احتياطيات «المركزي اللبناني» ترتفع 800 مليون دولار خلال 6 أشهر

منصوري في الرياض مؤكداً متانة العلاقة مع المملكة

وسيم منصوري حاكم «مصرف لبنان» بالإنابة في مؤتمر صحافي سابق (أ.ب)
وسيم منصوري حاكم «مصرف لبنان» بالإنابة في مؤتمر صحافي سابق (أ.ب)
TT

احتياطيات «المركزي اللبناني» ترتفع 800 مليون دولار خلال 6 أشهر

وسيم منصوري حاكم «مصرف لبنان» بالإنابة في مؤتمر صحافي سابق (أ.ب)
وسيم منصوري حاكم «مصرف لبنان» بالإنابة في مؤتمر صحافي سابق (أ.ب)

لامست الزيادات المتوالية في احتياطيات العملات الصعبة لدى «مصرف لبنان المركزي»، بنهاية الشهر الأول من العام الحالي، مستوى 800 مليون دولار جرى استقطابها، خلال 6 أشهر متتالية، عبر تلبية احتياجات القطاع المالي المحلّي للعملة الوطنية، وضمن استهداف حفظ الاستقرار النقدي المستمر للفترة عينها بسعر 89.5 ألف ليرة للدولار.

وتترافق هذه الحصيلة الرقمية التي دفعت مجموع الاحتياطي مجدداً إلى عتبة 10 مليارات ببلوغه مستوى 9.6 مليار دولار، مع تواصل الضبط المُحكم لحجم الكتلة النقدية بالعملة الوطنية التي تدنّت إلى نحو 57 تريليون ليرة، بنهاية الشهر الأول من العام الحالي، أي ما يوازي نحو 640 مليون دولار وفق السعر الساري.

وتعكس هذه المعطيات بأرقامها وباستهدافاتها جانباً من التحولات النوعية في إدارة السياسات النقدية وشؤون القطاع المالي، وبما يشمل كبح المضاربات في أسواق القطع، توطئة لبلوغ محطة اعتماد سعر واقعي ومرِن للعملة، عبر منصة «بلومبرغ» البديلة لمنصة «صيرفة» الموقوفة، مع تواصل التحضيرات لإطلاقها في غضون الأسابيع المقبلة، بعد إتمام عمليات التسجيل والتجهيزات التكنولوجية والتدريب من جانب البنوك، مع الأخذ في الاعتبار عامل التأخير المرتبط بالتطورات الاستثنائية الناجمة عن اندلاع حرب غزّة.

ووفق رصد لمصادر معنيّة ومتابعة تواصلت معها «الشرق الأوسط»، فإن المنهجية المحدَثة، التي يعتمدها حاكم «المصرف المركزي» بالإنابة، الدكتور وسيم منصوري، بالاستناد إلى القيادة الجماعية مع نوابه والمديرين المعنيين في صناعة القرار، تُحقق بالفعل نجاحات مشهودة في مجالات أساسية، رغم التبدلات المعاكسة في أداء القطاعات الاقتصادية عموماً، وانحسار التدفقات الدولارية في قطاع السياحة خصوصاً، جراء المخاوف من توسّع المواجهات العسكرية في الجنوب اللبناني.

ولا تقتصر التحولات المحقَّقة، وفق المصادر، على الركيزة النقدية لجهة تقوية متانة الاستقرار النقدي عبر الإدارة الفعالة للسيولة والتدفقات بالليرة وبالعملات الصعبة، بل تتكامل مع القرار الصارم الذي اتخذته القيادة الجديدة للمصرف المركزي بالامتناع تماماً عن تمويل القطاع العام، وحفز الحكومة على إرساء التوازن بين مداخيل الخزينة ومصاريفها، وهو الأمر الذي ترجمته بيانات موازنة العام الحالي عقب التعديلات الجوهرية والحاسمة التي أقرّها مجلس النواب.

كما تعكف قيادة «المركزي» على إعادة تكريس المفهوم المؤسسي للبنك، استناداً إلى اقتناع راسخ بأن «المصرف المركزي» هو مؤسسة قوية ولديها إمكانات، ويتوجب العمل المستمر لتحسين كل آليات الحوكمة فيه، كما يعاد النظر في الآليات المالية الداخلية في «المصرف المركزي»، فضلاً عن إعادة تكوين مخزون الثقة والالتزام وعدم التمييز أو المحاباة على مستوى الكادر الوظيفي،

واستطراداً لأداء المهامّ المحورية الناظمة في إدارة شؤون القطاع المالي، وبحيث يجري حجب أي استثناءات في تطبيق التعاميم والتدابير الموجهة إلى المصارف والشركات المالية، ومنع أي تجاوزات في البيانات والإفصاحات، وذلك بعدما جرى تجاوز استكمال معالجة كل التشوهات التي لحقت بموقعه ومسؤولياته وسُمعته، جرّاء المشكلات االقضائية وغير القضائية التي لاحقت الحاكم السابق.

وفي رصد موازٍ، يُولي منصوري، وفق مُقرَّبين منه، أهمية خاصة لإعادة هيكلة منظومة العلاقات الخارجية لـ«المصرف المركزي»، وبما يمهد لاحقاً لاستعادة التواصل المثمر بين القطاع المالي المحلي والأسواق الإقليمية والدولية، وذلك بدءاً من المحيط العربي عموماً، والخليجي خصوصاً، مروراً بالمؤسسات المالية الأوروبية، ووصولاً إلى دوائر صناعة القرارات المالية والمصرفية في الولايات المتحدة.

وفي المستجدّات ضمن هذا السياق، وصل الحاكم بالإنابة إلى الرياض، يوم الاثنين؛ تلبية لدعوة من البنك المركزي السعودي «ساما»؛ للمشاركة في مؤتمر مالي، وعقد جولة من اللقاءات مع قيادات المؤسسة ومصرفيين ومسؤولين ماليين.

ومن منطلق اقتناعه بأن العلاقات اللبنانية السعودية تاريخية، ولا بد من الحفاظ عليها وتطويرها، سيؤكد منصوري مجدداً أولوية التواصل اللبناني المستمر مع منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، والموقع الريادي للملكة في دعم لبنان واستقراره، ونهوض الدولة وقطاعات الاقتصاد، فضلاً عما توفره من رعاية لمئات الآلاف من اللبنانيين العاملين في ربوعها.


مقالات ذات صلة

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

«بنك إنجلترا»: تأثير الموازنة على التضخم يثير الغموض بشأن خفض الفائدة

قال كبار مسؤولي بنك إنجلترا إن التأثيرات المحتملة للزيادات الضريبية في أول موازنة تقدّمها الحكومة على التضخم تُعدّ أكبر نقطة غموض فيما يتعلق بالفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مشاة يسيرون أمام مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يدرس خفض الفائدة في 2025 بشرط استقرار الاقتصاد

قالت محافظة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، إن البنك قد يبدأ في خفض سعر الفائدة الرئيس، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، في العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد متسوقة في إحدى الأسواق التركية (إكس)

تحركات تركية إضافية لكبح التضخم

أعلن وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك أن الحكومة ستتخذ إجراءات إضافية ضرورية لمعالجة التضخم المرتفع، متوقعاً تراجع التضخم إلى خانة الآحاد في عام 2026.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أدريانا كوغلر (أ.ب)

مسؤولة كبيرة في «الفيدرالي» تدافع عن استقلالية «المركزي» عقب فوز ترمب

قدّمت مسؤولة في بنك الاحتياطي الفيدرالي دفاعاً مطولاً عن الاستقلال السياسي للبنك المركزي يوم الخميس، بعد أيام فقط من إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)
ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)
ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2024، وزادت أيضاً الصادرات الوطنية غير النفطية بنسبة 7.6 في المائة، باستثناء إعادة التصدير.

ووفق تقرير «الهيئة العامة للإحصاء»، فقد ارتفعت قيمة السلع المُعاد تصديرها إلى 48.4 في المائة خلال الفترة نفسها، وذلك وفقاً لـ«نشرة التجارة الدولية» في الربع الثالث من العام الحالي.

وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، كشفت «الهيئة» عن ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 22.8 في المائة، وزيادة الصادرات الوطنية غير النفطية بنسبة 11.6 في المائة، باستثناء إعادة التصدير.

وأفادت نتائج «النشرة» بانخفاض الصادرات السلعية في شهر سبتمبر بنسبة 14.9 في المائة، بينما انخفضت نسبة الصادرات النفطية من مجموع الصادرات الكلي من 79.7 في المائة خلال سبتمبر 2023 إلى 70.7 في المائة خلال الشهر ذاته من العام الحالي.

وأفصحت نتائج «النشرة» عن ارتفاع واردات السعودية في سبتمبر الماضي بنسبة 15.0 في المائة، وزيادة نسبة الصادرات السلعية غير النفطية إلى 37.1 في المائة؛ وذلك نتيجة ارتفاع الصادرات غير النفطية حيث بلغت 22.8 في المائة.