«تاليس» الفرنسية تدرس فرصاً للشراكة الدفاعية في السعودية

رئيس وحدتها في المملكة أكد على دور «الرياض» في تشكيل ديناميكيات الأمن الإقليمي

جانب من مشاركة شركة تاليس في معرض الدفاع الدولي في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من مشاركة شركة تاليس في معرض الدفاع الدولي في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«تاليس» الفرنسية تدرس فرصاً للشراكة الدفاعية في السعودية

جانب من مشاركة شركة تاليس في معرض الدفاع الدولي في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من مشاركة شركة تاليس في معرض الدفاع الدولي في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

قالت شركة تاليس الفرنسية إنها تدرس عدداً من الفرص للشراكة مع السعودية في القطاع الدفاعي، مشيرة إلى أن عرض نظامها الدفاعي الصاروخي في معرض الدفاع الدولي المنعقد في الرياض يأتي لأهمية دور المملكة البارز في تشكيل ديناميكيات الأمن الإقليمي؛ كونها ملتزمة بالاستثمار في القدرات الدفاعية الحديثة، ما يعزز مكانتها بوصفها لاعباً عالمياً في تعزيز الاستقرار والأمن.

 

نظام الدفاع الجوي

وقال برنارد رو، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في السعودية وآسيا الوسطى، إن نظام الدفاع الصاروخي الجوي المتكامل (آي إيه إم دي) يعالج الطبيعة المتنوعة للتحديات الدفاعية، من الطائرات من دون طيار القادرة على الطيران في أسراب إلى الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي يتم إطلاقها من مسافة بعيدة، ما أصبح نطاق التهديدات الجوية أكثر تحدياً اليوم.

ولفت في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن نظام الدفاع الصاروخي الجوي المتكامل يعد حلاً يمكن تكييفه مع الاحتياجات التشغيلية لأي دولة من أجل دعم المراقبة واتخاذ القرار وتحييد التهديدات، وقال: «بما أننا خبراء في صناعة التقنيات عالية التطور، فإننا نقدم أنظمة رائدة للمدى الطويل أو المتوسط أو القصير أو الأرضي، بالإضافة إلى المجال الجوي المنخفض».

 

دور «تاليس» في «رؤية 2030»

وحول دور تاليس في توطين المعدات والأنظمة الدفاعية، والمساهمة في التحول الرقمي للسعودية بما يتماشى مع «رؤية 2030»، قال رو: «واحد من أهداف (رؤية السعودية 2030) هو الوصول إلى توطين الإنفاق الدفاعي إلى 50 في المائة بحلول عام 2030، وتلتزم شركة تاليس التزاماً كاملاً بتوطين المعدات والأنظمة الدفاعية لتحقيق هذا الهدف، حيث تعد (سامي تاليس للأنظمة الإلكترونية)، وهي مشروعنا المشترك مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية، ناقل استراتيجيتنا في توطين الإنتاج ونقل التقنيات».

وأضاف: «علاوة على ذلك، من خلال الشراكات الاستراتيجية مع شركة الاتصالات السعودية، نقوم بتسريع التحول الرقمي عن طريق العديد من المشروعات الوطنية»، مشيراً إلى أنه من خلال شراكاتهم طويلة الأمد، زادت الشركة في توطين أنظمتها ومعداتها الدفاعية، ما ساعد على تلبية الاحتياجات المحددة للسعودية، ولافتاً في الوقت نفسه إلى أن استثماراتهم الاستراتيجية في المواهب السعودية ساعدت على ترسيخ مكانة الشركة، وقال: «نحن نهدف إلى توظيف المزيد من المواطنين بما يتماشى مع برنامج السعودة».

برنارد رو الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في السعودية وآسيا الوسطى (الشرق الأوسط)

 

استثمار مليار يورو

وتابع الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في السعودية وآسيا الوسطى: «نحن نستثمر مليار يورو سنوياً في البحث والتطوير، ما يرسخ مكانتنا كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، والأمن السيبراني، والاتصال ولبناء قدراتنا من أجل دعم التحول الرقمي في السعودية. وقد تأكد ذلك من خلال استحواذنا على عدد من الشركات»، كما أن الشركة تعد شريكاً مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتأمين المواقع التراثية والمعالم التاريخية التي تدعم قطاع السياحة في المملكة.

وعن أبرز القطاعات التي تعمل فيها شركة تاليس في السعودية، أكد برنارد رو أن «تاليس» تتمتع بشراكة طويلة الأمد مع القوات المسلحة السعودية، حيث تقدم الحلول الدفاعية المتطورة لوزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني، وقال: «تم تكليفنا بتأمين الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى أننا نقدم أحدث الحلول الرقمية للخطوط الجوية السعودية».

وأوضح أنه من خلال علاقة «تاليس» مع مركز المعلومات الوطني، فإنها تقدم حلولاً آمنة للغاية للهويات وجوازات السفر، بالإضافة إلى أنظمة التحقق من الوثائق، وأشار: «بعد تأسيس مقرنا الإقليمي في الرياض العام الماضي، أصبح هدفنا توسيع نطاق أعمالنا من خلال شراكاتنا وقدراتنا التقنية».

 

تصميم المبادئ البيئية

وأكد أن تاليس تلعب دوراً رئيسياً في تمكين الشركات من تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال إدارة حركة المرور الذكية والحلول الموفرة للطاقة، بالإضافة إلى تصميم المبادئ البيئية لمنتجاتها، مشيراً إلى أنه رغم أن البلدان المتقدمة تتمتع بمستويات عالية من الاتصال، فإنه في العديد من الاقتصادات الناشئة، لا يتمكن إلا شخص واحد من كل أربعة أشخاص من الوصول إلى شبكة الإنترنت. ولمعالجة هذا الأمر، طرحت تاليس قمراً صناعياً متطوراً للاتصالات، من إنتاج شركة «تاليس ألينيا سبيس»، لتحسين سرعة الإنترنت وتغطية الاتصالات.

وأكد أن تركيز «تاليس» على تطوير الجيل التالي من الحلول مثل أجهزة الاستشعار الكمومية والاتصالات الكمومية والتشفير ما بعد الكم، وذلك بهدف الاستفادة منها في قطاع الدفاع، وهو ما يشبه التقدم الذي تم إحرازه في الاستشعار والتصوير والكشف عن الأنشطة الخفية في المعالم والمواقع التاريخية.

 

العلاقة مع الجامعات السعودية

وشدد على أن الشركة تعمل بتركيز في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث عملت «تاليس» على تأسيس علاقات مع العديد من الجامعات السعودية لتوفير فرص التدريب والتوظيف، مثل جامعة الملك سعود، والفيصل، وجامعة اليمامة، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة عفت، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وكلية المدربين الفنيين، حيث تتطلع «تاليس» للمساهمة في تطوير القدرات السعودية.


مقالات ذات صلة

السعودية تستقطب شركات طيران وتفتح مسارات جديدة في 2024

الاقتصاد صورة لوزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي مع مسؤولي برنامج الربط الجوي السعودي خلال مؤتمر مسارات العالم (الشرق الأوسط) play-circle 00:46

السعودية تستقطب شركات طيران وتفتح مسارات جديدة في 2024

تحدّث الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي السعودي، ماجد خان، لـ«الشرق الأوسط»، عن نجاح البرنامج، هذا العام، في جذب 12 شركة طيران.

بندر مسلم (المنامة)
الاقتصاد بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

تشهد السوق العقارية السعودية طلباً متزايداً على الوحدات السكنية الصغيرة، مدفوعاً بتغير التركيبة السكانية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي مشاركاً في اجتماعات مجموعة العمل الخاصة بالتحولات في مجال الطاقة ضمن «مجموعة العشرين» (حساب وزارة الطاقة على «إكس»)

وزير الطاقة السعودي: أهمية التوازن بين النمو وأمن الطاقة

شدد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان على أهمية التوازن بين النمو الاقتصادي، وأمن الطاقة، وجهود مواجهة التغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (فوز دو إيغواسو (البرازيل))
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب» العالمي في نسخته الماضية (الشرق الأوسط)

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

من المقرر أن يجمع معرض «سيتي سكيب» العالمي، الذي سيقام من 11 إلى 14 نوفمبر المقبل، في العاصمة السعودية الرياض، أبرز خبراء المستقبل والمبتكرين.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد صورة في أثناء توقيع الاتفاقيات التجارية بين الدولتين (واس)

اتفاقيات تجارية سعودية - جورجية في قطاعات النقل والطاقة والسياحة

توقيع اتفاقيات سعودية - جورجية لتعزيز الشراكات التجارية، ومناقشة فرص استثمارية في النقل والزراعة والطاقة المتجددة والسياحة.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
TT

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

تشهد السوق العقارية في السعودية مؤخراً إقبالاً على الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي تتراوح مساحاتها بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث ارتفعت الصفقات العقارية لتلك المساحات بنسبة 151 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والاختصاصيين العقاريين خلال حديثهم مع «الشرق الأوسط»، هذا الإقبال، إلى 4 أسباب، مشيرين إلى أن المستقبل في المدن الكبرى مثل الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وجدة، والدمام سيكون للوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي ستخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين العقاريين في التوسع في هذه الوحدات وزيادة نصيبها ضمن مَحافظهم الاستثمارية والخاصة بمشروعات التطوير العقاري.

ويرى الخبير والمُقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن المستقبل في المدن الكبرى للوحدات السكنية من الشقق الصغيرة بمتوسط مساحة 35 متراً مربعاً، مضيفاً أن مبيعات غالبية المطورين والمسوّقين العقاريين في المدن الكبيرة تتركز في الوحدات السكنية الصغيرة التي تتكون من غرفة أو غرفتين واستوديو.

وأرجع الفقيه هذا التوجه نحو الوحدات السكنية الصغيرة، إلى 4 أسباب، تتمثل في تغير التركيبة السكانية في المدن الرئيسية وعلى رأسها مدينة الرياض ومحافظة جدة؛ بسبب الهجرة الكبيرة نحو المدن التي أصبحت مركز جذب، ولارتفاع جودة الحياة فيها، ولزيادة الفرص الوظيفية فيها للسعوديين وغير السعوديين، كما أن هذه الفئات قليلة العدد ومتوسط عدد أفرادها 3 أشخاص. بالإضافة إلى ظهور فئات جديدة في المجتمع لم يعهدها سابقاً، من الذين يُفضّلون الاستقلالية في السكن، حيث إن بعضهم سيدات، سواء منفصلات أو موظفات قادمات من خارج المدن، أو رجال يفضلون الاستقلالية في السكن.

وأشار الفقيه إلى أن السبب الثالث، يكمن في تغير العادات الاجتماعية، بحيث أصبحت الأسر الجديدة وحديثو الزواج يميلون إلى عدم إنجاب الأطفال بعدد كبير جداً، ويفضّلون وجود فترة زمنية تتجاوز 3 سنوات لإنجاب طفلهم الأول، بعد الاستقرار المادي والسكني، مضيفاً أن السبب الرابع يتمثل في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى؛ مما دفع كثيراً من العائلات الصغيرة والمستقلين إلى تفضيل الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة.

واستشهد الفقيه بلغة الأرقام، مشيراً إلى أن بيانات البورصة العقارية توضح تضاعف الصفقات العقارية للوحدات السكنية بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث سجّلت البورصة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 242 وحدة سكنية، بينما قفزت خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 608 وحدات سكنية، وهو مؤشر قوي على ازدياد وتفضيل هذا النوع من المساكن.

الوحدات الصغيرة... نجم صاعد

من جانبه، وصف المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبدالله، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، الوحدات السكنية الصغيرة بأنها نجم صاعد في السوق العقارية السعودية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب اهتمام المطورين والمستثمرين على حد سواء، مشيراً إلى أنه مع تنامي عدد السكان وزيادة الطلب على السكن فرضت هذه الوحدات نفسها حلاً مبتكراً وذكياً يلبي احتياجات الطلب الكبير والعصر الحديث في السوق العقارية السعودية، ويتواكب مع ما يشهده من تحولات ديناميكية، كما يجمع بين المرونة والكفاءة والاستدامة.

وأضاف أنه «في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة تظهر الحاجة إلى تنوع في الخيارات السكنية بشكل متزايد من الجيل الجديد من السعوديين الذين يفضّلون الاستقلالية والمرونة، ويسعون للحصول على وحدات سكنية تلبي احتياجاتهم الفردية بأسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية». ولفت إلى أن الوحدات السكنية الكبيرة لم تعد الخيار الأوحد، بل باتت الوحدات الصغيرة تجذب الأنظار، خصوصاً للشباب والعائلات الصغيرة والمهنيين غير المتزوجين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يتناسب مع احتياجاتهم، دون الإخلال بالجودة أو الراحة؛ مما يجعلها خياراً مثالياً لمَن يسعون للحصول على نمط حياة عصري ومستدام، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو التصميم الذكي واستخدام المساحات بشكل أكثر فعالية.

ويرى العبودي أن النمو السكاني وتنامي تدفق موظفي الشركات العالمية والمستثمرين، زادا من الطلب على الوحدات السكنية الصغيرة بشكل لافت في المملكة، خصوصاً للفئات الباحثة عن سكن بأسعار معقولة وبمواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن الطلب على الوحدات الصغيرة سيرتفع بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة؛ حيث يسهم ذلك في تخفيف الضغط على الوحدات السكنية الكبيرة ويفتح أبواباً جديدة للاستثمار في قطاع العقارات، كما أن المستثمرين العقاريين بدأوا في استيعاب ذلك، وهو ما أدى إلى زيادة المشروعات السكنية التي تركز على تقديم وحدات صغيرة تتسم بالجودة والكفاءة.

وأضاف أنها تعدّ خياراً اقتصادياً ممتازاً سواء للمطورين أو للمشترين، فالمساحات الأصغر تعني تكاليف أقل للبناء وبالتالي تقديم وحدات بأسعار تنافسية تتيح لشريحة أوسع من السكان إمكانية التملك أو الإيجار، وهذا يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030» في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، كما أنها ستصبح جزءاً أساسياً من النسيج العقاري للمملكة.