التضخم في المملكة المتحدة أقل من المتوقع ما يزيد احتمالات خفض الفائدة

يتوقع بنك إنجلترا أن ينخفض التضخم إلى نحو 2 % في غضون أشهر (إ.ب.أ)
يتوقع بنك إنجلترا أن ينخفض التضخم إلى نحو 2 % في غضون أشهر (إ.ب.أ)
TT

التضخم في المملكة المتحدة أقل من المتوقع ما يزيد احتمالات خفض الفائدة

يتوقع بنك إنجلترا أن ينخفض التضخم إلى نحو 2 % في غضون أشهر (إ.ب.أ)
يتوقع بنك إنجلترا أن ينخفض التضخم إلى نحو 2 % في غضون أشهر (إ.ب.أ)

استقر تضخم أسعار المستهلكين البريطانيين على نحو غير متوقَّع عند معدل سنوي قدره 4.0 في المائة في يناير (كانون الأول)، متحدياً توقعات ارتفاعه، حسبما أظهرت بيانات رسمية في دفعة لبنك إنجلترا.

كان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة إلى 4.2 في المائة.

ومن المتوقع أن ينخفض التضخم أكثر في الأشهر المقبلة، مما يمهد الطريق أمام بنك إنجلترا للبدء في خفض تكاليف الاقتراض من أعلى مستوى لها منذ 16 عاماً.

وضعف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار واليورو مباشرةً بعد نشر بيانات التضخم. وأضاف المستثمرون إلى رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا هذا العام.

وقال مارتن بيك، كبير المستشارين الاقتصاديين لـ«كلوب إي آي أيتم»: «بشكل عام، يجب أن تُطمئن بيانات التضخم الأخيرة لجنة السياسة النقدية بأن وقت البدء في خفض أسعار الفائدة يقترب».

وجاءت بيانات التضخم البريطانية المستقرة، يوم الأربعاء، في أعقاب زيادة أقوى من المتوقع في نمو الأسعار في الولايات المتحدة، التي أُعلن عنها يوم الثلاثاء.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن التضخم الأساسي في بريطانيا، الذي يستثني الأسعار المتقلبة للمواد الغذائية والطاقة والكحول والتبغ، لم يتغير أيضاً عند 5.1 في المائة.

وارتفع تضخم الخدمات -وهو مؤشر لضغوط الأسعار المحلية والذي يراقبه بنك إنجلترا عن كثب- إلى 6.5 في المائة من 6.4 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) لكنه لم يكن بالقوة التي توقعها بنك إنجلترا.

ويخشى المصرف المركزي البريطاني أن يؤدي النمو السريع للأجور -الذي يشكل جزءاً كبيراً من معدل التضخم في قطاع الخدمات- إلى إضافة مزيد من الضغوط التضخمية عبر الاقتصاد.

وأظهرت البيانات المنشورة، يوم الثلاثاء، أن الأجور العادية ارتفعت بنسبة 6.2 في المائة سنوياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، وهي أبطأ زيادة منذ أكثر من عام ولكنْ نحو ضعف الوتيرة التي يرى بنك إنجلترا أنها تتفق مع عودة التضخم بشكل مستدام إلى 2 في المائة.

وقال وزير المالية جيريمي هانت: «إن التضخم لا ينخفض أبداً في خط مستقيم مثالي، لكنّ الخطة ناجحة. لقد حققنا تقدماً كبيراً في خفض التضخم من 11 في المائة، ويتوقع بنك إنجلترا أنه سينخفض إلى نحو 2 في المائة في غضون أشهر».

وقال جوناثان هاسكل، عضو لجنة السياسة النقدية، وهو أحد اثنين من صناع السياسة الذين صوّتوا لصالح رفع أسعار الفائدة في الاجتماع الأخير لبنك إنجلترا، لـ«رويترز»، الأسبوع الماضي، إنه سيحتاج إلى رؤية مزيد من الأدلة على أن ضغوط التضخم تضعف قبل أن يغيّر موقفه.

وفي أنباء سارة للمستهلكين، انخفض تضخم أسعار الغذاء للمرة الأولى على أساس شهري منذ سبتمبر (أيلول) 2021 بنسبة 0.4 في المائة عن ديسمبر.

وأثّر ارتفاع التضخم على مستويات معيشة الأسر البريطانية على مدى العامين الماضيين، مما أسهم في التحدي الانتخابي الذي يواجه رئيس الوزراء ريشي سوناك، الذي يواجه انتخابات وطنية متوقعة في وقت لاحق من هذا العام.


مقالات ذات صلة

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين، إثر ترشيح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة.

وأنهى دونالد ترمب أسابيع من التكهنات عندما أعلن عن اختياره مساء يوم الجمعة؛ حيث أشار بعض استراتيجيي الاستثمار إلى أن بيسنت قد يتخذ إجراءات للحد من مزيد من الاقتراض الحكومي، حتى في الوقت الذي يواصل فيه تنفيذ تعهدات الرئيس المنتخب بشأن السياسة المالية والتجارية، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أسيمترك» في ميامي، جو ماكان: «إن جمال هذا الترشيح هو أن بيسنت يعدُّ محافظاً مالياً. وهذه الخطوة تمهد الطريق لمزيد من الانضباط المالي، وهو ما سيحظى بقبول كبير من جانب السوق. وتشكِّل خلفيته في تداول العملات الأجنبية والسندات، بما في ذلك السندات العالمية، ميزة إضافية».

في الساعة 05:08 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت عقود «داو إي-ميني» بمقدار 302 نقطة، أي بنسبة 0.68 في المائة، بينما ارتفعت عقود «ستاندرد آند بورز 500 إي-ميني» بمقدار 28.5 نقطة، أو بنسبة 0.48 في المائة، وارتفعت عقود «ناسداك 100 إي-ميني» بمقدار 114.75 نقطة، أو بنسبة 0.55 في المائة.

كما شهدت العقود المستقبلية التي تتبع مؤشر الأسهم الصغيرة المحلية ارتفاعاً بنسبة 1.2 في المائة، في حين تصدَّرت عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً الانخفاضات عبر منحنى العوائد.

وحققت البنوك الكبرى مكاسب؛ حيث ارتفع سهم «ويلز فارغو» بنسبة 1.1 في المائة، بينما أضاف سهم «مورغان ستانلي» 1.2 في المائة في تداولات ما قبل السوق.

من جهة أخرى، ارتفع سهم «تسلا» الذي يُعد من أبرز أسهم «ترمب ترايد»، بنسبة 2 في المائة.

بين الأسهم الكبرى، سجل كل من سهم «ألفابت» وسهم «أمازون دوت كوم» ارتفاعاً بنسبة 0.75 في المائة لكل منهما.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد فوز ترمب، وسط توقعات بأن سياساته التي يُنظر إليها بشكل عام على أنها إيجابية للنمو الاقتصادي والشركات الكبرى، قد تزيد من ضغوط التضخم، وتبطئ وتيرة تخفيف السياسة النقدية من قبل «الاحتياطي الفيدرالي».