمشاريع العملاقة في هذا المجال، إلى جانب عقد اتفاقيات لبناء تحالفات محلية ودولية تبرز مكانة المملكة العربية السعودية بصفتها وجهة سياحية عالمية، وإتاحة مزيد من فرص الأعمال في هذا المجال، وتعزيز إسهامات القطاع الخاص المحلي.
وأطلق «صندوق الاستثمارات العامة» عدداً من الشركات التي تُعنى بمجالات السياحة والضيافة، بوصفها قطاعاً يُحقق مستهدفات «السيادي» في تنويع مصادر الدخل والنهوض بالقطاعات الواعدة في البلاد، أبرزها: «أسفار»، و«بوتيك»، و«دان»، وكان آخرها إطلاق «أديرا»، التي تتخصص في إدارة وتشغيل الفنادق، لتقود الضيافة في المملكة، وتسهم في تعزيز خبرات ومهارات الكفاءات الوطنية، إلى جانب عملها على تقديم علامات تجارية فندقية جديدة تسهم في تعزيز مكانة البلاد بصفتها وجهة سياحية أساسية.
ويملك «السيادي» السعودي، مشاريع سياحية عملاقة، بما فيها: البحر الأحمر، وأمالا، والقدية، والدرعية، والمربع الجديد، والعلا، ووسط جدة التاريخية، وعسير، والسودة، إضافة إلى «ذا ريغ»، و«ذا لاين» وعدد من المشاريع الأخرى في مدينة نيوم.
الوجهات الجبلية
وأسس الصندوق في 2017، شركة «القدية» المتخصصة في تطوير المشروع الترفيهي والرياضي والفني الأكبر والواقع في العاصمة الرياض، بهدف تحقيق عدد من المساعي الاقتصادية والاجتماعية، ودفع مسيرة التنوع الاقتصادي، وفتح آفاق مسارات جديدة.
وأسس «السيادي» في 2019 شركة «تطوير البلد» في 2023، المطور الرئيس لمنطقة جدة التاريخية، لتنمية وتطوير الموقع وجعلها مركزاً اقتصادياً ووجهة ثقافية وتراثية عالمية تستند إلى إرث جدة العريق، وثقافتها الغنية، لتكون وجهة سياحية دولية وفق مستهدف «رؤية 2030».
أما شهر فبراير (شباط) 2021، فشهد إطلاق شركة «السودة» للتطوير في منطقة عسير، باستثمارات متوقعة تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار) للعمل على تطوير منطقة المشروع، التي تشمل السودة وأجزاء من محافظة رجال ألمع، لتصبح وجهة جبلية فاخرة، تتميز بثقافتها الأصيلة، وتراثها الفريد، وطبيعتها الساحرة، وتقديم خيارات سكنية وترفيهية متنوعة.
القصور التاريخية
وأنشأ «السيادي» شركة «بوتيك» في يناير (كانون الثاني) 2022، بهدف تطوير وإدارة وتشغيل سلسلة من القصور التاريخية والثقافية الشهيرة في المملكة، وتحويلها إلى فنادق «بوتيك» فائقة الفخامة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أعلن الصندوق عن إطلاق شركة «عسير» للاستثمار بصفتها ذراعاً استثمارية في المنطقة لتحفيز الاستثمارات المحلية والدولية المباشرة لتطويرها وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية على مدار العام.
وأطلق الصندوق في 2023 شركة «أسفار»، التي تهدف إلى تعزيز قدرات القطاع السياحي المحلي والاستثمار في إنشاء المشاريع السياحية بمختلف مدن المملكة.
وشهدت قمة «مستقبل الضيافة»، المنعقدة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أخيراً، إطلاق «أسفار» السعودية، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، «بهيج» لتطوير وإدارة الوجهات السياحية المتنوعة.
المناطق الريفية
كما أطلق صندوق الاستثمارات العامة «دان» بوصفه شركة متخصصة في تطوير المشاريع السياحية الريفية والبيئية، حيث تعتزم تطوير مشاريع في عدة مدن تتمتع بمقومات طبيعية وزراعية بمشاركة المجتمعات المحلية.
وضم صندوق الاستثمارات مشروع «الدرعية» في يناير عام 2023، والذي يهدف إلى تطوير الدرعية وإعادة ترسيخ مكانتها بصفتها وجهة عالمية مهمة، وهي من أعظم الوجهات الثقافية في العالم، وينطلق المشروع من قلب حي الطريف التاريخي، أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو».
وأسس أيضاً شركة «تطوير المربع الجديد» في فبراير من العام الماضي، لتطوير أكبر «داون تاون» حديث عالمياً في مدينة الرياض، ما يسهم في تطوير مستقبل العاصمة، تماشياً مع مستهدفات «رؤية 2030».
وفي المنطقة الغربية، أطلق الصندوق شركة «العلا للتطوير» في عام 2020، للإسهام في دفع عجلة التطوير بالمحافظة التابعة للمدينة المنورة؛ حيث تتولى بناء وتشغيل محفظة عالمية من الأصول الفندقية والأصول السكنية وقطاع التجزئة والأصول التجارية والصناعية، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والقطاع الخاص.
إدارة الفنادق
إلى ذلك، أطلق صندوق الاستثمارات العامة، الثلاثاء، شركة إدارة الفنادق (أديرا)، التي تتخصص في إدارة وتشغيل الفنادق، مع المزج بين أعلى المعايير للقطاع وأصالة الضيافة السعودية، على أن تكون شركة وطنية تقود قطاع الضيافة في المملكة، وتسهم في تعزيز خبرات ومهارات الكفاءات الوطنية، من خلال تطوير علامات ضيافة محلية جديدة بمستويات عالمية، تُعزز من بناء قدرات القطاع في المملكة عبر برامج للتدريب وتطوير المهارات، بالتعاون مع مختصين عالميين في مجال الضيافة.
وتزامناً مع جهود المملكة لترسيخ مكانتها بصفتها وجهة سياحية رئيسة، تسعى «أديرا» لإطلاق مجموعة من العلامات الفندقية السعودية المميزة، التي تتنوع بفئاتها من الفنادق المتوسطة إلى الفاخرة، بما يناسب مختلف فئات الزوّار، كما ستسهم في إتاحة مزيد من فرص الأعمال التي تركز على إبراز تجربة الضيافة السعودية، وتعتزم الشركة العمل مع مطوري الفنادق لتعزيز إسهامات القطاع الخاص المحلي في المملكة، وفق بيان صادر عن الصندوق.