التضخم في تركيا يتسارع بأعلى من المتوقع خلال يناير

شيمشك توقّع انخفاضاً كبيراً في النصف الثاني من العام

حقّق التضخم في يناير أكبر قفزة شهرية له منذ أغسطس الماضي بنسبة 6.7 % على أساس شهري (رويترز)
حقّق التضخم في يناير أكبر قفزة شهرية له منذ أغسطس الماضي بنسبة 6.7 % على أساس شهري (رويترز)
TT

التضخم في تركيا يتسارع بأعلى من المتوقع خلال يناير

حقّق التضخم في يناير أكبر قفزة شهرية له منذ أغسطس الماضي بنسبة 6.7 % على أساس شهري (رويترز)
حقّق التضخم في يناير أكبر قفزة شهرية له منذ أغسطس الماضي بنسبة 6.7 % على أساس شهري (رويترز)

تسارع التضخم في تركيا بأكثر من المتوقع في يناير (كانون الثاني) الماضي مسجلاً أكبر زيادة منذ أغسطس (آب) 2023 على أساس شهري.

وحقق التضخم في يناير أكبر قفزة شهرية له منذ أغسطس (آب) الماضي، بنسبة 6.7 في المائة على أساس شهري.

وبحسب أرقام التضخم لشهر يناير، التي نشرها معهد الإحصاء التركي، يوم الاثنين، ارتفع التضخم على أساس سنوي إلى 64.86 في المائة من 64.77 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وجاءت الزيادة أعلى من التوقعات السابقة التي أشارت إلى تباطؤ التضخم على أساس سنوي إلى 64.52 في المائة.

وكانت القطاعات التي شهدت أكبر ارتفاع شهري في الأسعار هي الصحة بنسبة 17.7 في المائة، والفنادق والمقاهي والمطاعم بنسبة 12 في المائة، والسلع والخدمات المتنوعة بنسبة تزيد قليلاً على 10 في المائة. وكان قطاع الملابس والأحذية هو القطاع الوحيد الذي أظهر انخفاضاً شهرياً في الأسعار بنسبة -1.61 في المائة.

وسجلت الفنادق والمقاهي والمطاعم أعلى زيادة على أساس سنوي خلال يناير بنسبة 92.27 في المائة، في حين شهدت الملابس والأحذية أدنى زيادة بنسبة 40.62 في المائة.

وأشارت البيانات إلى أن معدل التضخم المتداول لمدة 12 شهراً وصل إلى 54.72 في المائة في يناير.

وأوضحت البيانات، أن مؤشر أسعار المنتجين المحليين ارتفع بنسبة 4.14 في المائة على أساس شهري خلال يناير، مسجلاً ارتفاعاً سنوياً بنسبة 44.2 في المائة.

وعلق وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشك، على أرقام التضخم المعلنة قائلاً: «في يناير، ارتفع التضخم الشهري بسبب تأثيرات مؤقتة بنسبة 6.7 في المائة، في حين بلغ التضخم السنوي نحو 64.9 في المائة. لا نتوقع أن تتسبب هذه التأثيرات، التي انعكست إلى حد كبير على التضخم في يناير، في تأثيرات سلبية على الاتجاه الرئيسي للتضخم».

وأضاف شيمشك، على حسابه في «إكس»: «نتوقع أن ينخفض التضخم الشهري بشكل كبير بدءاً من فبراير (شباط) الحالي وسيظل متماشياً مع توقعاتنا... سنشهد انخفاضاً كبيراً في التضخم السنوي في النصف الثاني من العام... ضمان استقرار الأسعار هو أولويتنا الرئيسية».

وقال المصرف المركزي، الشهر الماضي، إنه وصل إلى مستوى كافٍ لضمان تراجع التضخم، بعد رفع أسعار الفائدة بمقدار 3650 نقطة أساس منذ يونيو (حزيران)، لكنه أكد أنه سيستخدم جميع الأدوات المتاحة للسيطرة على الأسعار، وسيعود إلى تشديد السياسة النقدية إذا كانت هناك مخاطر أو إذا أظهر الاتجاه الرئيسي للتضخم ارتفاعاً عكس المتوقع.

وأكد الرئيس الجديد للمصرف المركزي التركي، فاتح كاراهان، أن المصرف سيواصل سياسة التشديد النقدي خلال الفترة المقبلة ولن يسمح بأي تدهور في توقعاته.

وشدد كاراهان، في أول بيان له صدر يوم الأحد، بعد يوم واحد من توليه منصبه خلفاً لرئيسة المصرف السابقة حفيظة غايا أركان، على أن الهدف الرئيسي والأولوية للمصرف المركزي ضمان استقرار الأسعار.

ووسط توقعات بقفزة جديدة للتضخم في أرقام يناير، التي لم تعلن بعد، قال كاراهان: «نحن مصممون على الحفاظ على التشديد النقدي اللازم حتى ينخفض التضخم إلى مستويات متوافقة مع هدفنا، نتابع من كثب توقعات التضخم وسلوك التسعير، وبالتأكيد لن نسمح بأي تدهور في توقعات التضخم».

وحدد المصرف المركزي التركي 5 في المائة هدفاً للتضخم على المدى المتوسط، في حين وصل المعدل السنوي إلى 65 في المائة نهاية عام 2023. ويستهدف برنامج الحكومة الاقتصادي متوسط المدى الذي أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي 36 في المائة في نهاية العام الحالي، و15 في المائة في نهاية عام 2025.

ومن المقرر أن يعلن، الخميس المقبل، أول تقرير فصلي للتضخم سيصدره المصرف المركزي وسط ترقب لما سيحدثه التغيير في قيادة المركزي التركي بعد إعفاء غايا إركان من منصبها ليل الجمعة - السبت، وتعيين نائبها فاتح كاراهان خلفاً لهاً.

ويرى خبراء، أنه بعد أن اقتربت أسعار الفائدة من الذروة حالياً يمكن للمصرف المركزي أن يستفيد، بشكل أكبر من أدواته البديلة، مثل إصدارات الأوراق المالية قصيرة الأجل أو زيادة نسب متطلبات الاحتياطي.

ورغم تعهد صناع السياسات في تركيا بالاستمرار في التشديد النقدي، فإن ثمة تبايناً بين المصارف الاستثمارية العالمية بشأن ما قد يحدث بعد ذلك، وتتوقع مصارف مثل «مورغان ستانلي» و«غولدمان ساكس» خفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام الحالي.

لكن «جي بي مورغان تشيس آند كو» لم يستبعد مزيداً من الارتفاعات في سعر الفائدة مع زيادة التضخم.

كما توقع اقتصاديون أتراك ألا يتم التوجه إلى خفض الفائدة قبل الربع الأخيرة من العام.


مقالات ذات صلة

ارتفاع التضخم في الكويت 2.36 % في نوفمبر

الاقتصاد متسوقون في «سوبر ماركت» بالعاصمة الكويتية (إعلام محلي)

ارتفاع التضخم في الكويت 2.36 % في نوفمبر

أظهرت بيانات الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت اليوم (الأحد) أن التضخم السنوي في البلاد ارتفع 2.36 % في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد جيروم باول رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن 18 ديسمبر 2024 (وكالة حماية البيئة)

عام حاسم لباول: هل سيتمكن من تحقيق الهبوط الناعم قبل نهاية ولايته؟

من المرجح أن يكون العام المقبل آخر عام كامل لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في منصبه على رأس البنك المركزي الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

البنوك المركزية العالمية تتخذ قرارات متباينة في ختام 2024

مع اقتراب ختام عام 2024، شهدت السياسات النقدية في كثير من الاقتصادات الكبرى تحولات مهمة؛ حيث تبنَّت البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم استراتيجيات متباينة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا (إعلام تركي)

تركيا تحصل على إعفاء أميركي من العقوبات على مدفوعات الغاز لروسيا

أعفت الولايات المتحدة تركيا من العقوبات التي تفرضها على بنك «غازبروم» فيما يخص مدفوعاتها عن واردات الغاز الطبيعي من روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

صفقة ضخمة بقيمة 266 مليون دولار لتعزيز السيولة في العقار السعودي

أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)
TT

صفقة ضخمة بقيمة 266 مليون دولار لتعزيز السيولة في العقار السعودي

أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع التابعة لبرنامج «سكني» (الشرق الأوسط)

وقّعت الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، اتفاقية لشراء محفظة تمويل عقاري بقيمة مليار ريال (266.7 مليون دولار)، مع شركة «بداية للتمويل»، حيث تُعد هذه الصفقة أكبر اتفاقية من نوعها لضخ السيولة في السوق العقارية بالمملكة.

جاء التوقيع، يوم الأحد، بحضور وزير البلديات والإسكان رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري ماجد الحقيل، ورئيس مجلس إدارة «بداية للتمويل» عبد العزيز العمير.

تأتي هذه الاتفاقية امتداداً لجهود الشركة المتواصلة لتعزيز سوق التمويل العقاري السكني بالمملكة والتوسع في مجال إعادة التمويل، حيث تُعدّ هذه الصفقة أكبر اتفاقية من نوعها لشركات التمويل، ما يعكس التزام الطرفين بتقديم حلول تمويل عقاري مبتكرة للمواطنين والمساهمة في تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان - أحد برامج «رؤية 2030» - التي تهدف إلى زيادة نسبة تملك الأُسر السعودية للمنازل.

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري مجيد العبد الجبار، أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار توسيع الشراكة مع «بداية للتمويل»، إذ ستسهم في ضخ مزيد من السيولة وتعزيز الاستقرار في سوق التمويل العقاري بالمملكة.

وأضاف العبد الجبار أن هذه الاتفاقية تمثل خطوة مهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لبرنامج الإسكان، من خلال المساهمة في زيادة تملك المواطنين لمنازلهم، كما تُعدّ جزءاً من توجه الشركة نحو بناء شراكات استراتيجية مع الجهات التمويلية الرائدة، والتي تهدف، من خلالها، إلى تطوير سوق ثانوية نشطة للتمويل العقاري السكني بالمملكة.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ«بداية للتمويل» محمود دحدولي إن هذه الاتفاقية الاستراتيجية مع الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري تُعد خطوة مهمة لتعزيز الدور التكاملي في تقديم حلول تمويلية مبتكرة تسهم في دعم تطور سوق الأوراق المالية من خلال محافظ التمويل العقاري.

وأضاف دحدولي أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن رؤية الشركة الهادفة إلى تمكين مستقبل مالي أكثر إشراقاً لعملائنا، من خلال تقديم حلول تمويلية مبتكرة وموثوق بها تتيح للمواطنين تحقيق تطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم، بما يتواءم مع مستهدفات برنامج الإسكان لزيادة نسبة تملك المواطنين للمنازل.

يُذكر أن الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري تأسست من قِبل «صندوق الاستثمارات العامة» في عام 2017؛ بهدف تطوير سوق التمويل العقاري بالمملكة، وذلك بعد حصولها على ترخيص من البنك المركزي السعودي، للعمل في مجال إعادة التمويل العقاري، حيث تؤدي دوراً أساسياً في تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان ضمن «رؤية 2030» الرامية إلى رفع معدل تملك المنازل بين المواطنين السعوديين، وذلك من خلال توفير السيولة للممولين، لتمكينهم من توفير تمويل سكني ميسور التكلفة للأفراد، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء لدعم منظومة الإسكان بالمملكة.