500 مليار دولار خسائر سنوياً... تحذيرات من تداعيات خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي

علما الاتحاد الأوروبي وألمانيا يرفرفان أمام مقر مجلس النواب في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ببرلين (رويترز)
علما الاتحاد الأوروبي وألمانيا يرفرفان أمام مقر مجلس النواب في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ببرلين (رويترز)
TT

500 مليار دولار خسائر سنوياً... تحذيرات من تداعيات خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي

علما الاتحاد الأوروبي وألمانيا يرفرفان أمام مقر مجلس النواب في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ببرلين (رويترز)
علما الاتحاد الأوروبي وألمانيا يرفرفان أمام مقر مجلس النواب في البرلمان الألماني (البوندستاغ) ببرلين (رويترز)

حذر المعهد الاقتصادي الأوروبي من الخسائر الاقتصادية لاحتمال خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي، كما اقترح مؤخراً حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

وقال كونت بيرغمان مدير مكتب المعهد ببرلين، في مقابلة مع صحيفة «راينيشه بوست» نشرت الثلاثاء، إنه إذا خرجت ألمانيا من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، فستفقد نحو 10 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي.

وأضاف أن هذا يعني أيضاً خسارة الاقتصاد الألماني ما بين 400 مليار يورو (430 مليار دولار) و500 مليار سنوياً، بحسب دراسة للعواقب الفعلية التي لبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وحذر بيرغمان من أن ألمانيا التي يعتمد اقتصادها على التصدير، ستضرر أكثر من بريطانيا من مثل هذا القرار، وسيواجه مواطنوها خطر فقدان نحو 2.2 مليون وظيفة.

يأتي ذلك بعد تحذير وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، من أن الاقتصاد الألماني سيتعرض للدمار إذا اتبعت ألمانيا خطى المملكة المتحدة في الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما اقترح حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

وقال ليندنر، في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ» بالعاصمة البريطانية لندن، مساء الاثنين، إن السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي تتمتع بـ«أهمية قصوى» بالنسبة لأكبر اقتصاد في أوروبا، وسيكون «خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي»، فيما يعرف بـ«ديكسيت»، أسوأ سيناريو ممكن لألمانيا التي تعتمد على التصدير. وأضاف ليندنر: «سيؤدي ذلك إلى تدمير اقتصادنا».

وقال ليندنر: «لهذا السبب علينا أن نقول للرأي العام: حسناً، قد لا تتفقون مع سياسات الحكومة، ولكن هذا ليس سبباً لتغيير النظام بأكمله وتغيير ما تقوم عليه ثروتنا».

وقد حذر كبار السياسيين ومديرو الشركات مراراً وتكراراً، من أن رؤية حزب «البديل من أجل ألمانيا» لنسخة ألمانية من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ستكون كارثية على النشاط الاقتصادي.

وكانت الزعيمة المشاركة لحزب «البديل من أجل ألمانيا» أليس فايدل، قد وصفت، في مقابلة مع صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية الشهر الماضي، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه «نموذج لألمانيا»، مقترحة إجراء استفتاء «للسماح للشعب باتخاذ القرار، تماماً كما فعلت بريطانيا».

وتمكن الحزب المناهض للمهاجرين من استغلال غضب الناخبين، ليرتقي إلى المركز الثاني خلف المحافظين المعارضين الرئيسيين، وفقاً لاستطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة.

وشهد تحالف المستشار الألماني أولاف شولتس، المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، تراجعاً في تأييده. ويتعرض الحزب الديمقراطي الحر بزعامة ليندنر لضغوط خاصة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنه معرض لخطر عدم الوصول إلى عتبة 5 في المائة اللازمة لدخول البرلمان في الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في خريف عام 2025.

في الأثناء، قال رئيس ديوان المستشار الألماني أولاف شولتس فولفغانغ شميدت الثلاثاء، إن ألمانيا لا تعاني من ركود، وإن من المتوقع أن ينمو اقتصادها في عام 2024.

وقال شميدت في فعالية خاصة بقطاع الصناعة: «ليس لدينا ركود. لا نرى أي شيء يصاحب الركود عادة مثل البطالة. سوق العمل مستقرة للغاية والأجور الحقيقية ترتفع مرة أخرى. سنشهد نمواً هذا العام».


مقالات ذات صلة

لقاء جنيف... الخلاف يتسع بين أوروبا وإيران

خاص مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)

لقاء جنيف... الخلاف يتسع بين أوروبا وإيران

اعترف دبلوماسي أوروبي رفيع لـ«الشرق الأوسط» بأن «مدى الخلافات» مع إيران يتسع، وذلك بعد لقاءات أوروبية - إيرانية عقدت في جنيف لمناقشة مسائل خلافية.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا البرلمان الأوروبي يدين نشر قوات من كوريا الشمالية للمشاركة في حرب روسيا وأوكرانيا (أ.ف.ب)

البرلمان الأوروبي: نشر قوات من كوريا الشمالية مرحلة جديدة في حرب أوكرانيا

أدان البرلمان الأوروبي، الخميس، نشر قوات من كوريا الشمالية للمشاركة في حرب روسيا وأوكرانيا، وانتقد الصين لمساعدتها موسكو.

«الشرق الأوسط» (ستراسبورغ (فرنسا))
أوروبا صورة تجمع بين علمي جورجيا والاتحاد الأوروبي (موقع تابع للتكتل الأوروبي)

جورجيا تجمّد مباحثات الانضمام للاتحاد الأوروبي... وتتهمه بـ«الابتزاز»

جمّدت جورجيا، اليوم (الخميس)، مباحثات الانضمام للاتحاد الأوروبي لمدة أربع سنوات، متهمة التكتل الأوروبي بـ«الابتزاز»، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
شؤون إقليمية صورة في بروكسل في 9 ديسمبر 2021 تُظهر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

بوريل: المجتمع الإسرائيلي «مستعمر من الداخل» عبر متطرفين

قال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، إن المجتمع الإسرائيلي «مستعمر من الداخل» عبر متطرفين يتسمون بالعنف.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني (موقع جماران)

طهران: مستعدون للتفاوض مع واشنطن

أكدت الحكومة الإيرانية، أمس (الثلاثاء)، استعدادها للتفاوض مع واشنطن ودول غربية، لكنها حددت لذلك شرطي «إثبات الثقة» و«الالتزام بأوامر المرشد» علي خامنئي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قالت منظمة التجارة العالمية، في بيان، إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص، يوم الجمعة، مما يعني أن ولايتها الثانية ستتزامن مع ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وتتوقع مصادر تجارية أن يكون الطريق أمام المنظمة، التي يبلغ عمرها 30 عاماً، مليئاً بالتحديات، ومن المرجح أن يتسم بالحروب التجارية، إذ هدد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع من المكسيك وكندا والصين.

وتحظى أوكونجو - إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي صنعت التاريخ في عام 2021 عندما أصبحت أول امرأة وأول أفريقية تتولى منصب المدير العام للمنظمة، بدعم واسع النطاق بين أعضاء منظمة التجارة العالمية. وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستترشح مرة أخرى، بهدف استكمال «الأعمال غير المكتملة».

ولم يترشح أي مرشح آخر أمام أوكونجو - إيويالا. وقالت مصادر تجارية إن الاجتماع أوجد وسيلة لتسريع عملية تعيينها لتجنب أي خطر من عرقلتها من قبل ترمب، الذي انتقد فريق عمله وحلفاؤه كلاً من أوكونجو - إيويالا ومنظمة التجارة العالمية خلال الفترات الماضية. وفي عام 2020، قدمت إدارة ترمب دعمها لمرشح منافس، وسعت إلى منع ولايتها الأولى. ولم تحصل أوكونجو - إيويالا على دعم الولايات المتحدة إلا عندما خلف الرئيس جو بايدن، ترمب، في البيت الأبيض.

وفي غضون ذلك، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات». وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنّ من أول إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات... وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية في مؤتمرها الصحافي اليومي الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة. وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل، وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده» ترمب، معربة عن اعتقادها بأن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، إذ يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين. وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي جينبينغ، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة. وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».