«ميرسك» تكشف النقاب عن أكبر سفينة حاويات في العالم تعمل بالميثانول

حولت خطاً ملاحياً جديداً إلى طريق رأس الرجاء الصالح

حاويات عملاقة تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن في أحد موانئ غانا (د.ب.أ)
حاويات عملاقة تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن في أحد موانئ غانا (د.ب.أ)
TT

«ميرسك» تكشف النقاب عن أكبر سفينة حاويات في العالم تعمل بالميثانول

حاويات عملاقة تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن في أحد موانئ غانا (د.ب.أ)
حاويات عملاقة تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن في أحد موانئ غانا (د.ب.أ)

أعلنت شركة «إيه بي مولر ميرسك» للشحن أن أحدث سفينة تابعة لها تعمل بوقود الميثانول سوف تبحر قريبا من كوريا الجنوبية، في الوقت الذي تسعى فيه شركة الشحن الدنماركية العملاقة إلى الحد من انبعاثات أنشطتها في واحدة من أكثر الصناعات تلويثا للبيئة.

وكشفت الشركة، ومقرها كوبنهاغن، النقاب عن سفينة الحاويات التي تحمل اسم «آن ميرسك» في ترسانة بناء السفن التابعة لشركة «إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة» بمدينة أولسان الكورية الجنوبية، وقالت إن السفينة التي يبلغ طولها 350 مترا سوف يبدأ تشغيلها في فبراير (شباط) المقبل، مشيرة إلى أنها أكبر سفينة حاويات تعمل بالميثانول الأخضر يمكنها قطع مسافات واسعة عبر المحيطات.

وتقول «ميرسك» إن سعة السفينة تبلغ ما يوازي 16.592 ألف حاوية بحجم عشرين قدما، أو ما يوازي 29 ألف فيل أفريقي، وسوف تبحر ما بين الصين ودول آسيوية أخرى، فضلا عن الشرق الأوسط وأوروبا.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لورينزو سونزيو، مدير إدارة الأسطول والتكنولوجيا لدى «ميرسك»، قوله في مقابلة بشأن السفينة: «نطمح بحلول عام 2030 أن ننقل 25 بالمائة من حجم الشحنات باستخدام الوقود الأخضر»، مضيفا أنه «من أجل تحقيق هذا الهدف، لدينا خطة تتمثل في استبدال سفن تعمل بالوقود الأخضر بالأسطول الحالي».

وتعتزم «ميرسك» تشغيل 25 سفينة قادرة على العمل بوقود الميثانول الأخضر بحلول عام 2027، ولديها بالفعل سفينة واحدة تعمل بالميثانول الأخضر تم تدشينها العام الماضي، وإن كانت أصغر حجما ويمكنها أن تقطع مسافات أقصر مقارنة بالسفينة الجديدة.

وجدير بالذكر أن المنظمة البحرية الدولية تسعى إلى تحقيق هدف صفر انبعاثات بحلول عام 2050، وإن كانت طموحات «ميرسك» تتمثل في تحقيق هذا الهدف بحلول 2040 عن طريق استخدام أنواع الوقود الصديقة للبيئة باعتبارها من الدعائم الرئيسية لهذه الاستراتيجية، بحسب «بلومبرغ».

وفي غضون ذلك، قالت مجموعة الشحن الدنماركية «ميرسك» يوم الجمعة إن خدمات الخط الملاحي «إم إي سي إل» بين الهند والساحل الأميركي الشرقي الذي يمر بموانئ في الشرق الأوسط لن تمر بعد الآن عبر البحر الأحمر، بل ستبحر حول رأس الرجاء الصالح.

وكانت «ميرسك» قالت يوم الأربعاء إن انفجارات قرب مضيق باب المندب أجبرت سفينتين تشغلهما وحدتها الأميركية، وتحملان إمدادات للجيش الأميركي، على العودة أدراجهما حينما كانتا تعبران المضيق صوب الشمال وسط حراسة البحرية الأميركية.

وذكرت «ميرسك» في بيان: «أبلغت السفينتان عن رؤية انفجارات قريبة واعترضت البحرية الأميركية المصاحبة لهما عدة مقذوفات أيضا»، مضيفة أنها ستعلق عبور السفن التابعة لوحدتها الأميركية من البحر الأحمر.

وتشغل الوحدة الأميركية «ميرسك لاين ليمتد» السفينتين، وتنقل الوحدة شحنات تابعة لوزارة الدفاع ووزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وهيئات حكومية أخرى. وقالت «ميرسك» إن السفينتين مدرجتان في برنامج الأمن البحري والجسر البحري الطوعي مع الحكومة الأميركية الذي يوفر حماية البحرية الأميركية خلال العبور بالمضيق. وتدير وزارة الدفاع برنامج الأمن البحري والجسر البحري الطوعي لنقل القوات والإمدادات والعتاد خلال أوقات الحرب أو حالات الطوارئ الوطنية.

وذكرت «ميرسك» أن السفينتين لم تتعرضا لأضرار ولم يُصب طاقمهما بأذى وأن البحرية الأميركية رافقتهما خلال عودتهما إلى خليج عدن.

وقال مسؤول أمريكي إنه لم تتم إصابة أي سفينة. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «صواريخ الحوثيين لم تصب أي سفن حربية أو سفن تجارية أميركية». وقالت القيادة المركزية الأميركية إن جماعة الحوثي اليمنية أطلقت يوم الأربعاء ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن صوب سفينة شحن الحاويات «ميرسك ديترويت» خلال عبورها خليج عدن. وأضافت في بيان أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو تعرض السفينة لأضرار.


مقالات ذات صلة

«الحوثيون» يعلنون مهاجمة سفينة في البحر الأحمر

العالم العربي مسلحون حوثيون يشاركون في تظاهرة باليمن (د.ب.أ)

«الحوثيون» يعلنون مهاجمة سفينة في البحر الأحمر

أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الثلاثاء، استهداف سفينة شحن في البحر الأحمر، غداة تقرير من «مركز المعلومات البحرية المشترك» عن انفجارين منفصلين.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي البحر الأحمر (أرشيفية - أ.ف.ب)

هيئة بحرية: تقرير عن واقعة غرب المخا باليمن

قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت تقريراً عن واقعة في البحر الأحمر على بعد 25 ميلاً بحرياً إلى الغرب من المخا في اليمن، حسب «رويترز».

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية هدف السباق إلى إحياء روح الإبحار السعودي (الشرق الأوسط)

ساحل أملج يتزين بسباق «البحر الأحمر كلاسيك» للإبحار الشراعي

أُقيم سباق «البحر الأحمر كلاسيك» للإبحار الشراعي، الذي نظَّمته شركة «54» العالمية للرياضة والترفيه، بالتعاون مع شركة «البحر الأحمر العالمية»، والمجتمع المحلي.

«الشرق الأوسط» (أملج)
العالم العربي الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيَّرة (أرشيفية - د.ب.أ)

الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أميركية ومدمرتين... و«البنتاغون» يؤكد

قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن يحيى سريع إن قوات الجماعة استهدفت حاملة طائرات أميركية ومدمرتين أميركيتين أخريين بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)

مصر: تعويض خسائر قناة السويس عبر تنويع خدماتها

تتّجه قناة السويس المصرية إلى «تنويع مصادر دخلها»، عبر التوسع في تقديم الخدمات الملاحية والبحرية للسفن المارّة بالمجرى الملاحي، في محاولة لتعويض خسائرها.

أحمد إمبابي (القاهرة)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».